مدونة غيورة القبطية
فلسفة الانتقاء بالمعنى المسيحى
بنعمة ربنا يسوع المسيح ساحكى عن خطايا كلنا نقع فيها فى غفلة روحية تكون الروح فاترة و للعلم الفتور الروحى كلنا نمر به حتى و لو تصورنا اننا لا نخطئ و تلك هى مصيبتنا كمسيحيين
خطايا قد نقع فيها بيننا و بين انفسنا او بيننا و بين الناس
- فأوقات نظن و نحن ننتقى لأنفسنا الطعام داخل المطبخ فى بيوتنا, او فى الولائم فيقع اختيارنا على القطعة الاكبر ,و الاشهى ,فيصل الحال بنا بان نخطف من أمام بعضنا البعض ,و الشاطر اللى يده تسبق يد أخيه !! , و الشاطر اللى يملأ طبقه أكثر مما قد تستوعب طاقة و سعة معدته - و للحقيقة تعتبر تلك الفعلة كخطية عظيمة نرتكبها أمام ربنا يسوع المسيح كل يوم دون أن ندرى أنه ينظر الينا, و عينه يملأها الحزن من جشعنا و طمعنا و عدم أمانتنا فيما بين أنفسنا و بيننا و بين الله متناسين أن انه قال لنا أن" الطماعون لن يدخلوا ملكوته "
- فمثل هذه الخطية هى خطية التفضيل للذات , بل و للاسف فقد نحفز أبنائنا على السقوط فيها دون أن ندرى بأننا نشجعهم على المخالفة لتعاليم المسيح نفسه لانه" اوصانا بان نحب بعضنا بعضاً "
- فخطية الانتقاء و التفضيل للنفس هذه قد تقودنا الى الهلاك دون أن ندرى - و اسمحوا لى أن اضرب بعض الامثلة - فالشاب عندما يريد ان يقتنى سيارة يريدها أن تكون فارهة مدفوع فيها مبلغ كبير لكى يباهى بسعرها و كأنه يستمد قيمته من السيارة التى اشتراها - و هذا قد يخرج التواضع من قلبه دون أن يدرى ,متناسياً أن السيد المسيح الذى نعبده كان يسير على قدميه و فى المرة التى ركب فيها ,لم يختار حصان منحدر من سلالة أصيلة, بل ركب حماراً ,لكى يعطينا نحن أولاده درساً عملياً فى السلوك فى الحياة بروح التواضع
و أما الانثى من أهل العالم على سبيل المثال تنظر الى ما ترتديه زميلتها او قريبتها فتمتلئ بشعور الغيرة, مما يجعلها لا تهدأ غير لما تشترى ما يتفوق جمالا و الأكثر سعراً و الأكثر إثارة أكثر من قريبتها او صديقتها أو جارتها ,و هذا للأسف ما اصبحنا نقلده ونراه فى أفراحنا و اعيادنا فى داخل كنائسنا من السباقات فى العرى و الفجور بالارتداء لملابس بها تفاصيل خاصة - و هذا السلوك الغير اللائق و الغير محتشم وبالتالى الغير مسيحى, لكنه هو المُفضل بحسب أبناء العالم ,لأنه على احدث صيحات الموضة العالمية و الإنثى لم تشعر بإنوثتها غير لما تطاردها الأعين الجائعة فى كل مكان, و المطلوب من الازواج و الاباء و الاخوة الرضوخ منعاً للمشاكل التى قد تشعل البيت الذى به جزء من القيم الايمانية المسيحية - و تلك الخطية التى اصبحت نسبة من النساء المسيحيات تسقط فيها, اصبحت قد تجر الوبال على الزوج و الاخ و الكنيسة ,و حتى على البلد
- فكم من ازواج مسيحيين قد تم الاعتداء عليهم و هم يمنعون "التحرش بزوجاتهم "المثيرات بملابسهن على غير طبيعة البلد التى يقطنونها ,و كم من بلاد لا تستطيع أن تقيم بها كنيسة لرفض أهل البلد لطريقة ملابس المسيحيات ,و الاتيان بالمسبة أى السباب و الشتم فى العقيدة المسيحية ,و هذا بسماح من الله لعلنا نتادب و نفهم و نعود للحشمة و الوقاركما اوصانا رُسل السيد المسيح, و قد حدث موقف مشابه كُتب لنا فى العهد القديم لداود النبى, و قد اعتبره داود هو تأديب من الله له و اعتبر المسبة و الشتم له هو لخطية ارتكبها ( 9فَقَالَ أَبِيشَايُ ابْنُ صَرُويَةَ لِلْمَلِكِ: «لِمَاذَا يَسُبُّ هَذَا الْكَلْبُ الْمَيِّتُ سَيِّدِي الْمَلِكَ؟ دَعْنِي أَعْبُرْ فَأَقْطَعَ رَأْسَهُ». 10فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَا لِي وَلَكُمْ يَا بَنِي صَرُويَةَ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هَكَذَا؟») صموئيل الثانى الاصحاح 16
و السؤال الذى يحيرنى و هو كيف تتقدمين الى جسد الرب و دمه و أنتِ غير معطية له الكرامة فى هيئتك سواء بتبرجك و بملابسك الغير محتشمة آلا تعرفين أن بولس الرسول وصف حال المستهينين بسر التناول فى رسالته الاولى الى اهل كورنثوس الاصحاح 11 قائلا ( 27إِذاً أَيُّ مَنْ أَكَلَ هَذَا الْخُبْزَ أَوْ شَرِبَ كَأْسَ الرَّبِّ بِدُونِ اسْتِحْقَاقٍ يَكُونُ مُجْرِماً فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ. 28وَلَكِنْ لِيَمْتَحِنِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ وَهَكَذَا يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ الْكَأْسِ. 29لأَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاقٍ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ غَيرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ. 30مِنْ أَجْلِ هَذَا فِيكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرْضَى وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ.)
