الاثنين، يونيو 20، 2011

تفسيرالى ماذا ترمز كلمة (( الثدى)) فى نشيد الانشاد



لقد تم اجراء بعض التعديل على الموضوع لتسهيل الفهم 


بنعمة ربنا اليوم الرد سيكون على كلمة تثار حولها الشبهات جاءت في سفر نشيد الإنشاد وبداية سأبدأ بكلمة (( ثدياك )) التى يعتبرها بعض الإخوة من الكلمات الغير لائقة لان تذكر في كتاب فيه تعاليم الله الذي هو الخالق لها لهدف تربوي روحي ,و أيضا غريزي لإشباع الأمومة .
 
أولا لنتعرف على من هو كاتب السفر و إلى من يشير في الرموز التى استخدمها و الى من تشير
** كاتب السفـر :
+ كتبه سليمان الحكيم بكونه أنشودة المحبة الروحية التي تتغني بها الكنيسة (وكل عضو فيها) لعريسها السماوي ـ المسيح العرس الأبدي ـ خلال الرموز ويفسره علي أنه العلاقة بين العريس والكنيسة العروس.
** شخصيات السفر :
يتحدث هذا السفر عن عدة شخصيات هم :
1- العريس ، وهو السيد المسيح الذي يخطب الكنيسة عروسا مقدسة له ( أف 5: 27 )
2- العروس ، وهي الكنيسة الجامعة أو المؤمن كعضو حي فيها وتسمي " شولميث "
3- العذارى هم المؤمنون الذين لم يبلغوا بعد العمق الروحي لكنهم أحرزوا بعض التقدم في طريق الخلاص
4- بنات أورشليم ويمثلن الأمة اليهودية التي كان يليق بها أن تكرز بالمسيا المخلص
5- أصدقاء العريس , وهم الملائكة الذين بلغوا الإنسان الكامل ( أف 4 : 13 )
6- الأخت الصغيرة ، وهي تمثل البشرية المحتاجة إلى من يخدمها ويرعاها في المسيح يسوع
و بعد أن تعرفنا على الأشخاص الذين أشار لهم السفر تعالوا بقى نتعرف بتفصيل اكتر عن الهدف من استخدام كلمات كالثدي تحديداً في هذا السفر 
- و كلنا نعلم أن ثدي المرأة قد أعطاه الله لها لإكمال دور الأمومة و الحنان , و الإشباع للرضيع لا يكون بغير ثدى أمه الذي يرضعه ليغذيه و يقوته و يقويه من الناحية الجسدية ,و أيضا يعطيه الإشباع العاطفي و يشعره بالأمان و هو بين ذراعي أمه يعتصر من لبنها ليروى جوعه و أيضا لينمو جسده .
-  و قد وجدنا الله يكلمنا بلغة بشرية كي يصل لنا المفهوم الروحي لمن لهم قامة روحية و لذلك فسفر نشيد الانشاد يعتبر من الأسفار الروحية العالية المعاني بالنسبة للأشخاص الجسدانيين ( الطبيعيين ) و لذلك نجدهم يختزلون المعاني الروحية في معاني حرفية و قد يكون هذا مرجعه لطريقة فكر الإنسان البعيد عن الله و الذي يركز فكره فى الطبيعة الجسدانية 
وكلمة الثدي هنا نجدها لم ترد فقط في سفر نشيد الانشاد و لكنها وردت أيضا في سفر اشعياء النبي و تعالوا نشوف ماذا قال اشعاء 66 (10، 11) افرحوا مع أورشليم و ابتهجوا معا يا جميع محبيها افرحوا معا فرحا يا جميع النائحين عليها. لكي ترضعوا و تشبعوا من ثدي تعزياتها لكي تعصروا و تتلذذوا من درة مجدها.
قال افرحوا مع أورشليم و أورشليم هي مدينة و ليست أنثى و قال لكي ترضعوا و تشبعوا و تتلذذوا من تعزياتها و تعزيات أورشليم فى النبوة تشير الى مجئ المسيح الذي سيمجد أبنائه و هذا هو الشبع نجده يذكر في أكثر من موضع بالكتاب المقدس 
- كما من شحم و دسم تشبع نفسي و بشفتي الابتهاج يسبحك فمي (مز  63 :  5)
- الساقي الجبال من علاليه من ثمر أعمالك تشبع الأرض (مز  104 :  13)
- تفتح يدك فتشبع كل حي رضي (مز  145 :  16)
- الهاوية و الهلاك لا يشبعان و كذا عينا الإنسان لا تشبعان (أم  27 :  20) و لكن نجد السيد المسيح يعلن لنا عن الشبع فيقول لنا القديس لوقا عن لسان المسيح قوله (( طوباكم أيها الجياع الآن لأنكم تشبعون طوياكم أيها الباكون الآن لأنكم ستضحكون (لو  6 :  21)) و لكن كيف يكون لنا الشبع من المسيح هل هو ماكث معنا ليطعمنا الطعام ( البائد )= الفاني
- (( اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطيكم ابن الإنسان لان هذا الله الأب قد ختمه (يو  6 :  27) بل انه هنا يكلمنا عن الطعام ( الروحاني ) و ماهو هذا الطعام الذي يعدنا به  المسيح 
نجد الرد في سفر يوحنا الإصحاح 6 - أنا هو خبز الحياة.
 49- إباؤكم أكلوا المن في البرية و ماتوا.
 50- هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان و لا يموت.
 التناول "سر الافخارستيا"
من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه
 51- أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء أن أكل احد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد و الخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم.
- و نعود و نتسائل و ماعلاقة مدينة أورشليم بالعطاء الروحي فهي مجرد مدينة و لكن الكتاب المقدس يكلمنا عن مدينة سمائية يسكنها الأبرار الذي اقتاتوا من الطعام الروحي و اعتصروا من تغذيات الأم (( الكنيسة )) التى هي بمثابة الأم الروحية لأبناء المسيح و هي ايضاً العروس التى تكلم عنها نشيد الانشاد و تعالوا نشوف كيف وصف نشيد الانشاد الكنيسة و دورها في حياة أبنائها 
ثدياك كخشفتي ظبية توأمين يرعيان بين السوسن (نش  4 :  5)والثديان= بهما ترضع الأم أولادها الصغار. والكنيسة ترضع أولادها بكلمات الكتاب المقدس في العهد الجديد والعهد القديم، وهما توأمان فلهما مصدر واحد هو الروح القدس، وهما متكاملان فالعهد القديم تنبأ عن العهد الجديد والعهد الجديد شرح العهد القديم
قامتك هذه شبيهة بالنخلة و ثدياك بالعناقيد (نش  7 :  7)و هنا يصف قامة الكنيسة كالنخلة المستقيمة بلا عوج أو ميل يشوه صورتها الجميلة أمام الله و  النخلة أيضاً سر قوتها في جذورها العميقة و التى لها العمق و العمق هنا هو إشارة إلى الروح القدس و كما قال السيد المسيح لتلاميذه ادخلوا إلى العمق و القوا الشباك 

و  نجد أيضا الصديقين يصفهم الكتاب المقدس بالنخل ( الصديق كالنخلة يزهو كالأرز في لبنان ينمو (مز  92 :  12)فالروح القدس هو به يكون سر(( استقامة )) الكنيسة و نجد سليمان النبي يقول بالروح القدس أن الثديان و اللذان كما ذكرت يرمزان للعهدين القديم و الجديد هم مملؤان بعصير الكرمة و الذي بهما يكون الوصول للفرح الابدى في ملكوت المسيح  قلت أني اصعد إلى النخلة و امسك بعذوقها و تكون ثدياك كعناقيد الكرم و رائحة انفك كالتفاح (نش  7 :  8) و هنا يصف قمة اشتياق الله إلى كنيسته ( العروس )بأبنائه ( عذوقها ) و الذين هم في يد الله ليدافع عنهم و الذين أحبهم و الذي جاء من اجلهم فهو أيضا مشتاق إلى أن يجلسهم في ملكوته و الوصف برائحة التفاح و هذا كناية عن رائحة أولاد المسيح الذكية و التى بها سمات أبناء الملك ( البارين )
تم الاسترشاد بتفسير الكنيسة القبطية و تفسير البابا شنودة لنشيد الانشاد
- و إلى هنا يكون بنعمة ربنا الرد على كلمة ((الثدى)) و بنعمة ربنا سيكون الرد على باقي ما ورد في نشيد الأناشيد من المعاني الروحية في مقالات متعاقبة
و لإلهنا كل التقديس و المجد و الكرامة إلى دهر الدهور
آمين

هناك 3 تعليقات:

  1. تفسير رائع وأشكرك عليه فياريت بعد إذن فخامتك تشرحي لنا هذا النص من نشيد الانشاد الروحي :

    1. ها انت جميلة يا حبيبتي ها انت جميلة (عيناك )حمامتان من تحت نقابك.شعرك كقطيع معز رابض على جبل جلعاد.
    2 (اسنانك )كقطيع الجزائز الصادرة من الغسل اللواتي كل واحدة متئم وليس فيهنّ عقيم.
    3 (شفتاك) كسلكة من القرمز.وفمك حلو.خدك كفلقة رمانة تحت نقابك.
    4 (عنقك) كبرج داود المبني للاسلحة.
    5 هنّ ستون ملكة وثمانون سرية وعذارى بلا عدد
    6 (خداه) كخميلة الطيب واتلام رياحين ذكية.شفتاه سوسن تقطران مرا مائعا.
    7 يداه حلقتان من ذهب مرصعتان بالزبرجد.(بطنه) عاج ابيض مغلف بالياقوت الازرق
    ياترى البطن والسرة ايه تفسيرهم في رأي سيادتكم
    8ما اجمل (رجليك )بالنعلين يا بنت الكريم.دوائر (فخذيك) مثل الحلي صنعة يدي صناع
    وياترى ايه التفسير والمعاني الروحية في الفقرة رقم 8 التي تتكلم عن الفخذين .ولاتنسي الشفاة كمان عشان نفهم المعاني العميقة والتي لها العمق والعمق ..انا أسألك هل تستطعين ان تقرأي هذا السفر بصوت مسموع في حافلة ركاب او في مكان عام او في حوار تليفزيوني مباشر او بين زملاءك في العمل او في الكنيسة امام المصلين انت كأنثي خلق الله فيك الحياء والحياء يمنعنا من أشياء كثيرة تبدو في نظرنا ونظرنا الناس أنها عيب.

    أيمن .

    ردحذف
  2. غيورة القبطية أنت تتجاهلين منهج الإزدراء للأنبياء في الكتاب المقدس ونفي العصمة عنهم وأدى ذلك إلى القول بأن مريم العذراء عليها السلام التي ولدت المسيح هي من نسل خطيئة الزنا فهي من نسل داود الزاني وداود هذا من نسل يهوذا الزاني والذي من نسله توالى أبناء الزنا حتى مريم عليها السلام
    تكوين 29،1،38:
    إنها مدرسة الإزدراء للإنبياء والمرسلين النافية للعصمة والتي أساءت وتسيء إلى حكمة الله سبحانه وتعالى اصطفاء هؤلاء المرسلين ... بل تصاعد الإزدراء في هذه المدرسة إلى حيث طال الذات الإلهية تعالى الله عما يصفون.......
    فنسبوا إلى الله الحزن والأسف ((فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه )) تكوين 6 6
    ونسبوا الى الله نقض العهد ((نقضت عهد عبدك))المزامير 38،39
    ونسبوا إليه البداء وتغيير الرأي والرجوع عن التدبير والقضاء ((غير الرب رأيه))خروج 1،5
    وإمعانا في هذا الضلال وحتى يستأثر المسيح بالكمال المطلق لتأليهه ونفي العصمة عن الأنبياء والمرسلين
    ثم نفي نبوة النبي محمد عليه الصلاة والسلام وأنه لم يأت بمعجزة . وذلك لينسبوا للمسيح وحده من المعجزات ما لا نظير لها عند أي من الأنبياء.
    والمعجزة هي خارق العادة المفارق للسنن المعتادة الذي يظهره الله تعالى على أيدي الأنبياء والمرسلين تحديا لأقوامهم الذين يعجزون عن الإتيان بأمثالها
    وذلك إقامة للحجة على هؤلاء الأقوام بأن هؤلاء الأنبياء والمرسلين صادقون فيما إليه يدعون..
    ولقد تميزت المعجزات في الضوء الذي سبق الإسلام بأنها كانت معجزات مادية تدهش العقول وذلك تناسبا مع طور طفولة العقل البشري فلما بلغت الإنسانية سن الرشد وغدا لملكة العقل الإنساني في الهدى والرشاد جاءت معجزة رسول الإسلام عقلية لاتدهش العقل فتشله عن الفعل وانما تستفزه وتستحثه ليتفكر ويتدبر في الإعجاز الذي جاء به القرآن الكريم والذي تحدى به الإنس والجن تحديا أبديا أن يأتوا بشيء مثل هذا الذي جاء به القرآن الكريم .

    ردحذف
  3. ولقد أعلن أساطين الفصاحة والبلاغة والبيان خضوعهم وخشوعهم امام هذا الإعجاز القرآني المتحدي وشمل هذا الخضوع عددا من الذين ظلوا على وثنيتهم وعلى شركهم لكنهم لم يستطيعوا إلا أن يعلنوا أن هذا الإعجاز القرآني فوق طاقات البشر وملكاتهم ومن ثم فهو من عند الله .فأمام التحدي المعجز والإعجاز المتحدي(آلم*ذلك الكتاب لاريب فيه )البقرة 1،2
    (وإنه لكتاب عزيز*لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه*تنزيل من حكيم حميد)فصلت 42،41
    (بل هو قراءن مجيد*في لوح محفوظ) البروج 21،22
    (أفلا يتدبرون هذا القرآن *ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافا كثيرا) النساء 82
    (وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله *ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لاريب فيه من رب العالمين*أم يقولون افتراه*قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله غن كنتم صادقين)يونس 37،38
    (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ *بل لايؤمنون*فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين*) الطور 33،34
    ( آلم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } السجدة 1،3
    (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ *فاءلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون*) هود 14،13
    (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين* فاءن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة* أعدت للكافرين)البقرة 24،23
    أمام هذا التحدي المعجز والإعجاز المتحدي دائما وأبدا خشعت ملكات الفصاحة والبلاغة والبيان لدى البشر فقالت ان هذا القرآن ليس قول بشر وإنما هو كلام الله .. فأبو عبد شمس الوليد ابن المغيرة ابن عبد الله ابن مخزوم وهو من زعماء قريش وزنادقتها ومن قضاة العرب في الجاهلية والملقب بالعدل لأنه كان عدل قريش كلها قال عندما سمع القرآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة غافر :
    والله لقد سمعت من محمد كلاما آنفا ماهو من كلام الإنس ولا من كلام الجن .والله ماهو بكاهن فقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولاسجعه.
    ووالله ماهو بمجنون فقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ولاتخاجله ولا وسوسته .
    ووالله ماهو بشاعر فقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بشاعر.
    ووالله ماهو بساحر فقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنقثه ولاعقده.
    والله إن لقوله لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أصله لمغدق وإن فرعه لمثمر وإنه يعلو ولا يعلى عليه وما أنتم يامعشر قريش بقائلين فيه من هذا شيئا إلا وأعرف أنه باطل .

    ردحذف