الثلاثاء، أكتوبر 18، 2011

الطريق إلى الفردوس لقديس باسيليوس الكبير



المقالة الخامسة: تعاليم روحية نسكية
كيف يهيئ الراهب نفسه

الأساس الأول للذين يرغبون ويبتغون حياة الرهبنة هو أنهم لا يمتلكون شيئاً، وبعد ذلك لابد أن يبحثوا عن حياة العزلة، مرتدين لباساً بسيطاً، محافظين دائماً على أن تكون أصواتهم ونبراتهم في حدود الوقار، وهدوئهم يكون في تواضع، لابد أن يكونوا محافظين على السكوت التام في وجود من هم أكبر منهم، ويسمعون لمن هم أحكم منهم ويظهرون محبتهم لهم بتوقير واحترام، ويعطوا النصائح للذين هم أقل منهم بروح المحبة والوداعة.

لابد أن يتحاشوا الناس الذين يسببون لهم المتاعب، وعلى النقيض من ذلك يجلسون ويفكرون بتعمق ولا يتكلمون إلا قليلاً.

أثناء محادثتهم لابد أن يتحاشوا الغطرسة والثرثرة التافهة، والهزأ والضحك بل على الدوام يشعرون بإحساس الخجل، وأعينهم دائماً تكون ناظرة إلى الأرض، أما أرواحهم فتكون محلقة لأعلى، رافضين الجدال مع الذين يتشككون في طريقنا هذا. لابد أن يظهروا الطاعة لمدبريهم، وينشغلوا بأعمال يدوية ولا ينسوا أبداً هدف حياتهم الأساسي، متهللين بالرجاء، مظهرين طول الأناة في كل حين.

لابد أن يصلوا في كل حين معطين الشكر الدائم لله على كل شيء، متواضعين للكل ومتحاشين الكبرياء. لابد أن يكونوا جادين في كل شيء، محررين أنفسهم من الشرور، يبتغون كنزهم السمائى بحفظهم الوصايا، ويفحصون بدقة دائماً أفكارهم وأفعالهم، لابد إن يبتعدوا عن شهوات العالم والارتباطات الغير مفيدة لهذا العالم، ويمتنعوا عن الحياة المتهاونة، ويسعوا أن يقلدوا حياة الآباء القديسين. ويغبطون حياة الصديقين الذين يعيشون حياة الفضيلة ولا يحسدوهم على هذا، وعلى النقيض إذا قابلوا من هم في تجارب فليشاركوهم دموعهم وأحزانهم ولا يحاولوا أن يلوموهم على تقصيراتهم، ولا يعنفون أي أحد تراجع عن حياة الخطية ويريد أن يتوب، ولا يحاولوا أن يبرروا أنفسهم، ولكن يعترفوا دائماً أمام الله والناس أنهم أول الخطاة.

لا يلوموا المهمل بل يشجعون ضعاف النفوس والقلوب ويشددوا الضعفاء. لابد أن يغسلوا أقدام القديسين ويظهروا لهم حسن الضيافة والمحبة، ويوجدوا السلام في الجماعة الذين يشاركونهم الإيمان، ويتجنبوا الهرطقات، يقرأوا في كتب القوانين الكنسية، ولا يفتحوا أبداً الكتب الدينية المشكوك في صحتها، يتحاشوا المجادلة حول موضوع الآب والابن والروح القدس، ولكن يتكلموا دائماً ويفكروا بثقة وإيمان في الثالوث الغير مخلوق، إنه جوهر واحد، ولو سئلوا في هذا الموضوع لابد أن يجيبوا الإجابات المهمة فقط للعماد وتثبيت العقيدة، حتى يؤمنوا كما نحن أيضا تعمدنا، ويعبدوا الله كما نحن نؤمن به أيضاً.

لابد أن يكون وقتهم كله مشغول بالأعمال والكلام الجيد، ولا يحلفوا البتة ولا يقرضوا المال بالربا، ولا يحاولوا أن يأخذوا مكسب وربحاً على القمح والنبيذ والزيت.

لابد أن يبتعدوا عن الأكل الكثير والشرب الكثير، وبعيدين عن التجارة، لا يكذبو ويشوهوا سمعة أحد، لا يسعوا أن يقللوا من شأن أحد، ولا يسروا بأي أحد يسمعون عنه أنه يفعل هذا، ولا يصدقوا الإشاعات. لا يسمحوا أن يصابوا باليأس والسخط و الكآبة، ولا يغضبوا سريعاً بل يهدأوا بسرعة. لا يردوا الشر بالشر، بل يكونوا مستعدين دائماً أن يقبلوا بسرور من يفترى عليهم أفضل من أن يفتروا هم على أحد ويقبلوا برضاء من يعتدي عليهم ولا يعتدوا على أحد، وكذلك من يخدعهم أما هم فلا يخدعوا أحداً.

فوق كل هذا يجب على كل راهب أن يبتعد عن أي علاقات مع النساء لأنهم يمكن أن يجعلوا الحكيم شارد الذهن.

يجب أن يتبعوا الوصايا بكل قدراتهم، ولا يستسلموا للفتور لكى ينتظروا مكافئتهم ومدحهم من الله، ويتشوقوا إلى تمتعهم بالحياة الأبدية، ولا ينسوا كلمات داود النبي " جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني كي لا أتزعزع " ( مز 16 )، لابد أن يحبوا الله من كل قلبهم وقدرتهم وفكرهم ونفسهم مثل الطفل، ومثل عبيد لابد أن يحترموا ويخافوا ويطيعوا الله، ويعملوا لخلاصهم بخوف ورعدة. لابد أن يظهروا قوة الروح، بنموهم دائماً بالروح القدس، متقدمين في الإيمان، ومحاربين لهدف واحد هو أن يقهروا عدوهم بإضعاف جسدهم ومسكنة روحهم، حاملين وصايا الله معترفين أمامه أنهم لا شيء. لابد أن يقدموا الشكر لله القدوس المرهوب، ولا يفعلوا شيئاً يؤدى إلى خلق نزاع ومجد ذاتي، بل كل ما يفعلونه يؤدى إلى إرضاء الله.

لا يفتخرون ولا يتباهون بأنفسهم، ويسرون عندما يسمعون مديحهم من أفواه الآخرين. لابد أن يتمموا كل شيء بسرية وبدون تباهى منتظرين فقط المديح من الله متذكرين مجيئه المهوب والمجيد، عندما يتركون هذا المكان ويتمتعون بالأشياء الجميلة المعدة لهم من قبل الله، ويعاقبون في النار المعدة للشيطان وملائكته. لابد أن يتذكروا القول الرسولى: " فأنى أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا " ( رو 8: 18 )، لابد أن ينظروا للمستقبل ويقولون مع داود النبي " طوبى للذين يحفظون وصاياه لأن لهم مكافأة عظيمة ": الجزاء العظيم، أكاليل الاستقامة، مسكن الأبدية، الحياة التي لا تنتهي، الفرح الغير موصوف، الحياة مع الآب والابن والروح القدس، الله الحقيقي في السماء سيظهر لك مباشرة مع مجموعة المرتلين، بمشاركة الملائكة والآباء والشيوخ والأنبياء والرسل والشهداء والمعترفين والذين أرضوا الرب منذ البدء.

ليتنا نجاهد حتى نوجد مشتركين معهم بنعمة إلهنا يسوع المسيح له المجد والعزة إلى الأبد آمين.

السكون

رسالة من القديس باسيليوس الكبير إلي صديقه القديس إغريغوريوس:

إن البعد عن العالم قدم لنا فرصة ممتازة لنهدئ نفوسنا، ونأخذ وقتاً كافياً لنطرد انفعالاتنا الرديئة من نفوسنا، لأنه كما يروض الحيوان المفترس بالعصا، كذلك أيضا يمكن بالبعد عن العالم، أن نهدّأ غضبنا، وخوفنا، وضغوطنا العصبية التي تسمم أجسادنا وتحطم نفوسنا، وبذلك نستطيع أن نعيش في جو من السلام الذي فيه نتحرر من الإضطرابات المستمرة، ونضمن لنفوسنا أن تخضع بسهولة للطريق السليم.

لابد أن نبحث عن مكان منفرد، نجعله بعيداً بعداً تاماً عن الاتصال بالآخرين، ولعلنا بذلك نستطيع أن نتقدم في خبراتنا الروحية، في طريق بلا عثرات، وتتغذى نفوسنا بفكر الله.

لا يوجد في هذا العالم أفضل من أن نتشبه بالملائكة المرتلين، فعند ابتداء اليوم نقدم الصلوات والتراتيل لكرامة الخالق، وبعد أن تظهر أشعة الشمس، نخرج إلى العمل ونمزجه بالصلاة والتراتيل، حتى يخفف أعبائنا، لأن ألحان التراتيل تجلب السرور، وترفع آلام نفوسنا.

الهدوء هو الخطوة الأولى لتنقية أرواحنا، فعندما لا تتكلم عن أمور البشر، توقف فوراً عن أن تنظر حولك، بحثاً وراء تقييم البشر. لا تبدد هدوء نفسك، بأن تنشغل بالأصوات العذبة، والألفاظ المنمقة، فكل هذه تسبب ضرراً عظيماً للنفس.

إن النفس التي هي ثابتة وغير مشتتة الفكر في العالميات، تستطيع بسهولة أن ترجع إلى ذاتها، وتبدو مسرعة في رحلة بعيدة، لتكون واحدة مع الله، ثم تنمو وتلمع وتتألق مع الجمال السمائى، وتبدأ في أن تنسى طبيعتها، فلا تفكر في الطعام والملبس الجسدان الذي يشغل النفس، ولكنها تترك جميع الأشياء الدنيوية، ومتطلبات الحياة الفانية، وتركز بكل قوتها، حتى تصل إلى الصلاح الأبدي.

بالتأكيد لا توجد طريقة أخرى أفضل من هذه التي تحدثنا عنها، حتى تصل بشجاعة إلى العدل والاعتدال في جميع أمورك، وتدرك كل الفضائل الأخرى بمختلف صفاتها، هذه التي حرص المتضعون لاقتنائها، فسلكوا سلوكاً حسناً في كل أيام حياتهم.



نصيحة إلى شاب يعيش حياة الوحدة

حيث إنك تعيش حياة انفرادية مليئة بالإيمان والتقوى، لابد أن تتعلم كيف تعيش كما يحق لإنجيل يسوع المسيح.

درب نفسك بالتحكم في جسدك، واخضع أهوائك، وأسعى إلى نقاوة فكرك، وكيف تتحكم في غضبك.

إذا تجندت للمسيح له المجد، فضع أمامك هذه الأمور لخدمة الله:

لو سُرقت فلا تلجأ لمحاكم العالم.

اظهر محبتك تجاه الذين يكرهونك، وتحمل الذين يضطهدونك.

وإن افترى عليك أحد فتعامل معه برفق.

كن كميت للخطية، وأصلب نفسك لله.

ركّز كل طلباتك تجاه الله وأنت تصلى، حتى يمكنك أن تجد مكاناً وسط الأعداد التي لا تحصى للقديسين، وفى أماكن الأنبياء وبين عظمة الآباء، وأكاليل الشهداء، ومدح المستحقين، أنت أيضاً لابد أن تظهر كل اشتياق، وتتأكد من أنك ستصبح معدوداً مع المستحقين في المسيح يسوع إلهنا، له المجد إلى الأبد آمين.

" الكتاب المقدس " هو المرشد الحقيقي:

إن أفضل مرشد إلى الطريق الصحيح، تستطيع أن تجده هو دراسة الكتاب المقدس بجدية، وفيه نجد الأساس الذي يبنى حياتنا، ففيه حياة الشخصيات العظيمة التي عاشت مع الله، وهى تشجعنا للإقتداء بها.

إن كل إنسان يمكنه أن يركز على الجزء الذي يشعر أنه ينقصه فيجده كمصحة، لنعالج فيها كل مشاكلنا الخاصة.

عندما تريد أن تهذب نفسك وتروضها، اقرأ وأعد قراءة قصة يوسف الصديق، ومنها تتعلم كيف تمارس ضبط نفسك، وتتعلم كيف كان يوسف قوياً وثابتاً أمام الشهوة، وكيف كان ثابتاً في الفضيلة.

كذلك انظر إلى أيوب البار وكيف كان شجاعاً أمام المحن، فقد عانى من انقلاب حياته، فبعدما كان رجلا غنياً وأباً لأولاد كثيرين، تحطم في ساعة واحدة إلى الفقر وفقد كل أولاده، ولكنه رغم كل هذا فقد استمر ثابتاً ولم يتغير أبداً، ولم يتحول عن ثباته، حتى إنه أظهر غضبه نحو أصدقائه الذين أتوا ليعيروه فأهانوه وزادوا من أحزانه.

إذا أراد أحد أن يكون عطوفاً على الآخرين، وفى ذات الوقت حازماً تجاه الخطية، لابد له أن يتأمل مثال داود النبي، الذي كان قوياً في وسط الحروب، ولكنه كان رحيماً شفوقاً في رد فعله تجاه أعدائه.

موسى النبي أيضاً أظهر نفس المثل، عندما أعلن غضبه العظيم نحو الذين أخطأوا نحو الله، ولكنه كان يحتمل الذين افتروا عليه.

كن كمثل الرسام الذي يريد أن يرسم صورة لشيء ما، فأنه ينظر إليه ثم ينقل نظره إلى عمله الذي يعمله، محاولاً أن ينقل نفس الصفات إلى رسمه، كذلك كل الذين يريدون أن يكملوا نفوسهم في أي فضيلة، لابد أن ينظروا إلى حياة القديسين، ويقلدوا فضائلهم، ويحاولوا تطبيقها في كل نواحي حياتهم.



كيف نصلى

عندما نعود للصلاة بعد قضاء وقت القراءة، نجد نفوسنا متجددة ومنتعشة بالروح القدس، وتتحرك بشوق إلى الله، لذلك فإن أفضل طريقة للصلاة هي أن نحاول أن نغرس في أذهاننا فكرة واضحة عن الله ( من خلال القراءة في أقواله المقدسة )، وبذلك نصنع مكاناً لوجود الله داخلنا، أننا نصبح هياكل لله عندما نتأمل فيه باستمرار، ولا نجعل الهموم الأرضية تعوق تأملنا، ولا ننزعج بالانفعالات الواردة إلينا.

وهكذا يلزم الهروب من هذه كلها، فإن النفوس التي تحب الله تستطيع أن تصل إلى الله، إلى هو قادر إن يقصى عنها كل الأمور التي تجذبها إلى الشر، ويقرب لها بثبات كل الأمور التي تقودها إلى الفضيلة.

آداب الحديث

ينبغي أن نبذل قصارى جهدنا في اختيار طريقة أحاديثنا وألفاظنا، فلا نحتد عندما لا يروق لنا محدثنا، ونجاوب بغرور واعتقاد في ذواتنا، ونستعرض جهاداتنا، ولا نقاطع أي أحد عندما تكون لديه أشياء مفيدة يقولها، ونتلهف لنقاطعه لنشترك في الحديث، لنظهر حكمتنا ومعرفتنا، بل ينبغي أن نلاحظ متى نتدخل في الحديث ومتى ننصت.

يجب أن لا نكون مغرورين بعلومنا، ولا أيضاً نبخل في أن نشترك بالمعلومات التي لدينا.

لو تعلمنا شيئاً من شخصا ما، فلا نحاول إخفاء مصدره الحقيقي، ونكون مثل الذين يحاولون بالكذب أن يسجلوا الأولاد كأولادهم الشرعيين وهم ليسوا كذلك.

