الأحد، ديسمبر 11، 2011

الصوم هو اساس العلاقة الروحية بيننا و بين الله



اولا لنتعرف على معنى الصوم

الصوم هو اساسه الامتناع عن الطعام لفترة من الوقت تبعا للمرحلة العمرية و الحالة الصحية للانسان ليس هذا فقط لكن لابد فيه من الامتناع عن كل المنتجات ( الحيوانية ) تحديداً , و هذا ما تتبعه كنيستنا الاورثوذكسية و الرد على هذا السؤال يأخذنا الى اول ما جاء فى سفر التكوين و الذى يحكى لنا عن حياة آدم و حواء فى الجنة ( التى هى على الارض منذ ان خلقهما الله من تراب الارض ) و ذلك فى أمر الله لآدم ان يأكل من كل شجر الجنة ( و اوصى الرب الاله ادم قائلا من جميع شجر الجنة تاكل اكلا (تك  2 :  16) فنلاحظ هنا ان آدم و حواء كانا مأموران بأن يعيشا فى طعامهما على ثمار الاشجار فقط و هذا الأمر الالهى كان له حكمة سنعرفها
مما سياتى فى باقى المقالة بنعمة ربنا يسوع المسيح






ثانيا لماذا الصوم هو اساس العلاقة بيننا و بين الله
هنا يجب ان نعرف ان الله عندما اختار موسى النبى و كلمه و اراد ان يسلمه وصاياه و نواميسه ( قونين السماء ) جعله يصوم لمدة اربعين يوما و اربعين ليلة
( و دخل موسى في وسط السحاب و صعد الى الجبل و كان موسى في الجبل اربعين نهارا و اربعين ليلة (خر  24 :  18)


-  و هذا يعلمنا ان القرب الى اقداس الله لا يكون ببطون يملأها الطعام الشهى بل هو ببطون خاوية ( ميتة الاحساس و الشهوة ) و ايضا أمر الله موسى النبى بأن يجعل الشعب يصوم ثلاثة ايام و لا يقرب رجل إمرأته لان الرب سيحل فى وسطهم ( 14 فَانْحَدَرَ مُوسَى مِنَ الْجَبَلِ إِلَى الشَّعْبِ، وَقَدَّسَ الشَّعْبَ وَغَسَلُوا ثِيَابَهُمْ. 15 وَقَالَ لِلشَّعْبِ: «كُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِلْيَوْمِ الثَّالِثِ. لاَ تَقْرُبُوا امْرَأَةً». 16 وَحَدَثَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ لَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ أَنَّهُ صَارَتْ رُعُودٌ وَبُرُوقٌ وَسَحَابٌ ثَقِيلٌ عَلَى الْجَبَلِ، وَصَوْتُ بُوق شَدِيدٌ جِدًّا. فَارْتَعَدَ كُلُّ الشَّعْبِ الَّذِي فِي الْمَحَلَّةِ. 17 وَأَخْرَجَ مُوسَى الشَّعْبَ مِنَ الْمَحَلَّةِ لِمُلاَقَاةِ اللهِ، فَوَقَفُوا فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ. 18 وَكَانَ جَبَلُ سِينَاءَ كُلُّهُ يُدَخِّنُ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الرَّبَّ نَزَلَ عَلَيْهِ بِالنَّارِ، وَصَعِدَ دُخَانُهُ كَدُخَانِ الأَتُونِ، وَارْتَجَفَ كُلُّ الْجَبَلِ جِدًّا. 19 فَكَانَ صَوْتُ الْبُوقِ يَزْدَادُ اشْتِدَادًا جِدًّا، وَمُوسَى يَتَكَلَّمُ وَاللهُ يُجِيبُهُ بِصَوْتٍ.) خروج 19 " 

-  و لهذا نتعلم انه من  اساس علاقة الانسان بالله اذا اراد ان يلتزم و يعمل بوصايا الله عليه ان يلتزم بالصوم و ايضا بالصلاة لانهما متلازمان فى علاقتنا مع الله و التى تجعل اجسادنا محصنة ضد ابليس و محاولاته الشريرة ضدنا و ايضا هى محصنة ضد الشياطين التى تتلبس الاجساد لتلهو بها فى كل المعاثر الشيطانية و لذلك عندما سال تلاميذ ربنا يسوع المسيح عن عدم قدرتهم على اخراج الشياطين قال لهم ( فقال لهم هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة و الصوم مرقس  9 :  29) و هنا نلاحظ ان الصلاة يصاحبها الصوم لتكون القوة لمقاومة الحيل الشيطانية

- و ايضاً كان الصوم عن اللحوم هو من ارادة الله و الذى كان يستخدمها مع شعبه الذى جعله يتيه فى برية سيناء لمدة اربعين عاما كان طعامهم على ( المن ) فقط و الذى هو كان من الحبوب التى كانوا يجمعونها كل صباح من على الارض و الذى كان ينزله الله لهم من السماء و لكن عند تذمر الشعب على موسى و طلبوا ان ياكلوا اللحوم ( هذه القصة كتبها لنا موسى النبى فى سفر العدد الاصحاح 11 (( 4 وَاللَّفِيفُ الَّذِي فِي وَسَطِهِمِ اشْتَهَى شَهْوَةً. فَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَيْضًا وَبَكَوْا وَقَالُوا: «مَنْ يُطْعِمُنَا لَحْمًا؟ 5 قَدْ تَذَكَّرْنَا السَّمَكَ الَّذِي كُنَّا نَأْكُلُهُ فِي مِصْرَ مَجَّانًا، وَالْقِثَّاءَ وَالْبَطِّيخَ وَالْكُرَّاثَ وَالْبَصَلَ وَالثُّومَ. 6 وَالآنَ قَدْ يَبِسَتْ أَنْفُسُنَا. لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ أَنَّ أَعْيُنَنَا إِلَى هذَا الْمَنِّ!». 7 وَأَمَّا الْمَنُّ فَكَانَ كَبِزْرِ الْكُزْبَرَةِ، وَمَنْظَرُهُ كَمَنْظَرِ الْمُقْلِ. 8 كَانَ الشَّعْبُ يَطُوفُونَ لِيَلْتَقِطُوهُ، ثُمَّ يَطْحَنُونَهُ بِالرَّحَى أَوْ يَدُقُّونَهُ فِي الْهَاوَنِ وَيَطْبُخُونَهُ فِي الْقُدُورِ وَيَعْمَلُونَهُ مَلاَّتٍ. وَكَانَ طَعْمُهُ كَطَعْمِ قَطَائِفَ بِزَيْتٍ. 9 وَمَتَى نَزَلَ النَّدَى عَلَى الْمَحَلَّةِ لَيْلاً كَانَ يَنْزِلُ الْمَنُّ مَعَهُ.
- نلاحظ هنا ان الشعب اشتهى اكل اللحوم لانه - مل - من طعام المن السماوى - و قد دار حوار بين الله و موسى منه نتعلم ان الله هو الذى يشبع الجموع الغفيرة كما رأيناه فى ايام تجسده و هو فى وسط تلاميذه و هو يشبع الآلاف من خمسة الارغفة و السمكتين و لكن تعالوا نشوف ربنا عمل ايه و قال ايه على هذا الشعب الذى يشتهى اللحوم و نحن فى سفر العدد الاصحاح 11 (( 18 وَلِلشَّعْبِ تَقُولُ: تَقَدَّسُوا لِلْغَدِ فَتَأْكُلُوا لَحْمًا، لأَنَّكُمْ قَدْ بَكَيْتُمْ فِي أُذُنَيِ الرَّبِّ قَائِلِينَ: مَنْ يُطْعِمُنَا لَحْمًا؟ إِنَّهُ كَانَ لَنَا خَيْرٌ فِي مِصْرَ. فَيُعْطِيكُمُ الرَّبُّ لَحْمًا فَتَأْكُلُونَ. 19 تَأْكُلُونَ لاَ يَوْمًا وَاحِدًا، وَلاَ يَوْمَيْنِ، وَلاَ خَمْسَةَ أَيَّامٍ، وَلاَ عَشَرَةَ أَيَّامٍ، وَلاَ عِشْرِينَ يَوْمًا، 20 بَلْ شَهْرًا مِنَ الزَّمَانِ، حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ مَنَاخِرِكُمْ، وَيَصِيرَ لَكُمْ كَرَاهَةً، لأَنَّكُمْ رَفَضْتُمُ الرَّبَّ الَّذِي فِي وَسَطِكُمْ وَبَكَيْتُمْ أَمَامَهُ قَائِلِينَ: لِمَاذَا خَرَجْنَا مِنْ مِصْرَ؟» 21 فَقَالَ مُوسَى: «سِتُّ مِئَةِ أَلْفِ مَاشٍ هُوَ الشَّعْبُ الَّذِي أَنَا فِي وَسَطِهِ، وَأَنْتَ قَدْ قُلْتَ: أُعْطِيهِمْ لَحْمًا لِيَأْكُلُوا شَهْرًا مِنَ الزَّمَانِ. 22 أَيُذْبَحُ لَهُمْ غَنَمٌ وَبَقَرٌ لِيَكْفِيَهُمْ؟ أَمْ يُجْمَعُ لَهُمْ كُلُّ سَمَكِ الْبَحْرِ لِيَكْفِيَهُمْ؟» 23 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هَلْ تَقْصُرُ يَدُ الرَّبِّ؟ الآنَ تَرَى أَيُوافِيكَ كَلاَمِي أَمْ لاَ».))


و لنرى كيف تصرف هذا الشعب الذى اشتهى اللحوم و كيف عاقبه الله نتيجة لشهوته التى جعلته ينسى مجد الله و يعمل الشر امامه (( 30 ثُمَّ انْحَازَ مُوسَى إِلَى الْمَحَلَّةِ هُوَ وَشُيُوخُ إِسْرَائِيلَ. 31 فَخَرَجَتْ رِيحٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ وَسَاقَتْ سَلْوَى مِنَ الْبَحْرِ وَأَلْقَتْهَا عَلَى الْمَحَلَّةِ، نَحْوَ مَسِيرَةِ يَوْمٍ مِنْ هُنَا وَمَسِيرَةِ يَوْمٍ مِنْ هُنَاكَ، حَوَالَيِ الْمَحَلَّةِ، وَنَحْوَ ذِرَاعَيْنِ فَوْقَ وَجْهِ الأَرْضِ. 32 فَقَامَ الشَّعْبُ كُلَّ ذلِكَ النَّهَارِ، وَكُلَّ اللَّيْلِ وَكُلَّ يَوْمِ الْغَدِ وَجَمَعُوا السَّلْوَى. الَّذِي قَلَّلَ جَمَعَ عَشَرَةَ حَوَامِرَ. وَسَطَّحُوهَا لَهُمْ مَسَاطِحَ حَوَالَيِ الْمَحَلَّةِ. 33 وَإِذْ كَانَ اللَّحْمُ بَعْدُ بَيْنَ أَسْنَانِهِمْ قَبْلَ أَنْ يَنْقَطِعَ، حَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى الشَّعْبِ، وَضَرَبَ الرَّبُّ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً جِدًّا. 34 فَدُعِيَ اسْمُ ذلِكَ الْمَوْضِعِ «قَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَ» لأَنَّهُمْ هُنَاكَ دَفَنُوا الْقَوْمَ الَّذِينَ اشْتَهَوْا.

و قد تعددت قصص العهد القديم التى تعلَّمنا منها ان الصوم يجب ان يكون لفترات قد تصل الى ايام و ايضا قد تعلمنا ان الصوم هو الصوم عن الحيوانات لان كثرة اكل اللحوم تحرك الغرائز و هنا الانسان كالبهيمة لا يخشى الله
و المجد لالهنا دائما ابديا و الى دهر الدهور
آمين

الثلاثاء، نوفمبر 29، 2011

لماذا انكر محمد قيامة السيد المسيح من بين الاموات

بسم الثالوث القدوس الآب و الإبن و الروح القدس الاله الواحد آمين
بنعمة ربنا يسوع المسيح اتكلم عن حقيقة قيامته من الاموات و الفكر الرافض و الذى انكرها و هو محمد نبى الاسلام

  معنى القيامة فى الفكر المسيحى : فهى تعنى الحياة من بعد الموت الذى تسلط على الجنس البشرى قبل التجسد الالهى لربنا يسوع المسيح و فى هذا الموت كانت الاجساد مكبلة برباط الشيطان الذى كان متسلطا على البشرية لان وعد حلول الروح القدس الذى به القيامة لم يكن قد جاء بعد و لكن بالتجسد الالهى نلنا الوعد و اصبح لنا سلطان به نتسلط على كل ماهو ضد الفكر الالهى لنسحقه و هنا يبدأ سلطان المسيح على اجسادنا و هنا لا نعود نخطئ و يكون سلطانه على ارواحنا فنتطهر و ايضاًعلى قلوبنا التى هى سكناها المسيح و هذه هى القيامة الاولى لاجساد بشرية لكنها تسمو فوق الارضيات كما يعلمنا بولس الرسول فيقول لنا ان يكون لنا فكر المسيح و ايضا لنا شكل المسيح - و هذه الحقيقة - اقصد تغير شكل الانسان من الشكل الشرس او العنيف فيتحول الى الوداعة و هذا ما رأيناه فى اخوة مسلمين قبل و بعد المعمودية . فهذه هى القيامة التى بها نكمل الى حياة ابدية , لنستحق الحياة وسط القديسين و الشهداء و الملائكة التى لا تفتر افوهها عن تسبيح الله , و هذه الحياة هى حياة القداسة التى تعلمناها من ابائنا الذين شاهدوا و عاينوا الحياة فى الفردوس و لذلك استطاعوا ان ينجحوا فى جهادهم الروحى كى يحصلوا على المكافئة بالحياة الابدية مع المسيح يسوع , لانهم احبوه و كل من احب المسيح يصبح صعب عليه جدا ان يبتعد عنه , لان السيد المسيح بيشعرنا بوجوده فى كل لحظة من لحظات حياتنا , فنحن نشعر به و نحن فى الضيقة , فعند سجودنا له فى صلواتنا يبلعنا برسائل انه يقول لنا انه سمعنا و ان صلواتنا تصعد اليه , و قبل ان ننهى صلواتنا تتهلل ارواحنا لاننا تواجدنا فى حضرته الالهية و التى لها شعور عجيب من النشوة كشاربى الخمر السكارى كما يقول لنا القديس ابو مقار العظيم ابو الرهبنة و هذا الشعور يعرفه من يتلون المزامير بانتظام . و بهذا نحن نختبر شعور الحياة الابدية من الشعور بالنشوة الروحية و نحن ما زلنا فى اجسادنا الترابية على الارض , هذه هى قيامتنا الاولى
و اما قيامتنا الثانية : فهى عندما يجئ السيد المسيح فى مجد ليقيمنا من الاموات و هنا اقصد الاجساد التى هى فى التراب التى ستقوم لان ارواح القديسين هى فقط التى تسكن فى الفردوس و اما اجسادها فهى مازالت على الارض ولذلك عند القيامة فى اليوم الاخير ستقوم اجسادنا وستتحول من الحالة الترابية الى حالة روحانية نورانية كما قال لنا معلمنا " بولس الرسول " و لذلك نكون قد انتصرنا على الموت
 بقوة القيامة التى بداناها و نحن فى الجسد بجهادنا الروحى

- و هنا ياتى السؤال و هو لماذا انكر محمد قيامة السيد المسيح و للاجابة يجب اولا ان نتكلم عن فكر محمد الذى قال انه نبى و رسول
فهذا الرجل كما نعلم لم يكلمه الله كما كلم الانبياء و هذه اول كذبة صدقها المسلمون بكل السذاجة عندما قال انه رسول الله و الله لم يكلمه
- ايضا اشاع هذا الرجل نوع من المجون ذلك بالتعدد فى النساء و ملكات اليمين مدعيا على الله انه اباح له ما حرمه السيد المسيح و الدليل على جهل المسلمين و عدم تفكيرهم مع علمهم بحقيقة و هى اذا كان الله خلق حواء من ضلع من آدم و لذلك الرجل عندما يتزوج بامرأة كانه استرد ضلعه و اتحد بزوجته فكيف بعد هذا نخالف حكمة الله فى الزوجة المأخوذة من ضلع رجلها - الم يكن فى قدرة الله ان يخلق لادم عدة نساء و لكن الله له حكمة و التى خالفها محمد و قال بان الاسلام هو دين الفطرة التى هى البدائية فى كل شئ

- وللحقيقة مثل هذا الانسان الذى رفع نفسه لدرجة الانبياء اراد ان يساوى نفسه باله سماوى فقال ارفع كرسى فوق كرسى العلى كما فكر الشيطان عندما كان ملاكا و هذا ما فعله محمد بان تكبر و بتكبره لم يستطع ان يعترف بقيامة المسيح , لان القيامة هى قوة لا يعرفها من يجالسون الشيطان
- و الدليل على ان محمد كان يجالس الشيطان هو اعترافه بان الشيطان صاحبه و انه مسلم اى " الشيطان " فهل من خاوى الشيطان يستطيع ان يتكلم بالحق
- هل من خاوى الشيطان يستطيع ان يشهد بالحق !!!
- ؟!! هل من حلل الكذب فى الحرب من اجل المكاسب فاعطى لنفسه الحق ان يخادع و يمكر له ان يعايش الله القدوس
- فهذا الذى رفض اعلان حقيقة قيامة المسيح التى هى قوة النصرة التى وعدنا بها يسوع المسيح , وضعته هو فى اسافل الارض هو و كل من صدقوا كذبه

و لذلك نحن علينا ان نكثر من صلواتنا من اجل اخوتنا المسلمين كى تنفتح اعين اذهانهم على حقيقة الله القدوس الذى يشرف برؤيته ((((الابرار و القديسين و الشهداء و النساك و العباد الطاهرين )))) لذلك نطلب من الهنا ان يمنحهم الفرصة ليذوقوا نعيمه السماوى و الذى هو يخلو تماما من اى نوع من الحياة الارضية التى نعرفها لان العالم السماوى هو عالم الروح المنتعشة و ليس عالم الاجساد النجسة .

الأحد، نوفمبر 27، 2011

قصة حياة القديس يوحنا ذهبى الفم و احدى عظاته الهامة لحياتنا الروحية



سنكسار اليوم 17 هاتور 1728




نياحة البابا يوحنا ذهبى الفم بطريرك القسطنطينية 407 م

في مثل هذا اليوم تنيح القديس الجليل يوحنا ذهبي الفم ، وقد ولد بمدينة أنطاكية نحو سنة 347 من أب غني اسمه ساكوندس ، وأم تقية اسمها انثوسا ، فربياه تربية صالحة ، وأدباه بالآداب المسيحية ، ومضى إلى مدينة أثينا ، فتعلم الحكمة اليونانية في إحدى مدارسها ، وفاق كثيرين في العلم والفضيلة ، ثم زهد في أباطيل العالم وترهب من صغره بأحد الأديرة ، وكان له صديق يدعي باسيليوس قد ترهب قبله في هذا الدير ، فتجانست ميولهما ، ومارسا فضائل كثيرة ، ولما توفي والده لم يحتفظ بشيء مما تركه ، بل وزع كل ما ورثه على الفقراء والمساكين ، ثم سلك في نسك وجهاد عظيمين ، وكان بالدير رجل عابد حبيس سرياني اسمه انسوسينوس ، ابصر في إحدى الليالي الرسولين بطرس و يوحنا قد دخلا على ذهبي الفم ، فدفع له يوحنا إنجيلا وقال له "لا تخف ، من ربطته يكون مربوطا ، ومن حللته يكون محلولا" ، فعلم الشيخ الحبيس انه سيصير راعيا أمينا .

وقد حلت عليه نعمة الله ، فوضع ميامر ومواعظ وفسر كتبا كثيرة وهو بعد شماس ، وكان قد رقاه إلى هذه الدرجة القديس ميلاتيوس بطريرك أنطاكية ، ثم رسمه قسا القديس فابيانوس خلفه بإرشاد ملاك الرب ، ولما تنيح نكتاريوس بطريرك القسطنطينية استحضره الملك أركاديوس وقدمه بطريركا ، فسار في البطريركية سيرا رسوليا ، وكان مداوما على التعليم والوعظ ، وتفسير كتب الكنيسة القديمة والحديثة ، وتبكيت الخطاة ، وكل ذي جاه وهو لا يخشى باسا أو جاها .

و كانت اوذكسيا الملكة زوجة أركاديوس محبة للمال ، فاغتصبت بستانا لأرملة مسكينة فشكت أمرها للقديس الذي توجه إلى الملكة ووعظها كثيرا وطلب منه إرجاع البستان إلى صاحبته ، وإذ لم تطعه منعها من دخول الكنيسة ومن تناول القربان ، فتملكها الغيظ وجمعت عليه مجمعا من الأساقفة الذي كان قد قطعهم لشرورهم وسوء تدبيرهم ، فحكموا بنفي القديس ، فنفي إلى جزيرة ثراكي ، ولكن هذا النفي لم يستمر اكثر من ليلة واحدة إذ هاج الشعب جدا وتجمهر حول القصر الملكي طالبا عودة البطريرك ، وبينما الناس في كآبتهم على راعيهم البار حدثت زلزلة عظيمة كادت تدمر المدينة ، هلعت منها القلوب وظن القوم انها علامة غضب الله على المدينة بسبب نفي القديس ، أما اوذكسيا فقد انزعجت واضطربت روحها فهرولت إلى زوجها وطلبت منه ان يعيد القديس من منفاه ، وما أشرقت شمس الراعي على رعيته حتى تبدل حزنهم فرحا وعويلهم بترانيم البهجة والسرور .

ولم يدم هذا الحال طويلا ، إذ كان بالمدينة ساحة فسيحة بجوار كنيسة أجيا صوفيا ، أقيم فيها تمثال من الفضة للملكة اوذكسيا ، وحدث يوم تنصيبه ان قام بعض العامة بالألعاب الجنونية والرقص الخليع ، ودفعهم تيار اللهو إلى الفجور والإثم ، فغار القديس يوحنا على الفضيلة التي امتهنت وانبري في عظاته يقبح هذه الأعمال بشجاعة نادرة ، فانتهز أعداؤه غيرته هذه ووشوا به لدي الملكة بأنه قال عنها " قد قامت هيروديا ورقصت وطلبت راس يوحنا المعمدان على طبق " فكانت هذه الوشاية الدنيئة سببا قويا لدي الملكة للحكم عليه بالنفي ، والتشديد على الجند الموكلين بحراسته بعدم توفير الراحة له في سفره ( كى لا يخلو للصلاة لانها كانت ترهب صلاته )، فكانوا يسرعون به من مكان إلى أخر حتى انتهي بهم السفر إلى بلدة يقال لها ( كومانا ) وهناك ساءت صحته وتنيح بسلام سنة 407 ميلادية ،

وبعد الملك أركاديوس الذي أمر بنفيه ، خلفه أبنه ثاؤدسيوس الصغير فأمر الملك ثاؤدسيوس الصغير بنقل جسد هذا القديس إلى القسطنطينية حيث وضع في كنيسة الرسل . صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين .
+++++++++++++++++


من عظاته التعليمية التى بها التوبيخ للشعب البطال فى العبادة و فى الاثمار


كم أنا مغموم، إذ أرى في أيام الأعياد الجموع المحتشدة كالبحر المتسع الأرجاء، والآن لا أجد ولا القليل من الجموع لتجتمع ههنا.


أين ذهب أولئك الذين يزحموننا بوجودهم في أيام الأعياد؟!


إنني أتطلع إليهم متحسرًا عليهم، حزينًا من أجل تلك الجموع التي تهلك بعيدًا عن طريق الخلاص[2].


يا لها من خسارة عظيمة في الإخوة! إن قليلين هم الذين يهتمون بالأمور الخاصة بالخلاص.


يا له من جزء كبير من جسد الكنيسة يشبه الميت الذي بلا حراك!!


تقولون: وماذا يخصنا نحن في هذا؟


لديكم إمكانية عظمي بخصوص إخوتكم. فإنكم مسئولون إن كنتم لا تنصحوهم، وتصدون عنهم الشر، وتجذبونهم إلى هنا بقوة، وتسحبونهم من تراخيهم الشديد. لأنه ماذا يليق بالإنسان أن يكون نافعًا لنفسه وحده، بل ولكثيرين أيضًا. ولقد أوضح السيد المسيح ذلك عندما دعانا "ملحًا" (مت 5: 13)، و"خميرة" (مت 13: 33)، و "نورًا" (مت 5: 14)، لأن هذه الأشياء مفيدة للغير ونافعة لهم.


فالمصباح لا يضيء لذاته، بل للجالسين في الظلمة. وأنت مصباح، لا لتتمتع بالنور وحدك، إنما لترد إنسانًا ضل، لأنه أي نفع لمسيحي لا يفيد غيره؟! ولا يرد أحدًا إلي الفضيلة؟!


مرة أخرى، الملح لا يُصلح نفسه، بل يصلح اللحم لئلا يفسد ويهلك... هكذا جعلنا الله ملحًا روحيًا، لتربط الأعضاء الفاسدة أي الإخوة المتكاسلين المتراخين، وتشددهم وتنقذهم من الكسل كما من الفساد، وتربطهم مع بقية جسد الكنيسة.


وهذا هو السبب الذي لأجله دعانا الرب "خميرًا"، لأن الخميرة أيضًا لا تخمر ذاتها، لكن بالرغم من صغرها فإنها تخمر العجين كله مهما بلغ حجمه.
هكذا افعلوا أنتم أيضًا. فإنكم وإن كنتم قليلين من جهة العدد، لكن كونوا كثيرين وأقوياء في الإيمان والغيرة نحو الله. وكما أن الخميرة ليست ضعيفة بالنسبة لصغرها، إذ لها قوة وإمكانية من جهة طبيعتها... هكذا يمكنكم إن أردتم أن تجتذبوا أعدادًا أكثر منكم ويكون لهم نفس المستوى من جهة الغيرة.


لكن قد يعتذرون بأن الوقت صيف، إذ أسمع أمثال هذه الكلمات بأن الحر زائد، وحرارة الشمس غير محتملة، ولا نقدر على الزحام (هذه أمثله من الحجج التي نسمعها من بعض المسيحيين).


صدقوني أني أخجل منهم. فإن مثل هذه الاعتبارات مملوءة تدليلاً
التي لا يليق أن يحتج بها حتى أصحاب الأجساد الرقيقة وذوي الطبيعة الضعيفة، فأنها لا تبررهم.


فإنهم إن قدموا مثل هذه الأعذار بغير خزي، فيلزمنا ألا نخجل من إجابتهم.


وماذا أقول للمتقدمين بمثل هذه الأعذار؟ إنني أريد أن أذكرهم بالثلاث فتية في أتون النار، الذين إذ أحاطتهم النيران من كل جانب، تغمر أفواههم وعيونهم وتنفسهم لم يكفوا عن التغني بالتسبحة السرية المقدسة لله.


وأظن أنه يليق بنا أن نضيف إليهم الأسود التي كانت في بابل ودانيال في الجب (دا 4: 24).


وليس هذا وحده، بل وفي الجب آخر كان النبي أرميا حيث كان الوحل قرابة رقبته (أر 38: 5).


أليس من المدهش حقًا أن هؤلاء القديسين الذين كانوا في أتون النار أو في جب أو بين الوحوش، وفي الوحل، وفي السجن، وتحت الضربات والجلدات والآلام غير المحتملة،
لا يتذمرون بل يتغنون بالتسابيح المقدسة في حيوية وبغيرة متقدة بينما نحن الذين لم نقع تحتها - لا في كثير ولا في قليل - نهمل خلاصنا محتجين بسخونة الشمس وحرارة الجو قليلاً وبعض التعب، هاجرين اجتماعنا، مفسدين أنفسنا بذهابنا إلى اجتماعات مهلكة تمامًا؟!


فمن الواضح أذن أن هذه الأعذار غير المعقولة هي وليدة الكسل والتراخي، مفتقرة لنيران الروح القدس.


منقول


السبت، نوفمبر 26، 2011

السر وراء قول السيد المسيح " ابى اعظم منى "


بنعمة ربنا يسوع المسيح اتكلم اليوم عن عظمة اتضاع الهنا القدوس
الهنا الذى كان فى قمة الوداعة و فى قمة التواضع , الذى جعله كرداء يتلحف به كى يخفى عظمة لاهوته السماوى و الذى تشتاق الملائكة لان تطلع عليه .
- فاتضاع السيد المسيح فى اقوله جعل الجهلاء يشككون فى الوهيته لانهم تعاملوا مع اقوال قالها بغرض التعليم الروحى فامسكوها هم بغبائهم و اعتبروها سقطة تنفى عنه مكانته السماوية التى تسجد لها ملائكة السماوات
- و للحقيقة دلالة اقوال السيد المسيح بالخوض فيها يجعلنا نشعر مدى روحانية الهنا و هو فى جسده , عندما تكلم بتواضع و قال فى انجيل القديس يوحنا قولته المشهورة ((( ابى اعظم منى ))) يوحنا 14 : 28 )

- و قبل ان اشرح بنعمة المسيح لماذا قال السيد المسيح هذا التعبير عن نفسه كانسان , تعالوا نشوف ماذا قال سليمان الحكيم بروح النبوة عن السيد المسيح فى سفر الامثال
امثال 8
22 «اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ، مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ، مُنْذُ الْقِدَمِ. 23 مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ، مُنْذُ الْبَدْءِ، مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ. 24 إِذْ لَمْ يَكُنْ غَمْرٌ أُبْدِئْتُ. إِذْ لَمْ تَكُنْ يَنَابِيعُ كَثِيرَةُ الْمِيَاهِ. 25 مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقَرَّرَتِ الْجِبَالُ، قَبْلَ التِّلاَلِ أُبْدِئْتُ. 26 إِذْ لَمْ يَكُنْ قَدْ صَنَعَ الأَرْضَ بَعْدُ وَلاَ الْبَرَارِيَّ وَلاَ أَوَّلَ أَعْفَارِ الْمَسْكُونَةِ. 27 لَمَّا ثَبَّتَ السَّمَاوَاتِ كُنْتُ هُنَاكَ أَنَا. لَمَّا رَسَمَ دَائِرَةً عَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ. 28 لَمَّا أَثْبَتَ السُّحُبَ مِنْ فَوْقُ. لَمَّا تَشَدَّدَتْ يَنَابِيعُ الْغَمْرِ. 29 لَمَّا وَضَعَ لِلْبَحْرِ حَدَّهُ فَلاَ تَتَعَدَّى الْمِيَاهُ تُخْمَهُ، لَمَّا رَسَمَ أُسُسَ الأَرْضِ، 30 كُنْتُ عِنْدَهُ صَانِعًا، وَكُنْتُ كُلَّ يَوْمٍ لَذَّتَهُ، فَرِحَةً دَائِمًا قُدَّامَهُ. 31 فَرِحَةً فِي مَسْكُونَةِ أَرْضِهِ، وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ.
32 «فَالآنَ أَيُّهَا الْبَنُونَ اسْمَعُوا لِي. فَطُوبَى لِلَّذِينَ يَحْفَظُونَ طُرُقِي. 33 اسْمَعُوا التَّعْلِيمَ وَكُونُوا حُكَمَاءَ وَلاَ تَرْفُضُوهُ. 34 طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَسْمَعُ لِي سَاهِرًا كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ مَصَارِيعِي، حَافِظًا قَوَائِمَ أَبْوَابِي. 35 لأَنَّهُ مَنْ يَجِدُنِي يَجِدُ الْحَيَاةَ، وَيَنَالُ رِضًى مِنَ الرَّبِّ، 36 وَمَنْ يُخْطِئُ عَنِّي يَضُرُّ نَفْسَهُ. كُلُّ مُبْغِضِيَّ يُحِبُّونَ الْمَوْتَ».

نلاحظ بنعمة المسيح ان فى الآية 23(( مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ، مُنْذُ الْبَدْءِ، مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ. )) فهنا اشارة بان المسحة كانت ازلية و هى خاصة بالكهنوت و و لذلك قال فى المزمور 110 (( 4 أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ».))
ايضا نلاحظ فى هذه الآية ((  26 إِذْ لَمْ يَكُنْ قَدْ صَنَعَ الأَرْضَ بَعْدُ وَلاَ الْبَرَارِيَّ وَلاَ أَوَّلَ أَعْفَارِ الْمَسْكُونَةِ. )) يقصد هنا ان لا شئ كان قد خلق بعد
   ((  لَمَّا ثَبَّتَ السَّمَاوَاتِ كُنْتُ هُنَاكَ أَنَا. لَمَّا رَسَمَ دَائِرَةً عَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ.
كنت انا هناك -اشارة لازلية السيد المسيح , نلاحظ فى الآية 23 (( منذ الآزل مُسحت )) و لذلك سُمى يسوع " المسيح " اى الممسوح منذ الازل

- نلاحظ أيضا فى الآية 30 ((  30 كُنْتُ عِنْدَهُ صَانِعًا،)) كنت صانعا و الذى هو الممسوح و لذلك شهد يوحنا المعمدان فى بشارة معلمنا يوحنا البشير فى الاصحاح 1 فقال (( 3 كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.)) و هذا اشارة لان المسيح هو الصانع لكل شئ فى الكون
- ايضا فى الآية 35 قال (( 35 لأَنَّهُ مَنْ يَجِدُنِي يَجِدُ الْحَيَاةَ، وَيَنَالُ رِضًى مِنَ الرَّبِّ،)) و نفس هذا الكلام قاله يسوع عن نفسه و هو متجسداً و نقله لنا القديس متى فى الاصحاح 11 عندما قال (( 6 وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».)) و هنا بمعنى يا بخت اللى ح يعرفنى المعرفة الحقة , و قال ايضا كما شهد القديس يوحنا فى الاصحاح 11 فقال ((  6 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي. 7 لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا. وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ» و هنا نجد السيد المسيح يعلن عن ذاته الالهية بكل صراحة بان قال لتلاميذه انهم الآن يرون الآب السماوى متجسدا و يقف فى وسطكم و يقول لكم انى بى وحدى الحياة الآبدية - و لكن للاسف لم يفهم تلاميذه هذا الذى قاله السيد المسيح , لانهم لم يكن قد حل عليهم الروح القدس بعد


و هنا نصل للآية التى قال فيها السيد المسيح ابى اعظم منى فى انجيل القديس يوحنا الاصحاح 14 ((  28 سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ: أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ، لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.))
يجب اولاً ان نقرأ هذه الآية التى قالها القديس متى عن لسان السيد المسيح و ذلك فى الاصحاح 11 ((  29 اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ.)) فنجد السيد المسيح يكلمنا عن التعليم الذى منه هو و هو يقول تعلموا منى و بعدين بينقلنا لأساس التعليم من المسيح انه مبنى على ((( التواضع ))) و لانه قال ((( لانى وديع و متواااااااااااضع القلب ))) فكان هنا يجب ان نفهم ان سر عظمة تعليم السيد المسيح هو يكمن فى قمة الوداعة و التواضع ووداعة المسيح يجب ان تتلبسنا نحن ايضا فنكون نحن ايضا على صورته فى الوداعة كما قال لنا معلمنا بولس الرسول و ايضا ان نتواضع
--- و اسمحولى اضرب لكم مثال عن التواضع الذى تعلمناه من السيد المسيح لكى اقرب لكم لماذا قال ابى اعظم منى --- اوقات كتير بنلاحظ قداسة البابا لما بيتكلم بيقول ده تعليم الاباء يعنى التعليم ده مش منه هو, ومع انه من الممكن جدا يكون الروح القدس علمه و بعدما علمه قرأه مكتوب فى تعاليم الاباء السابقين له و لكنه لم ينسب المعرفة لذاته و لكنه نسبها للأباء

- لان المسيح يعرف افكار البشر حتى الروحيين فاوقات كتير بيقعوا فى خطية روح التكبر عندما يعمل الروح القدس بهم ليعطيهم نوع من المعرفة فينسبها الانسان لذاته و يقول (( انا صاحب التعليم الفلانى او صاحب الفكر الفلانى )) و هذا قد يسقطنا امام الله و بدلا من ان كان معنا روح التواضع التى يصاحبها روح المعرفة التى هى من الروح القدس فينزعها عنا الله ليحل محلها روح شيطانية متكبرة تنسب لنفسها المعرفة متناسية فضل تعليم الله الذى هو به مصدر المعرفة و التعليم لكل من يعرفوه و طوبى لمن لا يعثر فى الهنا القدوس يسوع المسيح واهب المعارف و التعليم ومانح العطايا السماوية لكل من يتواضع ليس امام الله و لكن امام الناس ايضا

و لالهنا كل المجد و الكرامة و التقديس الى دهر الدهور
آمين

الجمعة، نوفمبر 25، 2011

اليوم عيد استشهاد القديس مار مينا العجايبى


سنكسار اليوم 15 هاتور 1728


استشهاد القديس مارمينا العجايبى
في مثل هذا اليوم إستشهد القديس مينا الملقب بالآمين المبارك ، كان والده اوذكسيوس من أهالي نقيوس وواليا عليها ، فحسده أخوه وسعى به عند الملك ، فنقله إلى أفريقيا وولاه عليها ففرح به أهلها لأنه كان رحوما خائفا من الله ،
أما أمه إذ لم يكن لها ولد ، وذهبت في أحد الأيام إلى الكنيسة في عيد السيدة البتول والدة الإله الكائنة باتريب ، ونظرت الأولاد في الكنيسة بملابسهم النظيفة مع والديهم فأنها تنهدت وبكت أمام صورة السيدة العذراء متوسلة بها إلى ابنها الحبيب ان يرزقها ولدا ، فخرج صوت من الصورة قائلا "آمين" ، ففرحت بما سمعت وتحققت ان الرب قد استجاب صلاتها ، ولما عادت إلى منزلها وأخبرت زوجها بذلك ، قال له "فلتكن إرادة الله" ، وقد رزقهما الله هذا القديس فأسمياه مينا كالصوت الذي سمعته والدته ، ولما نشا علماه الكتابة وهذباه بالآداب المسيحية ، ولما بلغ من العمر إحدى عشرة سنة توفي والده بشيخوخة صالحة ، ثم والدته بعد ثلاث سنوات ، فكرس هذا القديس حياته للصوم والصلاة والسلوك المستقيم ، حتى انه من حب الجميع له ولأبيه ، أقاموه مكان أبيه ، ومع هذا فانه لم يتخل عن عبادته ، ولما ارتد دقلديانوس واصدر أوامره بعبادة الأوثان ، وإستشهد كثيرون على اسم السيد المسيح ، ترك هذا القديس ولايته ومضى إلى البرية حيث أقام هناك أياما كثيرة يتعبد لله من كل قلبه ، وذات يوم رأى السماء مفتوحة والشهداء يكللون بأكاليل حسنة ، وسمع صوتا يقول "من تعب على اسم المسيح ينال هذه الأكاليل" ، فعاد إلى المدينة التي كان واليا عليها واعترف باسم المسيح ، فلاطفوه أولا لعلمهم بشرف اصله وجنسه ، ووعدوه بعطايا ثمينة ، ثم توعدوه ، وإذ لم ينثن عن رأيه أمر القائد بتعذيبه ، ولما عجز عن تحويله عن إيمانه بالمسيح ، أرسله إلى أخيه عساه يتمكن من التأثير عليه ، ولكنه فشل ايضا ،



- وأخيرا أمر بقطع رأسه بحد السيف وطرح الجسد في النار ، وتذرية رماده في الرياح ، فلبث الجسد فيها ثلاثة أيام وثلاث ليال لم ينله فساد ،

ايات و عجائب جسد مارمينا ((( العجايبى )))
-  فتقدمت أخته وبذلت أموالا كثيرة للجند حتى آخذت الجسد ، ووضعته في فرد ( جوال ) خوص وعزمت على التوجه إلى الإسكندرية كما أوصاها أخوها ، فركبت ومعها جسد أخيها إحدى المراكب إلى الإسكندرية ، وقد حدث أثناء سيرهم ان طلعت عليهم وحوش بحرية لافتراس ركاب المركب ، ففزعوا وصرخوا ، فصلت آخت القديس إلى الله واستشفعت بأخيها ، وبينما كان الركاب في فزع واضطراب خرجت نار من الجسد إلى وجوه تلك الوحوش ، فغطست لوقتها في الماء ، ولما عادت إلى الظهور ثانية لحقتها النار ايضا ، فغطست ولم تعد بعد ، ولما وصلت المركب إلى مدينة الإسكندرية ، خرج اغلب الشعب مع الاب البطريرك وحملوا الجسد الطاهر بكل إكرام واحترام ، وادخلوه المدينة باحتفال مهيب وأودعوه في الكنيسة بعدما كفنوه بأكفان غالية ، ولما انقضي زمان الاضطهاد ، ظهر ملاك الرب للقديس المكرم البطريرك أثناسيوس الرسولي ، واعلمه بأمر الرب ان يحمل جسد القديس مينا على جمل ويخرجه من المدينة ، ولا يدع أحدا يقوده بل يتبعه من بعيد ، حتى يقف في المكان الذي يريده الرب فساروا وراء الجمل حتى وصلوا إلى مكان يسمي بحيرة بياض بجهة مريوط ، وحينئذ سمعوا صوتا يقول " هذا هو المكان الذي أراد الرب ان يكون فيه جسد حبيبه مينا ، فأنزلوه ووضعوه في تابوت وجعلوه في بستان جميل وجرت منه عجائب كثيرة ،
و حدث بعد ذلك ان ثار أهالي الخمس المدن على البلاد المجاورة للإسكندرية ، فتأهب الأهالي للقاء هؤلاء البربر ، وأختار الوالي ان يأخذ معه جسد القديس مينا ليكون له منجيا وحصنا منيعا ، أخذه خفية وببركة هذا القديس تغلب على البربر ، وعاد ظافرا منصورا ، وقد صمم الوالي على عدم إرجاع جسد القديس إلى مكانه الأصلي وأراد أخذه إلى الإسكندرية ، وفيما هم سائرون مروا في طريقهم على بحيرة بياض مكانه الأصلي ، فبرك الجمل الحامل له ولم يبرح مكانه رغم الضرب الكثير ، فنقلوه على جمل ثان فلم يتحرك من مكانه ايضا ، فتحقق ان هذا أمر الرب ، ثم صنع تابوتا من الخشب الذي لا يسوس ووضع فيه التابوت الفضة ووضعه في مكانه ، وتبارك منه وسافر إلى مدينته ،

الطريقة العجيبة للاعلان عن جسد مارمينا ((( العجايبى )))
 ولما أراد الرب إظهار جسده المقدس كان في البرية راعي غنم قد غطس منه يومًا ما خروف اجرب في بركة ماء كانت بجانب المكان الذي به جسد القديس ، ثم خرج وتمرغ في تراب ذلك المكان فبرئ في الحال ، فلما عاين الراعي هذه الأعجوبة بهت وصار يأخذ من تراب ذلك المكان ويسكب على الماء ويلطخ به كل خروف اجرب ، أو به عاهة فيبرا في الحال ، وشاع هذا الأمر في كل الأقاليم حتى سمع به ملك القسطنطينية ، وكانت له ابنة وحيدة مصابة بمرض الجذام ،

-  فأرسلها أبوها إلى هناك ، واستعلمت من الراعي عما تفعل ، فأخذت من التراب وبللته بالماء ولطخت جسمها ونامت تلك الليلة في ذلك المكان ،
 فرأت في نومها القديس مينا وهو يقول لها "قومي باكرا واحفري في هذا المكان فتجدي جسدي" ، ولما استيقظت وجدت نفسها قد شفيت ، فحفرت فوجدت الجسد المقدس فأخرجته بأكرام وتباركت منه وأرسلت إلى والدها وأعلمته بالأمر ففرح كثيرا وشكر الله ومجد اسمه ، وأرسل المال والرجال وبني في ذلك الموضع كنيسة ، كرست في اليوم الخامس عشر من شهر بؤونة ، و لما ملك أركاديوس وانوريوس أمرا ان تبني هناك مدينة وكانت الجماهير تتقاطر إلى تلك الكنيسة يتشفعون بالقديس الطوباوي مينا ، وقد شرفه الله بالآيات والعجائب التي كانت تظهر من جسده الطاهر ، ومع دخول العرب مصر اعتدي البعض على المدينة وتهدمت الكنيسة ولم تبق إلا آثارها .





و عندما ارتقي غبطة البطريرك المتنيح البابا الأنبا كيرلس السادس كرسي الكرازة المرقسية ، اهتم بإقامة دير كبير في تلك المنطقة باسم القديس مار مينا ، انفق عليه مبالغ طائلة ، وبالدير كنيستان يزورهما شعب الكرازة المرقسية للتبرك والصلاة ، كما اشتري ايضا مائة فدان وأقام سورا لاحاطتها ، وقد رسم عددا من الآباء الرهبان الذين نالوا قسطا وافرا من الثقافة العلمية والدينية .
شفاعة القديس مار مينا ، البابا الأنبا كيرلس السادس ، تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين .

السبت، نوفمبر 19، 2011

مجمع نيقية اثبات و تاكيد الأباء على لاهوت المسيح من الكتاب المقدس

إجتماع مجمع نيقية المسكونى الأول سنة 325 ميلادية

في مثل هذا اليوم من سنة 325 ميلادية اجتمع الآباء الثلاثمائة وثمانية عشر بمدينة نيقية في عهد ملك قسطنطين الملك البار . وكان منهم رؤساء الأربعة كراسي . وهم الأنبا ألكسندروس التاسع عشر . وقد صحب معه أثناسيوس رئيس شمامسته وسكرتيره الخاص .و إسطاثيوس أسقف أنطاكية . ومكاريوس أسقف أورشليم . أما سيلفستروس أسقف رومية فانه لكبر سنه لم يحضر ، وأرسل اثنين من الكهنة نيابة عنه .

وكان سبب إجتماع المجمع هو محاكمة اريوس الذي كان قسا بالإسكندرية
 ، وجدف على ابن الله الرب يسوع المسيح قائلا "إنه لم يكن مساويا لله أبيه في الجوهر . وانه كان هناك وقت لم يكن فيه الابن" . فاستقر رأى رؤساء الكنيسة على عقد المجمع . وكان بين هؤلاء الآباء القديسين من هو في منزلة الرسل قادرا على إقامة الموتى ، وإبراء الأسقام وعمل الآيات العظام . وفيهم من عذب في سبيل الإيمان . ومنهم من سملت عيناه ، أو قطعت يداه ورجلاه ، أو قلعت أضراسه ، أو كسرت إسنانه ، أو نزعت أظافره ، أو كسرت أضلاعه ،
 وكان من بينهم القديس المجاهد بفنوتيوس أسقف الصعيد الذي عذب كثيرا أيام دقلديانوس ، إذ قلعوا عينه اليمني وحرقوا لحم ساقه اليسرى . وربطوه بالسلاسل وأخذوه إلى مقاطع الرخام . ولذلك دعي بالشهيد في الكهنة .
- وكان شيخا قديسا محبوبا من الله والناس . وقد اجري الله على يديه معجزات كثيرة حدثت بتوسلاته وصلاح دعواته . ولما اجتمع الآباء جلسوا على الكراسي المعدة لهم .
- ثم جاء الملك البار قسطنطين وسلم عليهم مبتدئا بالقديس بفنوتيوس الأسقف إذ احترمه احتراما عظيما حتى انه قبل بإكرام آثار جراحه . ثم وضع أمامهم قضيب الملك وسيفه قائلا لهم "إن لكم هذا اليوم سلطان الكهنوت والمملكة لتحلوا وتربطوا كما قال السيد . فمن أردتم نفيه أو إبقاءه فلكم ذلك" . وحدث ان كثيرين من الذين أنار الروح القدس عقولهم ، كانوا يعدون المجتمعين فيجدونهم ثلاثمائة وتسعة عشر أسقفا ، وإذا عدوا الكراسي المنظورة يجدونها ثلاثمائة وثمانية عشر . وذلك إتماما لقول السيد المسيح : " لأنه حيثما أجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك اكون في وسطهم " . واستحضروا اريوس وطلبوا منه إقراره بالإيمان . فجدف وقال "كان الاب حيث لم يكن الابن" . فلما افهموه ضلاله ولم يرجع عن رأيه ، حرموه هو ومن يشاركه رأيه واعتقاده .

- ثم وضعوا دستور الإيمان المسيحي وهذا نصه :  
1- نؤمن باله واحد الله الاب ضابط الكل ، خالق السماء والأرض ، ما يري وما لا يري .(( يوحنا 1 : 1 فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. ))
2 - ونؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الاب قبل كل الدهور ، نور من نور ، اله حق من اله حق ، مولود غير مخلوق ، مساو للأب في الجوهر الذي به كان كل شئ
.(( 2 هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ  اللهِ. 3 كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. 4 فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ ))
3 - هذا الذي من أجلنا نحن البشر ، ومن اجل خلاصنا ، نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ، ومن مريم العذراء تأنس .

(( يوحنا 1 : 14 وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.))
(( لوقا 1 : 35 فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.))
(( يوحنا 3 :  13 وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.))

4 - وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي ، وتألم وقبر .(( لوقا 19 :  6 فَلَمَّا رَآهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْخُدَّامُ صَرَخُوا قَائِلِينَ:«اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!». قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ:«خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ، لأَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً». 7 أَجَابَهُ الْيَهُودُ:«لَنَا نَامُوسٌ، وَحَسَبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ، لأَنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ابْنَ اللهِ».
  يوحنا 19 : 16 فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ. فَأَخَذُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ. 17 فَخَرَجَ وَهُوَ يحَامِلٌ صَلِيبَهُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ» وَيُقَالُ لَهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ «جُلْجُثَةُ»، 18 حَيْثُ صَلَبُوهُ، وَصَلَبُوا اثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا، وَيَسُوعُ فِي الْوَسْطِ.))
(( يوحنا 19 :  33 وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ، لأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ.))
(( يوحنا 19 :  40 فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوعَ، وَلَفَّاهُ بِأَكْفَانٍ مَعَ الأَطْيَابِ، كَمَا لِلْيَهُودِ عَادَةٌ أَنْ يُكَفِّنُوا. 41 وَكَانَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ بُسْتَانٌ، وَفِي الْبُسْتَانِ قَبْرٌ جَدِيدٌ لَمْ يُوضَعْ فِيهِ أَحَدٌ قَطُّ ))

5 - وقام من بين الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب .(( يوحنا 20 : 5 وَانْحَنَى فَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ. 6 ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، 7 وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعًا مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ. 8 فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضًا التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ، 9 لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ ))
 
6 - وصعد إلى السموات وجلس عن يمين الاب . (( لوقا 24 : 50 وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجًا إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ. 51 وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ، انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ.))
(( اعمال الرسل 7 :  55 وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، فَرَأَى مَجْدَ اللهِ، وَيَسُوعَ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ. 56 فَقَالَ:«هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ».
(( متى 22 : 44 قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِيني حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. 45 فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46 فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً. ))

7 - وأيضا يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات ، الذي ليس لملكه انقضاء .(( متى 16 : 7 فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ. ))
 =======++++++======================== +++++
و بعد ذلك لم اجتمع مجمع المائة والخمسين بمدينة القسطنطينية لمحاكمة مقدونيوس عدو الروح القدس ، كملوا بقية هذا الدستور فقالوا:

8 - نعم نؤمن بالروح القدس ، الرب المحي المنبثق من الاب ، نسجد له ونمجده مع الاب والابن ، الناطق في الأنبياء .
(( لوقا 12 : 12 لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ يُعَلِّمُكُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوهُ».))
(( يوحنا 14 :  26 وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.

9 - وبكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسوليك .
10 - و نعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا .

(( مرقس 16 :  16 مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ.))

11 - و ننتظر قيامة الأموات .(( يوحنا 5 : 28 لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هذَا، فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، 29 فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ.))
 
12 - وحياة الدهر الأتي  (( 25 قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، 26 وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. ))


و منعوا من ان يزاد عليه أو ينقص منه ، وأمروا كافة المؤمنين بقراءته . كهنة وشعبا وشيوخا وصبيانا ونساء ورجالا . وإن يتلى في القداسات والصلوات . وبعدما حرم آباء مجمع نيقية اريوس وأبعدوه عن الكنيسة ووضعوا دستور الإيمان . اصدروا قرارات أخرى فيما يلي :
أولا : فيما يختص بميليتس أسقف أسيوط الذي قاوم رئيسه القديس بطرس الشهيد البابا الأسكندري . فقد قرر المجمع حقوق بطريرك الإسكندرية على مرءوسيه في القوانين 5, 6, 7 .
ثانيا : حسم النزاع الذي كان بين أساقفة أفريقيا وأسيا الصغرى ، وبين أسقف رومية حول معمودية الهراطقة ، فقرر ان المعمودية التي يجريها الهراطقة باطلة ، بخلاف ما كان يراه أسقف رومية واتباعه .
ثالثا : حدد يوم عيد القيامة إذ قرر ان يكون يوم الأحد الذي يلي البدر حيث يكون فيه فصح اليهود ، حتى لا يعيدوا قبل اليهود أو معهم ، وأناطوا بابا الإسكندرية في تبليغ جميع الكنائس عن اليوم الذي يقع فيه العيد ، وذلك لشهرة بطاركة الإسكندرية بسعة العلم والدقة في حساب المواقيت . وثبتوا الكنيسة . وأقاموا منار الدين . ثم انصرفوا إلى كراسيهم .
صلواتهم تكون معنا ، ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين

الخميس، نوفمبر 17، 2011

ابحث داخلك قبل ان تنتقد يهوذا الاسخريوطى





بنعمة ربنا يسوع المسيح احببت اليوم ان اتكلم عن شخصية يهوذا الاسخريوطى - هذا الانسان الذى اراه مسكين جدا و حقيقى كم انا متعاطفة معاه و اشعر بمدى المرارة التى ملآت نفسه من بعد ان اقدم على خيانة يسوع المسيح
-  و لكن السؤال هل المسيح كان يعرف ان كان يهوذا سوف يقدم على خيانته و ايضا هل كان يعلم انه سبيعه بثمن بخس و هو الثلاثون من الفضة كما جاء فى نبوة زكريا النبى فى الاصحاح 11 (( 12 فَقُلْتُ لَهُمْ: «إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا». فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. 13 ))
- و اذا كان المسيح كان يعرف فلماذا اختاره
- حقيقى اسئلة ارى انه من الواجب الرد عليها خاصة انه من القراءة للكتاب المقدس نجد ان كل احداث العهد الجديد قد كلمنا عنها العهد القديم بطريقة  نشعر منها و كأن نبى العهد القديم هو قارئ للمستقبل -

وسابدأ من الاسم للشخص الخائن و هو " يهوذا " فنجد ان اسم " يهوذا  " قد تكلم عنه ارميا النبى فى الاصحاح 17 فقال (( 1 « خَطِيَّةُ " يَهُوذَا  " مَكْتُوبَةٌ بِقَلَمٍ مِنْ حَدِيدٍ، بِرَأْسٍ مِنَ الْمَاسِ مَنْقُوشَةٌ عَلَى لَوْحِ قَلْبِهِمْ وَعَلَى قُرُونِ مَذَابِحِكُمْ.)) و هنا فى هذه الآية نجد خطية يهوذا لن تمحى مهما اتى على الدهر و ايضا سيشهد عليها قرون مذبح الهيكل على اشتراك الكهنة فى هذه الخيانة لله - لان الخيانة لم تكن من يهوذا وحده و لكنها كانت من كهنة اليهود الذين رفضوا المسيح و حرضوا على قتله

و نجد فى نفس الاصحاح من نفس السفر نجد الله يقول (( 5 «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ، وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ، وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ.)) و هنا نجد أن يهوذا قد لعن من الله لانه حاد عن طريقه - اى بعد عن طريق الله -
- و فى نفس الاصحاح نجد الله يقول (( 10 أَنَا الرَّبُّ فَاحِصُ الْقَلْبِ مُخْتَبِرُ الْكُلَى لأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ، حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ )) و هذه الآية تجاوبنا على سؤال هل المسيح كان يعرف أن يهوذا سيقدم على خيانته و الاجابة هى نعم لانه هو فاحص القلوب و يعرف افكار البشر كما قال فى الآية السابقة

