الثلاثاء، ديسمبر 29، 2015

سؤال :هل الله يصرخ بصوت عال و لماذا ؟

مدونة غيورة القبطية

 سؤال :هل الله يصرخ بصوت عال و لماذا ؟


عندما كان الله يكلمنا بصوت هادئ فى نسيم الطبيعة فى صوت خرير المياة فى صوت زقزقة العصافير الفرحة بالصباح الجديد فماذا كان يقول
كان يقول لنا انه اله السلام و المحبة ,وهو لا يريد ان يرعبنا بقوة جبروته ,و لا يريد أن ننزوى بعيداً عنه لأنه يحبنا لدرجة أنه نزل لنا من السماء و صار انسان مثلنا كما جاء فى انجيل يوحنا الاصحاح 1 العدد 14 (وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ،) و ماذا كان الرد على محبة الله للبشرية - كان الرد فى منتهى القسوة و هو ( أنت غير موجود و لا نعترف بالوهيتك ) و  ( انت ليس لك اعتبار عندى ) و (أنت لا تعنينى ) و (أنت اله محرض وسفاك للدماء و أنا لا أعرفك )

و هنا ستأتى اجابة الله و هى -أنظر حولك و تأمل فى الجمال الذى تراه الطبيعة ,فى الزهرة التى هى فى قمة نضارتها و الى الفراشة البارعة الالوان التى هى قد كانت مجرد دودة حقيرة و الى الاسماك التى تتباها بألوانها فى اعماق المحيطات, و انظر الى براءة الاطفال كم هى جميلة ,و انظر الى الاشجار الوارفة و الى الجبال العالية ,و الى النجوم اللامعة و الى الشمس التى تعطى كل الارض الحياة و كم تنعمت بدفئها - فمن صنع كل هذا من أجلك أيها الانسان - لقد صنعتها انا الهك المحب لك لكى ترى و تنظر و تفرح بخالقك الذى نظرته معلقاً على الصليب من أجلك ,لكى ترث الحياة الى هى هبة منى انا الهك المُحب لك لأنى جعلتك ابن لى لكى تمجدنى فى حياتك بالقداسة ,و لكن ماذا وجدت منكم ايها البشر يا من دعيتم أبناء مقابل محبتى - لقد وجدت كل الجحود و كل النكران و كل الفجور و قد تسارعتم كل واحد خلف شهوته التى هى الصنم الذى يتعبد له كل صباح - فهل انا الهكم و ديانكم !!!, فهل ارى ضياعكم هذا و لا أغضب هل عندما ترفضون فرائضى و تسلكون حسب اهواء العالم الم يغضبنى لهوكم و ضياعكم فأنتم (  6خَالَفَتْ أَحْكَامِي بِأَشَرَّ مِنَ الأُمَمِ, وَفَرَائِضِي بِأَشَرَّ مِنَ الأَرَاضِي الَّتِي حَوَالَيْهَا. لأَنَّ أَحْكَامِي رَفَضُوهَا وَفَرَائِضِي لَمْ يَسْلُكُوا فِيهَا. 7لأَجْلِ ذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ ضَجَجْتُمْ أَكْثَرَ مِنَ الأُمَمِ الَّتِي حَوَالَيْكُمْ وَلَمْ تَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي وَلَمْ تَعْمَلُوا حَسَبَ أَحْكَامِي, وَلاَ عَمِلْتُمْ حَسَبَ أَحْكَامِ الأُمَمِ الَّتِي حَوَالَيْكُمْ, 8لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَا إِنِّي أَنَا أَيْضاً عَلَيْكِ, وَسَأُجْرِي فِي وَسَطِكِ أَحْكَاماً أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ, 9وَأَفْعَلُ بِكِ مَا لَمْ أَفْعَلْ وَمَا لَنْ أَفْعَلَ مِثْلَهُ بَعْدُ بِسَبَبِ كُلِّ أَرْجَاسِكِ.)

- فيا  ايها الانسان الذى رفضت السيد المسيح و تهاونت بتعاليم الكتاب المقدس و رفضت الدخول الى حصنه لذلك ستسقط فى ايدى الاشرار ( 24فَآتِي بِأَشَرِّ الأُمَمِ فَيَرِثُونَ بُيُوتَهُمْ, وَأُبِيدُ كِبْرِيَاءَ الأَشِدَّاءِ فَتَتَنَجَّسُ مَقَادِسُهُمْ. 25اَلرُّعْبُ آتٍ فَيَطْلُبُونَ السَّلاَمَ وَلاَ يَكُونُ )و سترى كم كانت محبة السيد المسيح ستسترك ان سارعت و جئت و طلبت صفحه لكى يخلصك و ينجيك كما وعدنا على لسان نبيه ارميا الاصحاح 15 ( . 20وَأَجْعَلُكَ لِهَذَا الشَّعْبِ سُورَ نُحَاسٍ حَصِيناً فَيُحَارِبُونَكَ وَلاَ يَقْدِرُونَ عَلَيْكَ لأَنِّي مَعَكَ لأُخَلِّصَكَ وَأُنْقِذَكَ يَقُولُ الرَّبُّ. 21فَأُنْقِذُكَ مِنْ يَدِ الأَشْرَارِ وَأَفْدِيكَ مِنْ كَفِّ الْعُتَاةِ».- حتى من قالوا انهم ابنائه و ان ربنا يسوع كان اب لهم ,لا يلتزمون بعبادته و لا يتكلمون معه بروح الصلاة, من اجل انشغالهم فى العالم ,و كأن العالم و المال هو الههم و أما الهنا يسوع المسيح  فمجرد لقب يستخدمونه عندما يقعون فى الضيق فيلصقوا الضيق به ,و كأنه هو قد القى بهم فى الضيق ,و ليس هم الذين تركوه و سعوا وراء لهوههم الشيطانى ,و هم لا يريدون أن يسمعون لصوته الحنون العذب بل فهم يخجلون من التكلم بوصاياه ,و قد تناسوا وسط اصنام العالم الذى هو المشغوليات الشيطانية ( العاب الكمبيوتر لقتل الوقت المشاهدات الغير لائقة بشعب الله ) و ( السعى وراء المال للمزيد من الرفاهية ) و( البحث عن الملذات التى تشبع الغرائز )لذلك نتوقع أن يأتى ويلات من السماء لتأديبنا لئلا نهلك هلاكا ابديا لعلنا نتوب (  26سَتَأْتِي مُصِيبَةٌ عَلَى مُصِيبَةٍ. وَيَكُونُ خَبَرٌ عَلَى خَبَرٍ. فَيَطْلُبُونَ رُؤْيَا مِنَ النَّبِيِّ. وَالشَّرِيعَةُ تُبَادُ عَنِ الْكَاهِنِ وَالْمَشُورَةُ عَنِ الشُّيُوخِ. 27الْمَلِكُ يَنُوحُ وَالرَّئِيسُ يَلْبَسُ حَيْرَةً, وَأَيْدِي شَعْبِ الأَرْضِ تَرْجُفُ. كَطَرِيقِهِمْ أَصْنَعُ بِهِمْ, وَكَأَحْكَامِهِمْ أَحْكُمُ عَلَيْهِمْ فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ».

فماذا تظنون أن الله لن يهتم و ينتظر هلاكم يا من أحبكم - اسمعوا قول المسيح " لقد خلقتكم لامجدكم معى فى ملكوتى السمائى و لم اخلقكم لكى يخطفكم من يدى الشيطان عدوكم و عدوى و لذلك الويل لكل سلم نفسه لابليس عدوكم و لم يتوب سأجعلكم تصرخون يا من رفضتمونى و رفضتم طبيعتى التى وهبتها لكم - ويل لكم يا من انجرفتم وراء الحريات الشيطانية و تركتمونى انا ربكم -لذلك ( فَهَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ  قَدْ جَاءَتِ النِّهَايَةُ عَلَى زَوَايَا الأَرْضِ الأَرْبَعِ. 3اَلآنَ النِّهَايَةُ عَلَيْكِ, وَأُرْسِلُ غَضَبِي عَلَيْكِ, وَأَحْكُمُ عَلَيْكِ كَطُرُقِكِ وَأَجْلِبُ عَلَيْكِ كُلَّ رَجَاسَاتِكِ. 4فَلاَ تُشْفِقُ عَلَيْكِ عَيْنِي, وَلاَ أَعْفُو بَلْ أَجْلِبُ عَلَيْكِ طُرُقَكِ وَتَكُونُ رَجَاسَاتُكِ فِي وَسَطِكِ, فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ». 5هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «شَرٌّ شَرٌّ وَحِيدٌ هُوَذَا قَدْ أَتَى. 6نِهَايَةٌ قَدْ جَاءَتْ. جَاءَتِ النِّهَايَةُ. انْتَبَهَتْ إِلَيْكِ. هَا هِيَ قَدْ جَاءَتْ. 7انْتَهَى الدَّوْرُ إِلَيْكَ أَيُّهَا السَّاكِنُ فِي الأَرْضِ. بَلَغَ الْوَقْتُ. اقْتَرَبَ يَوْمُ اضْطِرَابٍ, لاَ هُتَافُ الْجِبَالِ. 8اَلآنَ عَنْ قَرِيبٍ أَصُبُّ رِجْزِي عَلَيْكِ, وَأُتَمِّمُ سَخَطِي عَلَيْكِ, وَأَحْكُمُ عَلَيْكِ كَطُرُقِكِ, وَأَجْلِبُ عَلَيْكِ كُلَّ رَجَاسَاتِكِ. 9فَلاَ تُشْفِقُ عَيْنِي وَلاَ أَعْفُو بَلْ أَجْلِبُ عَلَيْكِ كَطُرُقِكِ, وَرَجَاسَاتُكِ تَكُونُ فِي وَسَطِكِ. فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الضَّارِب 10«هَا هُوَذَا الْيَوْمُ, هَا هُوَذَا قَدْ جَاءَ. دَارَتِ الدَّائِرَةُ. أَزْهَرَتِ الْعَصَا. أَفْرَخَتِ الْكِبْرِيَاءُ. 11قَامَ الظُّلْمُ إِلَى عَصَا الشَّرِّ. لاَ يَبْقَى مِنْهُمْ وَلاَ مِنْ ثَرْوَتِهِمْ وَلاَ مِنْ ضَجِيجِهِمْ, وَلاَ نَوْحٌ عَلَيْهِمْ. 12قَدْ جَاءَ الْوَقْتُ. بَلَغَ الْيَوْمُ. فَلاَ يَفْرَحَنَّ الشَّارِي وَلاَ يَحْزَنَنَّ الْبَائِعُ, لأَنَّ الْغَضَبَ عَلَى كُلِّ جُمْهُورِهِمْ. 13لأَنَّ الْبَائِعَ لَنْ يَعُودَ إِلَى الْمَبِيعِ وَإِنْ كَانُوا بَعْدُ بَيْنَ الأَحْيَاءِ. لأَنَّ الرُّؤْيَا عَلَى كُلِّ جُمْهُورِهَا فَلاَ يَعُودُ, وَالإِنْسَانُ بِإِثْمِهِ لاَ يُشَدِّدُ حَيَاتَهُ.14قَدْ نَفَخُوا فِي الْبُوقِ وَأَعَدُّوا الْكُلَّ, وَلاَ ذَاهِبَ إِلَى الْقِتَالِ. لأَنَّ غَضَبِي عَلَى كُلِّ جُمْهُورِهِمْ.15اَلسَّيْفُ مِنْ خَارِجٍ, وَالْوَبَأُ وَالْجُوعُ مِنْ دَاخِلٍ. الَّذِي هُوَ فِي الْحَقْلِ يَمُوتُ بِالسَّيْفِ, وَالَّذِي هُوَ فِي الْمَدِينَةِ يَأْكُلُهُ الْجُوعُ وَالْوَبَأُ. 16وَيَنْفَلِتُ مِنْهُمْ مُنْفَلِتُونَ وَيَكُونُونَ عَلَى الْجِبَالِ كَحَمَامِ الأَوْطِئَةِ. كُلُّهُمْ يَهْدِرُونَ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى إِثْمِهِ. 17كُلُّ الأَيْدِي تَرْتَخِي, وَكُلُّ الرُّكَبِ تَصِيرُ مَاءً. 18وَيَتَنَطَّقُونَ بِالْمِسْحِ وَيَغْشَاهُمْ رُعْبٌ, وَعَلَى جَمِيعِ الْوُجُوهِ خِزْيٌ وَعَلَى جَمِيعِ رُؤُوسِهِمْ قَرَعٌ. 19يُلْقُونَ فِضَّتَهُمْ فِي الشَّوَارِعِ وَذَهَبُهُمْ يَكُونُ لِنَجَاسَةٍ. لاَ تَسْتَطِيعُ فِضَّتُهُمْ وَذَهَبُهُمْ إِنْقَاذَهُمْ فِي يَوْمِ غَضَبِ الرَّبِّ. لاَ يُشْبِعُونَ مِنْهُمَا أَنْفُسَهُمْ وَلاَ يَمْلأُونَ جَوْفَهُمْ, لأَنَّهُمَا صَارَا مَعْثَرَةَ إِثْمِهِمْ. 20أَمَّا بَهْجَةُ زِينَتِهِ فَجَعَلَهَا لِلْكِبْرِيَاءِ. جَعَلُوا فِيهَا أَصْنَامَ مَكْرُهَاتِهِمْ, رَجَاسَاتِهِمْ. لأَجْلِ ذَلِكَ جَعَلْتُهَا لَهُمْ نَجَاسَةً. 21أُسْلِمُهَا إِلَى أَيْدِي الْغُرَبَاءِ لِلنَّهْبِ, وَإِلَى أَشْرَارِ الأَرْضِ سَلْباً فَيُنَجِّسُونَهَا. 22وَأُحَوِّلُ وَجْهِي عَنْهُمْ فَيُنَجِّسُونَ سِرِّي, وَيَدْخُلُهُ الْمُعْتَنِفُونَ وَيُنَجِّسُونَهُ. 23اِصْنَعِ السِّلْسِلَةَ لأَنَّ الأَرْضَ قَدِ امْتَلأَتْ مِنْ أَحْكَامِ الدَّمِ, وَالْمَدِينَةُ امْتَلأَتْ مِنَ الظُّلْمِ. 24فَآتِي بِأَشَرِّ الأُمَمِ فَيَرِثُونَ بُيُوتَهُمْ, وَأُبِيدُ كِبْرِيَاءَ الأَشِدَّاءِ فَتَتَنَجَّسُ مَقَادِسُهُمْ. 25اَلرُّعْبُ آتٍ فَيَطْلُبُونَ السَّلاَمَ وَلاَ يَكُونُ. 26سَتَأْتِي مُصِيبَةٌ عَلَى مُصِيبَةٍ. وَيَكُونُ خَبَرٌ عَلَى خَبَرٍ. فَيَطْلُبُونَ رُؤْيَا مِنَ النَّبِيِّ. وَالشَّرِيعَةُ تُبَادُ عَنِ الْكَاهِنِ وَالْمَشُورَةُ عَنِ الشُّيُوخِ. 27الْمَلِكُ يَنُوحُ وَالرَّئِيسُ يَلْبَسُ حَيْرَةً, وَأَيْدِي شَعْبِ الأَرْضِ تَرْجُفُ. كَطَرِيقِهِمْ أَصْنَعُ بِهِمْ, وَكَأَحْكَامِهِمْ أَحْكُمُ عَلَيْهِمْ فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ».

اخوتى اليس هذا ما نراه فى العالم فى هذه الايام - اين السلام اين السكينة التى كان يتمتع بها بلاد الشرق و الغرب الم يصلهم رجال داعش فلن أكذب أن قلت لكم هؤلاء هم من استخدمهم الله لتأديب شعبه لانه يقول (  8قَدْ فَزِعْتُمْ مِنَ السَّيْفِ, فَالسَّيْفُ أَجْلِبُهُ عَلَيْكُمْ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 9وَأُخْرِجُكُمْ مِنْ وَسَطِهَا وَأُسَلِّمُكُمْ إِلَى أَيْدِي الْغُرَبَاءِ, وَأُجْرِي فِيكُمْ أَحْكَاماً. 10بِالسَّيْفِ تَسْقُطُونَ )
الم نرى فى العالم حولنا و فى مصر و المناطق التى فى الشرق الاوسط ظواهر غير طبيعية كالسيول و الاعاصير و البرد ( ككرات البيسبول ) فكل هذا هو اعلان لغضب الله لكل من يقول سلام ليطمئن البشر و ليتهاونوا فى حق العبادة و المخافة التى لله لذلك ( 10مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ أَضَلُّوا شَعْبِي قَائِلِينَ: سَلاَمٌ وَلَيْسَ سَلاَمٌ, وَوَاحِدٌ مِنْهُمْ يَبْنِي حَائِطاً وَهَا هُمْ يُمَلِّطُونَهُ بِالطُّفَالِ. 11فَقُلْ لِلَّذِينَ يُمَلِّطُونَهُ بِالطُّفَالِ إِنَّهُ يَسْقُطُ. يَكُونُ مَطَرٌ جَارِفٌ, وَأَنْتُنَّ يَا حِجَارَةَ الْبَرَدِ تَسْقُطْنَ, وَرِيحٌ عَاصِفَةٌ تُشَقِّقُهُ. 12وَهُوَذَا إِذَا سَقَطَ الْحَائِطُ, أَفَلاَ يُقَالُ لَكُمْ: أَيْنَ الطِّينُ الَّذِي طَيَّنْتُمْ بِهِ؟ 13لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: إِنِّي أُشَقِّقُهُ بِرِيحٍ عَاصِفَةٍ فِي غَضَبِي, وَيَكُونُ مَطَرٌ جَارِفٌ فِي سَخَطِي وَحِجَارَةُ بَرَدٍ فِي غَيْظِي لإِفْنَائِهِ. 14فَأَهْدِمُ الْحَائِطَ الَّذِي مَلَّطْتُمُوهُ بِالطُّفَالِ, وَأُلْصِقُهُ بِالأَرْضِ, وَيَنْكَشِفُ أَسَاسُهُ فَيَسْقُطُ,

- لكن انظروا الى وعد الله لخائفيه و الذين يرعون الامانة فى الاستقامة فى حياتهم امام الله فمهما حدث حولهم من أهوال فلا يمسهم شر من عقوبات الله لباقى البشر و هذا هو وعده (  إِنْ أَخْطَأَتْ إِلَيَّ أَرْضٌ وَخَانَتْ خِيَانَةً, فَمَدَدْتُ يَدِي عَلَيْهَا وَكَسَرْتُ لَهَا قِوَامَ الْخُبْزِ, وَأَرْسَلْتُ عَلَيْهَا الْجُوعَ, وَقَطَعْتُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ, 14وَكَانَ فِيهَا هَؤُلاَءِ الرِّجَالُ الثَّلاَثَةُ: نُوحٌ وَدَانِيآلُ وَأَيُّوبُ, فَإِنَّهُمْ إِنَّمَا يُخَلِّصُونَ أَنْفُسَهُمْ بِبِرِّهِمْ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 15إِنْ عَبَّرْتُ فِي الأَرْضِ وُحُوشاً رَدِيئَةً فَأَثْكَلُوهَا وَصَارَتْ خَرَاباً بِلاَ عَابِرٍ بِسَبَبِ الْوُحُوشِ, 16وَفِي وَسَطِهَا هَؤُلاَءِ الرِّجَالُ الثَّلاَثَةُ, فَحَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ إِنَّهُمْ لاَ يُخَلِّصُونَ بَنِينَ وَلاَ بَنَاتٍ. هُمْ وَحْدَهُمْ يَخْلُصُونَ وَالأَرْضُ تَصِيرُ خَرِبَةً. 17أَوْ إِنْ جَلَبْتُ سَيْفاً عَلَى تِلْكَ الأَرْضِ وَقُلْتُ: يَا سَيْفُ اعْبُرْ فِي الأَرْضِ, وَقَطَعْتُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ, 18وَفِي وَسَطِهَا هَؤُلاَءِ الرِّجَالُ الثَّلاَثَةُ, فَحَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ إِنَّهُمْ لاَ يُخَلِّصُونَ بَنِينَ وَلاَ بَنَاتٍ, بَلْ هُمْ وَحْدَهُمْ يَخْلُصُونَ. 19أَوْ إِنْ أَرْسَلْتُ وَبَأً عَلَى تِلْكَ الأَرْضِ وَسَكَبْتُ غَضَبِي عَلَيْهَا بِالدَّمِ لأَقْطَعَ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ, 20وَفِي وَسَطِهَا نُوحٌ وَدَانِيآلُ وَأَيُّوبُ, فَحَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ إِنَّهُمْ لاَ يُخَلِّصُونَ ابْناً وَلاَ ابْنَةً. إِنَّمَا يُخَلِّصُونَ أَنْفُسَهُمْ بِبِرِّهِمْ.

- هكذا يا شعب الارض ترون الهلاك حولكم يقترب و لا تستطيعون الصراخ من هول الشر المحيط بكم -لإنكم نسيتم الله و تباهيتم بعباداتكم الشيطانية لذلك (  6أَمَّا أَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَتَنَهَّدْ بِانْكِسَارِ الْحَقَوَيْنِ, وَبِمَرَارَةٍ تَنَهَّدْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ. 7وَيَكُونُ إِذَا سَأَلُوكَ: عَلَى مَ تَتَنَهَّدُ؟ أَنَّكَ تَقُولُ: عَلَى الْخَبَرِ, لأَنَّهُ جَاءٍ فَيَذُوبُ كُلُّ قَلْبٍ, وَتَرْتَخِي كُلُّ الأَيْدِي وَتَيْأَسُ كُلُّ رُوحٍ, وَكُلُّ الرُّكَبِ تَصِيرُ كَالْمَاءِ, هَا هِيَ آتِيَةٌ وَتَكُونُ, يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ». 8وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 9«يَا ابْنَ آدَمَ, تَنَبَّأْ وَقُلْ: هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: سَيْفٌ سَيْفٌ حُدِّدَ وَصُقِلَ أَيْضاً. 10قَدْ حُدِّدَ لِيَذْبَحَ ذَبْحاً. قَدْ صُقِلَ لِيَبْرُقَ. فَهَلْ نَبْتَهِجُ؟ عَصَا ابْنِي تَزْدَرِي بِكُلِّ عُودٍ. 11وَقَدْ أَعْطَاهُ لِيُصْقَلَ لِيُمْسَكَ بِالْكَفِّ. هَذَا السَّيْفُ قَدْ حُدِّدَ وَهُوَ مَصْقُولٌ لِيُسَلَّمَ لِيَدِ الْقَاتِلِ

- و ها هو وصف الله لمن يمسكون السيف فى تلك الايام متباهين بالقتل و هم لا يعلمون أن الله استخدمهم لتأديب البشر لعلهم يتوبوا و يرجعوا اليه لئلا يهلكون ( 31وَأَسْكُبُ عَلَيْكِ غَضَبِي, وَأَنْفُخُ عَلَيْكِ بِنَارِ غَيْظِي, وَأُسَلِّمُكِ لِيَدِ رِجَالٍ مُتَحَرِّقِينَ مَاهِرِينَ لِلإِهْلاَكِ ) فكما فعلتم بالبشرسيُفعل بكم

 - فها هو الله يصرخ حزينا و متالماً لكثرة الشرور و النجاسات التى ملأت العالم كله و لذلك لقد إقتربت ايام الهلاك لكل من رفض الحياة فى القداسة المسيحية و استهان بالتجسد و الفداء  (  وَصَرَخَ فِي سَمْعِي بِصَوْتٍ عَالٍ: «قَرِّبْ وُكَلاَءَ الْمَدِينَةِ, كُلَّ وَاحِدٍ وَعُدَّتَهُ الْمُهْلِكَةَ بِيَدِهِ».)


يارب ارحمنا و اغفر لنا خطايانا لقد أخطئنا و اثمنا و لكن لا تهلكنا و تمهل علينا و اعطينا حياة التوبة لكى يكون لنا المجد فى ملكوتك السمائى الذى وعدتنا به
آمين  

الأحد، ديسمبر 20، 2015

فلسفة الانتقاء بالمعنى المسيحى



 نتيجة بحث الصور عن اجمل صور لام النور

مدونة غيورة القبطية

 فلسفة الانتقاء بالمعنى المسيحى

بنعمة ربنا يسوع المسيح ساحكى عن خطايا كلنا نقع فيها فى غفلة روحية تكون الروح فاترة و للعلم الفتور الروحى كلنا نمر به حتى و لو تصورنا اننا لا نخطئ و تلك هى مصيبتنا كمسيحيين

خطايا قد نقع فيها بيننا و بين انفسنا او بيننا و بين الناس

-  فأوقات نظن و نحن ننتقى لأنفسنا الطعام داخل المطبخ فى بيوتنا, او فى الولائم فيقع اختيارنا على القطعة الاكبر ,و الاشهى ,فيصل الحال بنا بان نخطف من أمام بعضنا البعض ,و الشاطر اللى يده تسبق يد أخيه !! , و الشاطر اللى يملأ طبقه أكثر مما قد تستوعب طاقة و سعة معدته - و للحقيقة تعتبر تلك الفعلة كخطية عظيمة نرتكبها أمام ربنا يسوع المسيح كل يوم دون أن ندرى أنه ينظر الينا, و عينه يملأها الحزن من جشعنا و طمعنا و عدم أمانتنا فيما بين أنفسنا و بيننا و بين الله متناسين أن انه قال لنا أن" الطماعون لن يدخلوا ملكوته "

- فمثل هذه الخطية هى خطية التفضيل للذات , بل و للاسف فقد نحفز أبنائنا على السقوط فيها دون أن ندرى بأننا نشجعهم على المخالفة لتعاليم المسيح نفسه لانه" اوصانا بان نحب بعضنا بعضاً "
- فخطية الانتقاء و التفضيل للنفس هذه قد تقودنا الى الهلاك دون أن ندرى - و اسمحوا لى أن اضرب بعض الامثلة - فالشاب عندما يريد ان يقتنى سيارة يريدها أن تكون فارهة مدفوع فيها مبلغ كبير لكى يباهى بسعرها و كأنه يستمد قيمته من السيارة التى اشتراها - و هذا قد يخرج التواضع من قلبه دون أن يدرى ,متناسياً أن السيد المسيح الذى نعبده كان يسير على قدميه و فى المرة التى ركب فيها ,لم يختار حصان منحدر من سلالة أصيلة, بل ركب حماراً ,لكى يعطينا نحن أولاده درساً عملياً فى السلوك فى الحياة بروح التواضع

  و أما الانثى من أهل العالم على سبيل المثال تنظر الى ما ترتديه زميلتها او قريبتها فتمتلئ بشعور الغيرة, مما يجعلها لا تهدأ غير لما تشترى ما يتفوق جمالا و الأكثر سعراً و الأكثر إثارة أكثر من قريبتها او صديقتها أو جارتها ,و هذا للأسف ما اصبحنا نقلده ونراه فى أفراحنا و اعيادنا فى داخل كنائسنا من السباقات فى العرى و الفجور بالارتداء لملابس بها تفاصيل خاصة  - و هذا السلوك الغير اللائق و الغير محتشم وبالتالى الغير مسيحى, لكنه هو المُفضل بحسب أبناء العالم ,لأنه على احدث صيحات الموضة العالمية و الإنثى لم تشعر بإنوثتها غير لما تطاردها الأعين الجائعة فى كل مكان, و المطلوب من الازواج و الاباء و الاخوة الرضوخ منعاً للمشاكل التى قد تشعل البيت الذى به جزء من القيم الايمانية المسيحية - و تلك الخطية التى اصبحت نسبة من النساء المسيحيات تسقط فيها, اصبحت قد تجر الوبال على الزوج و الاخ و الكنيسة ,و حتى على البلد 

- فكم من ازواج مسيحيين قد تم الاعتداء عليهم و هم يمنعون "التحرش بزوجاتهم "المثيرات بملابسهن على غير طبيعة البلد التى يقطنونها ,و كم من بلاد لا تستطيع أن تقيم بها كنيسة لرفض أهل البلد لطريقة ملابس المسيحيات ,و الاتيان بالمسبة أى السباب و الشتم فى العقيدة  المسيحية ,و هذا بسماح من الله لعلنا نتادب و نفهم و نعود للحشمة و الوقاركما اوصانا رُسل السيد المسيح, و قد حدث موقف مشابه كُتب لنا فى العهد القديم لداود النبى, و قد اعتبره داود هو تأديب من الله له و اعتبر المسبة و الشتم له هو لخطية ارتكبها ( 9فَقَالَ أَبِيشَايُ ابْنُ صَرُويَةَ لِلْمَلِكِ: «لِمَاذَا يَسُبُّ هَذَا الْكَلْبُ الْمَيِّتُ سَيِّدِي الْمَلِكَ؟ دَعْنِي أَعْبُرْ فَأَقْطَعَ رَأْسَهُ». 10فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَا لِي وَلَكُمْ يَا بَنِي صَرُويَةَ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هَكَذَا؟») صموئيل الثانى الاصحاح 16
و السؤال الذى يحيرنى و هو كيف تتقدمين الى جسد الرب و دمه و أنتِ غير معطية له الكرامة فى هيئتك سواء بتبرجك و بملابسك الغير محتشمة آلا تعرفين أن بولس الرسول وصف حال المستهينين بسر التناول فى رسالته الاولى الى اهل كورنثوس الاصحاح 11 قائلا (  27إِذاً أَيُّ مَنْ أَكَلَ هَذَا الْخُبْزَ أَوْ شَرِبَ كَأْسَ الرَّبِّ بِدُونِ اسْتِحْقَاقٍ يَكُونُ مُجْرِماً فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ. 28وَلَكِنْ لِيَمْتَحِنِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ وَهَكَذَا يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ الْكَأْسِ. 29لأَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاقٍ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ غَيرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ. 30مِنْ أَجْلِ هَذَا فِيكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرْضَى وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ.)
 

- فلماذا اذن نتضايق عندما نكون نحن المتسببين للمسبة التى تاتى على كنائسنا و على عقيدتنا و فى الحقيقة نحن نستحق ما يأتى علينا فنحن من جعلنا الناس تحتقر الهنا بابتذال القلة من  شعب الكنيسة خاصة فى ليالى الاعياد و الافراح ,و التى يجب أن ينبه على كل فتاة و سيدة  أن تضع الايشارب فى حقيبة يدها و ترتديه منذ دخولها باب الكنيسة لتكون مغطاة الشعر ,و حتى خروجها و حتى فى الافراح لأننا نكون فى حضرة الله مع ملائكته و قديسيه فكفانا استهانة بحضرة السيد المسيح
*** فإحترامنا لكنيستنا ستجعل الغير مؤمنين يهابون كنائسنا و يهابون قداستنا و بهذا "يتحقق كلام السيد المسيح بأننا "نور العالم

-  فيا ايتها الإبنة المسيحية هل تظنين أن الله سيفرح بك و أنتى ترتدين على أحدث موضات العالمية و التى تعتبر غير لائقة لمن امها العذراء مريم نظراً لعدم وقارها و احتشامها !! - فماذا سيحدث لو قاطعتن محلات الملابس التى أصبحت تتفنن فى ابراز معالم اجسادكن فى ليالى العيد فى الكنائس, و قاطعتن تلك المحلات و ارتديتن ملابس محتشمة تدلل على اعطاء الكرامة للمسيح داخل بيته الذى هو الكنيسة حتى و لو كانت قديمة
- و ايضا لكِ أن تعرفى أنك عندما ترخين شعرك فى دلال داخل الكنيسة حتى لو كان قصيراً و بلا الايشارب و تصبغين وجهك بالالوان هو خطية و عثرة حتى للكهنة انفسهم, لأن الله خلق كل شئ حسن جدا فما بالك و أنتِ إبنته

علينا أن نعرف من هى المرأة المسيحية الحقيقة و التى يجب أن نتمثل بصفاتها و الا لن ندخل الملكوت

- فالسيد المسيح عندما اختار جسداً ليتجسد منه إختار جسد الخادمة المتواضعة, و الوديعة ,و الهادئة ,و البارة ,و القديسة ,و العفيفة ,و التى لا تنظر الى جسدها بل تنظر الى الله, و التى لا تنظر الى العالم بل تنظر الى السماء ,و التى لا تكترث بالمقتنيات الزائفة ,و لكن تكترث بالميراث السمائى, و هى التى أستحقت أن تكون ملكة على يمين عرش الله ,فهى أم كل مسيحية تقتنى صفات العذراء مريم
كفانا إهتمامات عالمية فالمسيح على الأبواب

- فلماذا نلهث وراء السُكنى فى البيوت الفارهة و القصور المنيفة, و حتى البناء لكنائسنا باصراف شديد ,و الذى أصبحت المبالغة فى البناء للكنيسة تصرف الكهنة فى افتقاد الشباب الضائع, و فى وقت الانشغال ببناء حوائط الكنيسة هرب الشباب من العبادة لله , ففى العصور الاولى للمسيحية كان المسيحيون يُصلون فى المغاير و فى البيوت و كان الايمان المستقيم لدرجة الاستشهاد دلالة على قوة الشعب المسيحى - فأين هذه الروح الآن , أين قوة ايماننا و أين مهابة الله فى داخلنا - فإسلوب الأنتقاء لكل ما هو مرفه لحياتنا جعلنا ننسى أن المسيح أيضا كان له فلسفة فى الانتقاء و هى فلسفة اللاقنية و لذلك اختار حظيرة المواشى لتتقدس بحلوله فيها و" المواشى "هى"" نحن ""بصفاتنا البهيمية "فمتى سنتقدس و نسموا و نرتفع عما هو فكر علمانى و عالمى , و نعرف اننا لسنا أبناء العالم بل "أبناء الله " 

صلاة وتسبيح
من سفر ميخا الاصحاح 7 

 14اِرْعَ بِعَصَاكَ شَعْبَكَ غَنَمَ مِيرَاثِكَ سَاكِنَةً وَحْدَهَا فِي وَعْرٍ فِي وَسَطِ الْكَرْمَلِ. لِتَرْعَ فِي بَاشَانَ وَجِلْعَادَ كَأَيَّامِ الْقِدَمِ. 15كَأَيَّامِ خُرُوجِكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ أُرِيهِ عَجَائِبَ. 16يَنْظُرُ الأُمَمُ وَيَخْجَلُونَ مِنْ كُلِّ بَطْشِهِمْ. يَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتَصُمُّ آذَانُهُمْ. 17يَلْحَسُونَ التُّرَابَ كَالْحَيَّةِ كَزَوَاحِفِ الأَرْضِ. يَخْرُجُونَ بِالرِّعْدَةِ مِنْ حُصُونِهِمْ يَأْتُونَ بِالرُّعْبِ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِنَا وَيَخَافُونَ مِنْكَ. 18مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ. 19يَعُودُ يَرْحَمُنَا يَدُوسُ آثَامَنَا وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ. 20تَصْنَعُ الأَمَانَةَ لِيَعْقُوبَ وَالرَّأْفَةَ لإِبْرَاهِيمَ اللَّتَيْنِ حَلَفْتَ لِآبَائِنَا مُنْذُ أَيَّامِ الْقِدَمِ.



الخميس، نوفمبر 12، 2015

كيف نعيش حياة السمائيين و نحن فى عالم ملئ بالشرور

مدونة غيورة القبطية

http://www.alsiraj.org/blog/wp-content/uploads/2013/10/t-Kosmas-Aitolos.jpg
 كيف نعيش حياة السمائيين و نحن فى عالم ملئ بالشرور

اخوتى و ابنائى فى المسيح يسوع , اوقات كثيرة نتعرض لتجارب قد نشعر فيها بمدى قساوة الله علينا , و بمدى بعده عنا و كأنه لا يرى المصائب التى تحل علينا الواحدة تلو الأخرى لدرجة أننا فى صلواتنا نكاد أن نصرخ طالبين منه أن ينظر الى مذلتنا , و كلما صرخنا كلما ضاقت بنا , لدرجة أن فكرة الذهاب لأب الإعتراف قد لا تكون مجدية لسبب أن الكثيرين منهم فى تلك الأيام اصبحوا مشغولين و قد يطالبونا بالذهاب فى يوم آخر , غير مبالين بأن الذى يريد الاعتراف قد يكون تحت وطئ تجربة مريرة , فنعود و نقف أمامه و نقول له , يا رب ماذا تريد أن افعل لتنظر الي , فنجد وميض يظهر ثم يقترب فى سلسلة من الافكار لامور قديمة لخطايا نكون قد سقطنا فيها و لكننا فى وقتها لم نشعر بأن ما اقترفناه هو خطية - مثل التجبر على انسان اضعف منا , أو الاهانة و الجرح لانسان كان من المفروض أن نكن له الاحترام لمشاعره حتى و لو كان الحق معنا ,و لكننا قد تهاونا , و لم ننظر الى المذلة و الضعف التى قد جعلناه يشعر بها

و للاسف لم نعرف أن فى وقتها قد يكون هذا الانسان الذى قد نكون السبب فى قهره ,أنه قد يكون وقف شاكياً منا امام الله ,من الظلم الذى وقع عليه منا , بل فقد نكون فى نفس الوقت الذى يقف فيه شاكياً لله ,نكون نحن نقف متباهين بكيفية انتصارنا عليه , بلا رحمة و لا شفقة

 فالكثير منا يا اخوتى عندما يقلب فى اوراقه القديمة قد يجد أنه فعل هذا الشئ المكروه أمام عين الله فى عنفوانه أى انه قد ظلم انسان ,و أنه من بعد مرور السنوات يكتشف أنه لم يقدم عن تلك الخطية " التوبة و الندم بالبكاء و النحيب أمام الله " فى وقتها , فتمر السنوات , دون أن يعترف بجريمته فى وقت سقوطه فيها ,وعندما يسمح الله له بأن يمر بنفس التجربة و لكن يكون هو الطرف المُعتدى عليه و يبدأ يشعر بضعفه خاصه عندما يلتجئ للقضاء الذى لأهل العالم فلا ينصفه ( و هذا ايضاً بسماح من الله لعلنا نتذكر خطايانا التى لن نقدم الندم على فعلها) , و مع الاستمرار فى السقوط ,قد يفكر الانسان فى كل الحيل الشيطانية ,لعل واحدة منها تنجح ليبث سموم غضبه و لينال قوة الانتقام و التشفى لغليله من عدوه -  و لننظر الى رأى القديس " اوغسطينوس " (  إن كآبة المظلوم لأفضل من غبطة الظالم.)   و يقول داود النبى ( 6اَلرَّبُّ مُجْرِي الْعَدْلَ وَالْقَضَاءَ لِجَمِيعِ الْمَظْلُومِينَ. 7عَرَّفَ مُوسَى طُرُقَهُ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ أَفْعَالَهُ. 8الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. 9لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ ) مزمور 103

- و نحن نعرف أن الله عادل و لا ينسى خطايانا طالما نحن لم نعترف بها و لذلك من محبته قد يسمح لنا بأن نشرب من نفس الكأس لعلنا نتذكر و نعترف و لكن لم تنتهى التجربة بهذا لأنك هنا قد تقول أنا استحق ما يفعله معى فلان من ظلم و لكنك فى الحقيقة تنازعك مشاعر الانتقام من هذا الانسان و قد تفكر فى اساليب  مُجرد التفكير فيها فقط فهو خطية عظيمة أمام بر و قداسة الله , لان الله  يعلمنا قائلا ( 15كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ قَاتِلِ نَفْسٍ لَيْسَ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ثَابِتَةٌ فِيهِ. 16بِهَذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ ( السيد المسيح ) لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَضَعَ نُفُوسَنَا لأَجْلِ الإِخْوَةِ.) رسالة يوحنا الاولى الاصحاح 3
* و الغضب الباطل يا اخوتى قد يكون بسبب المال او المقتنيات أو المصالح  العالمية و هى نفاية أولاً و آخراً

- فعند مرورنا بمثل تلك التجارب الصعبة جدا و التى نشعر أن لنا حقوق قد تغتصب  و نحن متمسكين بها فنجد ان الشيطان يتلاعب معنا من خلال اشخاص سمح الله بأن يقفوا فى طريق سلامنا لتعيد علينا امور تشابها قد تناسيناها فى فترات حياتنا الماضية - فنجد الله يطالبنا بأن نسامح هؤلاء المعتدين علينا و نجد الله يطالبنا بان نغلبهم بالخير كما جاء فى رسالة يوحنا الثالثة ( 11أَيُّهَا الْحَبِيبُ، لاَ تَتَمَثَّلْ بِالشَّرِّ بَلْ بِالْخَيْرِ، لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ الْخَيْرَ هُوَ مِنَ اللهِ، وَمَنْ يَصْنَعُ الشَّرَّ فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ. ) بل نجد الله يطالبنا بالبكاء من اجل المسيئون الينا لعلهم يخلصون ,كما بكى ربنا يسوع المسيح على مدينة اورشليم

- لذلك يا اخوتى لوعرفنا فضل الله علينا من تلك التجارب و مقصده منها , لفهمنا أن الآلام في التجربة تمحصنا كما تمحص النار المعادن. كلما ازداد لهيب النار تأججاً كلما زادت نسبة النقاوة. فبقسط معين من النار يتحول الرمل إلى زجاج. وإذ تزداد قوته يتحول الزجاج إلى كريستال غالي القيمة. وإذ اشتدت قوة النيران بصورة أكبر تحول الكرستال إلى ماس تُرصع به التيجان.و سيتحول كل جرح فيك إلى لؤلؤة تُرصع إكليلك الأبدي. و كما هو مكتوب ( 5الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالاِبْتِهَاجِ. 6الذَّاهِبُ ذِهَاباً بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ مَجِيئاً يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ. ".) مزمور 126

- فلذلك نجد أن ما يحدث لنا فى حياتنا من مواقف هو ليس مجرد صدفة, بل هو بترتيب من الله و قد يسمح لنا بالسقوط فى الخطية نفسها لكى نشعر بلذة الرجوع اليه بالتوبة بالبكاء على خطايانا و التى ارتكبناها بجهالة و عند الشعور بالندم الحقيقى نبدأ نشعر بمدى قرب الله لنا فى تلك اللحظات التى نشعر فيها بضعفنا و مدى احتياجنا اليه

و يا للعجب يا اخوتى عندما يسكب الله المحبة فى قلوبنا تجاه من يضايقوننا  فى تلك اللحظة ,و الذى كنت فى يوم من الايام قد سقطت فى خطية طلب لعنة الله عليهم , بل و تغيير طريقة الفكر فيهم وصولاً الى النظر اليهم بعين الشفقة والمحبة و الصلاة لأجلهم , لأنهم صنعة يد الله و لكنهم سقطوا فى يد ابليس اللعين و الذى جردهم من كل مشاعر الرحمة و المحبة,التى ارادها الله أن تسكن فيهم

**لذلك هذا الشخص الذى كنت افكر فيه كعدو لى - هو يسكن فيه روح الله و لذلك فألله لا يريد له الهلاك بل النجاة من هاوية الجحيم الابدى و الخلاص بالفداء الذى من حقه أن يستمتع به كإبن لله مثلى لأن الله قد اشتراه بدمه المسفوك على الصليب
 

و اليكم يا اخوتى أقوال الاباء القديسين عن احتمال الضيقات
 فلذلك الشياطين إذا رأوا إنساناً قد شُتم أو أُهين أو خسرما له قيمة فى العالم ولم يغتم بل احتمل بصبر وجلد, فإنها ترتاع منه ,لأنها تعتقد وتعلم بأنه قد سلك في طريق الله. أبو مقار
من هرب من الضيقة فقد هرب من الله. الأنبا بولا
  كل الضيقات والأحزان التي ليس فيك عليها صبر واحتمال فإن عقابها متضاعف
وصبر الإنسان يزيل مصائبه لأنه أم العزاء. مار إسحق
 

عظة للقديس يوحنا ذهبى الفم 
لا تدعِ علي أعدائك وتطلب من الله هلاكهم!
المستمع القاسي القلب، اذ له مثل هذا الآب السماوي، عليه أن لا يسلك سلوكاً ارضياً، لأن دعوته هي من السماء. لأننا لا ينبغي أن نكون أولاده بالنعمة فقط لكن بأعمالنا أيضاً، ولا شئ يجعلنا متشبهين بالله بقدر أن نمنح غفراناً للأشرار ولكل الذين يسيئون الينا …

فكم يستحقون العقاب الذين بعد كل هذا ليس فقط لا يغفرون، بل يدعون الله لكي ينتقم من أعدائهم!… المحبة هي أصل كل صلاح… ولكي نتخلص من خطايا كثيرة أعطانا الله طريقاً سريعاً وسهلاً، لا يجلب علينا أي متاعب(المغفرة)، فهل يصعب عليك أن تغفر للذي أخطأ اليك؟! انك لا تحتاج أن تجوب البحار، ولا أن تسافر أسفاراً طويلة، ولا أن تتسلق قمم الجبال، ولا أن تقترض نقوداً، ولا أن تعذب جسدك، بل يكفي فقط أن تبغيها وسوف تُمحَي كل خطاياك.

فأي رجاء لك لتخلص ان كنت لا تغفر لعدوك! بل بالاضافة الي ذلك تصلي الي الله ضده! لربما تظهر كأنك تصلي بينما انت في الحقيقة تصرخ بصراخ “وحشي” وتحول سهام الشرير الي نفسك!… فكيف تكون في حاجة الي رحمة الله وتتمسك بغضبك! بالرغم من انك تعرف جيداً أنك بموقفك هذا تصوب سهام الشرير (الشيطان) الي ذاتك! متي تصير اذن محباً؟! ومتي تطرد عنك هذا السم الشرير؟!

اذا يأتي اليك شخص يطلب رحمتك جاثياً علي الارض ثم وقتما انتهي من توسله هذا رأي عدوه قادم فنهض للتو وأخذ يضربه ويهدده! ألن تغضب منه أكثر مما كنت؟… تأمل… فان نفس الأمر يحدث بينك وبين الله! فبينما أنت تتضرع الي الله، اذ بك تترك تضرعك وتضرب بكلامك عدوك! بل تفعل أكثر من هذا اذ انك تحرض المُشَرّع (الله) حتي يصب جام غضبه علي الذين يسيئون اليك! وكأنك لا تكتفي بأن تخالف ناموس الله بل تريد أن يفعل الله نفس الأمر!! هل نسيت كل ما أعلنه لنا!! أتظن أن الله مثل الانسان؟…

لا تقل لي انك لم تغرس اسنانك في جسد الذي أساء اليك، فانك قد فعلت شيئاً سيئاً جداً، وذلك عندما أعلنت رغبتك في أن يسقط فوقه غضب السماء، لأنك تود أن تسلمه لعقاب أبدي! وتود أن تدمره هو وكل عائلته! اليس هذا الأمر هو اسوأ من كل اللدغات؟! أليس هو أكثر الماً من كل النبال؟! ألم يعلمك المسيح بأن مثل هذه الأمور هي أسوأ من الأفواه الملطخة بالدماء؟! كيف بعد ذلك تريد أن تقترب من الذبيحة؟! وكيف لك أن تتذوق دم الرب؟! فانك عندما تصلي وتقول: “اسحقه! دمر بيته! دمره من كل جهة !”، فأنت لم تختلف في شئ عن أي “قاتل”! ولا اختلفت بشئ عن أي “وحش مفترس! ليتنا نوقف هذا المرض وهذا الهوس! ودعونا نقدم محبة للذين اساءوا الينا، لكي نصير متشبهين بالهنا السماوي …

فان كنا نلعن أعدائنا في صلواتنا ! فمن أين ننال رجاء الخلاص؟ هل سنناله من الخطايا التي نفعلها؟!! بل ونضيف اليها هذا الهذيان الذي نقوله في الصلاة!! ليتنا نطرد السموم من داخلنا، ونصلي كما يليق بنا. دعونا ننال “هدوء الملائكة” بدلاً من “ضوضاء الشياطين”، ليتنا نلجم غضبنا أمام كل المظالم التي أصابتنا طالما نحتفظ في ذهننا بالأجر الذي سوف ينتظرنا بعد تنفيذ الوصية، ليتنا نكبح جماح الأمواج لكي نقضي الحياة الحاضرة بلا اضطراب حتي نصل الي الرب.

ولو كان هذا الأمر نعده ثقيل ومخيف، فدعونا نجعله خفيفاً ومحبوباً، ليتنا نفتح كل الأبواب البهية المؤدية نحوه. حتي ان ما لم نحققه بالكف عن خطايانا يمكننا ان نحققه بأن نصير مسالمين تجاه هؤلاء الذيين يذنبون الينا، وهذا ليس ثقيلاً ولا صعباً، اذ باحساننا الي الأعداء نكون جديرين برحمته الجزيلة علينا. وبفعلنا هذا في هذه الحياة سوف يحبنا الجميع وسيحبنا الله أكثر من الجميع، سوف يحبنا ويكللنا ويجعلنا مستحقين للخيرات العتيدة والتي جميعنا ننالها بنعمة ومحبة ربنا يسوع المسيح الذي له المجد والقوة الي أبد الآبدين. آمين.




الثلاثاء، نوفمبر 03، 2015

عندما يتحول المال الى لعنة على جابله


 

مدونة غيورة القبطية

 عندما يتحول المال الى لعنة على جابله
فى تلك الأيام و التى يراها الكثير أنها الأيام الأخيرة نرى إنتشار ظاهرة الجشع, و أن الكثير من الناس حولنا إن لم يكن مُعظم الناس تقدس المال أكثر من تقديسها لله ذاته - لسبب أن بالمال نستطيع أن نشترى حوائجنا فما حاجتنا الى الصلاة !!! ,فعندما تمر بنا حالة مرضية نستطيع أن نذهب للطبيب الذى أستطيع أن أدفع قيمة كشفه ,و استطيع ان اشترى العلاج الغالى الأثمان ,و ايضاً أستطيع أن اشترى كل ما تشتهيه نفسى ,حتى ضمائر البشر ,و نفوسهم ,فأجعلهم بمالى كالعرائس التى بلا روح تحركهم أصابعى كما تهوى و تشتهى لى نفسى , فأستطيع بمالى أن أخذ مالا يحق لى 

  فاستطيع بمالى أن انتقم ممن يضايقونى لإزيحهم من طريقى منتقما منهم لكرامتى و كبريائى 
- فأنا لى السلطان على أقسام الشرطة وأستطيع بمالى حتى أن اشترى ضمير القاضى نفسه ليحول الحكم الى صالحى حتى لو كنت أنا المعتدى و الجانى " بفلوسى" - فأنا لى معارف " مرتشين " لا يمنعون عنى شئ " بفلوسى قد اشتريتهم" لا يستطيع أحد أن يقول لى" لا" -" بفلوسى "لأنى جعلت الناس" عبيد لى "و لذلك قال ربنا يسوع المسيح لمثل هؤلاء الذين يظنون انهم أحياء بأموالهم و سلطانهم ,فى سفر الرؤيا الاصحاح 3 العدد 1 ( أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّ لَكَ اسْماً أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيِّتٌ ) - و للأسف هذا هو قمة" الغباء الشيطانى " خاصة عندما يسيطر على نفوس الكثير من المسيحيون الذين هم مختنقون و كالأموات و هم للاسف يظنون أنهم أحياء و لذلك ضرب لنا السيد المسيح مثال "الزارع "و الذى هو يرمز لشخص الله ,و الذى ارسل كلمته الى من هم مهتمون بامور العالم و شهواته ,و ذلك فى بشارة القديس لوقا الاصحاح 8 قائلا (  14وَالَّذِي سَقَطَ بَيْنَ الشَّوْكِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ، ثُمَّ يَذْهَبُونَ فَيَخْتَنِقُونَ مِنْ هُمُومِ الْحَيَاةِ وَغِنَاهَا وَلَذَّاتِهَا، وَلاَ يُنْضِجُونَ ثَمَراً)

- فى الحقيقة يا إخوتى أن من يعيشون بهذا الاسلوب ,هم فى قمة البؤس و الضياع , لأنهم فقدوا أهم المشاعر و هى مشاعر رعاية الله و محبته و بالتالى الامتنان لله الذى خلقهم ليشعروا بمحبته و أمنه و رعايته لهم لأنه له وعد لنا و هو قوله ( 15هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هَؤُلاَءِ يَنْسِينَ وَأَنَا لاَ أَنْسَاكِ. ) و هذا هو وعد الله لكل نفس تعود اليه تائيبة من سفر اشعياء 49
و بناء على هذا الوعد الالهى لكل من يصدقه و يتكل عليه ,كان أيضاً للرب لعنة على كل من يتكل على بشر
( لذلك قال فى سفر ارميا 17 ( 5هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ.) و ها هو يقولها الله صراحة لكل من تجبر بالمال فى سفر اشعياء 1 (  28وَهَلاَكُ الْمُذْنِبِينَ وَالْخُطَاةِ يَكُونُ سَوَاءً وَتَارِكُو الرَّبِّ يَفْنُونَ. 29لأَنَّهُمْ يَخْجَلُونَ مِنْ أَشْجَارِ الْبُطْمِ الَّتِي اشْتَهَيْتُمُوهَا وَتُخْزَوْنَ مِنَ الْجَنَّاتِ الَّتِي اخْتَرْتُمُوهَا. 30لأَنَّكُمْ تَصِيرُونَ كَبُطْمَةٍ قَدْ ذَبُلَ وَرَقُهَا وَكَجَنَّةٍ لَيْسَ لَهَا مَاءٌ.31وَيَصِيرُ الْقَوِيُّ مَشَاقَةً وَعَمَلُهُ شَرَاراً فَيَحْتَرِقَانِ كِلاَهُمَا مَعاً وَلَيْسَ مَنْ يُطْفِئُ.
المشاقة = هي ما يبقي بعد مشط الكتان ويصلح لإيقاد النار.  وعمله شراراً = فالشر يحرق صاحبه. وقد يقصد عمله أي الأوثان التي عملوها. ولكن بنظرة عامة فالشر يحرق صاحبه ويكون هلاك الخطاة بواسطة الشرور التي اشتهوها وسعوا وراءها كمن يترك الله لأجل المال. وبعد ما ينال المال يجده تعباً وتجربة لبيته ولنفسه. أو من يتبع لذات العالم ويجدها مراراً وليس فيها لذة حقيقية لا للجسد ولا للنفس. ومن يفضل مجد الناس علي مجد الله فيكون نصيبه الإهانة والاحتقار من الناس.  ليس من يطفئ = لا يكون لها منقذ ولا معين.

- و لكن السؤال هو كيف وصل الحال بالانسان الى تلك الحالة الردية, من الخيانة لله و تركه بالرفض لتعاليمه ,وصولا الى عبادة المال بل و الاتكال على قوة المال بدلا من الاتكال على قوة الله ,و الاجابة لها شقين الاول هو :- أن جلب المال هو اسهل من السير فى طريق الله لان طريق الله يحتاج الى جهاد الروح و الذى به يقمع الجسد شهواته و على العكس من ذلك العالم يفتح لى ذراعيه لانهل من ينابيع الشهوة كل ما اردت " بفلوسى "أى ان كان مصدرها أى مصدر الفلوس
و اما الشق الثانى:- فهو اثبات الجدعنة و الفهلوة لذاتى و لمن حولى
* فمن الطبيعى أن نقسم و نحلف بالله كاذبين ,لمجرد أن نجعل الذى امامنا يصدق كذبنا عليه, و على الله ذاته, فى مقابل المزيد من الارباح و للسخرية التى لا افهمها أن الله يسمح لنا بذلك و هو يرى مدى استغلالنا لاسمه القدوس فى الكذب فى كثرة الحلف به , و بكل وقاحة منا غير عابئين بقداسة هذا الاسم الذى نحلف به باطلا - و مع كل وقاحتنا فهو يستر علينا و يتمهل علينا لعلنا نتوب و نرجع له نادمين ,و كما يقول لنا يوحنا الرسول فى رسالته الاولى الاصحاح 1 ( .9إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ.) وكما قال لنا ربنا يسوع المسيح بنفسه عن مثل الابن الضال فى بشارة القديس لوقا الاصحاح 15 و الذى يصف فيه قمة مشاعر الحب الالهية والابوية لهذا الابن الخاطئ و الذى قرر التوبة ( 17فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعاً! 18أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ،19وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ. 20فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. 21فَقَالَ لَهُ الاِبْنُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. 22فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَماً فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ،23وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، 24لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ ) فهذا هو نموذج حب السيد المسيح لمن يتوب ,و يرجع نادماً فلا يعاتبه بل يحتضنه و يقبله فرحاً

* أيضاً يا اخوتى قضية اخرى تسبب لنا عداوة لله وهى قضية "اثبات الذات"
 

 و التى تجعل الناس تتسارع فى التفانى فى العمل, لدرجة أنهم مع كثرة الإرهاق لا يستطيعون فى نهاية اليوم ان يقفوا أمام الله مصلين, و شاكرين الله على معونته  لهم و أن اليوم قد انقضى فى سلام و يشكروه على انه هو الذى كان مصدر نجاحهم ,و انه نجاهم من الفخاخ التى تقابلهم و التى ينصبها الآخرين للوقيعة بأبناء الله حتى من هم متخاذلون فى حقه , بل فقد يكملون باقى اليوم فى المشاهدة للتليفزيون على ما لا يناسب البيت المسيحى, و يأكلون و ينامون غير عابئين بحق الله عليهم فى ابسط الامور و هو" الشكر له " , و اما يوم الاجازة فهو يوم النوم و الراحة فلا حاجة لنا ان نذهب الى الكنيسة - لاننا عندنا المال و قد أثبتنا ذاتنا ,فما حاجتنا لهذا الاله الذى يسكن السماء, و كأن الله لا يرى عدم مبالاتنا بوجوده مع أن قضية اثبات الذات هى فى حد ذاتها عداوة لله ,لان السيد المسيح لا يريد منا أن نتعب لنأخذ المجد لذواتنا ,بل يجب أن يكون المجد لله ,لأنه هو الذى منحنا الذكاء و هو معطى الخيرات , و كم ا قال الوحى الالهى على لسان نحميا النبى فى الاصحاح 2 العدد 20 (  «إِنَّ إِلَهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي ) و لذلك نحن مطالبون بالتبشير بمجد ربنا و ليس بمجد ذواتنا أمام الناس, و هو قال لنا فى بشارة القديس متى الاصحاح 5 (  16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ،لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. )

-   و اما الاكثر شراً و لعنة هو وجود شخصيات حولنا هم صورة لشخصية يهوذا الخائن - طامعين و شرهين وغير قانعين - مستحلين ما ليس لهم, مستخدمين الوشاية و التلاعب و التدليس لكى يحققوا المزيد من المال, حتى لو وصلوا له, ولو بقتل النفوس معنوياً غير عابئين بما قد يحل عليهم من عقوبات الله و تأديباته التى هى من "محبته" لعلهم يتوبون نادمين و أن يعيدوا ما ليس لهم لمن اغتصبوه منهم

و تعالوا يا أخوتى لنتامل من مواقف قالها لنا روح الله فى كتابه المقدس
لوقا 12 (  15وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ، فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ». 16وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً قَائِلاً: «إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَخْصَبَتْ كُورَتُهُ، 17فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَعْمَلُ، لأَنْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ أَجْمَعُ فِيهِ أَثْمَارِي؟ 18وَقَالَ: أَعْمَلُ هَذَا: أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ، وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَلاَّتِي وَخَيْرَاتِي، 19وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي! 20فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ! هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ 21هَكَذَا الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيّاً لِلَّهِ»). و دليل استهانتنا بأننا نعرف مصير الطامعين و على الرغم من ذلك كلنا بلا استثناء نقع فى خطية الطمع بدءاً من قطعة اللحم الاكبر حجماً, وصولا الى الطمع فيما للغير , لذلك يحذرنا ربنا يسوع المسيح من تلك الخطية التى شبهها بعبادة الاوثان, كما قال ليوحنا الرائى فى سفر الرؤيا فى الاصحاح 21
( .8وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي».

و السؤال ما هو موقف المسيحى الذى يتعرض لظلم من مثل هؤلاء المسمون مسيحيون و هم ظالمون و طامعون و شرهون ,فعلي المسيحى التائب أن لا يكون مثل هذه النماذج التى تهين قداسة الله ,بل فالمسيحى الحق مطالب بالبكاء لحال مثل هؤلاء الذين لا يملكون أنفسهم بل سلموا طرقهم للشيطان ليعمل بهم ما عمله بيهوذا الخائن ليكون مصيرهم العذاب الابدى ولذلك فعلى المسيحى أن يهتم فيما لضميره امام الله اولا ثم فيما للناس, و كما قال بولس الرسول فى سفر اعمال الرسل الاصحاح 24 (  16لِذَلِكَ أَنَا أَيْضاً أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لِي دَائِماً ضَمِيرٌ بِلاَ عَثْرَةٍ مِنْ نَحْوِ اللهِ وَالنَّاسِ .)
السؤال الثانى :هل المسيحى المظلوم مُطالب  كل يوم بأن يقف أمام الله ليدعوا على مضايقيه ,و يطلب من السيد المسيح أن يصب اللعنات على مثل هؤلاء ؟
الاجابة هى : طبعا " لا "
اذن كيف يتعامل المسيحى المظلوم مع مثل هؤلاء
الاجابة هى : بالصلاة من أجلهم و تنفيذ الوصية كما قالها لنا السيد المسيح و كما نفذها بالفعل على خشبة الصليب و هو يصلى من أجل صالبيه و الذين قتلوه معنويا و جسديا قائلاً ( .33وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى «جُمْجُمَةَ» صَلَبُوهُ هُنَاكَ مَعَ الْمُذْنِبَيْنِ، وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ. 34فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». )23 لوقا
و لذلك على المسيحى الحق أن يسلك كما سلك ربنا يسوع المسيح  ليسير فى الطريق الى الحياة   الابدية منفذاً كل وصاياه و تعاليمه المقدسة و التى هى دلالة الحب و لذلك مكتوب فى بشارة متى الاصحاح 7( 24«فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هَذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا،أُشَبِّهُهُ بِرَجُلٍ عَاقِلٍ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ.
لذلك يا اخوتى علينا أن نفتح اعيننا على كلمات القدوس و التى بها تكمل محبته لنا بها ,ان التزمنا بكل كلمة خرجت من فمه القدوس لترشدنا الى الحياة الابدية, و تلك هى الوصية كما قالها لنا رب المجد يسوع المسيح ,من بشارة القديس متى الاصحاح 5
44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. 46لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟ 47وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا؟48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.
أمين

الجمعة، أكتوبر 16، 2015

سر قوة الافخارستيا ( التناول ) فى حياة المؤمنين

مدونة غيورة القبطية


سر قوة الافخارستيا ( التناول ) فى حياة المؤمنين 

 قيامة المسيح و قيامتنا 

ذهبى الفم

هناك احتفالات عالمية تُقام خارج الكنيسة مليئة بمظاهر الأبهة والموائد الغنية بالأطعمة، وهى تُعثر الفقير الذي لا يستطيع أن يصنع مثل هذه الأمور. ومن الطبيعي أن يتضايق ويحزن. فلماذا يرتدى الغنى ملابس زاهية ويقيم موائد مليئة بصنوف الطعام المختلفة، بينما لا يستطيع الفقير أن يصنع هذا بسبب فقره؟

هذا ما يحدث بالخارج، بينما هنا داخل الكنيسة لا يحدث شيء من هذا كله، ولا يوجد هذا التمييز، بل توجد مائدة واحدة للغنى والفقير، للعبد والحر.
هل أنت غنى؟ حتى وإن كنت؛ فليس لك أفضلية على الفقير. هل أنت فقير؟ إنك لست أدنى من الغنى. فالفقر لن ينتقص من أفراح المائدة الروحية. لأن النعمة هي من الله وهى لا تميز بين الأشخاص. هذه هي العطايا الروحية، التي لا تقسم المجتمع بحسب المناصب، بل بحسب المستوى الروحي وبحسب استقامة أفكار كل أحد. ولهذا فإن الملك والفقير يتقدمان معًا نحو الأسرار الإلهية بنفس الثقة وبنفس الكرامة، لكى يتمتعا بالتناول منها. لأن لباس الخلاص هنا هو واحد للجميع أغنياء وفقراء، والرسول بولس يقول " لأن كلكم الذين اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح " (غل27: 3).

الليتورجيا

يوحنا الذهبي الفم
قديماً عندما كان الكاهن يُعلن في القداس "الأبواب الأبواب...." كان الشمامسة يسرعون الى إغلاق أبواب الكنيسة الخارجية بعد التأكد من خروج الموعوظين، اي الذين لم يعتمدوا بعد، ولا يحق لهم اذ ذاك الاشتراك في المناولة. في نفس الوقت كانت تنزل ستائر المائدة وتخفي الكهنة وراءها، وهم منحنون، أثناء الكلام الجوهري. هكذا يُفهم كلام القديس يوحنا الذهبي الفم: "عندما تنزل الستائر تفتح السماء "

في القداس الإلهي: "افتكر من تشّكل معهم جوقاً واحداً، وهذا وحده يكفي ليقودك إلى الزهد، عندما تتذكر أنه بينما أنت ترتدي جسماً وبشرة فقد جعلت أهلاً لتسبح رب الجميع الواحد، مع القوات السماوية".


إن المسيح تمّم الأحداث الخلاصية كلها يوم الأحد

هل هناك مُسَحاء كثيرون, لأن الإفخارستيا تُقام في أماكن كثيرة؟ كلا... فكما أن الذي يُقَدَّم في أماكن عديدة هو جسد واحد, وليس أجساداً متعددة, كذلك ليس إلا الذبيحة واحدة

معجزة الإفخارستيا

يوحنا ذهبى الفم
منتهى عطاء اللة للانسان اخذ جسدنا وتجسد.واعطانا جسدة ودمة لنأكلة ونشربة لنتحد به
(من اهم الامور ان تتعرف على المعجزة الحادثة فى اسرارنا ونعرف ما يتم فيها. ولماذا منحت لنا؟ وما الربح الروحى الذى نستمدة منها؟)

اننا نصير بها جسدا واحدا مع الرب "واعضاء جسمه " من لحمة ومن عظامة.(اف5: 30) فلينصت جيدا كل من يتقدم الى الاسرار الى ما اقول: 


** لقد قصد الرب ان يجعلنا واحدا معة ليس فقط بمشاعر المحبة بل وبالفعل الواقعى ايضا حتى نصير ممتزجين به فى جسد واحد وقد حقق ذلك بالماكل الحق الذى وهبة لنا مجانآ معبرا بذلك عن مدى محبتة لنا 

ان الامهات كثيرآ ما دفعن اطفالهن الى مرضعات واما انا يقول الرب: 
فانى اغذيكم بجسدى الخاص لكى اجعلكم جنسآ كريمآ من اجلكم اشتركت معكم فى اللحم والدم
هذا هو يا احبائى الدم الالهى الذى يعطى نفوسنا بهاء لايزول ويمنحها اعظم قوة 
حينما نتناولة باستحقاق فهو يجعل الشياطين تهرب منا ان الشياطين تهرب اول ما ترى فينا الدم الالهى واما الملائكة فتقترب وتسجد هذا هو الدم المسفوك هو الذى يغسل نفوسنا ويشعلها كالنار -انة يعطينا فهما مستنير اكثر من لهيب النار ونفسا لامعة اكثر من الدهب - ما ارهب اسرار الكنيسة وما ارهب مذبحها المقدس 

ان الذين يتناولون من هذا الدم يصيرون ملازمين الملائكة ورؤساء الملائكة والقوات السمائية بل يكونون لابسين ثوب المسيح نفسة وحاملين اسلحة الروح 

بأى طهارة وشوق ينبغى ان نتقدم الى هذا السر
ان ربنا يسوع المسيح لم يكتفى بان يصير انسان وان يُضرب ويُصلب ولكنه اراد ان يمزج نفسه بنا ليس فقط بالايمان بل وبالفعل الواقعى ايضا فقد جعلنا جسدا له

الا ينبغى ان تكون تلك اليد التى تُقسم مثل هذا الجسد اكثر نقاوة من اشعة الشمس؟

وذلك الفم الذى يمتلئ بالنار الالهية؟
وذلك اللسان الذى يصطبغ بهذا الدم الرهيب؟
فانظر الى مقدار الكرامة التى دعيت اليها 
والى سمو المائدة التى ستشترك فيها فالشئ الذى ترتجف الملائكة من مجرد رؤيتة 
ولا تجسر ان تنظر اليه بدون رعدة بسبب شدة الضوء المبعث منه هذا هو الشئ بعينة الذى نأكله 
اى راعى عال راعيته بأعضاءة الخاصة؟
ان الاسرار ليست من عمل انسان فالذى اقامها فى ذلك العشاء الاول هو الذى يقيمها الان واما نحن الاكليروس فلسنا سوى خُدام له ولكن السيد المسيح هو بنفسه الذى يقدسها

قدسية الأسرار و العقوبة لكل من لا يستحقها 

القديس يوحنا ذهبي الفم
أريد أن أذكركم أيها الأخوة بما قلته لكم مرات عديدة: وقت تناولنا من الأسرار المقدسة التي للمسيح, إذا رأيتكم في انحلال عظيم و عدم مخافة تستوجب النوح فأبكي علي نفسي و أقول في فكري: تري هل هؤلاء عارفون لمن هم قائمون؟ و ما هي قوة هذا السر؟ و عند ذلك أغضب بغير أرادتي, حتى لو استطعت الخروج لخرجت من بينكم من ضيقة نفسي. و إذا وبخت أحداً منكم فلا يكترث لقولي, بل يتذمر علي كأني ظلمته.

يا لهذا العجب العظيم: إن الذين يظلمونكم و يسلبون أمتعتكم لم تغضبوا عليهم كغضبكم علي الآن, أنا الذي أغار علي خلاصكم, الخائف بوجل من أن يحل بكم عقاب الله بسبب تهاونكم بهذا السر العظيم. أتري تعلمون من هو هذا الذي تريدون أن تتناولوا منه؟ أنه الجسد المقدس الذي لله الكلمة, و دمه الذي بذله عن خلاصنا. هذا الذي إذا تناول منه أحد بغير استحقاق, تكون له عقوبة و هلاك كما صار ليهوذا الذي أسلم الرب, عندما تناول منه بغير استحقاق.


التعليم الافخارستى 

القديس كيرلس السكندرى 
جسد الكلمة الذاتى (الخاص به) 

يكرر القديس كيرلس كثيرًا تلقيب جسد المسيح بأنه " خاصة الكلمة " أو " خاص بالكلمة ذاته" أو "جسد الكلمة الذاتى". وفى رسالته الثالثة إلى نسطوريوس يكتب: "ونحن نكرز بموت ابن الله الوحيد، يسوع المسيح، ونعترف بقيامته من بين الأموات وصعوده إلى السموات، فإننا نقدم الذبيحة غير الدموية فى الكنائس، وهكذا نتقبل البركات السرية ونتقدس، ونصير مشتركين فى الجسد المقدس والدم الكريم للمسيح مخلصنا جميعًا، ونحن نفعل هذا لا كأناس يتناولون جسدًا عاديًا (حاشا) أو جسد رجل متقدس ومتصل بالكلمة حسب اتحاد الكرامة، ولا كواحد قد حصل على حلول إلهى، بل هو "الخاص للكلمة نفسه" اى جسد الرب و المعطى الحياة حقًا. وهو كإله، فهو بالطبيعة واهب الحياة أو بسبب أنه صار واحدًا مع جسده الخاص، أعلن أن جسده الذى نتناوله هو المُعطى الحياة 


الأسرار: جسد المسيح ودمه

القديس كيرلس الأورشليمى
"لأني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضًا أن الرب يسوع في الليلة التي أسلم فيها أخذ خبزًا" (1 كو 11: 23).
جسد حقيقي ودم حقيقي
1. تعليم المطوّب بولس الرسول كافٍ ليعطيكم حتى من نفسه تأكيدًا كاملاً بخصوص "الأسرار الإلهية" التي صرتم مستحقين لها، وصرتم من نفس الجسد والدم مع المسيح. لأنكم سمعتموه الآن فقط يقول بوضوح: "إن الرب يسوع في الليلة التي أُسلم " قٌبض عليه "فيها أخذ خبزًا وشكر وكسر وقال: خذوا كلوا هذا جسدي. كذلك أخذ الكأس وشكر وقال: خذوا اشربوا هذا هو دمي" (1 كو 11: 23-26). وحيث أنه بنفسه أوضح وقال عن الخبز: "هذا هو جسدي"، فمن يتجاسر ويشك بعد ذلك؟ وإذ هو بنفسه أكد وقال: "هذا هو دمي" فمن الذي يتردد ويقول إنه ليس دمه؟
2. في قانا الجليل حوّل الماء مرة إلى خمر قريب من الدم. فهل لا يمكن تصديق أنه يقدر أن يحوّل الخمر دمًا؟

صنع هذا العمل المدهش بمعجزة عندما دُعي إلى عرس دنيوي، وعندما يهب "بني العُرس" (مت 9: 15) أن يتمتعوا بجسده ودمه، أفلا نعترف به بالأكثر؟


أصبحنا شركاء الطبيعة الإلهية

3. لنشترك إذا بكل ثقة في جسد المسيح ودمه. لأنه في شكل الخبز يعطي جسده لك، وفي شكل الخمر دمه، حتى بمشاركتك جسد المسيح ودمه تتحد في نفس الجسد ونفس الدم معه، لأنه هكذا نحمل المسيح في داخلنا. الآن جسده ودمه وُزِّعا في أعضائنا. وهكذا حسب قول المطوّب بطرس "أصبحنا شركاء الطبيعة الإلهية" (2 بط1: 4).

غضب اليهود

4. وعظ سيدنا المسيح اليهود في مناسبة معينة، وقال: "إن لم تأكلوا جسدي وتشربوا دمي فليست لكم حياة فيكم" (يو 6: 53). وغضبوا ولم يسمعوه بطريقة روحية، ورجعوا ظانين أنه يدعوهم ليأكلوا لحمًا (ماديًا).

بين خبز التقدمة والإفخارستيا

5. في العهد القديم أيضًا كان خبز التقدمة، لكن انتهى ما يخص العهد القديم. أما في العهد الجديد فيوجد خبز السماء وكأس الخلاص، مطهرين النفس والجسد، لأنه كما يمتزج الخبز بالجسد كذلك الكلمة توافق أنفسنا.
كن واثقًا دون شك أن الجسد والدم تنازلا لك
6. تأمل الخبز والخمر لا في ماديتهما، لأنهما كما أوضح الرب هما جسد المسيح ودمه. لأنه حتى لو أوحت إليك الحواس بهذا، فدع الإيمان يؤسِّسك. لا تحكم على الأمر من الذوق بل من الإيمان، كن واثقًا دون شك أن الجسد والدم تنازلا لك.

رتبت قدامي مائدة

7. وينصحك المطوّب داود بهذا قائلاً: "تُرتب قُدّامي مائدة تجاه مضايقيَّ" (مز 23: 5). وما يقوله يعنى هذا قبل مجيئك. رتبت الشياطين مائدة للناس، نجسة ومدنسة ومملوءة من النفوذ الشيطاني، لكن منذ مجيئك يا رب "رتبت قدامي مائدة". وعندما يقول الإنسان "رتبت قدامي مائدة"، فعلى ماذا يدل إلاّ على هذه المائدة السرّية الروحية التي رتبها الله لنا؟ رتبها ضد الأرواح الشريرة. وحقًا. لأن ذلك اختلاط بالشياطين، أما هذا فشركة مع الله.

"مَسحت بالدهن رأسي" (مز 23: 5) بالزيت مسح رأسك على الجبهة، لأن الختم الذي أخذته هو من الله، حفر الختم قداسة لله. 


"وكأسك أسكرتني" لأنها قوية.( سر عمل الروح القدس و الذى يعطى نشوة الفرح العجيب )  لذلك نرى أن الكأس التي يتكلم عنها هنا هي التي أخذها المسيح في يديه وشكر وقال "هذا هو دمي الذي يسفك عن كثيرين لمغفرة الخطايا" (مت 26: 28).


يجب أن تكون مكسوًا بالثياب البيضاء اللامعة الروحية

8. لذلك يقول سليمان مشيرًا إلى هذه النعمة: "تعالوا كلوا خبزكم بفرح" (أي الخبز الروحي) تعالوا هنا (ينادي للحكمة والخلاص) اشربوا كأسكم بقلب فرح (أي الخمر الروحي) ودعوا الزيت يُسكب على رأسكم (نرى أنه يشير حتى إلى الزيت السري)، واجعلوا أثوابكم بيضاء دائمًا، لأن الرب سُر بأفعالكم. لأنه قبل مجيئكم للعماد كانت أعمالكم باطل الأباطيل، لكن الآن إذ خلعتم أثوابكم العتيقة ولبستم هذه البيضاء روحيًا، يجب أن تكون مكسوًا بثياب. بالطبع لا تعني هذا إنك يجب أن تلبس ثيابًا بيضاء، لكن يجب أن تكون مكسوًا بالثياب البيضاء اللامعة الروحية، حتى تقول مع المطوّب اشعياء "فرحًا أفرح بالرب، لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص، كساني رداء البرّ" (إش 6: 10).

9. إذ قد تعلمنا هذه الأشياء، وتأكدنا تمامًا أن ما يبدو خبزًا ليس خبزًا، ولو أنه مساغ في الطعام لكنه جسد المسيح. وأن ما يبدو خمرًا ليس خمرًا ولو أن مذاقه كذلك لكنه دم المسيح. وعن هذا ترنم داود البار قديمًا "لإخراج خبز تفرح قلب الإنسان لإلماع وجه أكثر من الزيت" (مز 104: 15).


"قوِّ قلبك باشتراكك روحيًا، واجعل وجه نفسك يلمع"، ومع جعل وجهك مكشوفًا بضميرٍ طاهرٍ تعكس كمرآة مجد الرب، وتنتقل من مجدٍ إلى مجدٍ في المسيح يسوع ربنا، الذي له المجد والكرامة والقوة من الآن وإلى دهر الدهور. آمين


الاثنين، أكتوبر 12، 2015

اخوتى البروتستانت هذا هو البوق الاخير

مدونة غيورة القبطية

7هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. نَعَمْ آمِينَ.   رؤيا 1
كلنا لنا فى اسراتنا من يتجهون الى البروتستانتية هرباً من الارثوذكسية لإن الاعتقاد السائد بأن الارثوذكسية هى عقيدة تتجه الى التعقيد فى طقوسها, و يرى الكثير من محبى الحياة السهلة ان الطريق الى الملكوت لا يحتاج الى تعقيدات, لان الفداء قد تم على الصليب, و توجد اية تقول (  16مَنْ آمَنَ وَاعْتمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ )  مرقس 16 و قول السيد المسيح "آمن فقط "و التى للأسف يعتمد عليها اخوتنا البروتستانت فى موضوع الخلاص و بالتالى الاستحقاق للعماد  ,و سأحكى لكم يا اخوتى عن مقابلة مع شخص أعلن ايمانه بالرب يسوع و كان يريد ان ينول المعمودية
تقابلت معه و فى كل مرة اتكلم معه عن مدى فداحة معنى الخطية فى الايمان المسيحى ,حيث ان الخطية هى بمثابة الصلب مرة اخرى للسيد المسيح ,و كان يرد عليَّ قائلاً أنا خلاص آمنت و قد قرأت الكتاب المقدس و عندما كنت اسأله فكان يجاوب ,و فى ثالث مقابلة له معى طلبت منه الموبايل الذى يدخل منه على النت ,و خاصة من بعد ان اقنعنى بايمانه و مدى شغفه بنول المعمودية - فاذ بى يا اخوتى اصعق من هول ما رأيت على الموبايل الخاص بهذا الشخص الذى يريد العماد - فقد كان على الموبايل الخاص به 62 موقعا اباحياً - فهل ايمانه بالمسيح يعجل بمعموديته أم انفذ له طلبه فيطبق على أقوال ربنا يسوع المسيح و الذى قاله للفريسين ( . 15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ!لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً، وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً ) متى 23 , و لهذا تركته و قلت له انت لا تصلح بأن تكون مسيحياً ,و لهذا يا إخوتى الأخذ بآية واحدة قد يؤدى الى هلاك انسان بدلا من نجاته, - فالخلاص يحتاج الى التوبة و الندم و الاعتراف ثم المعمودية و الدهن بالميرون ثم التناول من الاسرار المقدسة, و هذا ما تسلمناه من مار مرقس الرسول 

فيقول الاخ البروتستانتى لقد نلنا الخلاص بالفداء على الصليب - و لكن يا اخى البروتستانتى اليس للخلاص طريق يجب ان نسير فيه؟!! و انا هنا اتكلم عن الطريق الضيق كما قال ربنا يسوع المسيح فى بشارة القديس لوقا البشير الاصحاح 13 (  فَقَالَ لَهُمُ: 24«اجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا وَلاَ يَقْدِرُونَ ) لذلك قال لنا بولس الرسول فى رسالته الى فيلبى الاصحاح 2 (  تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، 13لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ. 14اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ، 15لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَداً للهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيلٍ مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ.)

فلقد قصت لى احدى القريبات من الطائفة البروتستانتية بأنهم لا يعترفون بكسر الخبز و لكنهم يعملون "مائدة الرب "و ذلك يتم مرة واحدة فى الشهر فى احدى كنائس البروتستانت و هذا من بعد ان صوت اعضاء الكنيسة بالموافقة !! فقلت لها الهذا الحد تريد الكنيسة البروتستانتية أن تريح اعضائها ؟!!! فقالت و هى متهللة جداً هو دة اسلوبنا --- اليس مكتوب يا إخوتى فى سفر اعمال الرسل عن المواظبة على كسر الخبز, فأعمال الرسل لم يقول لنا انه كان يحدث مرة فى الشهر  ( 42وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ وَالشَّرِكَةِ وَكَسْرِ الْخُبْزِ وَالصَّلَوَاتِ)
) و نشكر الله أن الكنيسة القبطية تهتم بالقداسات اليومية فى معظم الكنائس لكى يستمتع الشعب بهذا الطعام الروحى, و الذى يوحد الشعب مع السيد المسيح فى جسده السرى

أهمية المذبح فى الكنيسة
اخوتى البروتستانت نقطة نقاش هامة
 فى تلك الآية و التى تقول ( 10لَنَا «مَذْبَحٌ» لاَ سُلْطَانَ لِلَّذِينَ يَخْدِمُونَ الْمَسْكَنَ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْهُ) عبرانيين 13
و كان لى نقاش مع بعض الاخوة البروتستانت فى تلك الآية  فكان الرد من الاخ البروتستانتى  - المقصود هو" المذبح السماوى", و كأن اخوتنا البروتستانت يعتقدون بانه طالما خلت كنيستهم من المذبح فلذلك سيكون المذبح  فى السماء أى " الملكوت "سيكون به مذبح و المذبح يا اخوة يحتاج الى ذبيحة لتقدس المذبح فهل سيذبح مرة اخرى السيد المسيح نفسه فى الملكوت أم ماذا - اعتقد انه سؤال ليس له اجابة ,لان السؤال غير منطقى اصلاً و هذا السؤال كان بناء على الفهم المغلوط لدى اخوتنا البروتستانت و الذين خلت كنائسهم من المذبح , و لذلك فهم لا يعترفون بسر مقدس و هو سر التحول الذى يحدث فى الخبز و الخمر ليصير"" جسد حقيقى"" و"" دم حقيقى ""ليسوع المسيح و الذى نأخذه فى التناول ,و بعدم الاعتراف بسر التحول يكون قول السيد المسيح ((  55لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ.)) يوحنا 6 - قد جعله الاخوة البروتستانت" كاذباً "بعدم ايمانهم بسر التحول فلماذا كان سفك دم سيدنا يسوع المسيح الى الآن و لماذا جراحاته التى اراها لتميذه توما - فان كان مفهوم اخوتنا البروتستانت صحيحا فكان من باب اولى ان السيد المسيح عند قيامته من الاموات تكون قد شفيت جراحاته, و ينتهى اثرها و لكن السيد المسيح اظهر جراحاته لنا حتى من بعد قيامته ظلت ملازمة ,و علامة فى جسده الى يوم الدينونة, و هذا لاننا بهذا الدم الذى ينزل من جراحات السيد المسيح اعطى لنا الشركة و البنوة الروحية بدمه الحقيقى المسفوك عنا, و الذى يتحول فى سر الافخارستيا الى دم حقيقى يمحى الخطايا كما قال فى بشارة القديس لوقا الاصحاح 26 ( 28لأَنَّ هَذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. )- فلو كان لا يتحول عصير الكرمة الى دم حقيقى - فلماذا لم يبرأ السيد المسيح من جراحاته يا اخوتى البروتستانت عند قيامته من الاموات ؟!!!!
لماذا ظلت جراحاته كما هى حتى من بعد قيامته ؟!! الم يكن السيد المسيح له أن يبرأ من كل جراحاته - فقد يقول قائل لكى يتأكد التلاميذ من أنه هو الذى صُلب - هذا ليس هو الرد فكان من الممكن من بعد أن يثبت لهم أن يبرأ فى خلال ال 40 يوما التى كان يظهر فيها لهم ليعلمهم اسرار الملكوت , و لكنه صعد ايضاً بكل جراحاته هذا ليثبت لنا أنه سيظل ينزف دماً حقيقى الى أن يجئ فى يوم الدينونة

 وللعلم : بدون الدم الحقيقى و الجسد الحقيقى كما قال فى بشارة القديس لوقا 13 ( وَابْتَدَأْتُمْ تَقِفُونَ خَارِجاً وَتَقْرَعُونَ الْبَابَ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، افْتَحْ لَنَا يُجِيبُ، ويَقُولُ لَكُمْ: لاَ أَعْرِفُكُمْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ! 26حِينَئِذٍ تَبْتَدِئُونَ تَقُولُونَ: أَكَلْنَا قُدَّامَكَ وَشَرِبْنَا، وَعَلَّمْتَ فِي شَوَارِعِنَا! 27فَيَقُولُ: أَقُولُ لَكُمْ: لاَ أَعْرِفُكُمْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ،)

ايضاً على اخوتنا البروتستانت ان يفكروا فى سبب احتفاظ المبشرين الاربعة بسر الاربعين يوما و التى كان يظهر فيها السيد المسيح لهم قبل صعوده الى اعلى السماوات ,و لكنهم لم يكتبوا لنا ما سر تلك اللقاءات فى الاناجيل الاربعة و ماذا كان يدور بين الرب يسوع المسيح و بينهم - اليس مكتوب فى سفر المزامير 25 ((  14سِرُّ الرَّبِّ لِخَائِفِيهِ وَعَهْدُهُ لِتَعْلِيمِهِمْ.)) اى ان الله كشف سره لخاصته, و هى الاسرار التى تسلمتها الكنيسة من الاباء المقدسين مثل مار مرقس الرسول و الذى اسس الكرسى المرقسى بالاسكندرية ,و هو أيضاً" ناظر الاله "و الذى تتبعه فى كل تعاليمه, وقد كان السيد المسيح يحضر فى بيته اى فى بيت مار مرقس باورشليم ,و يعلم تلاميذه, و ايضاً فى بيته تم عمل سر الافخارستيا ,و هو أيضاً احد السبعين رسولا ,و هو احد الخُدام الذين كانوا فى عرس قانا الجليل, و تذوق الخمر المتحول من الماء فى معجزة عرس قانا الجليل

- أخوتى البروتستانت :
اسمحوا لى أن أتأمل معكم فى موقف اليهود من أقوال ربنا يسوع المسيح للمقارنة مع موقفكم الحالى فبالمقارنة للأسف قد تشابهتم فى فكركم مع اليهود الذين كذبوا ربنا يسوع المسيح ,و الذى أعلن ان جسده هو مأكل حقيقى و دمه مشرب حقيقى , فى بشارة القديس يوحنا فى الاصحاح 6 (  52فَخَاصَمَ الْيَهُودُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً قَائِلِينَ: «كَيْفَ يَقْدِرُ هَذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَ؟») و هذا من بعد اعلان ربنا يسوع عن حقيقه التحول فى المادة التى تتحول الى جسد ربنا حيث كان يأكل أجداد اليهود المن السماوى, و هو اشارة لجسد المسيح ( . 51أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هَذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ) أفا بعد كل هذا تتخذون موقف اليهود و ترفضون" سر التحول" فى الخبز و الخمر, و بعد ذلك تقرون بأنكم مسيحيون فكيف هذا ؟!!
**** عفواً أخوتى البروتستانت فلقد اتفقتم مع اليهود و كذبتم أقوال السيد المسيح     

– فلنتعرف يا اخوتى على التقليد المقدس
التقليد ترجمة للكلمة اليونانية (بارادوسيس) أي التسليم.
منه ما هو كتابي (أي المكتوب في الكتاب المقدس) ومنه ما هو شفوي أي ما تناقله خلفا عن خير سلف ونقلوه لمن بعدهم بحرص وأمانه وحافظوا عليه من جيل إلي جيل لماله من قدسيه المكتوب وصدقه وضرورته.
1 – 15فَاثْبُتُوا إِذاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَتَمَسَّكُوا بِالتَّعَالِيمِ الَّتِي تَعَلَّمْتُمُوهَا، سَوَاءٌ كَانَ بِالْكَلاَمِ أَمْ بِرِسَالَتِنَا.  " (2تس2: 15).لدى الرسول اشياء كثيرة لتكتب عنها لتعاليم كنز ثمن يطلب من الرسول من تلميذه أن يودعها أناسا أمناء (اشترط توافر الكفاءة فيهم)
2 – (9وَمَا تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَتَسَلَّمْتُمُوهُ، وَسَمِعْتُمُوهُ، وَرَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، فَهَذَا افْعَلُوا، وَإِلَهُ السَّلاَمِ يَكُونُ مَعَكُمْ.)  (في4: 9)غير انه لم ينقل اليهم تعاليمه كتابه بل شفاهة
تفسير " ما تعلمتموه.. وسمعتموه " أي التعليم الذي سمعتموه مني شفويا " وتسلمتموه " أي ما لم تأخذوه مكتوبا " ورأيتموه " أي ما لاحظتموه من تصرفاتي وأعمالي.

3 – "2فَأَمْدَحُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ عَلَى أَنَّكُمْ تَذْكُرُونَنِي فِي كُلِّ شَيْءٍ وَتَحْفَظُونَ التَّعَالِيمَ كَمَا سَلَّمْتُهَا إِلَيْكُمْ " (1كو11: 2)
4 – " وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، أَوْدِعْهُ أُنَاساً أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضاً" (2تى2: 2)
التعاليم كنز ثمين يطلب من الرسول من تلميذه أن يودعها أناسا أمناء (اشترط توافر الكفاءة فيهم)
5 – " 12إِذْ كَانَ لِي كَثِيرٌ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ، لَمْ أُرِدْ أَنْ يَكُونَ بِوَرَقٍ وَحِبْرٍ، لأَنِّي أَرْجُو أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ وَأَتَكَلَّمَ فَماً لِفَمٍ، لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُنَا كَامِلاً. (2يو1: 12) - لدى الرسول اشياء كثيرة لتكتب عنها  فما كتبه يوحنا في رسالته ليس هو كل ما أراد أن يعلم به لأنه توجد تعاليم تاتى بالمشاهدة و ليس بالقراءة فقط - والورق المنتشر في ذلك الوقت هو البردي.
          يلاحظ :أن هناك أمورًا لا تكتب على ورق نطق بها الرسل لأولادهم وتسلمتها الأجيال جيلاً بعد جيل. وهذا لم يحدث فقط بالنسبة ليوحنا الرسول، بل ومع بولس الرسول حيث ترك تيطس (تي 1: 5) لكي يرتب الأمور الناقصة (ما هي؟) ويقيم في الكنيسة قسوسًا (كيف يقيمهم؟ وما هي الصلوات التي يقدمونها؟!)... هذا ما تسلمناه بالتقليد السليم

6 – " وَأَمَّا الأُمُورُ الْبَاقِيَةُ فَعِنْدَمَا أَجِيءُ أُرَتِّبُهَا " (1كو11: 34) يتحدث الرسول هنا عن العشاء الربانى: غير انه لم يذكر ما يختص بتنظيم هذا الطقس وترتيبه ما ولذلك وعد الرسول أهل كورنثوس انه عندما يجئ اليهم سيرتب الامور الباقية التى يحتاج اهل كورنثوس لمعرفتها
القديس أغسطينوس :نفهم من هذا أنه كثير عليه أن يعالج كل الأمور التي يجب على الكنيسة الجامعة مراعاتها في رسالة, وأن لابد من وضع نظام بحضوره شخصيًا ولا يمكن تغييره.

ملحوظة
لولا التقليد ما تثبتنا من صحة الكتاب المقدس – فالكنيسة ظلت مدة طويلة تعتمد على الإيمان المسلم شفويا وغير المكتوب لان أول الأناجيل لم يكتب قبل مضي 5 أو 6 سنوات بعد صعود المسيح. لذلك كان التقليد يحفظ فهمنا للكتاب المقدس من الانحراف والتأويل الفاسد لأنه ينقل لنا رأى الكنيسة الأولى وتعاليمها,و أيضاً طقوسها
لذلك فى الايات السابقة يشير الرسول إلى تعاليمه الشفوية، ويطالبهم بالتمسك بالتعاليم الشفوية والتعليم – فكلاهما ضروري لدى الرسول.
فهو يشير أيضاً إلى الطقوس والترتيبات التى سلمها الرسول إلى أهل كورنثوس
(مت15: 13)  13فَأَجَابَ وَقَالَ: «كُلُّ غَرْسٍ لَمْ يَغْرِسْهُ أَبِي السَّمَاوِيُّ يُقْلَعُ. 14اُتْرُكُوهُمْ. هُمْ عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَانٍ. وَإِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى يَسْقُطَانِ كِلاَهُمَا فِي حُفْرَةٍ». المسيح يشير إلى التقاليد البشرية التي تحمل روح التعدي والمخالف لأوامر الله و لتعليمه المباشر الذى تعلمه منه تلاميذه فى الاربعين يوما قبل صعوده

كورنثوس الاولى 11
23لأَنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضاً: إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا أَخَذَ خُبْزاً 24وَشَكَرَ فَكَسَّرَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا هَذَا هُوَ جَسَدِي الْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. اصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي». 25كَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَمَا تَعَشَّوْا قَائِلاً: «هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي. اصْنَعُوا هَذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِي». 26فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هَذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هَذِهِ الْكَأْسَ تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ. 27إِذاً أَيُّ مَنْ أَكَلَ هَذَا الْخُبْزَ أَوْ شَرِبَ كَأْسَ الرَّبِّ بِدُونِ اسْتِحْقَاقٍ يَكُونُ مُجْرِماً فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ

و بنعمة ربنا يسوع إكمل فى المقالة القادمة عن اسرار الكنيسة السبعة
و لربنا المجد الدائم الى الآبدآمين
 


 

الجمعة، سبتمبر 25، 2015

( {107} وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) الصافات

مدونة غيورة القبطية

( {107} وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) الصافات 


لماذا اعطى الاسلام للخروف صفة العظمة
و بمناسبة عيد الاضحى او الضحية عند الاخوة المسلمين - فكل عام و انتم بخير و هذا العيد هو تطبيق لما جاء ذكره فى القران فى سورة الصافات ( {107} وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) و صار اسم العيد عيد الضحية و الفداء ,و الذى اصبح عادة سنوية يحتفل فيها الاخوة المسلمون بالذبح للخراف اسوة بابينا ابراهيم 