يجب أن نتأكد من المعلومات التي تقال لنا بدون محاباة، نبرات أصواتنا يجب أن تكون متوسطة، فلا تكون خافتة جداً حتى لا تسمع، ولا تكون قوية جداً حتى تزعج الأسماع.

لنفكر جيداً، ونتأنى بدراسة دقيقة، عندما نجاوب ونتكلم، ولابد أن نبذل قصارى جهدنا حتى لا نثير المتاعب لمن يتحدث إلينا، ونكون لطفاء في وسط الجماعة.

لا نحاول أن نمتع نفوسنا، بأن نكون أصحاب نكتة، ولكن لنصنع مشاركة وجدانية مقدسة بتشجيع طيب ودود.

رسالة إلى راهب سقط ويريد الرجوع

إذا كان مازال لديك أمل في الخلاص، وإذا كنت لا تزال تحتفظ ولو بقدر ضئيل من ذكر الله، إذا كان لديك بعض الاشتياق لسعادة المستقبل، وإذا كان لديك قليل من الإحساس بالرهبة من العذاب المؤبد الذي أعد لغير التائبين، فارجع إلى عقلك فوراً، وارفع نظرك إلى السماء، اترك هذا السلوك الشاذ، وتغلب على هذا الجنون الذي أحاط بك، واظهر رفضك لهذه القوة التي تجذبك إلى أسفل، ارفع ذاتك من الأرض، وتذكر الراعي الصالح الذي جاء ليبحث عنك ويعيدك، إذا كنت تملك قدمين فعد سريعاً، وإذا كنت تملك أذنين للسمع فاترك ما سبق، وتذكر مراحم الله، ولا تفقد الأمل في خلاصك، وتذكر ما كتب: " الذين سقطوا سيقومون، الذين انصرفوا بعيداً سيرجعون، والذين هُزموا سيعتني بهم ".

الذين أحاطت بهم الحيوانات المفترسة سينقذون، والذين يعترفون ( بخطاياهم ) فلا يمكن أن يتخلى عنهم.

الله لا يريد موت الخطاة ولكن يريد أن يتوبوا ويعيشوا[6]

لا تشعر بصغر النفس واليأس، لأنك وقعت في أعماق الخطية، لأن هذا الوقت هو فرصة لأن تفكر بعمق، وتعود إلى نقاوتك وتسترجع صحتك.

إذ سقطت فقوم، وإذ أخطأت فتب، ولا تستمر في طريق الخطية ولكن ابتعد عنها.

عندما تؤدب وتئن من الألم، فإنك قد أنقذت، لأنك بالجهد وبالعرق سترجع إلى نقاوتك الأولى، وتجد الخلاص.

إذا كنت متحمساً لتحترم بعض العهود التي تصنعها مع الآخرين، فلا تهمل شرف العهد الذي صنعته مع الله في وجود شهود.

لا تتردد في أن ترسل الىّ خطابات مهما كانت العوائق، ولا تجعل نفسك تيأس، بل تذكر الأيام الأولى، فإن باب الخلاص والتوبة مازالا مفتوحين أمامك تشجع ولا تيأس، فلا يوجد قانون يسلمك إلى الموت بدون رحمة، ولكن هناك نهمة لتنقذك من العقاب وتعطيك الفرصة لتعود.

الباب مازال مفتوحاً ولم يغلق بعد، وإن العذراء القديسة مريم مازالت تسمع وتتشفع من أجلك.

ليست الخطية سيطرة عليك. إبدأ في الجهاد مرة أخرى، وأشفق على ذاتك، وعلينا جميعاً نحن الذين في المسيح يسوع إلهنا، الذي له القوة والمجد الآن وإلى الأبد آمين.



الثقة في مراحم الله

من خطاب إلى أوربيكاس الراهب:

علمت أنك تود زيارتنا حتى تخفف عنا أتعابنا قليلا، ولكن خطايانا وقفت حائلا أمامك، ومنعتك من الوصول إلينا، ولذلك جاهدنا وتعبنا وحدنا ولم نحظى بمعونتك التي كنا في احتياج لها، وإني أشبّه ما حدث بأمواج البحر، التي ما تلبث واحدة أن تتكسّر لتعقبها الأخرى، وتهددنا بأن تبتلعنا في ظلامها، هذا أيضاً ما يحدث في تجاربنا، فإن اللحظة التي ظلامها، هذا أيضاً ما يحدث في تجاربنا، فإن اللحظة التي تنتهي فيها واحدة تلوح واحدة أخرى أمامنا، ومعظم الوقت لا نجد إلا إجابة واحدة وهى

: ( دع الماضي يذهب، واهرب من تهديدات المستقبل ).

في بعض الأحيان يظهر لنا أنه لا شيء يعطينا العزاء والنصيحة، ويقدر أن يريحن و يشترك في مساعدتنا، فلا تيأس بل نضع أمام أعيننا أهم شيء وهو أن نصلى باستمرار، حتى لا نُقهر بأمواج الاضطراب العظيمة التي تهاجمنا.

ولكن نتذكر أيضاً نعمة الله ومراحمه، فإذا فعلنا هذا فسوف لا نُعد ضمن الخدام المتقلبين، الذين يؤمنون فقط عندما تسير الأمور الحسنة، ولكنهم يتمردون عندما يجربون بالمحن والتجارب.

ليتنا نستغل الصعوبات الحالية لأجل نفعنا، ونظهر إيماناً أعظم في الله، لأننا في حاجة شديدة إليه، له المجد إلى الأبد آمين.

رسالة عن مفهوم حياة الشركة

أدعوكم يا أحبائي جميعاً أن تعيشوا حياة الشركة، كما عاشها الرسل القديسون، أنتم الذين تعيشونها بالحق، وينبغي أن تقدموا عليها الشكر لله، أما النصيحة التي أعطيها لكم فهي ليس لمنفعتكم فقط، بل لأجل سلامنا جميعا، لنمجد ونشكر الرب يسوع المسيح الذي باسمه دعينا.

لهذا الغرض أرسلت أخينا العزيز الذي سيشجع القائمين، ويساعد الذين تأخروا للوراء، وسيخبرنا إن كان أحدكم لا يفرح قلبنا، لأننا لدينا شوقاً عظيم أن نراكم متحدين، ونسمع عنكم إنكم تعيشوا حياة الشهادة الحقيقية، ونضمن أنكم دائماً ساهرين، وعاملين بثبات في هذه الحياة التي ستؤدى حتماً إلى الشهادة للفضيلة.

واحد منكم يفرح وينال المكافأة لأجل صبره، وآخر ينال أجره الحسن لأجل مساعدة أخيه من أجل أن يعيش حياة الاستقامة، ومن أجل هذا سنعمل معاً من أجل منفعتنا كلنا، ملاحظين أقوالنا وأعمالنا، وفقاً لتعاليمنا التي نرسلها إليكم.

قبل كل شيء أريد أن أذكركم بإيمان آبائنا، حتى لا تظهر الانشقاقات بدلاً من الهدوء، اتبعوا الإرشادات التي وردت في هذا الخطاب، ولكنها لن تفيد ما لم تكن مؤيدة بالإيمان الصحيح بالله، تماما لأن الإيمان بدون أعمال لا يقدر أن يضعك في حضرة الله، ولابد أن يتحد الاثنان معاً " العمل الحسن والإيمان " ويكونا واحداً، حتى لا تتلف حياتنا بالانقسام.

الإيمان الصحيح سيخلصنا، ولكن بشرط أن يكون كما قال معلمنا بولس الرسول: " الإيمان العامل بالمحبة " ( غلا 5: 6 ).

رسالة على كبح الشهوات

من رسالة القديس باسليوس الكبير إلى أوربيكيوس الراهب:

أنت على حق في تفكيرك، إننا لابد أن نعرف الحقيقة التي لا تتضمن فقط قمع الجسد، ولكن أيضاً التقدم نحو أثماره، لأن الثمار هي الشركة مع الله.