و تعالوا نشوف وصف النبى ليهوذا و كيف تكلم عن آخر أيامه ((  11 حَجَلَةٌ تَحْضُنُ مَا لَمْ تَبِضْ مُحَصِّلُ الْغِنَى بِغَيْرِ حَقّ. فِي نِصْفِ أَيَّامِهِ يَتْرُكُهُ وَفِي آخِرَتِهِ يَكُونُ أَحْمَقَ!».ففى الآية السابقة يتكلم عن من يطلب الغنى بغير حق و من ثم يترك ماله وفى الاية نجد النبى يصف آخر آيام يهوذا بالحماقة ,  لانه كما نعرف قد شنق نفسه و ذلك ما قاله لنا القديس متى فى الاصحاح 27 (( 3 حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ 4 قَائِلاً:«قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا». فَقَالُوا:«مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!» 5 فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ ))
و هنا نشعر بمدى حالة اليأس التى تملكت على يهوذا لانه اختار ان يسير فى طريق غير طريق الله و فقده للاحساس بالسلام و كان ضميره يعذبه فلم يحتمل خيانته ليسوع المسيح - فاختار ان يتخلص من حياته
- و هنا يا اخوتى نخرج بمفاهيم تعرفنا حال الفاقدين للرجاء و بالتالى هم فاقدين للسلام الداخلى
- فنحن نعرف كثيرين حولنا يعيشون حالة يهوذا الاسخريوطى و هم يخونون المسيح بتركهم للمبادئ الايمانية المسيحية و الانخراط فى بحر العالم و محاولتهم لاستمالة القلوب من اجل المصلحة او من اجل لقمة العيش - و اتباع طرق التملق لدرجة نكران المسيح فى حالات كثيرة - كأن ننكر اسمائنا المسيحية او ننكر ايماننا بالمسيح و الخوف من الجهر به او محاولة اخفاء هويتنا المسيحية و استخدامنا لاساليب اهل العالم فى الحوارات و استخدامنا لتعبيرات لا تمت للمسيحية بصلة مستخدمين الفظ و عبارات فيها مسبة او لعنة او شتم او تملق او تكبر او تحقير اوتعبيرات قبيحة او ايمائات خارجة - فكل هذا هو نوع من الخيانة للمسيح - لان السيد المسيح لم ياتى الى العالم ليعلمنا تعاليم سمائية فنقوم نحن بتناسيها و كانها لم تكن لنا .


- فيا اخى ان اردت ان تكون مسيحيا فاحذر ان تخالف ما اوصانا به المسيح و هو ((( القداسة ))) و القداسة يجب ان تبدا من الفكر وصولا لتعبيرات الكلام  وصولا لطريقة الحياة من محبة للجميع - و ايضا عدم مهابة انسان مهما علت سلطته و سطوته
فيا اخى المسيحى اهتم بقرائة الكتاب المقدس لان فيه تعاليم روحية تساعدك على الحياة فى السماء و انت على الارض


و لالهنا كل المجد و الكرامة و التقديس من الآن و الى دهر الدهور آمين

الثلاثاء، نوفمبر 08، 2011

قصة الختان العظيم لربنا يسوع المسيح



لك يا الهى ينبغى التسبيح و التمجيد لانك انت الذى تسبحك الطغمات السماوية و كل الشاروبيم و السيرافيم يمجدونك لانك انت المقدس و العالى على كل الخليقة , يا من تجسدت لتعلمنا طريق الخلاص
- بنعمتك يا الهى و عليك اتكل لكى نعطى الجواب لكل من يسالنا عنك بوداعة و خوف اسمك القدوس , لاننا قد استؤمنا على عطاياك السماوية التى تعمل في داخلنا لنمجدك وسط كل الخليقة
بنعمة ربنا كلنا قرأنا فى الكتاب المقدس عن ختان ربنا يسوع المسيح مثله مثل اى صبى يهودى فاتح رحم كما جاء فى نصوص الشريعة اليهودية
و تعالوا نقرا فى انجيل القديس لوقا فى الاصحاح الثانى
22 وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا، حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى، صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ، 23 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوسًا لِلرَّبِّ. 24 وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ.

و هذا تطبيق لشريعة املاها الله على نبيه موسى قبل اكثر من 1200 سنة و قد ظل كلام الله صادقا و يعمل به طوال هذه السنين دون تغيير او تحريف و للتاكيد على مصداقية كتاب الله التوراة - تعالوا نقرا قال ايه فى سفر اللاويين الاصحاح 12
1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 2 «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَرًا، تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. 3 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ.
6 وَمَتَى كَمُلَتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا لأَجْلِ ابْنٍ أَوِ ابْنَةٍ، تَأْتِي بِخَرُوفٍ حَوْلِيٍّ مُحْرَقَةً، وَفَرْخِ حَمَامَةٍ أَوْ يَمَامَةٍ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، إِلَى الْكَاهِنِ، 7 فَيُقَدِّمُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهَا، فَتَطْهُرُ مِنْ يَنْبُوعِ دَمِهَا. هذِهِ شَرِيعَةُ الَّتِي تَلِدُ ذَكَرًا أَوْ أُنْثَى. 8 وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهَا كِفَايَةً لِشَاةٍ تَأْخُذُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ، الْوَاحِدَ مُحْرَقَةً، وَالآخَرَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، فَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ فَتَطْهُرُ».


و بالقراءة لهذا الجزء نجد ان الطفل و عمره 8 ايام , يقدم الى الكاهن لكى يرفع عنه محرقة و يقدم عنه ذبيحة خطية و لذلك نجد أن السيدة العذراء التزمت جدا بالشريعة اليهودية على الرغم من انها قد حبلت بالسيد المسيح من الروح القدس بلا دنس بلا خطية و لم تقل كيف اقدم ذبائح خطية مثل باقى البشر (( فانا قد حملت من الروح القدس )) هذا كان يجب ان تعلنه العذراء مريم أمام الكاهن

- فكان عليها ان تقول له انا والدة الاله - كما اعلنت لها اليصابات ام يوحنا عندما قالت لها فى انجيل لوقا الاصحاح 1 عندما قالت لها " إم ربى " ( 42 وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ:«مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! 43 فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ ) فاليصابات اعلنت للعذراء انها والدة الاله و العذراء كانت تعلم لان الملاك قد بشرها و ايضا قد بشر" القديس يوسف " خطيب السيدة العذراء - و لكن بالرغم من كل الشواهد و الاعلانات الا ان العذراء كما وصف لنا القديس لوقا (( كانت تحفظ هذه الامور فى قلبها )) , و لذلك التزمت جدا بتنفيذ الشريعة و قبلت على نفسها ان تتساوى بكل نساء الارض بل قد التزمت بان تقدم ابنها (( الذى هو الهها ايضا )) للكاهن قد يختنه و يرفع عنه محرقة خطية

- و هنا تجئ اجابتنا بنعمة ربنا يسوع المسيح عن ماذا حدث للجزء الذى قد اختتن من السيد المسيح (( الطفل ))- و الاجابة هى انه تم رفعه مع محرقة الخطية (( 23 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوسًا لِلرَّبِّ. 24 وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ.(( لوقا 2 )) (( 8 وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهَا كِفَايَةً لِشَاةٍ تَأْخُذُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ، الْوَاحِدَ مُحْرَقَةً،)) لاويين 12
و هنا نعرف ان الجزء الذى اقتطع من جسد السيد المسيح قد رفع محرقة ( اى تم حرقه ) مع اليمامتين و ذبيحة الخطية

و بكدة بنعمة ربنا يسوع المسيح نكون قد اجبنا على سؤال كان دائما يطرحه الاخوة المسلمين و نشكر الهنا القدوس الذى دائما يهتم بتقديم الاجابات على اى سؤال مهما كان ساذجا - لان الهنا هو واهب المعرفة و هو واهب العطايا الصالحة لكل من يسأله


و لالهنا  يسوع المسيح ملك الملوك و رب الارباب كل المجد و الكرامة و التقديس الى دهر الدهور
آمين



http://www.orthodoxlegacy.org/Year2/VlachosCircumcision.htm

شرح تفصيلى عن لماذا تم ختان السيد المسيح طبقا للشريعة اليهودية

الثلاثاء، أكتوبر 18، 2011

الطريق إلى الفردوس لقديس باسيليوس الكبير



المقالة الخامسة: تعاليم روحية نسكية
كيف يهيئ الراهب نفسه

الأساس الأول للذين يرغبون ويبتغون حياة الرهبنة هو أنهم لا يمتلكون شيئاً، وبعد ذلك لابد أن يبحثوا عن حياة العزلة، مرتدين لباساً بسيطاً، محافظين دائماً على أن تكون أصواتهم ونبراتهم في حدود الوقار، وهدوئهم يكون في تواضع، لابد أن يكونوا محافظين على السكوت التام في وجود من هم أكبر منهم، ويسمعون لمن هم أحكم منهم ويظهرون محبتهم لهم بتوقير واحترام، ويعطوا النصائح للذين هم أقل منهم بروح المحبة والوداعة.

لابد أن يتحاشوا الناس الذين يسببون لهم المتاعب، وعلى النقيض من ذلك يجلسون ويفكرون بتعمق ولا يتكلمون إلا قليلاً.

أثناء محادثتهم لابد أن يتحاشوا الغطرسة والثرثرة التافهة، والهزأ والضحك بل على الدوام يشعرون بإحساس الخجل، وأعينهم دائماً تكون ناظرة إلى الأرض، أما أرواحهم فتكون محلقة لأعلى، رافضين الجدال مع الذين يتشككون في طريقنا هذا. لابد أن يظهروا الطاعة لمدبريهم، وينشغلوا بأعمال يدوية ولا ينسوا أبداً هدف حياتهم الأساسي، متهللين بالرجاء، مظهرين طول الأناة في كل حين.

لابد أن يصلوا في كل حين معطين الشكر الدائم لله على كل شيء، متواضعين للكل ومتحاشين الكبرياء. لابد أن يكونوا جادين في كل شيء، محررين أنفسهم من الشرور، يبتغون كنزهم السمائى بحفظهم الوصايا، ويفحصون بدقة دائماً أفكارهم وأفعالهم، لابد إن يبتعدوا عن شهوات العالم والارتباطات الغير مفيدة لهذا العالم، ويمتنعوا عن الحياة المتهاونة، ويسعوا أن يقلدوا حياة الآباء القديسين. ويغبطون حياة الصديقين الذين يعيشون حياة الفضيلة ولا يحسدوهم على هذا، وعلى النقيض إذا قابلوا من هم في تجارب فليشاركوهم دموعهم وأحزانهم ولا يحاولوا أن يلوموهم على تقصيراتهم، ولا يعنفون أي أحد تراجع عن حياة الخطية ويريد أن يتوب، ولا يحاولوا أن يبرروا أنفسهم، ولكن يعترفوا دائماً أمام الله والناس أنهم أول الخطاة.

لا يلوموا المهمل بل يشجعون ضعاف النفوس والقلوب ويشددوا الضعفاء. لابد أن يغسلوا أقدام القديسين ويظهروا لهم حسن الضيافة والمحبة، ويوجدوا السلام في الجماعة الذين يشاركونهم الإيمان، ويتجنبوا الهرطقات، يقرأوا في كتب القوانين الكنسية، ولا يفتحوا أبداً الكتب الدينية المشكوك في صحتها، يتحاشوا المجادلة حول موضوع الآب والابن والروح القدس، ولكن يتكلموا دائماً ويفكروا بثقة وإيمان في الثالوث الغير مخلوق، إنه جوهر واحد، ولو سئلوا في هذا الموضوع لابد أن يجيبوا الإجابات المهمة فقط للعماد وتثبيت العقيدة، حتى يؤمنوا كما نحن أيضا تعمدنا، ويعبدوا الله كما نحن نؤمن به أيضاً.

لابد أن يكون وقتهم كله مشغول بالأعمال والكلام الجيد، ولا يحلفوا البتة ولا يقرضوا المال بالربا، ولا يحاولوا أن يأخذوا مكسب وربحاً على القمح والنبيذ والزيت.

لابد أن يبتعدوا عن الأكل الكثير والشرب الكثير، وبعيدين عن التجارة، لا يكذبو ويشوهوا سمعة أحد، لا يسعوا أن يقللوا من شأن أحد، ولا يسروا بأي أحد يسمعون عنه أنه يفعل هذا، ولا يصدقوا الإشاعات. لا يسمحوا أن يصابوا باليأس والسخط و الكآبة، ولا يغضبوا سريعاً بل يهدأوا بسرعة. لا يردوا الشر بالشر، بل يكونوا مستعدين دائماً أن يقبلوا بسرور من يفترى عليهم أفضل من أن يفتروا هم على أحد ويقبلوا برضاء من يعتدي عليهم ولا يعتدوا على أحد، وكذلك من يخدعهم أما هم فلا يخدعوا أحداً.

فوق كل هذا يجب على كل راهب أن يبتعد عن أي علاقات مع النساء لأنهم يمكن أن يجعلوا الحكيم شارد الذهن.

يجب أن يتبعوا الوصايا بكل قدراتهم، ولا يستسلموا للفتور لكى ينتظروا مكافئتهم ومدحهم من الله، ويتشوقوا إلى تمتعهم بالحياة الأبدية، ولا ينسوا كلمات داود النبي " جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني كي لا أتزعزع " ( مز 16 )، لابد أن يحبوا الله من كل قلبهم وقدرتهم وفكرهم ونفسهم مثل الطفل، ومثل عبيد لابد أن يحترموا ويخافوا ويطيعوا الله، ويعملوا لخلاصهم بخوف ورعدة. لابد أن يظهروا قوة الروح، بنموهم دائماً بالروح القدس، متقدمين في الإيمان، ومحاربين لهدف واحد هو أن يقهروا عدوهم بإضعاف جسدهم ومسكنة روحهم، حاملين وصايا الله معترفين أمامه أنهم لا شيء. لابد أن يقدموا الشكر لله القدوس المرهوب، ولا يفعلوا شيئاً يؤدى إلى خلق نزاع ومجد ذاتي، بل كل ما يفعلونه يؤدى إلى إرضاء الله.

لا يفتخرون ولا يتباهون بأنفسهم، ويسرون عندما يسمعون مديحهم من أفواه الآخرين. لابد أن يتمموا كل شيء بسرية وبدون تباهى منتظرين فقط المديح من الله متذكرين مجيئه المهوب والمجيد، عندما يتركون هذا المكان ويتمتعون بالأشياء الجميلة المعدة لهم من قبل الله، ويعاقبون في النار المعدة للشيطان وملائكته. لابد أن يتذكروا القول الرسولى: " فأنى أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا " ( رو 8: 18 )، لابد أن ينظروا للمستقبل ويقولون مع داود النبي " طوبى للذين يحفظون وصاياه لأن لهم مكافأة عظيمة ": الجزاء العظيم، أكاليل الاستقامة، مسكن الأبدية، الحياة التي لا تنتهي، الفرح الغير موصوف، الحياة مع الآب والابن والروح القدس، الله الحقيقي في السماء سيظهر لك مباشرة مع مجموعة المرتلين، بمشاركة الملائكة والآباء والشيوخ والأنبياء والرسل والشهداء والمعترفين والذين أرضوا الرب منذ البدء.

ليتنا نجاهد حتى نوجد مشتركين معهم بنعمة إلهنا يسوع المسيح له المجد والعزة إلى الأبد آمين.

السكون

رسالة من القديس باسيليوس الكبير إلي صديقه القديس إغريغوريوس:

إن البعد عن العالم قدم لنا فرصة ممتازة لنهدئ نفوسنا، ونأخذ وقتاً كافياً لنطرد انفعالاتنا الرديئة من نفوسنا، لأنه كما يروض الحيوان المفترس بالعصا، كذلك أيضا يمكن بالبعد عن العالم، أن نهدّأ غضبنا، وخوفنا، وضغوطنا العصبية التي تسمم أجسادنا وتحطم نفوسنا، وبذلك نستطيع أن نعيش في جو من السلام الذي فيه نتحرر من الإضطرابات المستمرة، ونضمن لنفوسنا أن تخضع بسهولة للطريق السليم.

لابد أن نبحث عن مكان منفرد، نجعله بعيداً بعداً تاماً عن الاتصال بالآخرين، ولعلنا بذلك نستطيع أن نتقدم في خبراتنا الروحية، في طريق بلا عثرات، وتتغذى نفوسنا بفكر الله.

لا يوجد في هذا العالم أفضل من أن نتشبه بالملائكة المرتلين، فعند ابتداء اليوم نقدم الصلوات والتراتيل لكرامة الخالق، وبعد أن تظهر أشعة الشمس، نخرج إلى العمل ونمزجه بالصلاة والتراتيل، حتى يخفف أعبائنا، لأن ألحان التراتيل تجلب السرور، وترفع آلام نفوسنا.

الهدوء هو الخطوة الأولى لتنقية أرواحنا، فعندما لا تتكلم عن أمور البشر، توقف فوراً عن أن تنظر حولك، بحثاً وراء تقييم البشر. لا تبدد هدوء نفسك، بأن تنشغل بالأصوات العذبة، والألفاظ المنمقة، فكل هذه تسبب ضرراً عظيماً للنفس.

إن النفس التي هي ثابتة وغير مشتتة الفكر في العالميات، تستطيع بسهولة أن ترجع إلى ذاتها، وتبدو مسرعة في رحلة بعيدة، لتكون واحدة مع الله، ثم تنمو وتلمع وتتألق مع الجمال السمائى، وتبدأ في أن تنسى طبيعتها، فلا تفكر في الطعام والملبس الجسدان الذي يشغل النفس، ولكنها تترك جميع الأشياء الدنيوية، ومتطلبات الحياة الفانية، وتركز بكل قوتها، حتى تصل إلى الصلاح الأبدي.

بالتأكيد لا توجد طريقة أخرى أفضل من هذه التي تحدثنا عنها، حتى تصل بشجاعة إلى العدل والاعتدال في جميع أمورك، وتدرك كل الفضائل الأخرى بمختلف صفاتها، هذه التي حرص المتضعون لاقتنائها، فسلكوا سلوكاً حسناً في كل أيام حياتهم.



نصيحة إلى شاب يعيش حياة الوحدة

حيث إنك تعيش حياة انفرادية مليئة بالإيمان والتقوى، لابد أن تتعلم كيف تعيش كما يحق لإنجيل يسوع المسيح.

درب نفسك بالتحكم في جسدك، واخضع أهوائك، وأسعى إلى نقاوة فكرك، وكيف تتحكم في غضبك.

إذا تجندت للمسيح له المجد، فضع أمامك هذه الأمور لخدمة الله:

لو سُرقت فلا تلجأ لمحاكم العالم.

اظهر محبتك تجاه الذين يكرهونك، وتحمل الذين يضطهدونك.

وإن افترى عليك أحد فتعامل معه برفق.

كن كميت للخطية، وأصلب نفسك لله.

ركّز كل طلباتك تجاه الله وأنت تصلى، حتى يمكنك أن تجد مكاناً وسط الأعداد التي لا تحصى للقديسين، وفى أماكن الأنبياء وبين عظمة الآباء، وأكاليل الشهداء، ومدح المستحقين، أنت أيضاً لابد أن تظهر كل اشتياق، وتتأكد من أنك ستصبح معدوداً مع المستحقين في المسيح يسوع إلهنا، له المجد إلى الأبد آمين.

" الكتاب المقدس " هو المرشد الحقيقي:

إن أفضل مرشد إلى الطريق الصحيح، تستطيع أن تجده هو دراسة الكتاب المقدس بجدية، وفيه نجد الأساس الذي يبنى حياتنا، ففيه حياة الشخصيات العظيمة التي عاشت مع الله، وهى تشجعنا للإقتداء بها.

إن كل إنسان يمكنه أن يركز على الجزء الذي يشعر أنه ينقصه فيجده كمصحة، لنعالج فيها كل مشاكلنا الخاصة.

عندما تريد أن تهذب نفسك وتروضها، اقرأ وأعد قراءة قصة يوسف الصديق، ومنها تتعلم كيف تمارس ضبط نفسك، وتتعلم كيف كان يوسف قوياً وثابتاً أمام الشهوة، وكيف كان ثابتاً في الفضيلة.

كذلك انظر إلى أيوب البار وكيف كان شجاعاً أمام المحن، فقد عانى من انقلاب حياته، فبعدما كان رجلا غنياً وأباً لأولاد كثيرين، تحطم في ساعة واحدة إلى الفقر وفقد كل أولاده، ولكنه رغم كل هذا فقد استمر ثابتاً ولم يتغير أبداً، ولم يتحول عن ثباته، حتى إنه أظهر غضبه نحو أصدقائه الذين أتوا ليعيروه فأهانوه وزادوا من أحزانه.

إذا أراد أحد أن يكون عطوفاً على الآخرين، وفى ذات الوقت حازماً تجاه الخطية، لابد له أن يتأمل مثال داود النبي، الذي كان قوياً في وسط الحروب، ولكنه كان رحيماً شفوقاً في رد فعله تجاه أعدائه.

موسى النبي أيضاً أظهر نفس المثل، عندما أعلن غضبه العظيم نحو الذين أخطأوا نحو الله، ولكنه كان يحتمل الذين افتروا عليه.

كن كمثل الرسام الذي يريد أن يرسم صورة لشيء ما، فأنه ينظر إليه ثم ينقل نظره إلى عمله الذي يعمله، محاولاً أن ينقل نفس الصفات إلى رسمه، كذلك كل الذين يريدون أن يكملوا نفوسهم في أي فضيلة، لابد أن ينظروا إلى حياة القديسين، ويقلدوا فضائلهم، ويحاولوا تطبيقها في كل نواحي حياتهم.



كيف نصلى

عندما نعود للصلاة بعد قضاء وقت القراءة، نجد نفوسنا متجددة ومنتعشة بالروح القدس، وتتحرك بشوق إلى الله، لذلك فإن أفضل طريقة للصلاة هي أن نحاول أن نغرس في أذهاننا فكرة واضحة عن الله ( من خلال القراءة في أقواله المقدسة )، وبذلك نصنع مكاناً لوجود الله داخلنا، أننا نصبح هياكل لله عندما نتأمل فيه باستمرار، ولا نجعل الهموم الأرضية تعوق تأملنا، ولا ننزعج بالانفعالات الواردة إلينا.