و قد تضاربت اقوال العلماء عن هذا المفدى "بالذبح العظيم " هل هو اسحاق ام هو اسماعيل و لذلك تضاربت الاراء كما هى عادة العلماء و من خلال القراءة للسورة لا نجد ذكراً لاسماعيل ( (103) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ )
لذلك نجد أن نبى الاسلام!! لم يستطيع ان يهرب من تحت يد الله, تحديدا عندما قال انه باسحاق تكون النبوة و لأبنائه من بعده لان اسم اسماعيل لم يرد فى الصورة 

سؤال :لماذا عظم الاسلام الخروف !!!؟
اما عن الذبح العظيم الذى جاء ذكره فى سورة الصافات ,فكيف تكون العظمة منسوبة الى ( الخروف فانه هو الذبح ( العظيم ) و العظمة لله وحدة فكيف تكون العظمة لهذا الفادى ( الخروف ) و هل هذا الفادى العظيم هو مُجرد " خروف عظيم !!! -  الم تكن العظمة لو كان الفداء ببقرة او جاموسة ( شئ محير مش كدة ) لذلك العظمة هى وصف مجازى للذبيح الحقيقى  و هو من جاء ذكره فى سفر الرؤيا 5 (  6وَرَأَيْتُ فَإِذَا فِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ وَفِي وَسَطِ الشُّيُوخِ خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ، لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ وَسَبْعُ أَعْيُنٍ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ الْمُرْسَلَةُ إِلَى كُلِّ الأَرْضِ.7فَأَتَى وَأَخَذَ السِّفْرَ مِنْ يَمِينِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ.8وَلَمَّا أَخَذَ السِّفْرَ خَرَّتِ الأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ وَالأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخاً أَمَامَ الْخَرُوفِ،)
لذلك لم يكذب نبى الاسلام عندما تكلم عن هذا الفداء العظيم او هذا الخروف العظيم و هو كناية عن حال ربنا يسوع المسيح الذى قبل على نفسه ان يساق كالخروف فى وداعته الى حلبة الذبح اى الصليب 

- لذلك نجد ان محمد " نبى الاسلام "لم يستطع أن يهرب من تحت يد الله و هو ينقل ما جاء فى الكتاب المقدس - ولنقرأ الأصل لهذا الموضوع الذى جاء ذكره فى( سورة الصافات) و هو ما جاء فى سفر التكوين الاصحاح 22 و الذى تكلم عن اعلان سر الفداء للبشرية لنبى الله ابراهيم 
1 وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لَهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا». 2 فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا "" و هى فى منطقة فى اورشاليم و هى التى بنى عليها سليمان الهيكل و معنى كلمة المريا هو رؤيا الله و مرآة الله 
و ذلك للعلم فانها ليست فى مكة كما اشاع البعض 

و نكمل مع أمر الله لعبده ابراهيم
، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ». 3 فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ، وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ، وَإِسْحَاقَ ابْنَهُ، وَشَقَّقَ حَطَبًا لِمُحْرَقَةٍ ( اشارة لتجهيز صليب الآلام لانه كما نعرف ان العهد القديم هو مُجرد ظلال للعهد الجديد , فكل ما يحدث هو كرموز لما سيقابله السيد المسيح فى تجسده لذلك كان يهتم بأن يُعد الخليقة لأحداث صلبه )

، وَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ. 4 وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ ( هو اشارة لايمان ابينا ابراهيم بالقيامة فى اليوم الثالث )

رَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَأَبْصَرَ الْمَوْضِعَ مِنْ بَعِيدٍ، 5 فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِغُلاَمَيْهِ: «اجْلِسَا أَنْتُمَا ههُنَا مَعَ الْحِمَارِ، وَأَمَّا أَنَا وَالْغُلاَمُ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُدُ، ثُمَّ نَرْجعُ إِلَيْكُمَا»( ايمان ابراهيم بالقيامة لذلك اكد على الرجوع بابنه حى ). 6 فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ حَطَبَ الْمُحْرَقَةِ وَوَضَعَهُ عَلَى إِسْحَاقَ ابْنِهِ ( كما حمل السيد المسيح الصليب على كتفه حمل ايضاً اسحاق خشب محرقته على كتفه 

، وَأَخَذَ بِيَدِهِ النَّارَ وَالسِّكِّينَ. فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا. 7 وَكَلَّمَ إِسْحَاقُ إِبْرَاهِيمَ أَبِاهُ وَقَالَ: «يَا أَبِي!». فَقَالَ: «هأَنَذَا يَا ابْنِي». فَقَالَ: «هُوَذَا النَّارُ وَالْحَطَبُ، وَلكِنْ أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟» 8 فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «اللهُ يَرَى لَهُ الْخَرُوفَ لِلْمُحْرَقَةِ يَا ابْنِي»( الذبح العظيم ). فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا.
9 فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ، بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ.( نلاحظ هنا مدى التسليم الكامل لاسحاق لارادة ابيه مقدما نموذجاً للطاعة الى درجة الموت كما اطاع ربنا يسوع المسيح الى الموت على الصليب )
 10 ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ.( سؤال : ما هو ما كان يشعر به ابينا ابراهيم و هو يكاد يذبح ابنه الذى يحبه )

 11 فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ ( صوت الابن = يسوع المسيح ) وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ! إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا» 12 فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». 13 فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ ( فمن هذا الخروف الذى فدى اسحاق و بل فهو سيفدى البشرية جميعا من حكم الموت الابدى ) 
، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ. 14 فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى».
15 وَنَادَى مَلاَكُ الرَّبِّ ( صوت الابن = الاقنوم الثانى = يسوع المسيح ) إِبْرَاهِيمَ ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِ 16 وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، 17 أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ، 18 وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي». 
- و هنا علينا أن نفكر
-إن كان إبراهيم قد دخل وسط تجربة ليُجرب أقسى تجربة يمكن أن يجتازها إنسان شيخ وهى تقديم الابن الوحيد المحبوب محرقة بيديه، فإن إبراهيم تمتع وسط التجربة برؤية ربنا يسوع المسيح قائمًا من الأموات خلال علامة معينة ملأت قلبه تهليلاً كقول الرب نفسه: "56أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ»" (يوحنا 8: 56). فإن كان بالإيمان انطلق بابنه نحو المذبح، فقد رجع من التجربة يحمل إسحق وكأنه قائم من الأموات، رمزًا للسيد المسيح الذبيح القائم من الأموات.
- طلب إليه أن يقدمه محرقة على أرض المريا في الموضع الذي يظهره له... ويرى البعض أن الجبل الذي أقام فيه إبراهيم المذبح ليقدم عليه ابنه هو بيدر أرونه اليبوسي ( صموئل الثانى 24: 24،1 أيوب 21: 24)، أي في المكان الذي بُني عليه الهيكل حيث كانت الذبائح تقدم بلا انقطاع تنتظر مجيء الذبيحة الفريدة التي لحمل الله ربنا يسوع المسيح. وفي التقليد السامري أن أرض المريا في منطقة جبل جرزيم شمال أورشليم. ويقول الأب قيصريوس أسقف جيروم الكاهن يؤكد خلال لقاءاته مع شيوخ اليهود أن السيد صُلب في ذات الموقع الذي فيه قُدم إسحق محرقة

أما كلمة "مريا" فتعني (الرب راء أو معد)، حيث أعد الرب كبش المحرقة؛ وربما تعني (الرب معلم)... فقد علمنا عن الحب العملي خلال ذبيحة ابنه الوحيد! 
- والعجيب في إبراهيم إنه شقق الحطب في الصباح الباكر قبل أن يخرج، حتى لا يوجد عائق يمنعه عن تحقيق أمر الرب له. هذا الحطب إن كان يشير إلى الصليب الذي يعلق عليه إسحق الحقيقي، فإذ شققه إبراهيم بيديه قبل خروجه إنما يرمز لإعلانات الآب عن الصليب خلال الرموز والنبوات في العهد القديم قبل أن يحمله السيد المسيح، ويرتفع هو عليه كمحرقة! لقد كشف الله عن سر الصليب بطرق متنوعة وإن كانت عيون الكثيرين قد انطمست عن معاينته.

- لقد سار ابونا ابراهيم ثلاثة ايام اشارة لموت المسيح الى قيامته ( هكذا في اليوم الثالث رأى إبراهيم علامة القيامة بطريقة أو بأخرى فرفع عينيه وأبصر الموضع من بعيد. ما هو هذا الموضع إلا السيد المسيح نفسه الذي فيه يرى إسحق ابنه قائمًا من الموت معه وبه أيضًا! )
- ويقول القديس أغسطينوس: [حمل إسحق الخشب الذي يقدم عليه محرقة إلى موضع الذبيحة كما حمل المسيح صليبه
أما القول: "فذهب كلاهما معًا" فتشير إلى أن هذه الذبيحة هي ذبيحة إبراهيم كما هي ذبيحة إسحق. قدم إبراهيم ابنه الوحيد خلال الحب الفائق، وقدم الابن ذاته خلال الطاعة الكاملة، فحسبت الذبيحة لحساب الاثنين معًا. 

هكذا مع الفارق نقول أن ذبيحة السيد المسيح هي ذبيحة الآب الذي قدم ابنه فديه عنا. وهى ذبيحة الابن الذي أطاع حتى الموت موت الصليب... هذه ذبيحة الحب التي قدمها الآب في ابنه الوحيد الجنس، هذا ما أكده السيد المسيح نفسه بقوله: " 16 لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. 17 لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللَّهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ. 18 اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللَّهِ الْوَحِيدِ. 19 وَهَذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. 20 لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلاَّ تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. 21 وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ، لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللَّهِ مَعْمُولَةٌ». يوحنا 3
" ، وأيضًا يقول الرسول بولس: "32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟ 33مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ! 34مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ الْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضاً الَّذِي هُوَ أَيْضاً عَنْ يَمِينِ اللهِ الَّذِي أَيْضاً يَشْفَعُ فِينَا" (رومية 8: 32). وكما أن السيد المسيح في صلبه قدم ذبيحة الآب في ابنه، فإنه قدم أيضًا نفسه، إذ قيل: " الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي." (غلاطية 2: 20)، " كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضاً وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَاناً وَذَبِيحَةً لِلَّهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً" (أفسس 5: 2)، "كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضاً الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، " (أفسس 5: 25).

إن كان القول: "وذهب كلاهما معًا " يشير إلى انطلاق الآب والابن إلى الصليب ليقدما ذبيحة الصليب، يقدمها الآب بإرادته المحبة للبشر، ويقدمها الابن المحب بطاعته العملية، فإن العبارة أيضا تشير إلى انطلاق الله والكنيسة معًا نحو الصليب، فالله يعلن حبه للإنسان بتقديم ابنه فديه عن البشرية، والكنيسة تعلن حبها للآب خلال رأسها المبذول كما جاء فى يوحنا 10 (  كَمَا قُلْتُ لَكُمْ. 27خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. 28وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. 29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. 30أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ،)

 فيشتم الآب في ذبيحة الصليب ( الطاعة ) رائحة سرور ورضا هذه ذبيحة الكنيسة التي تبذل حياتها أيضًا خلال اتحادها بالمسيح يسوع الباذل حياته! 

-  يقول العلامة أوريجانوس: [في هذه اللحظة تتجسم في كلمة الابن (يا أبي) أقسى مواقف التجربة. تصوروا إلى أي درجة يستطيع صوت الابن الذي سيذبح أن يثير أحشاء أبيه؟! لكن إيمان إبراهيم الثابت لم يمنعه من الإجابة بكلمة رقيقة: "هأنذا يا ابني"!!
في الإيمان بالقادر أن يقيم من الأموات قال إبراهيم: " الله يرى له الخروف يا ابني" . وقد رأى الآب الحمل الحقيقي، يسوع المسيح، الذي قدمه ليس فديه عن إسحق وحده بل عن العالم كله. في قوله: "الله يرى" يوضح إبراهيم ثقته الكاملة في خطه الله الخلاصية التي ليست من صنع إنسان لكنها بتدبير إلهي، الله وحده يراها، بطريقته الخاصة الفائقة.

- رأى إبراهيم كبشًا موثقًا بقرنيه في الغابة، واصعده محرقة عوضًا عن ابنه، وكأنه رمز للسيد المسيح الذي علق على خشبة الصليب وسُمر بذراعيه المفتوحين لأجل خلاص العالم.

دعي إبراهيم الموضع " يهوه يرأه " أي (الله يُرى)، هكذا ترأى الله لإبراهيم في موضع الذبيحة، إذ فيه تمت المصالحة بين الله والإنسان، وصار لنا حق رؤيته كأبناء لنا موضع في حضن الآب خلال الذبيحة يرفعنا الروح القدس وينطلق بنا إلى الأحضان الإلهية لننعم برؤية إلهية، لا على مستوى البصيرة الزمنية، إنما رؤية الاتحاد مع الله والتمتع بشركة أمجاده أبديًا. من هنا صار المذبح في كنيسة العهد الجديد يمثل السماء عينها... موضع لقاء الله مع الإنسان في الابن الذبيح.

- و هكذا نعرف كيف مرر الله ابراهيم ابوا الاباء الانبياء بتجربة تقديم ابنه وحيده و المقرب الى قلبه جداً الى الموت بيده على ان ابراهيم كان يؤمن بأن الله لن يسمح و أنه يعرف من هو الذبيح العظيم الذى سيفدى كل البشرية ( حقاً ايها المسيح الهنا الجالس فى السماويات كم كنت عظيما فى يوم فدائك لنا نحن الخطاة يوم قبلت الصليب ) 
و ها أنت حى و انت الذى لك كل القوة و المجد و الكرامة ايها الديان العادل لكل جنس البشرية 
آمين 

تم الاستعانة بتفسير القمص تادرس يعقوب