إن كبح النفس هو رفض ما هو للجسد، واقتناء ما هو لله، وهو أيضاً الابتعاد عن كل ما يؤدى إلى موتها، لأن الجسد هو هيكل الله، وهو الذي يستطيع أن يقربنا لله، بأن ننزع عنا كل حسد وكل غيرة ضارة، كل الذين يحبون أهواء أجسادهم إنما يرغبون في أشياء ليست لنفعهم، ولكنهم إذا استطاعوا أن ينزعوا فساد هذا المرض من قلوبهم، فإنهم سيجدوا أنفسهم أقوياء ضد كل أنزاع الأهواء التي تسبب موت أجسادهم وأرواحهم.

لو فهمت هذا الموضوع بطريقة صحيحة، فإننا نستطيع أن نقول إن من يعرف الله هو منضبط ( قامع لذاته ) لأنه لا يرغب في شيء، لأنه كامل في كل شيء، ولديه الاكتفاء الكلى في ذاته، فلا يرغب في ما يراه وما يسمعه، لأنه لا ينقصه شيئاً بل هو ممتلئ بكل شيء.

إكمال الشهوات يعنى أن النفس مريضة، ولكن قمع الأهواء يعنى أن النفس صحيحة، لا تعنى قمع النفس من جهة واحدة فقط أي الشهوات الجنسية، ولكننا نقصد كل الطرق التي تأتى منها الشهوات التي تحطم النفس وتجعلها في شدة الظمأ، فتوجد محبة المال، وغيرها من الشهوات التي تبعد النفس عن الاتحاد بالله، أيضاً لعلك تستطيع قمع نفسك بأن لا تعطيها ما تشتهيه من الشرب وتناول بعض الأطعمة، فكل هذا يؤدى إلى تنقية نياتنا، والتحرر من العبودية.

تمرض نفوسنا إذا أخضعت للشهوات الفاسدة، والأفكار الرديئة التي تجعل قلوبنا منقسمة، أما قمع النفس فهو يعطينا حرية حقيقية في كل الطرق، ويحفظنا ويعطينا قوة.

إن قمع النفس لا يعنى العفة، ولكن العفة تنتج منه، وهى نعمة الله.


--------------------------------------------------------------------------------

[6] " حي أنا يقول الرب إني لا أسر بموت الشرير بل أن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا " ( حزقيال 33: 11 ).

http://copticwave.com/patrology/patrology43.htm

الأحد، أكتوبر 16، 2011

لن اقول غير ( لينتهرك الرب )

 

باسم ربنا يسوع المسيح قاضينا العادل قاضى الارامل و ابو الايتام و الذى رفعنا أمامه امرنا طالبين بالصوم و الصلوات ان يمد يده لنا بالمعونة السماوية و اول ما اعطانا ربنا أعطانا روح التعزية و التى هى روح لا يمكن أن يشعر بها غير المؤمنين و هى روح سلام عجيب و سكينة و هدوء عجيب لدرجة الشعور بالشفقة على من هو غير مسيحى مؤمن مثلنا , فنحن يا اخوتى لنا أب سماوى ينزع أحزاننا لتتحول فينا الى روح الرجاء و الشعور بسلام فائق الوصف بالرغم من شدة مصابنا و الذى لو حدث لمن بهم ارواح الشياطين لكانوا بروح الشر حولوها الى نار لتاتى على الاخضر و اليابس و ذلك لفقدهم الرجاء و ايضا لانهم العوبة فى يد شيطان مُحرض على الشرور -----
فعلينا ان نتذكر هذه الآيات و اما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان (غل  5 :  22)فعطايا روح الله القدوس هى عطايا سماوية لا يستطيع انسان انتزاعها فمن هو الذى يستطيع أن يمنع عطايا الله العادل
و تعالوا نشوف ربنا بيقول ايه لينا هنا ( و ليملاكم اله الرجاء كل سرور و سلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس (رو  15 :  13)  يا له من عطاء سماوى الهنا يعطينا السرور - فهل يستطيع انسان ان ينزع السرور الذى هو هبة من الله وضعه فى قلوبنا

و قد امرنا الله بالفرح - هل تتخيلون هذا اننا مأمورون بالفرح - طيب انتوا مش مصدقين - اقروا الآيات دى ( افرحوا بالرب و ابتهجوا يا ايها الصديقون و اهتفوا يا جميع المستقيمي القلوب (مز  32 :  11) تخيلوا ان الله بيامرنا ازاى بالفرح بربنا

شوفوا كمان اشعياء النبى قال لينا ايه ( بل افرحوا و ابتهجوا الى الابد فيما انا خالق لاني هانذا خالق اورشليم بهجة و شعبها فرحا (اش  65 :  18) و شوفوا كمان رب المجد قال لينا ايه و هو فى ايام جسده ( افرحوا و تهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم (مت  5 :  12)-و نحن نتعجب من هذه الاوامر الالهية - فهل نفرح فى الالام !!! حاجة غريبة مش كدة بس احنا مطلوب مننا ان نشعر بالله فى حياتنا كل لحظة و شوفوا ربنا بيقولنا ايه كمان على لسان اشعياء النبى ( و مفديو الرب يرجعون و ياتون الى صهيون بترنم و فرح ابدي على رؤوسهم ابتهاج و فرح يدركانهم و يهرب الحزن و التنهد (اش  35 :  10) فحقيقى باقولها لكل اخوتى نحن شعب يحزن و حينما يحزن عليه ان يفرح - لان الله وعدنا بفرح سماوى و اما ايام الحزن فهى كظل عابر كما قال موسى النبى - فما هى حياة الانسان الا ظل عابر الى حياة ابدية - تخيلوا حياة و معاشرة حقيقة لقديسين حقيقييين كنا بنسمع عن بطولاتهم فى الايمان - تخيلوا اننا سنعيش مع الشهداء الذين سُفك دمهم شهادة لالهنا "الطيب "كما يدعوه ابونا داود لمعى
فنحن نعيش الايمان الحقيقى و القداسة الحقيقة فى عالم يحركه الشيطان بكل شروره و شوفوا  كمان ربنا بيقول لينا ايه ( اطلبوا الخير لا الشر لكي تحيوا فعلى هذا يكون الرب اله الجنود معكم كما قلتم (عاموس 5 :  14)
( ابغضوا الشر و احبوا الخير و ثبتوا الحق في الباب لعل الرب اله الجنود يتراءف على بقية يوسف (عاموس  5 :  15)
(المبغضين الخير و المحبين الشر النازعين جلودهم عنهم و لحمهم عن عظامهم (ميخا  3 :  2)تخيلوا ان اللى بيطلبوا الشر" ميخا النبى " اتكلم عن عقابهم كانهم بينزعو جلودهم من اجسادهم و كانهم بينزعوا لحمهم عن عظامهم - فهذا وصف لآلام ابدية يا اخوتى لاهل و اتباع ابليس الذين يفرحون بالشر و روح الانتقام تملاهم - فعلينا أن نحترس لان الله لم يتركنا فى جهالة لانه كما اعطانا وصف للحياة فى الملكوت الابدى اعطانا ايضا الوصف للعذاب الابدى .

و حقيقى لا استطيع غير ان اقف مشدوهة امام قول قاله بولس الرسول الذى كان يوما من الايام مضطهدا لشعب الكنيسة و الذى اصبح يتكلم عن المحبة قائلا (المحبة فلتكن بلا رياء كونوا كارهين الشر ملتصقين بالخير (رو  12 :  9) فعلينا ان نتبع هذه الوصيىة التى هى قمة السمو و نعمل بنصيحة بولس رسول الله , بأن نحب المسلمين يا اخوتى و لا نعاديهم مهما فعلوا بنا لان منهم ناس كتير يستحقوا المحبة و بلا رياء و اما غير المستحقين الذين يسعون الى الشر من أجل تاجيج روح العداء فلهؤلاء نقول (( لينتهركم الرب )) كما قال الملاك ميخائيل للشيطان  و اما نحن فيأمرنا الله على لسان رسوله بولس قائلا ( لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير (رو  12 :  21)فالمسيحية الحقيقية هى مثال متجسد للخير و للفرح و السلام و لطول الاناة و السعى لنشر المحبة - و ايضا لان التاريخ المسيحى الذى وصل الينا على يد اباء عاشوا الضيقة و الاضطهاد فقد اهتموا ايضا ان يعطونا العلم بان من بعد الضيقة أكيد فيه رد من السماء . و المجد لالهنا القدوس من الآن و الى دهر الدهور - آمين

الخميس، أكتوبر 13، 2011

تعزيات السماء من بعد ثلاثة ايام من الصوم و الصلاة

بنعمة ربنا يسوع المسيح ذات المراحم الواسعة جداً و الذى استجاب لصلواتنا و قد تقبل صيامنا و كافئنا بهذه البشارة المُفرحة جداً



البشارة هى من سفر زكريا الاصحاح 10 من العدد5 الى 12



الآيات (4،5): "منه الزاوية منه الوتد منه قوس القتال منه يخرج كل ظالم جميعاً. ويكونون كالجبابرة الدائسين طين الأسواق في القتال ويحاربون لأن الرب معهم والراكبون الخيل يخزون."
منه الزاوية ومنه الوتد= المسيح هو حجر الزاوية الذي يسند البناء (كنيسته). وهو الوتد الذي إتكال الجميع عليه. والوتد هو الخطاف الذي يثبت في جدار البيت وتعلق عليه أواني المنزل أو أدوات الحرب عادة. إذاً لفظ الوتد يوحي هنا بشئ جدير بأن يُعوّل عليه. منه قوس القتال= أي القوة لمقاومة الشر والشرير إبليس. ومنه يخرج كل ظالم= تفهم أن الله سيطرد كل ظالم من أمامه، أو لو كان هناك ظالم لشعبه مثل إبليس فهو بسماح منه وذلك لتأديب شعبه فهو ضابط الكل مصدر كل قوة ومدبر كل الأشياء. ويكونون كالجبابرة= هذه تشبه "أنت مرهبة كجيش بألوية" فنحن بالمسيح نصير جبابرة ندوس طين العالم= أي نعتبر العالم بأمجاده الفانية كنفاية وطين، لأن عيوننا تنظر للسماء. والراكبون الخيل= هناك فرق بين راكب الخيل والفارس، لأن المسيح هو الفارس، والخيل هي نحن المؤمنين (رؤ2:6). نحن فرس القتال (آية3) أما راكب الخيل فهو الذي يعتمد على قوته البشرية ليحارب وهذا سوف يخزى، والله لا يحب هذا النوع (مز10:147).
آية (6): " وأقوي بيت يهوذا وأخلّص بيت يوسف وأرجعهم لأني قد رحمتهم ويكونون كأني لم أرفضهم لأني أنا الرب إلههم فأجيبهم."
بيت يهوذا وبيت يوسف= هؤلاء هم العائدين من السبي، إشارة لمن حررهم المسيح. ويهوذا وإسرائيل كانا مملكتين متحاربتين وبعد السبي عادا أمة واحدة، وفي المسيح يجتمع الجميع في وحدة. والمسيح خرج بالجسد من بيت يهوذا وقدم نفسه غذاء للعالم كما فعل يوسف، وبهذا وحد الجميع في جسد واحد وماذا يعطي المسيح لهذا الجسد، قوة= وأقوى وخلاص = أخلص وميراث سماوي = وأرجعهم. فنحن بالخطية صرنا ضعفاء، معرضين للسقوط، والمسيح أعطانا قوة، فلم يعد للخطية سلطان علينا (رو14:6). وأعطانا الخلاص فما فقدناه من أمجاد وميراث سماوي أرجعه لنا المسيح ثانية.
آية (7): "ويكون إفرايم كجبار ويفرح قلبهم كأنه بالخمر وينظر بنوهم فيفرحون ويبتهج قلبهم بالرب."
كان أفرايم أقوى أسباط إسرائيل والمحرض على الشر. ولكن قوة دم المسيح غيرت طبيعته؟ "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة" (2كو17:5) ولاحظ تكرار كلمة الفرح، فالفرح صار سمة الخليقة الجديدة (في4:4).
آية (8): "أصفر لهم واجمعهم لأني قد فديتهم ويكثرون كما كثروا."
أصفر لهم= كما يصفر إنسان ليجمع نحله، وكما يصفر الرعاة ليجمعوا قطعان الغنم هكذا يفعل المسيح ليجمع خرافه فهو الراعي الصالح، وخرافه تسمع صوته وتعرفه (يو3:10-5). والصفير قد يكون صوت التلاميذ الذين خرجوا ليكرزوا بالإنجيل ليجمعوا الشعوب الذين فداهم الرب. ويكثرون= نبوة عن كثرة المؤمنين.
آية (9): "وأزرعهم بين الشعوب فيذكرونني في الأراضي البعيدة ويحيون مع بنيهم ويرجعون."
أزرعهم بين الشعوب= كأن المؤمنين والرسل بذار ألقيت في العالم وأتت بمحصول. والشهداء كانوا بذار أيضاً. وبنيهم= أولادهم الروحيين الذين آمنوا بكرازتهم.
آية (10): "وأرجعهم من أرض مصر وأجمعهم من أشور وآتي بهم إلى أرض جلعاد ولبنان ولا يوجد لهم مكان."
أرض مصر وأرض أشور= هي أرض العبودية وأرض التشتت وهذه ردنا منها المسيح حين حررنا وجمعنا فيه. أرض جلعاد= أرض مراعي فنحن غنم رعيته وهو يرعانا في مراعٍ خضراء. ولبنان= إشارة لدخول الكثيرين فتمتد الأرض لتشمل لبنان. ولكن لبنان تشير للجمال والسمو، بجبالها العالية الخضراء. وهذه سمات الحياة مع المسيح. ولا يوجد لهم مكان= من الكثرة فهم سيمتدون شرقاً وغرباً.
آية (11): "ويعبر في بحر الضيق ويضرب اللجج في البحر وتجف كل أعماق النهر وتخفض كبرياء أشور ويزول قضيب مصر."
يعبر في بحر الضيق= "في العالم سيكون لكم ضيق" وسيقابل المؤمنين إضطهادات وضيقات، ولكن الله سيذلل كل شئ كما شق البحر الأحمر وجفف الأردن من قبل= ويضرب في اللجج= الله يضرب في الضيقات كما شق البحر الأحمر. وتجف كل أعماق النهر= إشارة لنهر الأردن والمعنى أن الله سيزيل كل المعوقات. ولن تقوى محاربات إبليس أي مصر وأشور على وقف عمل الله فينخفض كبرياؤهما لفشلهما في مقاومة الله وشعبه.
آية (12): "وأقويهم بالرب فيسلكون بأسمه يقول الرب."
وأقويهم بالرب= سيرسل روحه القدوس ليقويهم فيتكلوا على الرب وحده يسلكون بأسمه= مسلك المؤمنون سيكون بمتقضى مشيئة الله.


