الأربعاء، أغسطس 31، 2011

البابا مكاريوس الثالث وقوة الوقوف ضد قانون الاحوال الشخصية لغير المسلمين




القديس مكاريوس الثالث البطريرك الرابع عشر بعد المائة .

ولد في مدينة المحلة الكبرى في 18 فبراير سنة 1872 من أسرة عريقة مشهورة بأسرة القسيس امتازت بالفضيلة والتدين فنشأ منذ نعومة أظفاره في وسط متدين تقي تلقى علومه الابتدائية والثانوية بالمحلة الكبرى وطنطا وكان منذ صباه زاهدا مولعا بالوحدة مهتما بحفظ الألحان الكنسية .

- ولما بلغ السادسة عشرة هجر العالم وقصد دير القديس أنبا بيشوي بوادي النطرون في سنة 1888 م ليحقق رغبته في العبادة والزهد وكان اسمه الراهب عبد المسيح فتفرغ للعبادة ودرس الكتاب المقدس والكتب الكنسية والطقوس القبطية وسرعان ما ظهرت فضائله وتقواه وذاعت سمعته الطاهرة بين الرهبان وقد امتاز بنسخ الكتب وحسن الخط القبطي والعربي ، كما أتقن فنون الزخرفة القبطية الدينية . وبعد ان سيم قسا قضى في الحياة النسكية الطاهرة نحو ست سنوات ثم توجه إلى دير البراموس سنة 1895 م حيث سامه البابا كيرلس الخامس قمصا وكاتما لأسراره ، كما كلفه بالتدريس في مدرسة الرهبان وأسند إليه تدريس اللغتين القبطية والفرنسية وكان في نيته ان يرسمه مطرانا لكرسي مصر ولكنه بعد مضى 25 شهرا على وصول القمص عبد المسيح إلى القاهرة انتقل إلى رحمة الله الأنبا ميخائيل أسقف أسيوط فحضر إلى القاهرة وفد من أسيوط ووقع إختيارهم على هذا القمص الجليل وزكوه مطرانا لأسيوط فلم يقبل البابا في بادئ الأمر طلبهم لأنه كان يحتفظ به ليقيمه مطرانا للقاهرة ومساعدا لغبطته في إدارة شئون الكرازة المرقسية .

بداية تنفيذ خطة الله
ولما ألح الوفد في الطلب واشتدوا في الرجاء قبل البابا إختيارهم له ورسمه مطرانا لأسيوط في 11 يوليو 1897 م ( 5 أبيب 1613 ش ) وكان وقتئذ في الرابعة والعشرين وسماه مكاريوس فذهب إلى مقر كرسيه وهو شاب يافع لا سلاح له إلا تقواه وزهده وعلمه فشمر عن ساعد جده وماضي عزمه وحنكة الشيوخ وتجربتهم رغم حداثة سنه . في ضم الشتات وتركيز العقيدة فحفظ للشعب وحدته وللكنيسة مقامها وقدسيتها ونجح نجاحا باهرا

بداية التنفيذ لخطة الاصلاح الكنسى
- ولم يكتف بالبرنامج الذي وضعه للإصلاح الكنسي , بل عقد مؤتمرا قبطيا عظيما في مدينة أسيوط سنة 1910 م رغم الاعتراضات التي قامت في سبيله ولم يكتف بذلك بل قدم للبابا كيرلس الخامس في أول سنة 1920 م رسالة عن المطالب الإصلاحية الملية بالاشتراك مع زميله الأنبا ثاوفيلس أسقف منفلوط وأبنوب وقتئذ مما دل على عظم كفاءته ورغبته في إعلاء كلمة الحق .

الشعب يطالب بالاصلاح مع تبوأ البابا مكاريوس العرش المرقسى
- ولما تنيح البابا كيرلس الخامس في سنة 1928 م رشحه الشعب للكرسي البطريركي لتحقيق مطالب الإصلاح ولكن حالت الظروف وقتئذ دون تحقيق ذلك ولما تنيح البابا يؤانس التاسع عشر سمحت العناية الإلهية ان يتبوأ الأنبا مكاريوس العرش المرقسي ورسم بطريركا على الكرازة المرقسية في يوم الأحد 13 فبراير سنة 1944 م .

الابتداء فى خطة الاصلاح و مراحلها
- وبعد ان تبوأ كرسي البطريركية أصدر في 22 فبراير سنة 1944 م وثيقة تاريخية غرضها الأساسي إصلاح الأديرة وترقية رهبانها علميا وروحيا وأمر بمحاسبة نظارها ورؤسائها وقد أدى هذا الأمر إلى انقسام كبير بين المجمع المقدس والمجلس الملي العام .

الاعتراض على قانون الاحوال الشخصية
وفي 7 يونية سنة 1944 م قدم المجمع المقدس مذكرة إلى البابا البطريرك والي وزير العدل بالاعتراض على مشروع الأحوال الشخصية للطوائف غير الإسلامية لأنه يهدم قانونا من قوانين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كما أنه يمس سرين من أسرارها المقدسة وهما سر الزواج وسر الكهنوت وهما من أركان الدين والعبادة .

التصادم بين المجلس الملى و المجمع المقدس ( نفس ما نعيشه الان و ما نراه من مجموعة مارقة تريد الخروج عن قوانين الكتاب المقدس بطلب الزواج الثانى )
وقد استمر النزاع وتعذر التوفيق بين المجمع والمجلس وفشلت المحاولات التي قام بها البابا لإزالة سوء التفاهم وأصر المجلس على تدخله في غير أختصاصه . بل فيما هو من صميم أختصاص المجمع المقدس . حتى اضطر البابا إلى هجر العاصمة مقر كرسيه والاعتكاف في حلوان ثم الالتجاء إلى الأديرة الشرقية بصحبة الآباء المطارنة وبعد ان استقر في دير أنطونيوس قصد دير أنبا بولا وقد كان لهذه الحوادث المؤلمة ضجة كبيرة في جميع الأوساط واهتز لها كل غيور على الكنيسة .
ولما علم رئيس الوزراء بهجرة البابا إلى الدير عمل على عودته مكرما إلى كرسيه فكلل عمله بالنجاح ورفع المجلس الملي إلى البابا كتابا يلتمس فيه عودته حتى يتسنى تصريف شئون الكنيسة والتضافر على السير في طريق الإصلاح المنشود وبعد ذلك عاد البابا من الدير فاستقبله الشعب استقبالا حافلا .


- وانعقد المجمع المقدس برئاسته وأصدر في أول يناير سنة 1945 م بعض القرارات منها
- تمثيل كنيسة أثيوبيا في المجمع الأسكندرية و تبادل البعثات بين مصر وأثيوبيا وإنشاء معهد إكليريكي بأثيوبيا
- قصر الطلاق على علة الزنا - وضع قانون للأحوال الشخصية
- جعل لائحة ترشيح وانتخاب البطريرك متفقة مع القوانين الكنسية وتقاليدها
- إنشاء كلية لاهوتية للرهبان وتشكيل لجنة دائمة لفحص الكتب الدينية والطقسية المحافظة على مال الوقف وحسن سير العمل بالديوان البطريركي
- تنفيذ قانون الرهبنة الصادر في 3 يونية سنة 1937 بكل دقة ، واستدعاء الرهبان المقيمين خارج أديرتهم
- إنشاء سجل في كل كنيسة يقيد فيه أفراد كل عائلة قبطية ، وآخر يقيد فيه أسماء المعمدين والمرتقين إلى رتبة الشماسية والمنتقلين .

مجئ بطريرك روسيا الى القاهرة لتنمية العلاقات الكنسية
وفي يوم 6 يونية سنة 1945 م حل في القاهرة بطريرك روسيا فأوفد البابا مكاريوس وفدا من الآباء المطارنة لاستقباله ثم تبادلا الزيارات الودية .

معاودة المجلس الملى للانحراف عن قوانين الكتاب المقدس
وبعد ذلك اشتد الخلاف بين قداسة البابا والمجلس الملي العام مرة أخرى ولم يحل هذا الخلاف دون تولى البابا أمر الدفاع عن كيان أمته وقوانين الكنيسة خصوصا قانون الأحوال الشخصية للطوائف غير الإسلامية .