- فلماذا اذن نتضايق عندما نكون نحن المتسببين للمسبة التى تاتى على كنائسنا و على عقيدتنا و فى الحقيقة نحن نستحق ما يأتى علينا فنحن من جعلنا الناس تحتقر الهنا بابتذال القلة من شعب الكنيسة خاصة فى ليالى الاعياد و الافراح ,و التى يجب أن ينبه على كل فتاة و سيدة أن تضع الايشارب فى حقيبة يدها و ترتديه منذ دخولها باب الكنيسة لتكون مغطاة الشعر ,و حتى خروجها و حتى فى الافراح لأننا نكون فى حضرة الله مع ملائكته و قديسيه فكفانا استهانة بحضرة السيد المسيح
*** فإحترامنا لكنيستنا ستجعل الغير مؤمنين يهابون كنائسنا و يهابون قداستنا و بهذا "يتحقق كلام السيد المسيح بأننا "نور العالم
- فيا ايتها الإبنة المسيحية هل تظنين أن الله سيفرح بك و أنتى ترتدين على أحدث موضات العالمية و التى تعتبر غير لائقة لمن امها العذراء مريم نظراً لعدم وقارها و احتشامها !! - فماذا سيحدث لو قاطعتن محلات الملابس التى أصبحت تتفنن فى ابراز معالم اجسادكن فى ليالى العيد فى الكنائس, و قاطعتن تلك المحلات و ارتديتن ملابس محتشمة تدلل على اعطاء الكرامة للمسيح داخل بيته الذى هو الكنيسة حتى و لو كانت قديمة
- و ايضا لكِ أن تعرفى أنك عندما ترخين شعرك فى دلال داخل الكنيسة حتى لو كان قصيراً و بلا الايشارب و تصبغين وجهك بالالوان هو خطية و عثرة حتى للكهنة انفسهم, لأن الله خلق كل شئ حسن جدا فما بالك و أنتِ إبنته
علينا أن نعرف من هى المرأة المسيحية الحقيقة و التى يجب أن نتمثل بصفاتها و الا لن ندخل الملكوت
- فالسيد المسيح عندما اختار جسداً ليتجسد منه إختار جسد الخادمة المتواضعة, و الوديعة ,و الهادئة ,و البارة ,و القديسة ,و العفيفة ,و التى لا تنظر الى جسدها بل تنظر الى الله, و التى لا تنظر الى العالم بل تنظر الى السماء ,و التى لا تكترث بالمقتنيات الزائفة ,و لكن تكترث بالميراث السمائى, و هى التى أستحقت أن تكون ملكة على يمين عرش الله ,فهى أم كل مسيحية تقتنى صفات العذراء مريم
كفانا إهتمامات عالمية فالمسيح على الأبواب
- فلماذا نلهث وراء السُكنى فى البيوت الفارهة و القصور المنيفة, و حتى البناء لكنائسنا باصراف شديد ,و الذى أصبحت المبالغة فى البناء للكنيسة تصرف الكهنة فى افتقاد الشباب الضائع, و فى وقت الانشغال ببناء حوائط الكنيسة هرب الشباب من العبادة لله , ففى العصور الاولى للمسيحية كان المسيحيون يُصلون فى المغاير و فى البيوت و كان الايمان المستقيم لدرجة الاستشهاد دلالة على قوة الشعب المسيحى - فأين هذه الروح الآن , أين قوة ايماننا و أين مهابة الله فى داخلنا - فإسلوب الأنتقاء لكل ما هو مرفه لحياتنا جعلنا ننسى أن المسيح أيضا كان له فلسفة فى الانتقاء و هى فلسفة اللاقنية و لذلك اختار حظيرة المواشى لتتقدس بحلوله فيها و" المواشى "هى"" نحن ""بصفاتنا البهيمية "فمتى سنتقدس و نسموا و نرتفع عما هو فكر علمانى و عالمى , و نعرف اننا لسنا أبناء العالم بل "أبناء الله "
صلاة وتسبيح
من سفر ميخا الاصحاح 7
14اِرْعَ بِعَصَاكَ شَعْبَكَ غَنَمَ مِيرَاثِكَ سَاكِنَةً وَحْدَهَا فِي وَعْرٍ فِي وَسَطِ الْكَرْمَلِ. لِتَرْعَ فِي بَاشَانَ وَجِلْعَادَ كَأَيَّامِ الْقِدَمِ. 15كَأَيَّامِ خُرُوجِكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ أُرِيهِ عَجَائِبَ. 16يَنْظُرُ الأُمَمُ وَيَخْجَلُونَ مِنْ كُلِّ بَطْشِهِمْ. يَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتَصُمُّ آذَانُهُمْ. 17يَلْحَسُونَ التُّرَابَ كَالْحَيَّةِ كَزَوَاحِفِ الأَرْضِ. يَخْرُجُونَ بِالرِّعْدَةِ مِنْ حُصُونِهِمْ يَأْتُونَ بِالرُّعْبِ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِنَا وَيَخَافُونَ مِنْكَ. 18مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ. 19يَعُودُ يَرْحَمُنَا يَدُوسُ آثَامَنَا وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ. 20تَصْنَعُ الأَمَانَةَ لِيَعْقُوبَ وَالرَّأْفَةَ لإِبْرَاهِيمَ اللَّتَيْنِ حَلَفْتَ لِآبَائِنَا مُنْذُ أَيَّامِ الْقِدَمِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق