لماذا تهتمون بقبراً فارغاً!!!


لماذا تهتمون بقبراً فارغاً!!!

قابلنى راجل طيب و قالى ايه اللى بيعملوه المسيحيين ده , فضحكت فى وجهه و قلت له مالك يا راجل يا طيب فيه ايه , فقالى مش اول ما البابا يموت -يقوموا المسيحيين جريين جرى على القدس - فهذا الرجل يا اخوتى هو رجل مسلم و هو من الناس البسطاء و لكنه على درجة من الفهم و المحبة لنا نحن المسيحيون ,وهو يعرف طريقة تفكيرى وعارف ان الكلام ده انا مش بازعل منه و لكنى بادرته قائلة : انت عندك حق " هما فعلا غلطانين - بس انا لو حصل الكلام ده قبل خمس سنين - قبل ان يتغير اسلوب تفكيرى لأفمهم الفكر المسيحى كان ممكن اقوله ( و انتوا مالكم و البابا ملهوش انه يمنعنا و هوة مالهوش غير انه يتكلم فى الحجات الروحية ) فحقيقى انا كان ممكن اقول كلام كتير هو فى الحقيقة يا اخوتى سيكون نابع عن ((( جهلى )))

فقولى ان قداسة البابا ملهوش انه يتكلم فى السياسة هذا كلام الجهلاء و انا هنا باقر و باعترف ان كل من قال هذا الكلام عن قداسته فهو جاهل , و الجهل هنا بمعنى الجهل بروح و تعاليم كتابنا المقدس و ايضا الجهل بمدى المسؤلية التى على عاتق قداسته قبل النياحة 



و لكم ان تعرفوا يا اخوتى ان قداسة البابا هو حى فهو لم يمت و هو الى الآن يصلى من اجلنا هذا مع انه يتمتع بمكانة اكثرا قربا من العرش السمائى - فهل يليق بنا من بعد نياحته ان نتعامل مع اوامره على انه اصبح غير موجود بالجسد !!!! فهذا لا يليق مع فكرنا المسيحى الذى اوصانا به بولس الرسول فى رسالته الى عبرانيين فى الاصحاح 13 ( 17 أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَابًا، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذلِكَ بِفَرَحٍ، )،


فالفكر المسيحى مبنى على الطاعة لمرشدينا الروحيين و نحن ايضا لو خاطبنا العالم سنقول نحن لسنا خونة و لسنا مع اليهود و لكن انتم لا تعرفون كيف يفكر اليهود فينا او كيف يفكر المسلمون الجهلاء بالفكر و التعليم المسيحى و ايضا كيف سيفكر الفلسطينيين عندما نكون نحن من المساعدين لانتعاش الاقتصاد اليهودى بسياحتنا الدينية  

واما بالنسبة لاهمية قبر السيد المسيح, فنحن غير ملزمين بان نزوره - فالسيد المسيح يا اخوتى لا يحتاج منا ان نسافر الى مدينة او دولة لزيارة قبره في حين انه حى بداخل كل واحد بيتناول من جسده و دمه , فهو ساكن فينا كما نحن به ( الرسالة الى اهل رومية 13( 9 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ )

و لذلك اتعجب من افكار اخوتى المسيحيين - فنحن يا اخوتى لا نتبارك بقبر المسيح و لكن نحن نعيش بفكر و حياة المسيح و اما القبر الفارغ هو اشارة لحياتنا العالمية - فنحن بغبائنا نهتم بزيارة القبر ( الفارغ )  و لا نهتم بإحياء المسيح داخلنا  

فيا اخوتى من يعيش المسيح داخله لا يحتاج ان يزور قبره - ممكن حد يقولى احنا مش بنزور القبر و لكن احنا عايزين نشوف نور الروح القدس و هو بيخرج من القبر !!!! و انا ارد عليك و اقول لك انت لا تحتاج ان ترى نور الروح القدس لانه يسكن فيك كما وعدنا السيد المسيح و قال لنا ( انتم نور العالم ) ( انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل (مت  5 :  14) 

فبالمقارنة لنور القبر انت يا اخى المسيحى الذي يسكن بك روح الله القدوس اعظم و اهم من هذا القبر ( الفارغ ) - فسامحونى يا اخوتى لو قلت لكم ان السيد المسيح  لم يفرض علينا ان نزور قبره ( الفارغ ) و كما علمنا الرسول بولس قائلا ( اما تعلمون انكم هيكل الله و روح الله يسكن فيكم (1كو  3 :  16)

- فيا اخوتى سواء زرنا القدس او لم نزورها فهذا لن يكون عائقا يمنعنا من دخول الملكوت و لكن العائق سيكون هو عدم الزامنا بوصايا الكتاب المقدس الذى يلزمنا ان بان نطيع مرشدينا و خاصة لما يكون هذا المرشد هو قائد روحى له قامة روحية عالية يرى بها ما لم نراه و يعرف بها ما لم نعرفه لان الروح القدس قد اختاره و ايده و حافظ عليه الى يوم نياحته - فهل يليق بعد ذلك يا اخوتى ان نقول " قد مات الرجل الذى منعنا فلنرجع الى عاداتنا القديمة - سامحونى يا اخوتى فهذا لا يليق . و علينا يا اخوتى ان نساعد كنيستنا على المرور من هذه الفترة بسلام و ان لا نكون نحن شعب الكنيسة أكثر عبئا من الذين خارج كنيستنا 

فعلينا ان نعيد حسابتنا و ان نرجع الى التعاليم الروحية لتزيد معرفتنا بفكر المسيح كى لا نكون عثرة للآخرين و ايضا للصغار فى الايمان لانه مكتوب ويلا لمن تاتى به العثرات 

و لنصلى جميعا يا اخوتى لنياحة قداسة البابا شنودة فى احضان القديسين و ان يعطينا الله راعيا لشعبه حسب مشورته السمائية 
و لالهنا كل المجد و الكرامة الى ابد الآبدين آمين