الأحد، أغسطس 14، 2016

بأموت فيك يا حبيبى

مدونة غيورة القبطية


 بأموت فيك يا حبيبى

بأموت فيك يا حبيبى :أجمل تعبير يتبادله حبيبين عندما يلتقيان فترتعش قلوبهما بنبضات الحب مع تلك الكلمات والتى تجعل الدماء تلتهب ,مع سرعة نبضات القلب الذى يدفع الدماء الى كل الجسد فيشعران بالدفئ، ويشعر الحبيبان و كأنهما لا يقفان على الارض و لكنهما طائران فوق السحاب ،و كأنهما فى عالم تانى، و فى قلب منهما أن لا تنتهى تلك اللحظة الجميلة المفعمة بنشوة الإلتقاء ، لدرجة أنهما يتمنيان أن يذوبا معا لكى لا يفرق بينهما شئ و لا حتى الهواء ، و عندما يفترقان الى حين يظلان يجتران تلك اللحظة التى اعترفا فيها بحبهما و مدى النشوة التى يشعران بها حتى بعد الافتراق لحين الالتقاء الآتى ،و كل طرف بيتخيل كيف سيكون اللقاء و الشعور بمدى النشوة بمجرد التفكير فى الحبيب و ما هى الملابس التى سيرتديها لمحبوبه و ما هو البرفان الذى سيضعه ، فالمحبوبة تريد أن تكون فى ابهى جمالها ، و الحبيب بيرتب أجمل الكلام لسماعه فى إذن محبوبته

- فى الحقيقة أنا بأعترف بأنى بأعيش حالة حب و نفسى كل الناس تذوق هذا الحب الجميل فانا باستعد للقاء حبيبى اللى باموت فيه فهو سر فرحى و هو الذى جعلنى أشعر بأنى معه لا اريد شئ و نفسى أكون جميلة جداً يوم ما أقابله و أترمى فى حضنه و بصراحة انا بأتعجب من نفسى فأنا اللى كنت بأحب النوادى و السينما و مشاهدة الافلام و متابعة الموضة, - أصبحت لا اشعر غير بالإحتياج أنى أكون مع حبيبى فقط و فى أى مكان حتى و لو فى حجرتى الخاصة ، و اللى معاه بأشعر بأمان عجيب و رضى و فرح و شبع لا يوصف و معاه لا اريد شئ - طبعا كلكم نفسكم تعرفوا شكل حبيبى اللى خلانى أنسى كل الناس و كل الدنيا ,فحبيبى حنون جداًفى طبعه و باله طويل اوى علىَّ, و بيزعل منى لما يلاقينى قاسية - فيقولى أنا عايزك تبقى زيى فى كل حاجة -فكنت بأقوله أنت قلبك واسع جداً, و حمال القساوة ,و لكن انا قلبى مش زيك فكان يقول لى اتعلمى منى الحب, لأنك لو حبتينى بجد حتعرفى تحبى كمان الناس و تتعلمى تصبرى عليهم - فكنت اقول له حاضر ح أحاول ,و بصراحة أصبحت بأحب كل الناس على إختلاف طبائعهم ,و حتى لو حد زعلنى اتماسك ,و لا اغضب لأنى فى حالة حب غير عادى, لأن حبيبى هو كمان غير عادى
- و بصراحة انا عارفة إنكم متشوقين تعرفوا مين هو حبيبى و ايه شكله, و أنا ح أحاول أوصف حبيبى ليكم - هوعينيه بحر من الحنان و الحب و الوداعة و لمسة ايديه بتشفينى و لما بأترمى فى حضنه بأنسى كل آلامى و أحزانى و بأشعر أن حضنه يساع العالم كله, و أما قُبلة فمه ففيها نسمات بحر من المياة لا ينتهى ,و أما إبتسامته فمليانة بالهدوءو الرزانة و العُمق الغريب و السمو
13 (هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدّاً.)اشعياء 52   - لأن حبيبى جاء من جنس الملوك - وحبيبى غنى جداً ،لكن بالرغم من مكانته و غناه لكن كمان هو متواضع جداً جداً جداً , حتى نبرات صوته كالهمس و صوته لا يعلو أبداً معى لأنى حبيبته ( 16حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ) نشيد الانشاد الاصحاح 5 ,و كان سر حيرتى فى حبيبى إنه انسان متواضع على الرغم من انه من نسل ملوك زى ما قلت لكم ,و سأقول لكم على سر أنى مرة سألته و قلت له إزاى أنت غنى كدة و كمان متواضع فقالى" أن سر الغنى فى الكمال هو الذى يصل الى التواضع  "
و أكمل لكم شكل و أوصاف حبيبى فلون بشرته فهو ابيض مشرب بلون الدم القانى - و شايل على ضهره خشبة ثقيلة  و ماشى حافى بين البشر و أما البشر فلا تنظر الى حبيبى (  هَذَا حَبِيبِي وَهَذَا خَلِيلِي يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ.) نشيد الانشاد 5 : 6

( لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ. 3مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ. 4لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا) اشعياء 53 - لأن للأسف البشر ملهيين فى ملذات الجسد و الترف و العالم و الاموال - و كل واحد بيدور على حقه و بيشمر عن ذراعاته علشان يخطف اللقمة قبل ما توصل لفم غيره حتى و لو كان فى غنى عنها !!!!فالعالم هو عالم الطامعين - عالم مليان بالاشرار - و لكنهم فى نظر حبيبى هم ضالين و مرضى بالشلل و العمى و الخرس و بالنجاسة و محتاجين لطبيب و محتاجين من يقودهم الى هذا الحبيب الشافى للنفوس  و هو المُحب للبشر - اللى فى قمه ضعفه أمام صالبيه اظهر قوة مجده بقوة حبه و غفرانه لهم و لم ينتقم منهم,لأنه كان فى مقدرته أن يأخذ أرواحهم , و لكنه تركهم دون الانتقام لأن يوم الدينونة هو فقط يوم العقاب, و نحن أوقات بنتناسى وجوده و نتناسى أننا سنمثل أمامه ,و نظن أن وداعته و حبه تنفى عدله و صرامته و تاديباته ,و لكن لننظر الى ما قاله القديس جيروم ( نحن أيضاً نصير تعساء إذ لم نُسر الله فيستخدم عنف البرابرة ليحل بغضبه علينا )



 و لنفهم المعنى الروحى للكلمات "بأموت فيك يا حبيبى" : هو تعبير يقوله المحبين دون أن يفهموا المعنى الروحى لهذا التعبير و الذى جاء ذكره فى الكتاب المقدس فى أكثر من موضع و هو تعبير متسامى جداً ( طوبى للأموات الذين يموتون فى الرب ) 13وَسَمِعْتُ صَوْتاً مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً لِي: «اكْتُبْ. طُوبَى لِلأَمْوَاتِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي الرَّبِّ مُنْذُ الآنَ نَعَمْ يَقُولُ الرُّوحُ، لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ أَتْعَابِهِمْ، وَأَعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ». ) سفر الرؤيا 14
- و تعالوا معى لنعرف معنى الموت حباً فى حبيبى و ربى يسوع المسيح :- هو حب يجعلك تترك كل شئ و تعيش حالة من الاستغناء و الشبع من كل شئ حسى, و تزول معه الشهوات الحيوانية , لتذوب فى هذا الحبيب الذى جعلنى هيكل له و جعلنى اموت عن العالم ,وهو علمنى أن النظر الى الحياة على أنها ما هى الا مرحلة انتقالية للحياة الحقيقة ( الأبدية فى الوطن السمائى ) و الإستعداد لتلك الحياة يبدأ من الصغر ,عندما نعلم اطفالنا أن لا يكذبوا ,و ان لا يسرقوا ,و أن يتشاركوا مع أصدقائهم من طعامهم لو صديقهم ليس معه ,و مساعدة المحتاجين حتى و لو بالقليل من المال الى أن يصبح المال كله من اجل المحتاجين عندما يصل الأنسان الى أعلى درجات الاستغناء مثل ابينا "الانبا انطونيوس "و غيره من الكثيرين مثل "الانبا ارسانيوس" الذى كان يعلم أبناء الملوك , و" الأنبا كاراس السائح "و مثل كل أب كاهن كان ناجحا فى عمله فى وسط العالم و كان يدر عليه الأرباح الوفيرة و لكنه يقبل أن يدخل فى خدمة الكهنوت لكى يخدم المسيح راضيا بمبالغ قليلة تساعد اسرته على المعيشة, و أيضاً يوجد مثل جميل للخدمة و نهر العطاء وهو نموذج قدمته الام" تريزة "و التى عاشت لإعطاء خدمة الحبُ و الخدمة المتفانية فى أكثر المناطق فقراً و بؤساً لتوفير الراحة للبؤساء و المطرودين ,فالطوبى اى الفرح و السعادة التى لا تنتهى هى لمثل هؤلاء من الذين عرفوا الغرض من الحياة فى العالم ,و ان كل العالم سيفنى الى غير رجعة و أنهم لهم دور أن لا يعيشوا بحثاً عن راحتهم و مجدهم و غناهم - فكل تلك الامور هى الى زوال و الاذكياء فقط هم الذين أدركوا تلك الحقيقة و أعادوا حساباتهم و أيضاً قد ذاقوا حب ربنا يسوع المسيح

- أيضاً الموت حباً فى ربنا يسوع المسيح يجعل الانسان ينسى نفسه ,و ذاته المتعالية ليصل فى يوم من الأيام لتصبح الذات لا شئ و لا يهزها الاستهزاء او السخرية او السب او الشتم أو حتى القتل ,لأنها تدرجت فى مرحلة النظر الى الذات على انها مكونة من شوية تراب حقير و يد الصانع هى التى شكلته, و أن  الانسان مهما علت مكانته الاجتماعية و معلوماته الثقافية و سلطانه و جبروته ,فهو لا شئ و ايامه على الارض من الغباء أن يحسب لها حساباً أو يظن أنه ذو أهمية - و لكن عليه أن يأخذ حذره من هذا الذى يقف و فى يده منجل حاد ( 14ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا سَحَابَةٌ بَيْضَاءُ، وَعَلَى السَّحَابَةِ جَالِسٌ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، لَهُ عَلَى رَأْسِهِ إِكْلِيلٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَفِي يَدِهِ مِنْجَلٌ حَادٌّ)سفر الرؤيا 14
و هذا الجالس على السحابة هو" ربنا يسوع المسيح" له كل المجد ,و هو الديان, و المنجل الحاد الذى فى يده, هو لقطع الاغصان الجافة من الكرمة و الاغصان هى كل من لم يعيش حسب وصاياه ,و هذا ما سبق و قاله لنا ربنا يسوع المسيح فى بشارة القديس يوحنا الاصحاح 15 (  لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً.6إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجاً كَالْغُصْنِ، فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ، فَيَحْتَرِقُ) و لذلك ما لم نُثمر بالروح القدس فها هو ملك الملوك و رب الارباب آتيا على السحاب فى يوم العدل و الحساب لنقف أمامه فهو الحبيب الذى أحبنا أولاً و صليبه هو أكبردليل على حبه و موته من أجل حياتنا و  "موته حبا فينا نحن أبنائه " لأن هو الذى مات حباً فينا أولاً و كان هذا على الصليب ,و لذلك أيضاً سيكون هو الديان العادل و الذين سيدين كل من استهزئ سواء بصليبه أو بموته و لم يصدق قيامته و أيضاً لم يعمل بوصاياه و هو الذى قال ( إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، ) يوحنا 14 :23

- ولنتعرف على أدلة الحب الذى أحبنا به اولاً
 من تلك الادلة أن ما نأكله كل يوم من على المذبح و ما نشربه فى سر التناول له دلالات و اشارات مخفية برموز لو فهمناها لعرفنا مدى حبه لنا و صبره علينا - فتعالوا نفهم أكتر
لماذا نتناول من القربان المصنوع من الدقيق و الماء و الخميرة ,و الذى بالروح القدس يتحول الى جسد الرب يسوع المسيح - فالدقيق هو مسحوق أى مطحون و قد دار حجر الرحى ليسحق حبوب الغلة ,و التى تحولت الى الدقيق الناعم جداً ,و هذا هو بالضبط ما يشعر به السيد المسيح من آلام من كثرة خطايانا التى سحقته ,و لذلك قال أشعياء النبى فى الاصحاح 53 (  مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا ) و ايضاً فالعصير الذى للكرمة يأتى من العصر بالضغط عليه حتى ينفجر منه العصير الاحمر القانى و الذى يتحول بالروح القدس الى دماء السيد المسيح و هذا لنشعر و نفهم معنى الخطية و كما قال اشعياء النبى ( 5وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا ) فالجروح هى نحن الذين تسببنا فيها و لذلك عندما بدأ رحلة الصليب من عند جبل الزيتون (  وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ ) لوقا 22 : 44

 (أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ
أشعياء 53 : 12 ,ومن رموز الحُب أيضاً و التى نراها و لا نفهم معناها مثلا شكل القلب و الذى قد طُعن بالسهم و الكل يقول ان هذا الرمز اشارة للحب ،فهذا حقيقى ,و هذا هوالذى شاهدناه عندما طعن احد الجنود جانب السيد المسيح و هو على الصليب للتأكيد على موته ،وكما جاء فى بشاة القديس يوحنا الاصحاح 19 ( 34لَكِنَّ وَاحِداً مِنَ الْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ، وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ)


 سؤال و هو لماذا اختار أن يكون موته معلقاً على خشبة

- و أوقات كتير الناس بتسأل لماذا كان إختار يسوع المسيح أن طريقة موته تكون على قطعة من الخشب مُعلقا عليها كالذبيحة و لماذا لم يختار طريقة إخرى للموت و بالبحث فى كتابنا المقدس و الذى هو كتاب محبة الله لنا وجدنا أن :- كان فى عبادات الوثنيين أن يحضروا شجرة و تقام "سارية" اشارة للعبادة الوثنية فى ذلك الوقت و يظن كتبة "المشنا" اليهودية أن "السارية" كانت عبارة عن " شجرة " تقدم لها العبادة، ولكن بفحص ما جاء عنها في العهد القديم، نجد أنها كانت عموداً من الخشب ينصب رمزاً لآلهة معينة (قض 6: 26)، وأنها كانت تُعمل (1مل 14: 15)، وتُصنع (إش 17: 8)، وتغرس(تث 16: 21)

- لذلك حمل ربنا السيد المسيح عنا تلك الخشبة و هى صليب العار و الخطايا فى وجه الشيطان, و قَبِل على ذاته الالهية أن يحمل رمز الشيطان أى "الخشبة "على ظهره بل و يُعلق عليه لكى يُعلن لنا أنه مات فى حُبنا نحن صنعة يديه


يا الهى يا من تعاليت عن كل الخطايا و أيضاً حملت كل الخطايا فحبى لك لا يجئ نقطة فى بحر حبك لى
بأحبك يا ربى يسوع المسيح يا مخلصى الصالح