مدونة غيورة القبطية
و لنأتى لقوة المحبة و هذا فى , هل ستستطيع أن تصلى من أجل خلاصهم و نجاتهم من محبة العالم الذى بجملته قد وضع فى الشرير
كيف أعيش حياة البنوة للآب السماوى؟
أوقات كثيرة
يشغلنا هذا السؤال و هو إزاى أعيش حياة البنوة للآب السماوى و للإجابة تعالى معى
لنبدأ من الأول , فهل فعلا تعترف بأن لك أب سماوى يطلب منك الطاعة الكاملة لإرادته
, و السؤال الثانى , هل ستستطيع أن تسلم له كل المشيئة حتى لو تضارب هذا مع مشيئتك
و حياتك التى كنت تحلم أن تعيشها , و السؤال الثالث هو , هل ستستطيع أن تكمل معه
الى نهاية الطريق الضيق , و السؤال الرابع , هل ستتحمل معايرة الذين حولك عندما
يتهمونك بالجنون و قد يتهمونك بأن عليك شيطان كما اتهم الكهنة و الفريسيين يسوع المسيح , و السؤال الخامس , هل ستستطيع أن
تحبهم بالرغم من اسائتهم اليك , و السؤال السادس , هل ستستطيع أن تصلى من أجل
خلاصهم و نجاتهم من محبة العالم الذى بجملته قد وضع فى الشرير, و السؤال السابع,
هل ستشعر بالرضى و السلام من بعد أن تكاد تختنق من الضيقة العظيمة التى قبلتها
بنفسك , محبة فى رب المجد يسوع المسيح الذى سبقك فى إجتيازها لدرجة أنه فى جهاده
نزف دما بدلا من العرق
تعالى معى من
البداية
و
هى الاعتراف بأن لك آب سماوى يطلب منك الطاعة الكامة , و السؤال هو : كيف أطيع من لم
أراه و لماذا؟
و
للإجابة على هذا السؤال كان من خلال كلامه ووعده و هو كما قال لنا ربنا يسوع
المسيح على لسان القديس يوحنا الحبيب فى الاصحاح الخامس من بشارته المفرحة (39فَتِّشُوا
الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ
الَّتِي تَشْهَدُ لِي. ) و من خلال
االكتب وجدناه يشهد لذاته قائلاً فى سفر الرؤيا الاصحاح الثالث (هَذَا
يَقُولُهُ الآمِينُ، االشَّاهِدُ الأَمِينُ االصَّادِقُ،) و
لأن شهادته حق و من محبته طالبنا أن نفتش االكتب لكى نراه و نشعر بوجوده و نتفاعل
مع وعوده االسماوية و التى هى من نصيب
أبناءه هو فقط و ليست من حق الرافضين لإبوته مهما كانوا صالحين من وجهة نظر
المعايشين لهم لذلك هو قالها فى صلاته ليُسمعنا كم هو يحبنا و يريدنا أن نكون معه
معاينين لمجده و هذا ما شهد به االقديس يوحنا الحبيب فى بشارته فى الاصحاح رقم 17و
الذى كتب لنا صلاة يسوع المسيح من أجلنا لكى نصليها من أجل أحبابنا أيضاً والتى
قال فيها (9مِنْ
أَجْلِهِمْ أَنَا أَسْأَلُ. لَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ الْعَالَمِ، بَلْ
مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لأَنَّهُمْ لَكَ. 10وَكُلُّ مَا هُوَ
لِي فَهُوَ لَكَ، وَمَا هُوَ لَكَ فَهُوَ لِي، وَأَنَا مُمَجَّدٌ فِيهِمْ.
11وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ، وَأَمَّا هَؤُلاَءِ فَهُمْ فِي االْعَالَمِ،
وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ االْقُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ
الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ. )
فهل تريد أن تكون معه و تكون واحدا معه ,أم انك ترفضه , فأنت لك مطلق الحرية فى
الاختيار, لأنك مخلوق كامل الارادة
- و عندما تختاره هل ستستطيع أن تسلم له كل المشيئة حتى لو تضارب هذا مع مشيئتك و حياتك التى
كنت تحلم أن تعيشها و هنا تدخل فى البداية للإمتحان الصعب و هو ما تريده أنت و تخططه لحياتك ,
و تضاربه مع ما يريده الله منك لثبت محبتك له كما أحبك هو أولا معطياً لك الحياة و
رافع عنك الموت بصليبه , و عليك أن تقيس هذا فى كل إمور حياتك بداية من ساعة
الاستيقاظ الى النوم , فهل تنفذ رغباتك الجسدية أولاً من أكل و شرب و نزهات و
ملابس غالية الاثمان أم أنك تصوم و تعشر أموالك و تقدم الخدمات لمن يحتاجها حتى لو
على حساب وقتك الذى قد تأتى منه المزيد من الأموال و قد تؤجل نزهة خارجية من أجل
إفتقاد مريض أو أرملة ليس لها من يشفق عليها أو يتيم يحتاج منك أن تشبع احتياجه
لعاطفة الابوة أو الامومة و تذهب به لشراء ما يحتاجه و هنا قد تفقد ما قد ادخرته
من أجل نزهة لطيفة تخفف عنك أعباء الحياة , أو شراء ادوية لمريض لا يستطيع تحمل
نفقات علاجه , فهل تعلم أن ما وضعه الله من أموال فى حسابك البنكى ,هى فى الحقيقة ليست من أجلك
لتنفقها على ملذاتك الشخصية , لإنك ستعطى حساب وكالتك , أى ما قد ائتمنه الله بين
يديك – هذا هو الاختبار الاول
أما
الإختبار الثانى و هو هل ستستطيع أن تكمل معه الى نهاية الطريق الضيق
و
هذا الطريق ملئ بالمطبات الشيطانية و العراقيل التى قد تجعلك قد تنفر من شخص
المسيح و قد تتعثر فى تنفيذ الوصايا , و هذا لأنك بدأت الطريق بذاتك و لم تبدأ الطريق بأن تجعل الرب عن يمينك منذ
البداية و هذا يكون بالصلاة و الصوم و التناول من الاسرار المقدسة و القراءة
لكلمته يومياً
و
لنأتى للإختبار الثالث و هو , هل ستتحمل معايرة الذين حولك عندما يتهمونك بالجنون و قد يتهمونك بأن
عليك شيطان
فطالما
تغيرت عاداتك التى قد الفها الناس من حولك سواء أقاربك أو اصدقائك لأنك قد بدأت
تتشبه بالمسيح يسوع , و هذا بدأ يظهر من خلال ملابسك البسيطة و كلامك المحتشم و
عدم المشاركة فى النكات الهزلية و عدم الذهاب لاماكن اللهو و عدم تضييع الوقت فيما
لا يفيد الروح الساكن فيك لأنك تعمل على الحرص على الإمتلاء كل حين من الروح القدس لأنك تشعر انك كأرض
عطشانة طالبة المطر و الندى السماوى كل حين , و هنا قد تكون صرت غريباً عن أهل
العالم و من هنا قد تبدأ حرب ان لم تستعد لها فلن تتحمل و قد ترجع و تكون أكثر
شقاء , فعندما تبدأ المواجهة مع من حولك ابدأ اولا باللجوء الى المسيح يسوع و قل
له انت من بدأت معى فلا تتركنى فى وسط الطريق , و حاول أن تحتمل كل إهانة تأتى
عليك , حتى لو أشعرك الذين حولك بأنهم يخجلون من تواضع ملابسك فى وسطهم , فلا تلتفت
اليهم , بل صلى من أجلهم و إحرص على تكميل وصية المحبة و لا تنسى أن أقارب السيد المسيح قالوا عليه
أنه مختل (مرقس 3 : 21 ) و كهنة اليهود اتهموه بأن به شيطان
و
لناتى للاختبار الرابع و هو هل ستستطيع أن تحبهم بالرغم من اسائتهم اليك
و