الاتحاد بين الطوائف لنبذ قانون الاحوال الشخصية لغير المسلمين
 فرفع رؤساء الطوائف غير الإسلامية بالقطر المصري وعلى رأسهم بطريرك الأقباط الأرثوذكس بتاريخ 30 مايو سنة 1945 م مذكرة إلى وزارة العدل بالاعتراض على القانون الخاص بتنظيم المحاكم الطائفية للأحوال الشخصية وأخرى إلى مجلس الشيوخ والنواب في 25 يونية سنة 1945 م تحوي الاعتراضات التي يجب الالتفات إليها حتى يصبح موافقا لأحوالهم وتقاليد عائلاتهم .

بداية نهاية خطة الله  للبابا مكاريوس على الأرض
وكان البابا يشكو ضعفا شديدا ألم به في الأسبوعين الأخيرين من حياته اضطره لأن يلازم قصره معتكفا وفي مساء الخميس 24 مسرى 1661 ش ( 30 أغسطس 1945 ) شعر بتعب شديد وأصيب بهبوط في القلب فأسرع الأطباء لإسعافه حتى مطلع الفجر وفي التاسعة والربع من صباح الجمعة 31 أغسطس سنة 1945 م صعدت الروح الطاهرة إلى بارئها وأحتفل قبل ظهر يوم الأحد 2 سبتمبر بتشييع جثمانه الطاهرة إلى مقره الأخير بالكنيسة بين مظاهر الحزن والأسى ووضع تابوته بجانب أجساد البطاركة السابقين بعد ان أقام على الكرسي البطريركي سنة واحدة وستة أشهر وتسعة عشر يومًا أسكنه الله مساكن الأبرار .
وتصادف ان حصلت زلزلة في القاهرة في الساعة الثانية والدقيقة 45 وقت الدفن شعر بها الجميع فتأثرت نفوس المؤمنين لمشاركة الطبيعة لهم في الحزن على انتقال هذا القديس الطاهر
صلاته تكون معنا ، ولربنا المجد دائمًا . آمين

السبت، أغسطس 27، 2011

حل لغز الحية التى انقذت شعب الله فى العهد القديم





بنعمة ربنا يسوع المسيح مخلص العالم من الخطايا

- اتكلم اليوم عن تناقض عجيب فى الكتاب المقدس  و تحديدا فى سفر الخروج 20 عندما يأمر الله موسى قائلا له

 4 لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ.5 لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ،

و لكننا نجده أيضا يأمر موسى النبى  قائلا له فى سفر العدد 21
 8 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْنَعْ لَكَ حَيَّةً مُحْرِقَةً وَضَعْهَا عَلَى رَايَةٍ، فَكُلُّ مَنْ لُدِغَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا يَحْيَا». 
و السؤال ما هو غرض الله من هذا التناقض ( سؤال غبى مش كدة ) و غباء السؤال ان الله لم يطلب من الشعب عبادتها و لكن طلب النظر اليها فقط
ولكن السؤال كيف ينظر شعب الى حية معلقة على راية صنعة ايدى موسى يكون بها النجاة من الموت
تعالو نتابع الموضوع من الاول كما جاء فى سفر العدد الاصحاح 21
4 وَارْتَحَلُوا مِنْ جَبَلِ هُورٍ فِي طَرِيقِ بَحْرِ سُوفٍ لِيَدُورُوا بِأَرْضِ أَدُومَ، فَضَاقَتْ نَفْسُ الشَّعْبِ فِي الطَّرِيقِ. 5 وَتَكَلَّمَ الشَّعْبُ عَلَى اللهِ وَعَلَى مُوسَى قَائِلِينَ: «لِمَاذَا أَصْعَدْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِنَمُوتَ فِي الْبَرِّيَّةِ؟ لأَنَّهُ لاَ خُبْزَ وَلاَ مَاءَ، وَقَدْ كَرِهَتْ أَنْفُسُنَا الطَّعَامَ السَّخِيفَ». 6 فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَى الشَّعْبِ الْحَيَّاتِ الْمُحْرِقَةَ، فَلَدَغَتِ الشَّعْبَ، فَمَاتَ قَوْمٌ كَثِيرُونَ مِنْ إِسْرَائِيلَ. 7 فَأَتَى الشَّعْبُ إِلَى مُوسَى وَقَالُوا: «قَدْ أَخْطَأْنَا إِذْ تَكَلَّمْنَا عَلَى الرَّبِّ وَعَلَيْكَ، فَصَلِّ إِلَى الرَّبِّ لِيَرْفَعَ عَنَّا الْحَيَّاتِ». فَصَلَّى مُوسَى لأَجْلِ الشَّعْبِ. 8 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْنَعْ لَكَ حَيَّةً مُحْرِقَةً وَضَعْهَا عَلَى رَايَةٍ، فَكُلُّ مَنْ لُدِغَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا يَحْيَا». 9 فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَوَضَعَهَا عَلَى الرَّايَةِ، فَكَانَ مَتَى لَدَغَتْ حَيَّةٌ إِنْسَانًا وَنَظَرَ إِلَى حَيَّةِ النُّحَاسِ يَحْيَا
و نجد سليمان الحكيم لم يترك موضوع هذه الحية دون ان يعلق عليه فقال فى سفر الحكمة 16
1- لذلك كانوا احقاء بان يعاقبوا بامثال هذه و يعذبوا بجم من الحشرات.
 2- اما شعبك فبدلا من ذلك العقاب
احسنت اليهم باعداد السلوى ماكلا غريب الطعم اشبعت به شهوتهم. 3- حتى انه بينما كان اولئك مع جوعهم فاقدي كل شهوة للطعام من كراهة ما بعثت عليهم كان هؤلاء بعد عوز يسير يتناولون ماكلا غريب الطعم.
 4- فانه كان ينبغي لاولئك المقتسرين ان تنزل بهم فاقة لا مناص منها و لهؤلاء ان يروا كيف يعذب اعداؤهم لا غير.
 
الجراد وحية النحاس
 5- و لما اقتحم هؤلاء حنق الوحوش الهائل و اهلكهم لدغ الحيات الخبيثة.
 6- لم يستمر غضبك الى المنتهى بل انما اقلقوا الى حين انذارا لهم
و نصبت لهم علامة للخلاص تذكرهم وصية شريعتك.
 7- فكان الملتفت اليها يخلص لا بذلك المنظور بل بك يا مخلص الجميع.
 8- و بذلك اثبت لاعدائنا انك انت المنقذ من كل سوء.
 9- لان اولئك قتلهم لسع الجراد و الذباب و لم يوجد لنفوسهم شفاء اذ هم اهل لان يعاقبوا بمثل ذلك.
 10- اما بنوك فلم تقو عليهم انياب التنانين السامة لان رحمتك اقبلت و شفتهم.
 11- و انما نخسوا ليتذكروا اقوالك ثم خلصوا سريعا لئلا يسقطوا في نسيان عميق فيحرموا احسانك.
 12- و ما شفاهم نبت و لا مرهم بل كلمتك يا رب التي تشفي الجميع.
 13- لان لك سلطان الحياة و الموت فتحدر الى ابواب الجحيم و تصعد.
 14- اما الانسان فيقتل بخبثه لكنه لا يعيد الروح الذي قد خرج و لا يسترجع النفس المقبوضة.
و باختصار انه عندما كان يجوع شعب الله فكان يرسل لهم المن من السماء و الذى قالوا عليه انه طعام سخيف ( وَقَدْ كَرِهَتْ أَنْفُسُنَا الطَّعَامَ السَّخِيفَ». )  و هذا الطعام الذى هو نازل من السماء و الذى تكلم عنه يسوع المسيح قائلا فى بشارة القديس يوحنا 6
 
 48 أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. 49 آبَاؤُكُمْ أَكَلُوا الْمَنَّ فِي الْبَرِّيَّةِ وَمَاتُوا. 50 هذَا هُوَ الْخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ، لِكَيْ يَأْكُلَ مِنْهُ الإِنْسَانُ وَلاَ يَمُوتَ. 51 أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ».
52 فَخَاصَمَ الْيَهُودُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَائِلِينَ:«كَيْفَ يَقْدِرُ هذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَ؟» 53 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ.
و من العجيب ان يكون الخبز النازل من السماء هو يسوع المسيح نفسه و الذى عندما سخر اليهود من هذا الطعام فضربهم الله بحيات حارقة كل من تلدغه يموت و كما قال الكتاب (  فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَى الشَّعْبِ الْحَيَّاتِ الْمُحْرِقَةَ، فَلَدَغَتِ الشَّعْبَ، فَمَاتَ قَوْمٌ كَثِيرُونَ مِنْ إِسْرَائِيلَ  )
و لكنه كما انه ارسل الداء عقبا لمن استهزؤا بما يقدمه لهم من محبة عظيمة حيث انه اخرجهم من مصر من بعد عشر ضربات عظيمة لفرعون كى يخلصهم منه و فرعون هو رمز للشيطان الذى يريد الانسان ان يستعبد له الى مالا نهاية و يرفض ان يطلقه حرا و لذلك ارسل الله أخيرا ملاك ليخرجهم من ارض مصر من بعد ان صار العويل فى كل بيت مصرى من قسوة عقاب الله لمن اذل شعب طيلة اكتر من 400 سنة 
و لكنه غفر لهم من بعد ان استهزؤا بعمله  فارسل الدواء ايضا و لكنه كان بطريقة رمزية استخدمها العهد القديم لتكون مقدمة لعمل عظيم نستظل به الآن كمسيحيين و هو راية الصليب و الذى به استطعنا ان نسحق رأس الشيطان الممثل بالخطية التى هى حية تحرق كل من تسيطر عليه كالحيات المحرقة التى هى نار الخطية لكل من يعيب فى عمل الله القدوس و لذلك وجدنا يسوع المسيح هو بنفسه يحل لنا لغز هذا الحية يقول لنا فى بشارة القديس يوحنا الاصحاح 3
14 «وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ، 15 لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.
 و هكذا علينا ان لا نبعد اعيننا عن يسوع المسيح المصلوب من اجل خطايانا و خطايا العالم
و لنتهلل مع بولس الرسول قائلين
14 وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ.

الأربعاء، أغسطس 24، 2011

الاقوال التى قد قيلت عن مدينة الله


العذراء مريم قد احبت مصر و ايضاً قد احبت شعبها و قد زارت مصر قبل عام و تحديدا فى ديسمبر 2009 و قد انارت سماء القاهرة و هذا الظهورات التى قد قاربت الشهر  كانت لها دلالات لم  نفمهمها الا عندما بدأت الدماء الطاهرة للاقباط تفترش شوارع مصر بداية من نجع حمادى الى القديسين بالاسكندرية الى مرسى مطروح الى العريش الى القاهرة و بهذا عرفنا ان امنا الحنون قد جائت لتعزيتنا لتطمئنا ان لكل هؤلاء الذين استشهدوا قد ادخلتهم شفاعتها الى الفردوس
و قد قيلت اقوال كثيرة عن العذراء فى كتابات انبياء العهد القديم و اليوم سيكون عن ما قاله داود النبى عن العذراء قبل الف سنة من ميلادها و تطبيقه فيما قاله الملاك لها عندما قابلها
فما قاله داود قاله على عشرة اوتار هى تسبحة العذراء التى تقولها الكنيسة فى شهر كيهك
مز45 : 9
 جُعِلَتِ الْمَلِكَةُ عَنْ يَمِينِكَ بِذَهَبِ أُوفِيرٍ.

+ الوتر الاول : تحبل العذراء بالملك الجبار
و قد رأها يوحنا فى رؤياه فقال
1 وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا، 2 وَهِيَ حُبْلَى تَصْرُخُ مُتَمَخِّضَةً وَمُتَوَجِّعَةً لِتَلِدَ. ( رؤيا 12)



+ الوتر التانى داود : داود بالاغانى  يرتل بالالحان مع ضرب القيثار
10 اِسْمَعِي يَا بِنْتُ وَانْظُرِي، وَأَمِيلِي أُذُنَكِ، وَانْسَيْ شَعْبَكِ وَبَيْتَ أَبِيكِ، 11 فَيَشْتَهِيَ الْمَلِكُ حُسْنَكِ، لأَنَّهُ هُوَ سَيِّدُكِ فَاسْجُدِي لَهُ.
ها هى البشارة تبدأ بدخول الملاك الى المختارة من الله كما ذكرها القديس لوقا 1
28 فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ:«سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ.
مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ».



+ الوتر التالت : انتِ مؤتمنة بالنور مشتملة و الرب لكِ إختار
13 كُلُّهَا مَجْدٌ ابْنَةُ الْمَلِكِ فِي خِدْرِهَا. مَنْسُوجَةٌ بِذَهَبٍ مَلاَبِسُهَا
صفات ابنة الملك كما قال لنا القديس لوقا
. 38 فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ»
ابنة الملك : متواضعة - ابنة الملك : خادمة - ابنة الملك : حمامة وديعة - ابنة الملك : طاهرة



+ الوتر الرابع : اصغى يا سامع : ده قول شائع فى كل الاقطار
10 اِسْمَعِي يَا بِنْتُ وَانْظُرِي، وَأَمِيلِي أُذُنَكِ، وَانْسَيْ شَعْبَكِ وَبَيْتَ أَبِيكِ
 14 بِمَلاَبِسَ مُطَرَّزَةٍ تُحْضَرُ إِلَى الْمَلِكِ. في إِثْرِهَا عَذَارَى صَاحِبَاتُهَا. مُقَدَّمَاتٌ إِلَيْكَ. 15 يُحْضَرْنَ بِفَرَحٍ وَابْتِهَاجٍ. يَدْخُلْنَ إِلَى قَصْرِ الْمَلِكِ.

10 اِسْمَعِي يَا بِنْتُ وَانْظُرِي، وَأَمِيلِي أُذُنَكِ، وَانْسَيْ شَعْبَكِ وَبَيْتَ أَبِيكِ


+ الخامس أفخر : حمامة هى تظهر : بالذهب الاصفر :على منكبيها صار
مز 68
13 إِذَا اضْطَجَعْتُمْ بَيْنَ الْحَظَائِرِ فَأَجْنِحَةُ حَمَامَةٍ مُغَشَّاةٌ بِفِضَّةٍ وَرِيشُهَا بِصُفْرَةِ الذَّهَبِ».



+ و السادس : أبدى : قولاً ما اخفي : لكنى ارويه و اشهره اجهار
مز 48
1 عَظِيمٌ هُوَ الرَّبُّ وَحَمِيدٌ جِدًّا فِي مَدِينَةِ إِلهِنَا، جَبَلِ قُدْسِهِ



+ و السابع : قد قال : يا جبل الله العال : تجسد منك المتعال : بلا شك ولا انكار
مز 68
15 جَبَلُ اللهِ، جَبَلُ بَاشَانَ. جَبَلُ أَسْنِمَةٍ، جَبَلُ بَاشَانَ. 16 لِمَاذَا أَيَّتُهَا الْجِبَالُ الْمُسَنَّمَةُ تَرْصُدْنَ الْجَبَلَ الَّذِي اشْتَهَاهُ اللهُ لِسَكَنِهِ؟ بَلِ الرَّبُّ يَسْكُنُ فِيهِ إِلَى الأَبَدِ



+ و التامن رنم : العدرا مريم :اختارها المعظم و كللها بالفخار
مز 87
1 أَسَاسُهُ فِي الْجِبَالِ الْمُقَدَّسَةِ. 2 الرَّبُّ أَحَبَّ أَبْوَابَ صِهْيَوْنَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ مَسَاكِنِ يَعْقُوبَ. .
وقال القديس لوقا عن قول الملاك للعذراء مريم
35 فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ،



+ و التاسع قال عنها :حقا يظهر منها : الاله و هو ابنها :و البكورية فى حفظ ووقار
2فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: «هذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقًا، لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقًا. - حزقيال 44