وهكذا يلزم الهروب من هذه كلها، فإن النفوس التي تحب الله تستطيع أن تصل إلى الله، إلى هو قادر إن يقصى عنها كل الأمور التي تجذبها إلى الشر، ويقرب لها بثبات كل الأمور التي تقودها إلى الفضيلة.

آداب الحديث

ينبغي أن نبذل قصارى جهدنا في اختيار طريقة أحاديثنا وألفاظنا، فلا نحتد عندما لا يروق لنا محدثنا، ونجاوب بغرور واعتقاد في ذواتنا، ونستعرض جهاداتنا، ولا نقاطع أي أحد عندما تكون لديه أشياء مفيدة يقولها، ونتلهف لنقاطعه لنشترك في الحديث، لنظهر حكمتنا ومعرفتنا، بل ينبغي أن نلاحظ متى نتدخل في الحديث ومتى ننصت.

يجب أن لا نكون مغرورين بعلومنا، ولا أيضاً نبخل في أن نشترك بالمعلومات التي لدينا.

لو تعلمنا شيئاً من شخصا ما، فلا نحاول إخفاء مصدره الحقيقي، ونكون مثل الذين يحاولون بالكذب أن يسجلوا الأولاد كأولادهم الشرعيين وهم ليسوا كذلك.

يجب أن نتأكد من المعلومات التي تقال لنا بدون محاباة، نبرات أصواتنا يجب أن تكون متوسطة، فلا تكون خافتة جداً حتى لا تسمع، ولا تكون قوية جداً حتى تزعج الأسماع.

لنفكر جيداً، ونتأنى بدراسة دقيقة، عندما نجاوب ونتكلم، ولابد أن نبذل قصارى جهدنا حتى لا نثير المتاعب لمن يتحدث إلينا، ونكون لطفاء في وسط الجماعة.

لا نحاول أن نمتع نفوسنا، بأن نكون أصحاب نكتة، ولكن لنصنع مشاركة وجدانية مقدسة بتشجيع طيب ودود.

رسالة إلى راهب سقط ويريد الرجوع

إذا كان مازال لديك أمل في الخلاص، وإذا كنت لا تزال تحتفظ ولو بقدر ضئيل من ذكر الله، إذا كان لديك بعض الاشتياق لسعادة المستقبل، وإذا كان لديك قليل من الإحساس بالرهبة من العذاب المؤبد الذي أعد لغير التائبين، فارجع إلى عقلك فوراً، وارفع نظرك إلى السماء، اترك هذا السلوك الشاذ، وتغلب على هذا الجنون الذي أحاط بك، واظهر رفضك لهذه القوة التي تجذبك إلى أسفل، ارفع ذاتك من الأرض، وتذكر الراعي الصالح الذي جاء ليبحث عنك ويعيدك، إذا كنت تملك قدمين فعد سريعاً، وإذا كنت تملك أذنين للسمع فاترك ما سبق، وتذكر مراحم الله، ولا تفقد الأمل في خلاصك، وتذكر ما كتب: " الذين سقطوا سيقومون، الذين انصرفوا بعيداً سيرجعون، والذين هُزموا سيعتني بهم ".

الذين أحاطت بهم الحيوانات المفترسة سينقذون، والذين يعترفون ( بخطاياهم ) فلا يمكن أن يتخلى عنهم.

الله لا يريد موت الخطاة ولكن يريد أن يتوبوا ويعيشوا[6]

لا تشعر بصغر النفس واليأس، لأنك وقعت في أعماق الخطية، لأن هذا الوقت هو فرصة لأن تفكر بعمق، وتعود إلى نقاوتك وتسترجع صحتك.

إذ سقطت فقوم، وإذ أخطأت فتب، ولا تستمر في طريق الخطية ولكن ابتعد عنها.

عندما تؤدب وتئن من الألم، فإنك قد أنقذت، لأنك بالجهد وبالعرق سترجع إلى نقاوتك الأولى، وتجد الخلاص.

إذا كنت متحمساً لتحترم بعض العهود التي تصنعها مع الآخرين، فلا تهمل شرف العهد الذي صنعته مع الله في وجود شهود.

لا تتردد في أن ترسل الىّ خطابات مهما كانت العوائق، ولا تجعل نفسك تيأس، بل تذكر الأيام الأولى، فإن باب الخلاص والتوبة مازالا مفتوحين أمامك تشجع ولا تيأس، فلا يوجد قانون يسلمك إلى الموت بدون رحمة، ولكن هناك نهمة لتنقذك من العقاب وتعطيك الفرصة لتعود.

الباب مازال مفتوحاً ولم يغلق بعد، وإن العذراء القديسة مريم مازالت تسمع وتتشفع من أجلك.

ليست الخطية سيطرة عليك. إبدأ في الجهاد مرة أخرى، وأشفق على ذاتك، وعلينا جميعاً نحن الذين في المسيح يسوع إلهنا، الذي له القوة والمجد الآن وإلى الأبد آمين.



الثقة في مراحم الله

من خطاب إلى أوربيكاس الراهب:

علمت أنك تود زيارتنا حتى تخفف عنا أتعابنا قليلا، ولكن خطايانا وقفت حائلا أمامك، ومنعتك من الوصول إلينا، ولذلك جاهدنا وتعبنا وحدنا ولم نحظى بمعونتك التي كنا في احتياج لها، وإني أشبّه ما حدث بأمواج البحر، التي ما تلبث واحدة أن تتكسّر لتعقبها الأخرى، وتهددنا بأن تبتلعنا في ظلامها، هذا أيضاً ما يحدث في تجاربنا، فإن اللحظة التي ظلامها، هذا أيضاً ما يحدث في تجاربنا، فإن اللحظة التي تنتهي فيها واحدة تلوح واحدة أخرى أمامنا، ومعظم الوقت لا نجد إلا إجابة واحدة وهى

: ( دع الماضي يذهب، واهرب من تهديدات المستقبل ).

في بعض الأحيان يظهر لنا أنه لا شيء يعطينا العزاء والنصيحة، ويقدر أن يريحن و يشترك في مساعدتنا، فلا تيأس بل نضع أمام أعيننا أهم شيء وهو أن نصلى باستمرار، حتى لا نُقهر بأمواج الاضطراب العظيمة التي تهاجمنا.

ولكن نتذكر أيضاً نعمة الله ومراحمه، فإذا فعلنا هذا فسوف لا نُعد ضمن الخدام المتقلبين، الذين يؤمنون فقط عندما تسير الأمور الحسنة، ولكنهم يتمردون عندما يجربون بالمحن والتجارب.

ليتنا نستغل الصعوبات الحالية لأجل نفعنا، ونظهر إيماناً أعظم في الله، لأننا في حاجة شديدة إليه، له المجد إلى الأبد آمين.

رسالة عن مفهوم حياة الشركة

أدعوكم يا أحبائي جميعاً أن تعيشوا حياة الشركة، كما عاشها الرسل القديسون، أنتم الذين تعيشونها بالحق، وينبغي أن تقدموا عليها الشكر لله، أما النصيحة التي أعطيها لكم فهي ليس لمنفعتكم فقط، بل لأجل سلامنا جميعا، لنمجد ونشكر الرب يسوع المسيح الذي باسمه دعينا.

لهذا الغرض أرسلت أخينا العزيز الذي سيشجع القائمين، ويساعد الذين تأخروا للوراء، وسيخبرنا إن كان أحدكم لا يفرح قلبنا، لأننا لدينا شوقاً عظيم أن نراكم متحدين، ونسمع عنكم إنكم تعيشوا حياة الشهادة الحقيقية، ونضمن أنكم دائماً ساهرين، وعاملين بثبات في هذه الحياة التي ستؤدى حتماً إلى الشهادة للفضيلة.

واحد منكم يفرح وينال المكافأة لأجل صبره، وآخر ينال أجره الحسن لأجل مساعدة أخيه من أجل أن يعيش حياة الاستقامة، ومن أجل هذا سنعمل معاً من أجل منفعتنا كلنا، ملاحظين أقوالنا وأعمالنا، وفقاً لتعاليمنا التي نرسلها إليكم.

قبل كل شيء أريد أن أذكركم بإيمان آبائنا، حتى لا تظهر الانشقاقات بدلاً من الهدوء، اتبعوا الإرشادات التي وردت في هذا الخطاب، ولكنها لن تفيد ما لم تكن مؤيدة بالإيمان الصحيح بالله، تماما لأن الإيمان بدون أعمال لا يقدر أن يضعك في حضرة الله، ولابد أن يتحد الاثنان معاً " العمل الحسن والإيمان " ويكونا واحداً، حتى لا تتلف حياتنا بالانقسام.

الإيمان الصحيح سيخلصنا، ولكن بشرط أن يكون كما قال معلمنا بولس الرسول: " الإيمان العامل بالمحبة " ( غلا 5: 6 ).

رسالة على كبح الشهوات

من رسالة القديس باسليوس الكبير إلى أوربيكيوس الراهب:

أنت على حق في تفكيرك، إننا لابد أن نعرف الحقيقة التي لا تتضمن فقط قمع الجسد، ولكن أيضاً التقدم نحو أثماره، لأن الثمار هي الشركة مع الله.

إن كبح النفس هو رفض ما هو للجسد، واقتناء ما هو لله، وهو أيضاً الابتعاد عن كل ما يؤدى إلى موتها، لأن الجسد هو هيكل الله، وهو الذي يستطيع أن يقربنا لله، بأن ننزع عنا كل حسد وكل غيرة ضارة، كل الذين يحبون أهواء أجسادهم إنما يرغبون في أشياء ليست لنفعهم، ولكنهم إذا استطاعوا أن ينزعوا فساد هذا المرض من قلوبهم، فإنهم سيجدوا أنفسهم أقوياء ضد كل أنزاع الأهواء التي تسبب موت أجسادهم وأرواحهم.

لو فهمت هذا الموضوع بطريقة صحيحة، فإننا نستطيع أن نقول إن من يعرف الله هو منضبط ( قامع لذاته ) لأنه لا يرغب في شيء، لأنه كامل في كل شيء، ولديه الاكتفاء الكلى في ذاته، فلا يرغب في ما يراه وما يسمعه، لأنه لا ينقصه شيئاً بل هو ممتلئ بكل شيء.

إكمال الشهوات يعنى أن النفس مريضة، ولكن قمع الأهواء يعنى أن النفس صحيحة، لا تعنى قمع النفس من جهة واحدة فقط أي الشهوات الجنسية، ولكننا نقصد كل الطرق التي تأتى منها الشهوات التي تحطم النفس وتجعلها في شدة الظمأ، فتوجد محبة المال، وغيرها من الشهوات التي تبعد النفس عن الاتحاد بالله، أيضاً لعلك تستطيع قمع نفسك بأن لا تعطيها ما تشتهيه من الشرب وتناول بعض الأطعمة، فكل هذا يؤدى إلى تنقية نياتنا، والتحرر من العبودية.

تمرض نفوسنا إذا أخضعت للشهوات الفاسدة، والأفكار الرديئة التي تجعل قلوبنا منقسمة، أما قمع النفس فهو يعطينا حرية حقيقية في كل الطرق، ويحفظنا ويعطينا قوة.

إن قمع النفس لا يعنى العفة، ولكن العفة تنتج منه، وهى نعمة الله.


--------------------------------------------------------------------------------

[6] " حي أنا يقول الرب إني لا أسر بموت الشرير بل أن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا " ( حزقيال 33: 11 ).

http://copticwave.com/patrology/patrology43.htm