هذا الإختبار يؤهلك للمشاركة فى ألام السيد المسيح عندما خانه من كان يطعمه الطعام
فى فمه و لكن الطمع ملأ قلبه و لم ينظر الى محبة المسيح و لكنه نظر الى ما سيربحه
من وراء المسيح و هو الثلاثون من الفضة و هذا يهوذا الاسخريوطى و و لتعرف جبروت
محبة المسيح لهذا الخائن , و هذا نجده من معاملاته المليئة بكل الصبر و كل
الاحتمال , مع ملاحظة عدم التوبيخ او اللوم لهذا الخائن , و الذى قدس كل شئ مادى و
أعطاه كل الكرامة و لكنه لم يعطى الكرامة لمن أعطاه سلطان طرد الشياطين , فعلى
الرغم من علمه بمن هو المسيح و لكنه رفضه كاله واهب الحياة , و انت أيضاً قد أعطيت
كل ماعندك من محبة و تضحية فى سبيل من تحبهم و لكن يبقى عندك القليل مما يطلبونه ,
فهل ستوبخهم و قد ترفع القضايا عليهم , أم انك ستعطيهم حتى الرداء الذى عليك كما
قال لك السيد المسيح مع كل الحب و الصلاة من أجلهم
و لنأتى لقوة المحبة و هذا فى , هل ستستطيع أن تصلى من أجل خلاصهم و نجاتهم من محبة العالم الذى بجملته قد وضع فى الشرير
فأنت
قد تنفذ الوصية لتثبت لذاتك أنك قوى و لا يسيطر عليك شئ , و لكن القوة الحقيقية هى
أن تطلب أن يمتلئ قلبك بكل الحب لكى تُقبل صلاتك و قد تنجى من حولك من الجحيم و قد
يأتى سؤال و هو لماذا لم يصلى المسيح يسوع من أجل يهوذا الخائن لعله يتوب و للحقيقة أن السيد المسيح قد قدم
صلاة حارة من أجل يهوذا و من أجل كل أعدائه و من أجل كل صالبيه و لكن لأنهم قد
استهذأوا به , فلن تفيدهم صلاته لأنهم رفضوها , و هذا يكشفه لنا المزمور رقم 35ليصف
لنا مدى احسانات الله التى يقدمها للبشر و لكنهم لغباوتهم يرفضونها (11
شُهُودُ زُورٍ يَقُومُونَ وَعَمَّا لَمْ أَعْلَمْ يَسْأَلُونَنِي. 12يُجَازُونَنِي
عَنِ الْخَيْرِ شَرّاً ثَكَلاً لِنَفْسِي. 13أَمَّا أَنَا فَفِي مَرَضِهِمْ كَانَ
لِبَاسِي مِسْحاً. أَذْلَلْتُ بِالصَّوْمِ نَفْسِي. وَصَلاَتِي إِلَى حِضْنِي
تَرْجِعُ. 14كَأَنَّهُ قَرِيبٌ كَأَنَّهُ أَخِي كُنْتُ أَتَمَشَّى. كَمَنْ يَنُوحُ
عَلَى أُمِّهِ انْحَنَيْتُ حَزِيناً. 15وَلَكِنَّهُمْ فِي ظَلْعِي فَرِحُوا
وَاجْتَمَعُوا. اجْتَمَعُوا عَلَيَّ شَاتِمِينَ وَلَمْ أَعْلَمْ. مَزَّقُوا وَلَمْ
يَكُفُّوا
)و يصف ايضاً حال يهوذا الخائن فى المزمور 41 قائلاً (9أَيْضاً
رَجُلُ سَلاَمَتِي الَّذِي وَثَقْتُ بِهِ آكِلُ خُبْزِي رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ!)
و
رجل سلامتى اى يهوذا الذى سلمه بقبلة الخيانة الغاشة و لذلك يقول الشهيد كبريانوس
عن لماذا لم تتقبل الصلاة المرفوعة من أجل الاشرار قائلاً ( أعمال
الرحمة... لأن من لا يرحم لا يستحق مراحم الله، ولا يحصل على نصيب من العطف الإلهي
بصلواته
و لن يستحق مراحم الرب من لا يرحم
نفسه، ولن ينال نصيبه من الرأفة الإلهية في صلواته إن لم يترآف هو على المساكين في
طلبات)
و الخلاصة هى أنك مطالب
بالصلاة من أجل المسيئين اليك و هم بالتالى مطالبون بالرجوع و الندم على خطاياهم و
التى اهانوا بها الله لتُمحى جميع خطاياهم
و
أما الإختبار الاخير و هو (هل ستشعر بالرضى و السلام من بعد أن تكاد تختنق من الضيقة العظيمة التى
قبلتها بنفسك , محبة فى رب المجد يسوع المسيح الذى سبقك فى إجتيازها لدرجة أنه فى
جهاده نزف دما بدلا من العرق) لتقول و انت تذرف أخر نفس (
قد إكمل ) (يوحنا
19 : 30)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق