الأحد، يناير 22، 2012

هلُم ايها التائبون لنحتسى الخمر فى البيت السماوى


بإسم الهنا القدوس واهب الفرح و السلام و النشوة الروحية يسوع المسيح 

موضوع اليوم عن الفرح السماوى الذى هو يوم زفاف الابرار الى الملكوت الابدي و الذى به ينتهى الحزن و التنهد ليكون لنا أفراح ابدية و اقصد هنا أفراح على المستوى الروحى و ليس على المستوى الجسدى لان فى هذا اليوم ستزف الكنيسة ابنائها الى العريس السماوى الذى هو السيد المسيح الذى سيقول للنفس البارة ان تدخل الى فرح سيدها لنتشارك جميعا فى على مائدة الخمر السماوى الذى سنشربه مع ربنا يسوع المسيح فى ملكوته الابدى و الخمر السماوى هو اشارة للفرح و الدفء و السعادة الابدية من بعد ان انتهت ايام الاضطهادات و العذابات و الظلم و التى قد تحملها الابرار من اجل اسم ( يسوع المسيح )

 لكن لنتعرف على تدرجات الفرح
- لقد كان من المعروف و المتبع فى الافراح التى كان يقيمها اليهود فى العهد القديم ان على العروسين ان يقدما صوما و يعترفا بخطاياهم و فى يوم الفرح تقدم الخمر اشارة لمشاركة الجميع فى الفرح لان الخمر هى من العصير المتخمر و الذى شاربه يشعر بنوع من السعادة و اللذة و ايضا يشعر بالدفئ و ايضا تتحول بشرته الى الحمرة نتيجة لتدفئة الدماء و ايضا هى حمراء اللون اشارة الى دم السيد المسيح و الذى شاربه يعيش الفرح السماوى و هى على الارض

و قد كان فى العهد القديم واجب على الكاهن ان يسكب الخمر مع الذبيحة و ذلك تمهيدا للعهد الجديد الذى الشاربون فيه من الخمر التى تحولت الى دم المُخلص هم ابناء الملكوت الذين بقوته ( دم المسيح ) استطاعوا ان يتوبوا عن الخطايا وهذا سيتم شرحه فى باقى المقالة بنعمة ربنا 
و لكن لنرى ما هى اوامر الله للكاهن فى العهد القديم
((  10 وَخَمْرًا تُقَرِّبُ لِلسَّكِيبِ نِصْفَ الْهِينِ وَقُودَ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ.- عدد 15 )) و نلاحظ هنا استخدام كلمة "سكيب " للخمر 
1- الخمر يشير للفرح. فرحهم بعبادة الرب وفرح الرب بعبادتهم وقرابينهم.
2- يشير السكيب لدم المسيح الذى سفكه على عود الصليب والذى أعطاه لتلاميذه ليشربوه.
و ايضا نجد القديس بولس استخدم تعبيره عن السكيب لذاته فى فيلبى الاصحاح الثانى (( 17 لكِنَّنِي وَإِنْ كُنْتُ أَنْسَكِبُ أَيْضًا عَلَى ذَبِيحَةِ إِيمَانِكُمْ وَخِدْمَتِهِ، أُسَرُّ وَأَفْرَحُ مَعَكُمْ أَجْمَعِينَ. 18 وَبِهذَا عَيْنِهِ كُونُوا أَنْتُمْ مَسْرُورِينَ أَيْضًا وَافْرَحُوا مَعِي.)) و نجده يتكلم عن الفرح  فيقول " وَافْرَحُوا مَعِي " و هو هنا لم يتكلم عن الخمر و لكنه تكلم عن نوع خاص من الشعوربالفرح بدون شرب الخمر !! فما هو مصدر هذا الفرح الذى يقصده !!؟ نجد هذا قد كلمنا عنه القديس مكاريوس الكبير عندما حدثنا عن الفرح ""  و قبل ان ننهى صلواتنا تتهلل ارواحنا لاننا تواجدنا فى حضرته الالهية و التى لها شعور عجيب من النشوة كشاربى الخمر السكارى كما يقول لنا "القديس ابو مقار العظيم ابو الرهبنة "و هذا الشعور يعرفه من يتلون المزامير بانتظام . و بهذا نحن نختبر شعور الحياة الابدية من الشعور بالنشوة الروحية و نحن ما زلنا فى اجسادنا الترابية على الارض ""و هذا ما قاله لنا ايضا ابونا القديس" متى المسكين "

- و من الاشارات العجيبة عن هذا الفرح ما كلمنا عنه القديس يوحنا و الذى كان شاهد لمعجزة عملها السيد المسيح بناء على طلب العذراء لتكشف لاهوته لتلاميذه الذين كانوا لم يؤمنوا به بعد و لكن ايضا من العجيب ان اول معجزة يفعلها السيد المسيح كانت فى ليلية فرح و فى بيت عرس و الذى كان فى قانا الجليل ((  7 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«امْلأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأُوهَا إِلَى فَوْقُ. 8 ثُمَّ قَالَ لَهُمُ:«اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا. 9 فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْرًا، وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ، لكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا، دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ 10 وَقَالَ لَهُ:«كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً، وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ!». 11 هذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ.- يوحنا 2 ))
-  و العجيب ان اول معجزة له تكون بتحويله عناصر المياة  لتصير خمر بناء على امره - اليس هذا نوع من السلطان على عنصر طبيعى و هو الماء !!! 

- و لكن ما الدلالة التى اراد السيد المسيح ان يوصلها لنا نحن حاملين اسمه اى "" المسحاء من القدوس "" من تواجده فى ليلة عرس ليفرح مع العروسين و ايضا يشارك الجميع فى النشوة و السعادة و لكن سعادة من نوع فريد لا يعرفها غير من زرفوا دموع التوبة امام الله ليسمعوا صوته الحنون فى اذنهم ((  نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ.- متى 25 ))

- هذا السعادة هى عربون لسعادة ابدية وعدنا بها عندما قال لنا فى متى 26 ((  27 وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً:«اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ، 28 لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. 29 وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هذَا إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي».

و لا اجد اروع مما قاله سليمان النبى عندما تمتع بهذا الحب و الذى اعطاه هذا النشوة الروحية لينطلق شعوره ليتحول الى حروف تعيشها كنيستنا القبطية معبرا عنها فى نشيد الاناشيد فى اول اصحاح واصفا شعور الآب الحنون الذى وقع على عنق الابن الضال بعدما رجع اليه نادما على خطاياه ليقبله هذا الاب الحنون(( 2 لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ، لأَنَّ حُبَّكَ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ. 3 لِرَائِحَةِ أَدْهَانِكَ الطَّيِّبَةِ. اسْمُكَ دُهْنٌ مُهْرَاقٌ، لِذلِكَ أَحَبَّتْكَ الْعَذَارَى. 4 اُجْذُبْنِي وَرَاءَكَ فَنَجْرِيَ. أَدْخَلَنِي الْمَلِكُ إِلَى حِجَالِهِ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِكَ. نَذْكُرُ حُبَّكَ أَكْثَرَ مِنَ الْخَمْرِ. بِالْحَقِّ يُحِبُّونَكَ.)) حقيقى يا الهى مراحمك الكثيرة جداً جعلتنا بالحق نحبك .

اذكرنى يا الهى انا عبدتك متى جئت فى ملكوتك




الأربعاء، يناير 18، 2012

كشف اكذوبة كرم اخلاق عمر ابن العاص ذلك الغازى الذى حرق كنائسنا







القوة التى كانت فى الراس المقطوعة للشهيد القديس العظيم مار مرقس و التى بقوتها حافظ الله على الكنيسة الارثوذكسية فى فترة الغزو الاسلامى لمصر و معونته للبابا بنيامين ال38 احداث كثيرة تزامن ان تتكرر على عدة سنوات فى نفس اليوم و هو يوم 8 طوبة 


هذا اليوم العجيب و احداثه التى حدثت تجعلنا نشعر بمدى حب الله لنا و ايضا اعلانه بانه لا يتركنا حتى فى اصعب ايام الاضطهادات و هذا اليوم الذى اتكلم عنه تحديدا هو يوم 8 طوبة من السنة القبطية 


بداية يجب ان نعرف ان الكنيسة القبطية تركت لنا تاريخ تم تدوينه فى السنكسار الكنسى ليشهد لنا عن احداث اسقطها تاريخ الدولة الاسلامية من حساباته و لكن نشكر الله ان ابائنا الذين كرسوا حياتهم لتدوين كل ما حدث لكنيستنا القبطية لنعرف مدى حب الله و رعايته لنا 


ففى هذا اليوم العجيب تعددت فيه اعلانات الله على ممر فترة زمنية كان الكرسى البابوى فيها للانبا بنيامين البابا 38 لكرسى الاسكندرية - فكلنا نعرف ان الحكم الاسلامى دخل مصر فى وجود هذا الاب القديس الانبا بنيامين و قد كان المقوقس الخلقدوني متقلدا زمام الولاية والبطريركية على الديار المصرية من قبل هرقل الملك فوضع يده على الكنائس ، واضطهد المؤمنين الأقباط لأنهم لم ينقادوا لرأيه وطارد القديس بنيامين البطريرك الشرعي ، فظهر ملاك الرب فى رؤيا الليل للانبا بنيامين و امره بالهرب هو وأساقفته ، فأقام الأنبا بنيامين قداسا ، وناول الشعب من الأسرار الإلهية ، وأوصاهم بالثبات على عقيدة آبائهم وأعلمهم بما سيكون . ثم كتب منشورا إلى سائر الأساقفة ورؤساء الأديرة بان يختفوا حتى تزول هذه المحنة . أما هو فمضى إلى برية القديس مقاريوس ثم إلى الصعيد . 


  وكان يتنقل في الكنائس والأديرة ، يثبت رعيته على الإيمان . ومكث على هذا الحال عشر سنوات حتى غزا المسلمون مصر ومات المقوقس وحدث بعد خروج الاب البطريرك وصل عمرو بن العاص إلى ارض مصر وغزا البلاد وأقام بها ثلاث سنوات . وفي سنة 360 للشهداء ذهب إلى الإسكندرية واستولي على حصنها ، وحدث شغب واضطراب الأمن ، وانتهز الفرصة كثير من الأشرار فاحرقوا الكنائس ومن بينها كنيسة القديس مرقس القائمة على شاطئ البحر وكذلك الكنائس والأديرة التي حولها ونهبوا كل ما فيها .


 ثم دخل واحد من نوتية السفن كنيسة القديس مرقس وأدلى يده في تابوت القديس ظنا منه ان به مالا . فلم يجد إلا الجسد وقد أخذ ما عليه من الثياب . وأخذ الرأس وخبأها في سفينته ولم يخبر أحدا بفعلته هذه ولما عزم القائد عمرو بن العاص على المسير أبحرت كل السفن ، ما عدا تلك السفينة التي بها الرأس ، فأمر القائد بتفتيش السفينة ، فوجدوا الرأس مخبأة فيها ، فأخرجوها من السفينة  ،


بعدها تحركت السفينة ، فأستدعى القائد البحار فأعترف بجريمته فعاقبه ، ثم سأل عمرو بن العاص عن بابا الأقباط وهو البابا بنيامين الثامن والثلاثين ، وكان مختبأ باديرة الصعيد فأرسل له خطاب أمان إلى سائر البلاد المصرية يقول فيه . الموضع الذي فيه بنيامين بطريرك النصارى القبط له العهد والأمان والسلام ، فليحضر آمنا مطمئنا ليدبر شعبه وكنائسه ، فحضر الأنبا بنيامين بعد ان قضى ثلاثة عشرة سنة هاربا ، فحضر البابا وأستلم منه الرأس المقدسة  ودفع رئيس السفينة مالا كثيرا للأب البطريرك ليبني به كنيسة على اسم القديس مرقس . وكان هذا الاب كثير الجهاد في رد غير المؤمنين إلى الإيمان وأكرمه عمرو بن العاص إكراما زائدا وأمر ان يتسلم كنائسه وأملاكها 




و نكمل مع احداث اخرى حدثت يوم 8 طوبة و التى كرس فيه الانبا بنيامين كنيسة القديس ابو الرهبان الانبا مقاريوس و الذى طلب ايضا من السيد المسيح ان يكون يوم نياحته ايضا فى 8 طوبة !!!
 ولما عاد الأنبا بنيامين إلى مقر كرسيه حضر إليه شيوخ برية شيهيت المقدسة وسألوه ان يكرس لهم الكنيسة الجديدة التي بنوها هناك على اسم القديس مقاريوس فقام معهم فرحا ولما اقترب من الدير استقبله الرهبان وبأيديهم سعف النخيل وأغصان الزيتون كما استقبلت أورشليم السيد المسيح عند دخوله إليها . 
وحدث انه لما كرس الكنيسة وبدا في تكريس المذبح رأى يد السيد المسيح تمسح المذبح معه فسقط على وجهه خائفا فأقامه أحد الشاروبيم وأزال عنه الخوف 


. فقال الأنبا بنيامين : حقا ان هذا بيت الرب ، وهذا هو باب السماء . وتطلع إلى الجهة الغربية من الكنيسة فرأى شيخا واقفا هناك تلوح عليه الهيبة والوقار ، ووجهه يضئ كوجه الملاك . فقال في نفسه حقا إذا خلا كرسي جعلت هذا أسقفا عليه .


فقال له الملاك أتجعل هذا أسقفا وهو القديس مقاريوس أب البطاركة والأساقفة والرهبان جميعا . وقد حضر اليوم بالروح ليفرح مع أولاده حقا ليدم هذا المكان عامرا بالرهبان الصالحين فلا ينقطع منهم مقدم ولا رئيس ولا تعدم مساكنه الثمرة الروحانية . 


فقال الأنبا بنيامين : طوباه وطوبى لأولاده . فقال الملاك ان حفظ بنوه وصاياه وتبعوا أوامره يكونون معه حيث يكون في المجد . وان خالفوا فليس لهم معه نصيب فقال القديس مقاريوس : لا تقطع يا سيدي على أولادي هكذا . فان العنقود إذا بقيت فيه حبة واحدة ، فان بركة الرب تكون فيه . لأنه إذا بقيت فيهم المحبة فقط بعضهم لبعض ، فأنا أؤمن ان الرب لا يبعدهم عن ملكوته . فتعجب الأنبا بنيامين من كثرة رحمة القديس مقاريوس .




 وكتب هذا الخبر ووضعه في الكنيسة تذكارا دائمًا . ثم سأل السيد المسيح ان يجعل يوم نياحته في مثل هذا اليوم . فتم له ذلك في الثامن من طوبة في مثل هذا اليوم من سنة 656 م تنيح الاب المغبوط القديس الأنبا بنيامين بابا الإسكندرية الثامن والثلاثون، بعد ان أقام في البطريركية تسعا وثلاثين سنة . وقد سمي الهيكل الذي رأى فيه السيد المسيح باسمه . صلاته تكون معنا آمين .



و من خلال ما رايناه من تاريخ مصر فى وقت الغزو العربى لها نرى ان البطش و الحرق للكنائس هو كان اسلوب الغزاة و ايضا السرقة و لكن لمراحم الله فقد اعطى قوة لراس مارمرقس جعلت عمر ابن العاص يخشى الاقباط و يخشى الههم و لذلك قد كان تصرفه مع البابا بنيامين ليس نابع عن كرم اخلاقه و لكن هو لان  (((  الرب حول شعبه من الان و الى الدهر (مز  125 :  2)))







الخميس، يناير 12، 2012

مثل هذا اليوم صدر حكم الطاغية هيرودس بقتل 144الف طفل من اطفال بيت لحم




إستشهاد أطفال بيت لحم 




في مثل هذا اليوم من السنة الثانية لميلاد المسيح ، قتل أطفال بيت لحم الشهداء وذلك ان هيرودس الملك لما استدعي المجوس سرا وتحقق منهم زمان ظهور النجم أرسلهم إلى بيت لحم ليفتشوا بالتدقيق عن الصبي وطلب منهم قائلا إذا وجدتموه فعودوا وأخبروني لكي آتي انا ايضا واسجد له . فذهبوا ووجدوا الصبي مع أمه فخروا وسجدوا ثم قدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرا وإذ كانوا متأهبين للرجوع إلى هيرودس أمرهم ملاك الرب في حلم بان يعودوا إلى كورتهم في طريق أخر . 
و بعد ما انصرفوا إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم خذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر . وكن هناك حتى أقول لك . لان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه . فقام وأخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف إلى مصر وكان هناك إلى وفاة هيرودس لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني . 


حينئذ لما رأى هيرودس ان المجوس قد سخروا به غضب جدا فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس وقد أراد هيرودس بذلك ان يقتل الطفل يسوع في جملتهم . وقيل ان هيرودس احتال لتحقيق غايته الأثيمة بان أرسل إلى تلك البلاد قائلا لهم بحسب أمر قيصر يجب إحصاء كل أطفال بيت لحم وتخومها من ابن سنتين فما دون . فجمعوا مئة وأربعة وأربعين آلف من الأطفال على أيدي أمهاتهم وقد ظن ان يسوع معهم وحينئذ أرسل الملك قائدا ومعه آلف من الجنود فذبحوا هؤلاء الأطفال على أحد الجبال في يوم واحد : وبهذا تم قول النبي إرميا : " صوت سمع في الرامة نوح وبكاء وعويل كثير . راحيل تبكي على أولادها ولا تريد ان تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين "وذلك لان بيت لحم منسوبة لراحيل وقد قتلوا بجوار مدفنها الواقع قرب بيت لحم . 


و قد قال القديس يوحنا الإنجيلي : انه رأى نفوس هؤلاء الأطفال وهم يصرخون قائلين حتى متي أيها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض . فأعطوا كل واحدا ثيابا بيضا وقيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم وأخوتهم ايضا العتيدون ان يقتلوا مثلهم " وقال ان التسبحة التي يسبح بها الأربعة الحيوانات والشيوخ لا يعرفها إلا المئة والأربعة والأربعون آلفا هؤلاء الأبكار الذين لم يتنجسوا من النساء لأنهم أطهار وهم مع الرب كل حين يمسح كل دمعة من عيونهم فطوبي لهم وطوبي للبطون التي حملتهم . شفاعتهم تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين .






الأربعاء، يناير 11، 2012

مشاركة جند السماوات مع الارضيين فى التهليل بميلاد ربنا يسوع المسيح







بنعمة ربنا يسوع المسيح كنت فى المقالة السابقة وصفت كيف كانت الملائكة تعمل على توصيل البشاير بقرب مجئ الرب الى كل من زكريا و ايضا العذراء مريم و ساكمل اليوم كيف اعلنت ليس للمقربون و لكن ايضا لاشخاص هم بعيدين تماما عن هذا الحدث الالهى العظيم 

و لكنى قبل ان اذهب الى ما حدث مع الرعاة و ايضا مع المجوس - يجب ان ابدأ من نبوة زكريا و التى اعلنها له الروح القدس و نطق بها على لسانه اقصد لسان زكريا والد يوحنا الذى اصبح المعمدان 

57 وَأَمَّا أَلِيصَابَاتُ فَتَمَّ زَمَانُهَا لِتَلِدَ، فَوَلَدَتِ ابْنًا.
 58 وَسَمِعَ جِيرَانُهَا وَأَقْرِبَاؤُهَا أَنَّ الرَّبَّ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا، فَفَرِحُوا مَعَهَا.
 59 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ، وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا.
 60 فَأَجَابَتْ أمُّهُ وَقَالَتُْ:«لاَ! بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا».
 61 فَقَالُوا لَهَا:«لَيْسَ أَحَدٌ فِي عَشِيرَتِكِ تَسَمَّى بِهذَا الاسْمِ».
 62 ثُمَّ أَوْمَأُوا إِلَى أَبِيهِ، مَاذَا يُرِيدُ أَنْ يُسَمَّى.
 63 فَطَلَبَ لَوْحًا وَكَتَبَ قِائِلاً: «اسْمُهُ يُوحَنَّا». فَتَعَجَّبَ الْجَمِيعُ.
 64 وَفِي الْحَالِ انْفَتَحَ فَمُهُ وَلِسَانُهُ وَتَكَلَّمَ وَبَارَكَ اللهَ.
نلاحظ ان زكريا استمراخرس طوال فترة حمل اليصابات منذ ان اخرسه الملاك جبرائيل عن الكلام 

 65 فَوَقَعَ خَوْفٌ عَلَى كُلِّ جِيرَانِهِمْ. وَتُحُدِّثَ بِهذِهِ الأُمُورِ جَمِيعِهَا فِي كُلِّ جِبَالِ الْيَهُودِيَّةِ،
 66 فَأَوْدَعَهَا جَمِيعُ السَّامِعِينَ فِي قُلُوبِهِمْ قَائِلِينَ:«أَتَرَى مَاذَا يَكُونُ هذَا الصَّبِيُّ؟» وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ مَعَهُ.

و نلاحظ فى الجزء التالى ان زكريا امتلأ من الروح القدس و ابتدأ يعلن نبوة عن ابنه و ما هو دوره الذى سيكون عليه امام الرب الذى كان لم يتجسد بعد 
67 وَامْتَلأَ زَكَرِيَّا أَبُوهُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَتَنَبَّأَ قَائِلاً:
 68 «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ افْتَقَدَ وَصَنَعَ فِدَاءً لِشَعْبِهِ،
 69 وَأَقَامَ لَنَا قَرْنَ خَلاَصٍ فِي بَيْتِ دَاوُدَ فَتَاهُ.
 70 كَمَا تَكَلَّمَ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ هُمْ مُنْذُ الدَّهْرِ،
 71 خَلاَصٍ مِنْ أَعْدَائِنَا وَمِنْ أَيْدِي جَمِيعِ مُبْغِضِينَا.
 72 لِيَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا وَيَذْكُرَ عَهْدَهُ الْمُقَدَّسَ،
 73 الْقَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ أَبِينَا:
 74 أَنْ يُعْطِيَنَا إِنَّنَا بِلاَ خَوْفٍ، مُنْقَذِينَ مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِنَا، نَعْبُدُهُ
 75 بِقَدَاسَةٍ وَبِرّ قُدَّامَهُ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِنَا.

هنا يعلن زكريا ان ابنه هو نبى يسير امام وجه الرب (( وجه الرب تعنى انه علم بالتجسد لان الله فى الحقيقة لم يره احد فى لاهوته )) و لكنه هنا دخل زكريا الى عمق المعرفة الالهية من بعد ان فتح فمه من بعد صمت لمدة 9 اشهر من لحظة مقابلته للملاك خبرائيل للحظة اعلان اسم ابنه يوحنا , ليعلن امام الجميع عمل ابنه امام الله و هو ( ليعد الطريق امامه ) 

76 وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى، لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ.
 77 لِتُعْطِيَ شَعْبَهُ مَعْرِفَةَ الْخَلاَصِ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُمْ،
 78 بِأَحْشَاءِ رَحْمَةِ إِلهِنَا الَّتِي بِهَا افْتَقَدَنَا الْمُشْرَقُ مِنَ الْعَلاَءِ.
 79 لِيُضِيءَ عَلَى الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ السَّلاَمِ».
الى هنا انتهت نبوة زكريا و التى لم يعلنها له ملاك او نبى و لكنه اعلان الروح القدس الذى نطق على لسانه 

و يجب ان نلاحظ عمل الروح القدس الذى به يتنبأ الانبياء هو عمل الهى و ليس للملائكة دخل به حيث ان الملائكة لا تستطيع أن تمنح روح النبوة و لكنها قد تخبر انسان مرسلة له من الله لتوصل له كلام الله و بما سيحدث له و كانها تستخدم لخدمة الاعلانات الالهية التى كانت البشرية فى انتظارها منذ ان اعلن عنها انبياء العهد القديم 

و استكمالا للاعلانات الالهية علينا ان نخرج خارج حدود الاسرة المكونة من يوسف النجار و العذراء مريم و نسيبتها اليصابات و زوجها زكريا الكاهن الى خارج حدود البلدة حيث يوجد مجموعة من الرعاة يجلسون فى البادية بعيدا عن المدينة و نشوف كيف كلمهم الملاك ليبلغهم بالفرح العظيم و ذلك ما قاله القديس لوقا فى الاصحاح الثانى 
8 وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ،
 9 وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا.
 10 فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ:«لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:
 11 أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.
 12 وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ».
 13 وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ:
 14 «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».
نلاحظ هنا ان الرب سمح لهؤلاء البسطاء من الرعاة بالتمتع بالفرح السمائى مع الملائكة و جعلهم يمتعون بالاستماع الى صوتهم الملائكى و هم يمجدون الله باشكال نورانية ( و نلاحظ ان مشاهدى الحدث هم مجموعة من الرعاة و ليس فردا و ايضا كان هذا فى نفس يوم ميلاد السيد المسيح ) و هنا يريد الله ان يعلن لنا اننا لنا شركة فى افراح الملائكة فى هذا اليوم العظيم و هو يوم مجئ المسيح الرب الى العالم فى جسد شابهنا به فى كل شئ ما عدا الخطية 

و نكمل مع الرعاة لنعرف ما الذى فعلوه من بعد رؤيتمهم للجند السماوى ( جند الله = ملائكته )
15 وَلَمَّا مَضَتْ عَنْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ الرجال الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:«لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ».
 16 فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ، وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي الْمِذْوَدِ.
 17 فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هذَا الصَّبِيِّ.
 18 وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ.
 19 وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا.
 20 ثُمَّ رَجَعَ الرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَا قِيلَ لَهُمْ.
و هنا نلاحظ ان الرعاة حكوا ( قصوا )  لمريم العذراء و ليوسف النجار و ايضا سالومى و التى كانت مصاحبة للعذراء فى رحلتها ما قد رؤه من مشاهدات حية لملائكة نورانية تسبح الله و نلاحظ ان كل هذا و مع كل هذه الروعة و الاعلانات السماوية ان العذراء لم تفصح عنها و لكنها كما كلمنا القديس لوقا عن لسانها انها قالت انها كانت تحفظ هذا كله فى قلبها 
21 وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ، كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ. 

و بنعمة ربنا ساكمل باقى النبوات التى قالها اشخاص معاصرين لميلاد يسوع المسيح و ايضا ماذا فعل المجوس و الذين ايضا رؤا نجم منير فى السماء فى زمن ميلاد المسيح 

و لالهنا كل الحب فى عيد تجسده من البتول الطاهرة و المطوبة العذراء القديسة مريم


الاثنين، يناير 09، 2012

عندما تهللت الملائكة بالتجسد الالهى ليسوع المسيح


ماذا كانت تنتظر الملائكة من يسوع المسيح و لماذا كانت تتهلل بتجسده و تذهب هذه الملائكة لتبشر الرعاة و لكنها سبقت و بشرت زكريا الكاهن بان منه و من زوجته سيجئ الذى هو سيعد الطريق امام الرب و لتبشر من يريدون الخلاص وايضا ذهبت لتبشر الفتاة الوديعة و المتواضعة و التى احبها الله و هى " مريم "انها هى التى اختارها الله لتكون ام لكلمة الله الذي سيأخذ منها الجسد ليعيش فى وسطنا كانسان على صفات امه ايضا فى الوداعة و التواضع  

و تعالوا نشوف كيف تمت هذه الامور بتسلسل عجيب و هذا ما اهتم بان يصفه القديس لوقا البشير و هو طبيب و رسام و ايضا هو من السبعين رسول الذين اختارهم يسوع ليكرزوا فى ارجاء المسكونة ببشارة الخلاص - و نظراً لمحبته للمسيح اهتم بان يتتبع الامور بتدقيق بداية من كلام الملاك لزكريا فى الهيكل و ايضا كلام الملاك للعذراء و ايضا كلام الملاك مع الرعاة و اراد من رسالته التى وجهها الى " ثاؤفيلس " و هو قد كان والى للاسكندرية فى ذلك الوقت - ان يطلعه على معالم هذا الحدث الخطير بكل التدقيق الذى هو نوع من الأمانة فى توصيل الحقيقة مجردة من فم الذين عاينوها بلا اى نوازع شخصية و لذلك رأينا كم كانت هذه البشارة و التى كتبها القديس لوقا كيف تحكى لنا تفاصيل دقيقة جدا لم يحكيها لنا باقى المبشرين سواء عن بشارة الملاك او عن شعور العذراء عندما أبلغها الملاك جبرائيل بالبشارة كما وصف لنا القديس لوقا و هو انها قد شعرت بالاضطراب من تحية الملاك و ا يضا عن الحوار الذى دار بين العذراء مريم و نسيبتها اليصابات عندما تقابلا و وصف تحرك يوحنا بفرحة داخل رحم امه عندما امتلأ من الروح القدس و كل الفضل فى توصيل هذه المواقف العميقة المعنى و الاحاسيس فى هذه البشارة لنا بهذه الصورة هى والدة الاله " العذراء مريم " شخصيا و التى هى من اعلمت لوقا بكل خفاياها لان العذراء كانت تتكتم الامور فى قلبها و لا تعلنها لانها و لذلك قال انه تتبع كل شئ (( بتدقيق )) من المعاينين لها اى الذين عايشوها فى وقتها  

- و لنبدأ مع ما وصفه لنا القديس لوقا عن الحوار الذى دار بين زكريا والد يوحنا الذى هو المعمدان و الذى معنى اسمه ( يهوة حنون ) 
- 8 فَبَيْنَمَا هُوَ يَكْهَنُ فِي نَوْبَةِ فِرْقَتِهِ أَمَامَ اللهِ، 9 حَسَبَ عَادَةِ الْكَهَنُوتِ، أَصَابَتْهُ الْقُرْعَةُ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى هَيْكَلِ الرَّبِّ وَيُبَخِّرَ.

 10 وَكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ الشَّعْبِ يُصَلُّونَ خَارِجًا وَقْتَ الْبَخُورِ.
 11 فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفًا عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ. 12 فَلَمَّا رَآهُ زَكَرِيَّا اضْطَرَبَ وَوَقَعَ عَلَيْهِ خَوْفٌ.
 13 فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ:«لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا، لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ، وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا.
 14 وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ، وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ،
 15 لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ، وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
نلاحظ العبارة التى تصف كيف سيمتلئ من الروح القدس و هنا دقة الوصف و هو فى بطن امه - و هذا ما حدث بالضبط عندما تقابلتا ( مريم و اليصابات ) و هذا كله فى الاصحاح (1)من بشارة القديس لوقا و تعالوا نشوف هذا الحوار الذى عرفنا منه قوة عمل الروح القدس و كيف ان اليصابات عندما امتلأت من الروح القدس لحظة مقابلتها للعذراء التى هى ايضا حامل بالروح القدس و كيف كان المسيح يمنح الروح القدس منذ لحظة حلوله فى الحشى البتولى للعذراء 
39 فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا، 40 وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ.
 41 فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا، وَامْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ،
نلاحظ هنا ان كلام الملاك كان صحيح عندما قال لزكريا ان ابنه سيمتلئ من الروح القدس و هو فى بطن امه و تعالو نشوف ماذا فعل الروح القدس  و الذى كشف لاليصابات حبل العذراء و ايضا ان هذا الحبل هو الرب القدوس الذى صار متجسدا من عذراء ( كلمة متجسد هنا انه اخذ منها الصفات البشرية حيث انه فى الاصل هو روح و لم يره احد الا فى حالات معدودة من العهد القديم و كانت عبارة عن ظهورات و ليس تجسدا )
و لنتابع لهذا الحوار الذى قالته العذراء بنفسها للقديس لوقا البشير 

 42 وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ:«مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ!
 43 فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟
 هنا نلاحظ ان اليصابات قد كُشف لها سر التجسد الالهى و لذلك اعلنت ان العذراء هى والدة الاله بقولها (( أم ربى ))

44 فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي.
 45 فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ».
و هنا طوبت اليصابات العذراء لانها آمنت بما قاله لها ملاك الرب 



- و لنكمل مع قول الملاك جبرائيل و الذى وصف لزكريا ماذا سيكون عمل ابنه (( يوحنا ))
16 وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِمْ.
 17 وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ، لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ، وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ، لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْبًا مُسْتَعِدًّا».
و نلاحظ انه قال عنه انه سيجئ ليهئ شعبا للرب و انه جاء ليعد الطريق امامه و نلاحظ ن الفارق فى السن بين القديس يوحنا المعمدان و السيد يسوع المسيح هو 6 اشهر 
و لذلك كان عمل يوحنا المعمدان ان يعمد الناس بالماء استعدادا للامتلاء من الروح القدس الذى كان من المسيح 

و نكمل مع الحوار الذى اثبت ان الذى يتكلم هو ملاك الله 
 18 فَقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاَكِ:«كَيْفَ أَعْلَمُ هذَا، لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ وَامْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامِهَا؟»
 19 فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَهُ:«أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللهِ، وَأُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِهذَا.
20 وَهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتًا وَلاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ هذَا، لأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلاَمِي الَّذِي سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ».
و هنا نلاحظ السلطان الذى يعطيه الله لملائكته الذين يعاقبون من يشككون فى وعود الله و لذلك اخرص الملاك جبرائيل زكريا الكاهن البار و لم يراعى انه خادم لله و هذه هى غيرة الملائكة و حرصهم على ان ترضخ البشرية لكل كلام الله و اوامره 

 21 وَكَانَ الشَّعْبُ مُنْتَظِرِينَ زَكَرِيَّا وَمُتَعّجِّبِينَ مِنْ إِبْطَائِهِ فِي الْهَيْكَلِ.
 22 فَلَمَّا خَرَجَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُكَلِّمَهُمْ، فَفَهِمُوا أَنَّهُ قَدْ رَأَى رُؤْيَا فِي الْهَيْكَلِ. فَكَانَ يُومِئُ إِلَيْهِمْ وَبَقِيَ صَامِتًا.

و ساكمل بنعمة ربنا يسوع المسيح عن ما الذى حدث مع الرعاة و المجوس فى المقالة القادمة ان شاء الرب و عشنا 
و لالهنا كل الحب و التقديس فى عيد تجسده من العذراء البتول الكلية الطهر (( والدة الاله ))

السبت، يناير 07، 2012

عيد ميلاد ربنا " يسوع المسيح "




عيد ميلاد ربنا " يسوع المسيح "

كل سنة و كل اخوتى فى المسيح عايشين فى النعمة و البركة وفى نهاية الايام في الملكوت الابدى مع ربنا " يسوع المسيح "


حقيقى انا مش عارفة ابتدى منين علشان اتكلم عن تجسد يسوع المسيح فى عيده - يعنى ابتدى من سفر المزامير و لا ابتدى من اشعياء و لا ابتدى من سفر الخروج و لا من الانبياء - فكل هؤلاء قد كلمونا عن ميلاد يسوع المسيح ( الكلمة الذى تجسد من العذراء و الروح القدس الذى من الآب خرج ) و خروج الروح القدس و انبثاقه قد كان للتجسد لان الزمان قد كمل و كملت ايام النبوات دانيال الاصحاح 7 (( 13 «كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. 14 فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.)) و التى حسب حسابها لنا ايضا فى سفره الاصحاح 9 (( 2 فِي السَّنَةِ الأُولَى مِنْ مُلْكِهِ، أَنَا دَانِيآلَ فَهِمْتُ مِنَ الْكُتُبِ عَدَدَ السِّنِينَ الَّتِي كَانَتْ عَنْهَا كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا النَّبِيِّ، لِكَمَالَةِ سَبْعِينَ سَنَةً عَلَى خَرَابِ أُورُشَلِيمَ. ))

و يكمل لِما ما رآه و قد شرحه له الملاك "" جبرائيل "" و الذي هو اسم من مقطعين و هو"" جبرا"" اى معنى قوة و "" ئيل "" اى الله باللغة العبرية و هذا هو معنى اسم جبرائيل (( قوة الله ))

و نكمل ما قاله دانيال فى الاصحاح 9 (( 20 وَبَيْنَمَا أَنَا أَتَكَلَّمُ وَأُصَلِّي وَأَعْتَرِفُ بِخَطِيَّتِي وَخَطِيَّةِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، وَأَطْرَحُ تَضَرُّعِي أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِي عَنْ جَبَلِ قُدْسِ إِلهِي، 21 وَأَنَا مُتَكَلِّمٌ بَعْدُ بِالصَّلاَةِ، إِذَا بِالرَّجُلِ جِبْرَائِيلَ الَّذِي رَأَيْتُهُ فِي الرُّؤْيَا فِي الابْتِدَاءِ مُطَارًا وَاغِفًا لَمَسَنِي عِنْدَ وَقْتِ تَقْدِمَةِ الْمَسَاءِ. 22 وَفَهَّمَنِي وَتَكَلَّمَ مَعِي وَقَالَ: «يَا دَانِيآلُ، إِنِّي خَرَجْتُ الآنَ لأُعَلِّمَكَ الْفَهْمَ. 23 فِي ابْتِدَاءِ تَضَرُّعَاتِكَ خَرَجَ الأَمْرُ، وَأَنَا جِئْتُ لأُخْبِرَكَ لأَنَّكَ أَنْتَ مَحْبُوبٌ. فَتَأَمَّلِ الْكَلاَمَ وَافْهَمِ الرُّؤْيَا. 24 سَبْعُونَ أُسْبُوعًا قُضِيَتْ عَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى مَدِينَتِكَ الْمُقَدَّسَةِ لِتَكْمِيلِ الْمَعْصِيَةِ وَتَتْمِيمِ الْخَطَايَا، وَلِكَفَّارَةِ الإِثْمِ، وَلِيُؤْتَى بِالْبِرِّ الأَبَدِيِّ، وَلِخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ، وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ. 25 فَاعْلَمْ وَافْهَمْ أَنَّهُ مِنْ خُرُوجِ الأَمْرِ لِتَجْدِيدِ أُورُشَلِيمَ وَبِنَائِهَا إِلَى الْمَسِيحِ الرَّئِيسِ سَبْعَةُ أَسَابِيعَ وَاثْنَانِ وَسِتُّونَ أُسْبُوعًا، يَعُودُ وَيُبْنَى سُوقٌ وَخَلِيجٌ فِي ضِيقِ الأَزْمِنَةِ. 26 وَبَعْدَ اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ أُسْبُوعًا يُقْطَعُ الْمَسِيحُ وَلَيْسَ لَهُ، وَشَعْبُ رَئِيسٍ آتٍ يُخْرِبُ الْمَدِينَةَ وَالْقُدْسَ، وَانْتِهَاؤُهُ بِغَمَارَةٍ، وَإِلَى النِّهَايَةِ حَرْبٌ وَخِرَبٌ قُضِيَ بِهَا. 27 وَيُثَبِّتُ عَهْدًا مَعَ كَثِيرِينَ فِي أُسْبُوعٍ وَاحِدٍ، وَفِي وَسَطِ الأُسْبُوعِ يُبَطِّلُ الذَّبِيحَةَ وَالتَّقْدِمَةَ، وَعَلَى جَنَاحِ الأَرْجَاسِ مُخَرَّبٌ حَتَّى يَتِمَّ وَيُصَبَّ الْمَقْضِيُّ عَلَى الْمُخَرِّبِ».))

و اسمحوا لى ان اتكلم فى هذا الجزء من العدد 24 ((( َتَتْمِيمِ الْخَطَايَا وَلِيُؤْتَى بِالْبِرِّ الأَبَدِيِّ، وَلِخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ، وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ ))) و قد أرانا السيد المسيح كيف نمسح بالروح القدس عند لحظة العماد و كيف يحل علينا و كيف يكون فرح فى السماء و لكن ايضا ارانا كيف نعيش حياة البِرِّ و قد كان هذا هو الهدف الرئيسى للتجسد كى نتعلم ان نقمع الشهوة الحيوانية فينا و هو اراد ايضا أن يعلمنا كيف نكون قديسين (( 26 وَتَكُونُونَ لِي قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ أَنَا الرَّبُّ، وَقَدْ مَيَّزْتُكُمْ مِنَ الشُّعُوبِ لِتَكُونُوا لِي. (لا ويين 20 : 26))

و لذلك امرنا قائلا (( 29 اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ.متى 11 )) و هنا مبادئ المسيحية تبدأ من السلوك أمام الله فى التواضع و الوداعة و عدم المباهاة بمقتنيات العالم و الدليل على اننا يجب ان نسلك فى التواضع وجدنا الهنا تنازل من مكانته السماوية ليعيش فى وسطنا كما يقول لنا داود النبى فى (( مزمور 87 5 وَلِصِهْيَوْنَ يُقَالُ: «هذَا الإِنْسَانُ، وَهذَا الإِنْسَانُ وُلِدَ فِيهَا، وَهِيَ الْعَلِيُّ يُثَبِّتُهَا». 6 الرَّبُّ يَعُدُّ فِي كِتَابَةِ الشُّعُوبِ: «أَنَّ هذَا وُلِدَ هُنَاكَ».)) انه هو العلى و هو الذى اوجد صهيون و صهيون فى العهد القديم هى رمز للعذراء التى حل الروح القدس و سكن فى حشاها البتولى 9 اشهر كاملين لتكتمل كل النبوات و التى قالت عن ان العذراء ستحبل و تلد و هذه النبوة كلمنا عنها اشعياء النبى قائلا فى الاصحاح 7 (( 14 وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ». ))

و بنعمة الله نحمده و نشكره و نتهلل بالافراح مع عيد ميلاد رب المجد الذى جاء فى وسطنا و عاش كانسان بسيط و كان يصنع خيرا بكل من قابلهم لكى نتعلم نحن ايضا ان نصنع الخير مع من يعادوننا و يرفضون وجودنا و يكمنون لنا لهلاكنا و هنا نحن مأمورون باوامر صريحة من التعاليم التى قالها لنا رب المجد فى ايام تجسده ان نحبهم و نصلى لاجلهم مهما قاسينا من اضطهاداتهم لنا كى يكمل عمل المسيح فينا و نستحق ان ندعوابناء لله الذى تجسد و صار بشرا مثلنا ليعمنا كيف نستحق ان نكون نحن ايضا ابناء له اذا اتبعنا وصاياه و تعاليمه السماوية و ايضا ان نكون نور للعالم .

كل سنة و كل البشرية فى خير و رخاء و حب و سلام
و لالهنا كل الحب فى عيد تجسده
 


ترنيمة جميلة جدا