الأحد، ديسمبر 11، 2011

الصوم هو اساس العلاقة الروحية بيننا و بين الله



اولا لنتعرف على معنى الصوم

الصوم هو اساسه الامتناع عن الطعام لفترة من الوقت تبعا للمرحلة العمرية و الحالة الصحية للانسان ليس هذا فقط لكن لابد فيه من الامتناع عن كل المنتجات ( الحيوانية ) تحديداً , و هذا ما تتبعه كنيستنا الاورثوذكسية و الرد على هذا السؤال يأخذنا الى اول ما جاء فى سفر التكوين و الذى يحكى لنا عن حياة آدم و حواء فى الجنة ( التى هى على الارض منذ ان خلقهما الله من تراب الارض ) و ذلك فى أمر الله لآدم ان يأكل من كل شجر الجنة ( و اوصى الرب الاله ادم قائلا من جميع شجر الجنة تاكل اكلا (تك  2 :  16) فنلاحظ هنا ان آدم و حواء كانا مأموران بأن يعيشا فى طعامهما على ثمار الاشجار فقط و هذا الأمر الالهى كان له حكمة سنعرفها
مما سياتى فى باقى المقالة بنعمة ربنا يسوع المسيح






ثانيا لماذا الصوم هو اساس العلاقة بيننا و بين الله
هنا يجب ان نعرف ان الله عندما اختار موسى النبى و كلمه و اراد ان يسلمه وصاياه و نواميسه ( قونين السماء ) جعله يصوم لمدة اربعين يوما و اربعين ليلة
( و دخل موسى في وسط السحاب و صعد الى الجبل و كان موسى في الجبل اربعين نهارا و اربعين ليلة (خر  24 :  18)


-  و هذا يعلمنا ان القرب الى اقداس الله لا يكون ببطون يملأها الطعام الشهى بل هو ببطون خاوية ( ميتة الاحساس و الشهوة ) و ايضا أمر الله موسى النبى بأن يجعل الشعب يصوم ثلاثة ايام و لا يقرب رجل إمرأته لان الرب سيحل فى وسطهم ( 14 فَانْحَدَرَ مُوسَى مِنَ الْجَبَلِ إِلَى الشَّعْبِ، وَقَدَّسَ الشَّعْبَ وَغَسَلُوا ثِيَابَهُمْ. 15 وَقَالَ لِلشَّعْبِ: «كُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِلْيَوْمِ الثَّالِثِ. لاَ تَقْرُبُوا امْرَأَةً». 16 وَحَدَثَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ لَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ أَنَّهُ صَارَتْ رُعُودٌ وَبُرُوقٌ وَسَحَابٌ ثَقِيلٌ عَلَى الْجَبَلِ، وَصَوْتُ بُوق شَدِيدٌ جِدًّا. فَارْتَعَدَ كُلُّ الشَّعْبِ الَّذِي فِي الْمَحَلَّةِ. 17 وَأَخْرَجَ مُوسَى الشَّعْبَ مِنَ الْمَحَلَّةِ لِمُلاَقَاةِ اللهِ، فَوَقَفُوا فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ. 18 وَكَانَ جَبَلُ سِينَاءَ كُلُّهُ يُدَخِّنُ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الرَّبَّ نَزَلَ عَلَيْهِ بِالنَّارِ، وَصَعِدَ دُخَانُهُ كَدُخَانِ الأَتُونِ، وَارْتَجَفَ كُلُّ الْجَبَلِ جِدًّا. 19 فَكَانَ صَوْتُ الْبُوقِ يَزْدَادُ اشْتِدَادًا جِدًّا، وَمُوسَى يَتَكَلَّمُ وَاللهُ يُجِيبُهُ بِصَوْتٍ.) خروج 19 " 

-  و لهذا نتعلم انه من  اساس علاقة الانسان بالله اذا اراد ان يلتزم و يعمل بوصايا الله عليه ان يلتزم بالصوم و ايضا بالصلاة لانهما متلازمان فى علاقتنا مع الله و التى تجعل اجسادنا محصنة ضد ابليس و محاولاته الشريرة ضدنا و ايضا هى محصنة ضد الشياطين التى تتلبس الاجساد لتلهو بها فى كل المعاثر الشيطانية و لذلك عندما سال تلاميذ ربنا يسوع المسيح عن عدم قدرتهم على اخراج الشياطين قال لهم ( فقال لهم هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة و الصوم مرقس  9 :  29) و هنا نلاحظ ان الصلاة يصاحبها الصوم لتكون القوة لمقاومة الحيل الشيطانية

- و ايضاً كان الصوم عن اللحوم هو من ارادة الله و الذى كان يستخدمها مع شعبه الذى جعله يتيه فى برية سيناء لمدة اربعين عاما كان طعامهم على ( المن ) فقط و الذى هو كان من الحبوب التى كانوا يجمعونها كل صباح من على الارض و الذى كان ينزله الله لهم من السماء و لكن عند تذمر الشعب على موسى و طلبوا ان ياكلوا اللحوم ( هذه القصة كتبها لنا موسى النبى فى سفر العدد الاصحاح 11 (( 4 وَاللَّفِيفُ الَّذِي فِي وَسَطِهِمِ اشْتَهَى شَهْوَةً. فَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَيْضًا وَبَكَوْا وَقَالُوا: «مَنْ يُطْعِمُنَا لَحْمًا؟ 5 قَدْ تَذَكَّرْنَا السَّمَكَ الَّذِي كُنَّا نَأْكُلُهُ فِي مِصْرَ مَجَّانًا، وَالْقِثَّاءَ وَالْبَطِّيخَ وَالْكُرَّاثَ وَالْبَصَلَ وَالثُّومَ. 6 وَالآنَ قَدْ يَبِسَتْ أَنْفُسُنَا. لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ أَنَّ أَعْيُنَنَا إِلَى هذَا الْمَنِّ!». 7 وَأَمَّا الْمَنُّ فَكَانَ كَبِزْرِ الْكُزْبَرَةِ، وَمَنْظَرُهُ كَمَنْظَرِ الْمُقْلِ. 8 كَانَ الشَّعْبُ يَطُوفُونَ لِيَلْتَقِطُوهُ، ثُمَّ يَطْحَنُونَهُ بِالرَّحَى أَوْ يَدُقُّونَهُ فِي الْهَاوَنِ وَيَطْبُخُونَهُ فِي الْقُدُورِ وَيَعْمَلُونَهُ مَلاَّتٍ. وَكَانَ طَعْمُهُ كَطَعْمِ قَطَائِفَ بِزَيْتٍ. 9 وَمَتَى نَزَلَ النَّدَى عَلَى الْمَحَلَّةِ لَيْلاً كَانَ يَنْزِلُ الْمَنُّ مَعَهُ.
- نلاحظ هنا ان الشعب اشتهى اكل اللحوم لانه - مل - من طعام المن السماوى - و قد دار حوار بين الله و موسى منه نتعلم ان الله هو الذى يشبع الجموع الغفيرة كما رأيناه فى ايام تجسده و هو فى وسط تلاميذه و هو يشبع الآلاف من خمسة الارغفة و السمكتين و لكن تعالوا نشوف ربنا عمل ايه و قال ايه على هذا الشعب الذى يشتهى اللحوم و نحن فى سفر العدد الاصحاح 11 (( 18 وَلِلشَّعْبِ تَقُولُ: تَقَدَّسُوا لِلْغَدِ فَتَأْكُلُوا لَحْمًا، لأَنَّكُمْ قَدْ بَكَيْتُمْ فِي أُذُنَيِ الرَّبِّ قَائِلِينَ: مَنْ يُطْعِمُنَا لَحْمًا؟ إِنَّهُ كَانَ لَنَا خَيْرٌ فِي مِصْرَ. فَيُعْطِيكُمُ الرَّبُّ لَحْمًا فَتَأْكُلُونَ. 19 تَأْكُلُونَ لاَ يَوْمًا وَاحِدًا، وَلاَ يَوْمَيْنِ، وَلاَ خَمْسَةَ أَيَّامٍ، وَلاَ عَشَرَةَ أَيَّامٍ، وَلاَ عِشْرِينَ يَوْمًا، 20 بَلْ شَهْرًا مِنَ الزَّمَانِ، حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ مَنَاخِرِكُمْ، وَيَصِيرَ لَكُمْ كَرَاهَةً، لأَنَّكُمْ رَفَضْتُمُ الرَّبَّ الَّذِي فِي وَسَطِكُمْ وَبَكَيْتُمْ أَمَامَهُ قَائِلِينَ: لِمَاذَا خَرَجْنَا مِنْ مِصْرَ؟» 21 فَقَالَ مُوسَى: «سِتُّ مِئَةِ أَلْفِ مَاشٍ هُوَ الشَّعْبُ الَّذِي أَنَا فِي وَسَطِهِ، وَأَنْتَ قَدْ قُلْتَ: أُعْطِيهِمْ لَحْمًا لِيَأْكُلُوا شَهْرًا مِنَ الزَّمَانِ. 22 أَيُذْبَحُ لَهُمْ غَنَمٌ وَبَقَرٌ لِيَكْفِيَهُمْ؟ أَمْ يُجْمَعُ لَهُمْ كُلُّ سَمَكِ الْبَحْرِ لِيَكْفِيَهُمْ؟» 23 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هَلْ تَقْصُرُ يَدُ الرَّبِّ؟ الآنَ تَرَى أَيُوافِيكَ كَلاَمِي أَمْ لاَ».))


و لنرى كيف تصرف هذا الشعب الذى اشتهى اللحوم و كيف عاقبه الله نتيجة لشهوته التى جعلته ينسى مجد الله و يعمل الشر امامه (( 30 ثُمَّ انْحَازَ مُوسَى إِلَى الْمَحَلَّةِ هُوَ وَشُيُوخُ إِسْرَائِيلَ. 31 فَخَرَجَتْ رِيحٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ وَسَاقَتْ سَلْوَى مِنَ الْبَحْرِ وَأَلْقَتْهَا عَلَى الْمَحَلَّةِ، نَحْوَ مَسِيرَةِ يَوْمٍ مِنْ هُنَا وَمَسِيرَةِ يَوْمٍ مِنْ هُنَاكَ، حَوَالَيِ الْمَحَلَّةِ، وَنَحْوَ ذِرَاعَيْنِ فَوْقَ وَجْهِ الأَرْضِ. 32 فَقَامَ الشَّعْبُ كُلَّ ذلِكَ النَّهَارِ، وَكُلَّ اللَّيْلِ وَكُلَّ يَوْمِ الْغَدِ وَجَمَعُوا السَّلْوَى. الَّذِي قَلَّلَ جَمَعَ عَشَرَةَ حَوَامِرَ. وَسَطَّحُوهَا لَهُمْ مَسَاطِحَ حَوَالَيِ الْمَحَلَّةِ. 33 وَإِذْ كَانَ اللَّحْمُ بَعْدُ بَيْنَ أَسْنَانِهِمْ قَبْلَ أَنْ يَنْقَطِعَ، حَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى الشَّعْبِ، وَضَرَبَ الرَّبُّ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً جِدًّا. 34 فَدُعِيَ اسْمُ ذلِكَ الْمَوْضِعِ «قَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَ» لأَنَّهُمْ هُنَاكَ دَفَنُوا الْقَوْمَ الَّذِينَ اشْتَهَوْا.

و قد تعددت قصص العهد القديم التى تعلَّمنا منها ان الصوم يجب ان يكون لفترات قد تصل الى ايام و ايضا قد تعلمنا ان الصوم هو الصوم عن الحيوانات لان كثرة اكل اللحوم تحرك الغرائز و هنا الانسان كالبهيمة لا يخشى الله
و المجد لالهنا دائما ابديا و الى دهر الدهور
آمين