ليس هذا انه سيتوقف عدد الشهداء و لكن مع كثرة الشهداء سيزيد عدد النفوس التى ستدخل فى الايمان المسيحى

و دى رسالة الشهداء الذين قتلهم ( الجيش المصرى ) لانهم مسيحيون

- و لذلك نحن يا اخوتى نقبل الاستشهاد على اسم المسيح كى تنجوا نفوس كان محكوم عليها بالهلاك كما كان الاستشهاد فى اوائل انتشار المسيحية و نطلب منكم ان تصلوا معنا من اجل من قتلونا كى ينجيهم ربنا يسوع المسيح من هوة الجحيم

دى رسالة الشهداء اللى وصلت لينا من بعد ما كملت ثلاث ايام من صيامنا كما صام يونان و هو فى بطن الحوت و كما صامت استير و شعبها و لذلك نجاهم الله من الفناء كما كان ( هامان ) يخطط و انقلب السحر على الساحر ووقع الشرير فى الحفرة التى كان يحفرها للانسان البار و هو ( مردخاى ) اليهودى

أشكرك يا الهنا الصالح لانك لم تتركنا لنسقط فى هوة الاشرار و لكنك نجيتنا لانك تحننت علينا و سمعت صوت صراخنا الذى شق عنان السماء .



 و لنعش مع عظة رائعة من الانبا رافائيل عن قيمة الشهداء للكنيسة




تعزيات الله العجيبة فى سنكسار اليوم 13 اكتوبر 2011

حقيقى تعزيات الله عجيبة
اليوم و انا بافتح السنكسار وجدت هذه الرسائل التى تاريخها اليوم فارجو قرائتها بكل العناية لنعرف تعزيات السماء لنا و ان الله معنا لحظة بلحظة و ان السنكسار فعلا مُرتب بالروح القدس 


2كو 4 : 5 - 5 : 11

2كو 4

5- فاننا لسنا نكرز بانفسنا بل بالمسيح يسوع ربا و لكن بانفسنا عبيدا لكم من اجل يسوع.

6- لان الله الذي قال ان يشرق نور من ظلمة هو الذي اشرق في قلوبنا لانارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح.

7- و لكن لنا هذا الكنز في اوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا.

8- مكتئبين في كل شيء لكن غير متضايقين متحيرين لكن غير يائسين.

9- مضطهدين لكن غير متروكين مطروحين لكن غير هالكين.

10- حاملين في الجسد كل حين اماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع ايضا في جسدنا.

11- لاننا نحن الاحياء نسلم دائما للموت من اجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع ايضا في جسدنا المائت.

12- اذا الموت يعمل فينا و لكن الحياة فيكم.

13- فاذ لنا روح الايمان عينه حسب المكتوب امنت لذلك تكلمت نحن ايضا نؤمن و لذلك نتكلم ايضا.

14- عالمين ان الذي اقام الرب يسوع سيقيمنا نحن ايضا بيسوع و يحضرنا معكم.

15- لان جميع الاشياء هي من اجلكم لكي تكون النعمة و هي قد كثرت بالاكثرين تزيد الشكر لمجد الله.

16- لذلك لا نفشل بل و ان كان انساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما.

17- لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فاكثر ثقل مجد ابديا.

18- و نحن غير ناظرين الى الاشياء التي ترى بل الى التي لا ترى لان التي ترى وقتية و اما التي لا ترى فابدية.


2كو 5

1- لاننا نعلم انه ان نقض بيت خيمتنا الارضي فلنا في السماوات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد ابدي.

2- فاننا في هذه ايضا نئن مشتاقين الى ان نلبس فوقها مسكننا الذي من السماء.

3- و ان كنا لابسين لا نوجد عراة.

4- فاننا نحن الذين في الخيمة نئن مثقلين اذ لسنا نريد ان نخلعها بل ان نلبس فوقها لكي يبتلع المائت من الحياة.

5- و لكن الذي صنعنا لهذا عينه هو الله الذي اعطانا ايضا عربون الروح.

6- فاذا نحن واثقون كل حين و عالمون اننا و نحن مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب.

7- لاننا بالايمان نسلك لا بالعيان.

8- فنثق و نسر بالاولى ان نتغرب عن الجسد و نستوطن عند الرب.

9- لذلك نحترس ايضا مستوطنين كنا او متغربين ان نكون مرضيين عنده.

10- لانه لا بد اننا جميعا نظهر امام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيرا كان ام شرا.

11- فاذ نحن عالمون مخافة الرب نقنع الناس و اما الله فقد صرنا ظاهرين له و ارجو اننا قد صرنا ظاهرين في ضمائركم ايضا

الترجمة التفسيرية
- فَإِنَّنَا لاَ نُبَشِّرُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبّاً، وَمَا نَحْنُ إِلاَّ عَبِيدٌ لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ
6- فَإِنَّ اللهَ ، الَّذِي أَمَرَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنَ الظَّلاَمِ، هُوَ الَّذِي جَعَلَ النُّورَ يُشْرِقُ فِي قُلُوبِنَا، لإِشْعَاعِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ الْمُتَجَلِّي فِي وَجْهِ الْمَسِيحِ
7- وَلَكِنَّ هَذَا الْكَنْزَ نَحْمِلُهُ نَحْنُ فِي أَوْعِيَةٍ مِنْ فَخَّارٍ، لِيَتَبَيَّنَ أَنَّ الْقُدْرَةَ الْفَائِقَةَ آتِيَةٌ مِنَ اللهِ لاَ صَادِرَةٌ مِنَّا
8- فَالصُّعُوبَاتُ تُضَيِّقُ عَلَيْنَا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، وَلكِنْ لاَ نَنْهَارُ لاَ نَجِدُ حَلاً مُنَاسِباً، وَلَكِنْ لاَ نَيْأَسُ
9- يُطَارِدُنَا الاضْطِهَادُ، وَلَكِنْ لاَ يَتَخَلَّى اللهُ عَنَّا نُطْرَحُ أَرْضاً، وَلَكِنْ لاَ نَمُوتُ
10- وَحَيْثُمَا ذَهَبْنَا، نَحْمِلُ مَوْتَ يَسُوعَ دَائِماً فِي أَجْسَادِنَا لِتَظْهَرَ فِيهَا أَيْضاً حَيَاةُ يَسُوعَ
11- فَمَعَ أَنَّنَا مَازِلْنَا أَحْيَاءً، فَإِنَّنَا نُسَلَّمُ دَائِماً إِلَى الْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ، لِتَظْهَرَ فِي أَجْسَادِنَا الْفَانِيَةِ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضاً
12- وَهَكَذَا، فَإِنَّ الْمَوْتَ فَعَّالٌ فِينَا؛ وَالْحَيَاةَ فَعَّالَةٌ فِيكُمْ
13- وَبِمَا أَنَّ لَنَا رُوحَ الإِيمَانِ عَيْنِهِ، هَذَا الَّذِي كُتِبَ بِخُصُوصِهِ: «آمَنْتُ، لِذلِكَ تَكَلَّمْتُ»، فَنَحْنُ أَيْضاً نُؤْمِنُ، وَلِذَلِكَ نَتَكَلَّمُ،
14- وَنَحْنُ عَالِمُونَ أَنَّ الَّذِي أَقَامَ الرَّبَّ يَسُوعَ مِنَ الْمَوْتِ سَوْفَ يُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضاً مَعَ يَسُوعَ، وَيُوقِفُنَا فِي حَضْرَتِهِ بِصُحْبَتِكُمْ
15- فَإِنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ نُقَاسِيهَا مِنْ أَجْلِكُمْ، حَتَّى إِذَا فَاضَتِ النِّعْمَةُ فِي الْكَثِيرِينَ، تَجْعَلُ الشُّكْرَ يَفِيضُ لأَجْلِ مَجْدِ اللهِ
16- لِهَذَا، لاَ تَخُورُ عَزِيمَتُنَا! وَلَكِنْ، مَادَامَ الإِنْسَانُ الظَّاهِرُ فِينَا يَفْنَى، فَإِنَّ الإِنْسَانَ الْبَاطِنَ فِينَا يَتَجَدَّدُ يَوْماً فَيَوْماً
17- ذَلِكَ لأَنَّ مَا يُضَايِقُنَا الآنَ مِنْ صُعُوبَاتٍ بَسِيطَةٍ عَابِرَةٍ، يُنْتِجُ لَنَا بِمِقْدَارٍ لاَ يُحَدُّ وَزْنَةً أَبَدِيَّةً مِنَ الْمَجْدِ،
18- إِذْ نَرْفَعُ أَنْظَارَنَا عَنِ الأُمُورِ الْمَنْظُورَةِ وَنُثَبِّتُهَا عَلَى الأُمُورِ غَيْرِ الْمَنْظُورَةِ فَإِنَّ الأُمُورَ الْمَنْظُورَةَ إِنَّمَا هِيَ إِلَى حِينٍ؛ وَأَمَّا غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ فَهِيَ أَبَدِيَّةٌ
1- فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّهُ مَتَى تَهَدَّمَتْ خَيْمَتُنَا الأَرْضِيَّةُ الَّتِي نَسْكُنُهَا الآنَ، يَكُونُ لَنَا بِنَاءٌ مِنَ اللهِ: بَيْتٌ لَمْ تَصْنَعْهُ أَيْدِي الْبَشَرِ، أَبَدِيٌّ فِي السَّمَاوَاتِ
2- فَالْوَاقِعُ أَنَّنَا، وَنَحْنُ فِي هَذَا الْمَسْكِنِ، نَئِنُّ مُتَشَوِّقِينَ أَنْ نَلْبَسَ بَدَلاً مِنْهُ بَيْتَنَا السَّمَاوِيَّ،
3- حَتَّى إِذَا لَبِسْنَاهُ لاَ نُوجَدُ عُرَاةً
4- ذَلِكَ أَنَّنَا، نَحْنُ السَّاكِنِينَ فِي هَذِهِ الْخَيْمَةِ، نَئِنُّ كَمَنْ يَحْمِلُ ثِقْلاً، فَنَحْنُ لاَ نُرِيدُ أَنْ نَخْلَعَهَا، بَلْ أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا مَسْكِنَنَا السَّمَاوِيَّ، فَتَبْتَلِعَ الْحَيَاةُ مَا هُوَ مَائِتٌ فِينَا
5- وَالَّذِي أَعَدَّنَا لِهَذَا الأَمْرِ بِعَيْنِهِ هُوَ اللهُ ، وَقَدْ أَعْطَانَا الرُّوحَ عُرْبُوناً أَيْضاً
6- لِذَلِكَ نَحْنُ وَاثِقُونَ دَائِماً، وَعَالِمُونَ أَنَّنَا مَادُمْنَا مُقِيمِينَ فِي الْجَسَدِ، نَبْقَى مُغْتَرِبِينَ عَنِ الرَّبِّ،
7- لأَنَّنَا نَسْلُكُ بِالإِيمَانِ لاَ بِالْعِيَانِ
8- فَنَحْنُ وَاثِقُونَ إِذَنْ، وَرَاضُونَ بِالأَحْرَى أَنْ نَكُونَ مُغْتَرِبِينَ عَنِ الْجَسَدِ وَمُقِيمِينَ عِنْدَ الرَّبِّ
9- وَلِذَلِكَ أَيْضاً نَحْرِصُ أَنْ نُرْضِيَهُ، سَوَاءٌ أَكُنَّا مُقِيمِينَ أَمْ مُغْتَرِبِينَ
10- إِذْ لاَبُدَّ أَنْ نَقِفَ جَمِيعاً مَكْشُوفِينَ أَمَامَ عَرْشِ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا اسْتِحْقَاقَ مَا عَمِلَهُ حِينَ كَانَ فِي الْجَسَدِ، أَصَالِحاً كَانَ أَمْ رَدِيئاً!
11- فَبِدَافِعِ وَعْيِنَا لِرَهْبَةِ الرَّبِّ، نُحَاوِلُ إِقْنَاعَ النَّاسِ وَلَكِنَّنَا ظَاهِرُونَ أَمَامَ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ نَكُونَ ظَاهِرِينَ أَيْضاً فِي ضَمَائِرِكُمْ



---------------------------------------------

1بط 2 : 18 - 3 : 7
1بط 2

18- ايها الخدام كونوا خاضعين بكل هيبة للسادة ليس للصالحين المترفقين فقط بل للعنفاء ايضا.
19- لان هذا فضل ان كان احد من اجل ضمير نحو الله يحتمل احزانا متالما بالظلم.
20- لانه اي مجد هو ان كنتم تلطمون مخطئين فتصبرون بل ان كنتم تتالمون عاملين الخير فتصبرون فهذا فضل عند الله.
21- لانكم لهذا دعيتم فان المسيح ايضا تالم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته.
22- الذي لم يفعل خطية و لا وجد في فمه مكر.
23- الذي اذ شتم لم يكن يشتم عوضا و اذ تالم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل.
24- الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر الذي بجلدته شفيتم.
25- لانكم كنتم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الان الى راعي نفوسكم و اسقفها.

1بط 3

1- كذلكن ايتها النساء كن خاضعات لرجالكن حتى و ان كان البعض لا يطيعون الكلمة يربحون بسيرة النساء بدون كلمة.
2- ملاحظين سيرتكن الطاهرة بخوف.
3- و لا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر و التحلي بالذهب و لبس الثياب.
4- بل انسان القلب الخفي في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن.
5- فانه هكذا كانت قديما النساء القديسات ايضا المتوكلات على الله يزين انفسهن خاضعات لرجالهن.
6- كما كانت سارة تطيع ابراهيم داعية اياه سيدها التي صرتن اولادها صانعات خيرا و غير خائفات خوفا البتة.
7- كذلك ايها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الاناء النسائي كالاضعف معطين اياهن كرامة كالوارثات ايضا معكم نعمة الحياة لكي لا تعاق صلواتكم


الترجمة التفسيرية


- أَيُّهَا الْخَدَمُ، اخْضَعُوا لِسَادَتِكُمْ بِاحْتِرَامٍ لاَئِقٍ لَيْسَ لِلسَّادَةِ الصَّالِحِينَ الْمُتَرَفِّقِينَ فَقَطْ، بَلْ لِلظَّالِمِينَ الْقُسَاةِ أَيْضاً!
19- فَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَتَحَمَّلَ الإِنْسَانُ الأَحْزَانَ حِينَ يَتَأَلَّمُ مَظْلُوماً، بِدَافِعٍ مِنْ ضَمِيرِهِ الْخَاضِعِ لِلهِ!
20- فَبِالْحَقِيقَةِ، أَيُّ مَجْدٍ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَصْبِرُونَ وَأَنْتُمْ تَتَحَمَّلُونَ قِصَاصَ أَخْطَائِكُمْ؟ لاَ فَضْلَ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ إِلاَّ إِذَا تَحَمَّلْتُمُ الآلاَمَ صَابِرِينَ، وَأَنْتُمْ تَفْعَلُونَ الصَّوَابَ
21- لأَنَّ اللهَ دَعَاكُمْ إِلى الاشْتِرَاكِ فِي هَذَا النَّوْعِ مِنَ الآلاَمِ فَالْمَسِيحُ، الَّذِي تَأَلَّمَ لأَجْلِكُمْ، هُوَ الْقُدْوَةُ الَّتِي تَقْتَدُونَ بِهَا فَسِيرُوا عَلَى آثَارِ خُطُوَاتِهِ:
22- إِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ خَطِيئَةً وَاحِدَةً، وَلاَ كَانَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ
23- وَمَعَ أَنَّهُ أُهِينَ، فَلَمْ يَكُنْ يَرُدُّ الإِهَانَةَ وَإِذْ تَحَمَّلَ الآلاَمَ، لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بِالانْتِقَامِ، بَلْ أَسْلَمَ أَمْرَهُ لِلهِ الَّذِي يَحْكُمُ بِالْعَدْلِ
24- وَهُوَ نَفْسُهُ حَمَلَ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ (عِنْدَمَا مَاتَ مَصْلُوباً) عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ بِالنِّسْبَةِ لِلْخَطَايَا فَنَحْيَا حَيَاةَ الْبِرِّ وَبِجِرَاحِهِ هُوَ تَمَّ لَكُمُ الشِّفَاءُ،
25- فَقَدْ كُنْتُمْ ضَالِّينَ كَخِرَافٍ ضَائِعَةٍ، وَلَكِنَّكُمْ قَدْ رَجَعْتُمُ الآنَ إِلَى رَاعِي نُفُوسِكُمْ وَحَارِسِهَا!
1- كَذَلِكَ، أَيَّتُهَا الزَّوْجَاتُ، اخْضَعْنَ لأَزْوَاجِكُنَّ حَتَّى وَإِنْ كَانَ الزَّوْجُ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بِالْكَلِمَةِ، تَجْذِبُهُ زَوْجَتُهُ إِلَى الإِيمَانِ، بِتَصَرُّفِهَا اللاَّئِقِ دُونَ كَلاَمٍ،
2- وَذَلِكَ حِينَ يُلاَحِظُ سُلُوكَهَا الطَّاهِرَ وَوَقَارَهَا
3- وَعَلَى الْمَرْأَةِ أَلاَّ تَعْتَمِدَ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ لإِظْهَارِ جَمَالِهَا، بِضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلُبْسِ الثِّيَابِ الْفَاخِرَةِ
4- وَإِنَّمَا لِتَعْتَمِدِ الزِّينَةَ الدَّاخِلِيَّةَ، لِيَكُونَ قَلْبُهَا مُتَزَيِّناً بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ وَالْهُدُوءِ هَذِهِ هِيَ الزِّينَةُ الَّتِي لاَ تَفْنَى، وَهِيَ غَالِيَةُ الثَّمَنِ فِي نَظَرِ اللهِ!
5- وَبِهَا كَانَتْ تَتَزَيَّنُ النِّسَاءُ التَّقِيَّاتُ قَدِيماً، فَكَانَتِ الْوَاحِدَةُ مِنْهُنَّ تَتَّكِلُ عَلَى اللهِ وَتَخْضَعُ لِزَوْجِهَا
6- فَسَارَةُ، مَثَلاً، كَانَتْ تُطِيعُ زَوْجَهَا إِبْرَاهِيمَ وَتَدْعُوهُ «سَيِّدِي» وَالْمُؤْمِنَاتُ اللَّوَاتِي يَقْتَدِينَ بِهَا، يُثْبِتْنَ أَنَّهُنَّ بَنَاتٌ لَهَا، إِذْ يَتَصَرَّفْنَ تَصَرُّفاً صَالِحاً، فَلاَ يَخَفْنَ أَيَّ تَهْدِيدٍ
7- وَأَنْتُمْ، أَيُّهَا الأَزْوَاجُ، إِذْ تُسَاكِنُونَ زَوْجَاتِكُمْ عَالِمِينَ بِأَنَّهُنَّ أَضْعَفُ مِنْكُمْ، أَكْرِمُوهُنَّ بِاعْتِبَارِهِنَّ شَرِيكَاتٍ لَكُمْ فِي وِرَاثَةِ نِعْمَةِ الْحَيَاةِ، لِكَيْ لاَ يَعُوقَ صَلَوَاتِكُمْ شَيْءٌ


السبت، أكتوبر 01، 2011

قصة قديسة احبت الحياة الرهبانية من بعد ترملها




نياحة القديسة ثاؤبستى

في مثل هذا اليوم تنيحت القديسة المطوبة ثاؤبستى . كانت هذه القديسة قد تزوجت ورزقت ولدا واحدا . ومات بعلها وهى في ريعان الصبا : فأخذت على نفسها ان تترهبن . فابتدأت بممارسة السيرة الروحانية . وواظبت على الصوم والصلوات المتواترة وكثرة المطانيات ( السجود ) ليلا ونهارا . ثم مضت إلى الأب القديس الأنبا مقاريوس أسقف نقيوس . (نقيوس ايشاتى هي زاوية رزين بالمنوفية ) . وسجدت له ، وتباركت منه ثم سألته ان يصلى عليها ويلبسها ثوب الرهبنة .

- فأشار عليها الأب الأسقف آن تجرب نفسها سنة واحدة . ووعدها أنه بعدها يلبسها الثوب الرهباني . فمضت إلى منزلها وحبست نفسها في بيت صغير وسدت بابه وجعلت به طاقة صغيرة . وكان ولدها البالغ من العمر اثنتي عشر سنة يهتم بمطالب الحياة لها . واندفعت في عبادات شاقة بزهد وتقشف . وانقضت السنة .

-وقد نسى الأب الأسقف ما كان قد وعد به هذه القديسة من أنه سيلبسها ثوب الرهبنة ، فرآها في النوم بهيئة مضيئة وقالت له يا أبى : كيف نسيتني إلى الآن وأنا سوف أتنيح في هذه الليلة . ورأى الأب الأسقف كأنه قام من نومه ، وصلى عليها صلاة الرهبنة وألبسها ثوبها . ولما لم يجد قلنسوة خلع قلنسوته من فوق رأسه ، ووضعها عليها . ثم وشحها بالإسكيم المقدس . وأمر تلميذه ان يأتيه بقلنسوة أخرى فلبسها . وكان بيدها صليب من الفضة فنأولته له قائلة . أقبل يا أبي من تلميذتك هذا الصليب .

- وقيل أنه لما صحا من نومه وجد الصليب بيده وتأمله فإذا هو جميل !لصنع . فتعجب ومجد الله ، وفى الصباح المبكر مضى هو وتلميذه إلى بيت تلك المرأة المباركة . فتلقاهما ابنها وهو يبكى بدموع غزيرة . ولما سأله عن السبب ، أجابه : ان والدتي استدعتني في منتصف هذه الليلة ، وودعتني وقالت لي : يا أبني مهما أشار عليك الأسقف ، افعله ولا تخرج عنه . وسأتنيح في هذه الليلة و أمضى إلى السيد المسيح . ثم صلت على وأوصتني قائلة "احفظ جميع ما أوصيتك به ولا تخرج عن رأى أبينا الأسقف" . وها أنا بين يديك . فأتى الأب الأسقف إلى حيث القديسة وقرع الباب فلم تجبه ، فقال حقا لقد تنيحت هذه المباركة وأمر تلميذه بفتح الباب .

ولما دخل الأسقف وجد القديسة قد أسلمت الروح ، وهى متشحة بالإسكيم الذي وشحها به في الرؤيا وأيضا القلنسوة التي كان يلبسها . فاغرورقت عيناه بالدموع ، وسبح ومجد الله الذي يصنع مرضاة قديسيه . وكفنها الأب الأسقف كعادة الرهبان . واستدعى الكهنة فحملوها إلى البيعة المقدسة . وصلوا عليها بإكرام عظيم .

- وكان في المدينة رجل وثني مقعد ، معذب من الأرواح الخبيثة ، فلما سمع ترتيل الكهنة طلب من أهله ان يحملوه ويمضوا به إلى حيث جسد القديسة . فلما أتوا به إلى البيعة اقترب من الجسد المقدس بإيمان فشفى لوقته ، وخرج منه الشيطان . وكان يصلى معافى . فأمن لوقته بالسيد المسيح هو وجميع أهله . فعمدهم الأب الأسقف . وكان كل من به مرض أو عاهة يأتي إلى البيعة ويلمس الجسد المقدس فيبرأ في الحال . ولما سمع الوالي بهذه العجائب أمن بالسيد المسيح هو وأكثر من في المدينة ثم أتى إلى البيعة وحمل الجسد ودفنه بإكرام عظيم .

والمجد لربنا ومخلصنا يسوع المسيح ولأبيه الصالح والروح القدس إلى الأبد أمين .