+ الوتر العاشر : الله القادر : فى صهيون ظاهر : مسكن الابرار : لم يوجد فى الدهر : مثلك ايتها البكر :لانك فككتِ الاسر : عن آدم و العار : يا سيدة الاكوان : يا فخر الايمان
مز 87
 3 قَدْ قِيلَ بِكِ أَمْجَادٌ يَا مَدِينَةَ اللهِ
و الاقوال التى قالها هم انبياء الله
فقد قال اشعياء عنها انها سحابة قد حملت الله و ذلك فى اشعياء 19 يتكلم و يتنبأ بزيارة العائلة المقدسة الى مصر
1 وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا.
و قال حزقيال عنها
 فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: «هذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقًا، لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقًا. - حزقيال 44

فالعذراء هى جبل سيناء الذى حل عليه مجد الرب عندما تكلم مع موسى النبى
و هى شورية هارون التى حملت جمر اللاهوتية بحشاها خروج 19
 17 وَأَخْرَجَ مُوسَى الشَّعْبَ مِنَ الْمَحَلَّةِ لِمُلاَقَاةِ اللهِ، فَوَقَفُوا فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ. 18 وَكَانَ جَبَلُ سِينَاءَ كُلُّهُ يُدَخِّنُ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الرَّبَّ نَزَلَ عَلَيْهِ بِالنَّارِ، وَصَعِدَ دُخَانُهُ كَدُخَانِ الأَتُونِ، وَارْتَجَفَ كُلُّ الْجَبَلِ جِدًّا. 19 فَكَانَ صَوْتُ الْبُوقِ يَزْدَادُ اشْتِدَادًا جِدًّا، وَمُوسَى يَتَكَلَّمُ وَاللهُ يُجِيبُهُ بِصَوْتٍ.

و العذراء هى جبل الله الذى حل عليه الروح القدس و اتخذ من جسدها الطاهر جسداً ليظهر لنا نحن الخطاه كى يعلمنا طريق الملكوت
- فالعذراء هى مدينة الله صهيون

فمباركة انتِ و مباركة هى ثمرة بطنك يا ام القدوس - ايتها الشفيعة المؤتمنة
اذكرينا يا عذراء امام رب المجد ليغفر لنا خطايانا


الأحد، أغسطس 21، 2011

لماذا ترفض الكنيسة الاورثوذكسية ( الحكم الالفى للمسيح على الارض )

الأَصْحَاحُ العِشْرُونَ

تقييد الشيطان وحلَّه وملك الألف سنة


مقدمة الأصحاح : يعتبر هذا الأصحاح من الأجزاء الهامة جدًا فى سفر الرؤيا، إذ يتناول موضوع "ملك المسيح لألف سنة".. مما جعل البعض ينتظرون بالفعل مجئ المسيح الثانى ليملك على الأرض. وبالطبع الكنيسة ترفض هذا الإتجاه فى التفسير؛ فالسفر فى مجمله سفر روحى وكل دلالاته هى دلالات رمزية وكثير بل كل الأرقام والأعداد التى أتت فيه لا علاقة لها بالزمن الأرضى فى أيامه وساعاته التى نعمل بها الآن.


(1) القبض على الشيطان وملك الألف سنة (ع1-6):

1وَرَأَيْتُ مَلاَكًا نَازِلاً مِنَ السَّمَاءِ مَعَهُ مِفْتَاحُ الْهَاوِيَةِ، وَسِلْسِلَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى يَدِهِ. 2فَقَبَضَ عَلَى التِّنِّينِ، الْحَيَّةِ الْقَدِيمَةِ، الَّذِى هُوَ إِبْلِيسُ وَالشَّيْطَانُ، وَقَيَّدَهُ أَلْفَ سَنَةٍ، 3وَطَرَحَهُ فِى الْهَاوِيَةِ وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ، وَخَتَمَ عَلَيْهِ، لِكَىْ لاَ يُضِلَّ الأُمَمَ فِى مَا بَعْدُ، حَتَّى تَتِمَّ الأَلْفُ السَّنَةِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ، لاَ بُدَّ أَنْ يُحَلَّ زَمَانًا يَسِيرًا.

4وَرَأَيْتُ عُرُوشًا، فَجَلَسُوا عَلَيْهَا، وَأُعْطُوا حُكْمًا. وَرَأَيْتُ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ، وَمِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَالَّذِينَ لَمْ يَسْجُدُوا لِلْوَحْشِ وَلاَ لِصُورَتِهِ، وَلَمْ يَقْبَلُوا السِّمَةَ عَلَى جِبَاهِهِمْ وَعَلَى أَيْدِيهِمْ، فَعَاشُوا وَمَلَكُوا مَعَ الْمَسِيحِ أَلْفَ سَنَةٍ. 5وَأَمَّا بَقِيَّةُ الأَمْوَاتِ، فَلَمْ تَعِشْ حَتَّى تَتِمَّ الأَلْفُ السَّنَةِ. هَذِهِ هِىَ الْقِيَامَةُ الأُولَى. 6مُبَارَكٌ وَمُقَدَّسٌ مَنْ لَهُ نَصِيبٌ فِى الْقِيَامَةِ الأُولَى، هَؤُلاَءِ لَيْسَ لِلْمَوْتِ الثَّانِى سُلْطَانٌ عَلَيْهِمْ، بَلْ سَيَكُونُونَ كَهَنَةً لِلَّهِ وَالْمَسِيحِ، وَسَيَمْلِكُونَ مَعَهُ أَلْفَ سَنَةٍ.


ع1: منظر جديد شاهده القديس يوحنا وهو رؤيته لملاك جديد نازل من السماء، إعتقد الكثير من المفسرين أنه رمز للمسيح ذاته وذهب البعض الآخر لمجرد إنه ملاك مكلَّف من المسيح بإتمام مشيئته... والمنظر الذى ظهر به الملاك يدل على المهمة العظيمة المكلَّف بإتمامها.

مفتاح الهاوية : منظر يوحى لنا بأن الهاوية هى مكان له أبواب، ولكن المعنى الروحى المقصود هو أن الهاوية وإن كانت مكان الشيطان وأتباعه إلا أنها تحت سلطان الله المطلق الذى يملك مفتاحها.

سلسلة على يده : تستخدم السلسلة فى تقييد المجرمين، والمشهد كله هو مدخل لما هو آتٍ.


ع2: استخدمت السلسلة فى تقييد الشيطان، ولنلاحظ استخدام أربعة ألقاب لاسم الشيطان عند القبض عليه.

التنين : وهو لقب الشيطان فى سفر الرؤيا ويعنى رئيس الشياطين وكان من أتباعه "الوحش والنبى الكذاب".

الحية القديمة : أى الذى أغوى آدم وحواء فى الفردوس قديمًا.

الشيطان : الاسم الأكثر شيوعًا ومعناه المشتكى والحاسد لأولاد الله.

إبليس : عدو كل بر وصلاح. راجع أيضًا المعانى فى (ص12: 9)

والمقصود بسرد كل هذه الأسماء هو التأكيد أن القبض على الشيطان قد تمَّ وليس مكان للشك، ولتقريب الصورة للأذهان... كأن تكتب الجرائد اليومية خبر القبض على مجرم، وتذكر اسمه الرباعى للتأكيد على هويته.

قيّده ألف سنة : أثارت هذه "الألف سنة" جدلاً فى تحديد زمن بدايتها الأرضى وهل تم ذلك أم سوف يتم...؟! والمبدأ المعروف أن الكتاب المقدس يُفَسَّر فى ضوء الكتاب المقدس؛ ولأن المسيح نفسه أشار إلى زمن تقييد الشيطان عندما قال :

"لا يستطيع أحد أن يدخل بيت القوى وينهب أمتعته إن لم يربط القوى أولاً"(مت12: 29).

"رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء" (لو10: 18)

"الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجًا" (يو12: 31)

لهذا تؤمن الكنيسة بأن هذا التقييد تزامن مع تجسد المسيح وتدبير عمله الخلاصى على خشبة الصليب، والشيطان الذى كان يربط الناس قديمًا (لو13: 16) صار مربوطًا بسلطان المسيح.


ع3: طرحه فى الهاوية : أى صارت مملكته (الهاوية) هى مكان سجنه.

أغلق عليه : تأكيد لسلطان الله والمفتاح الذى كان مع الملاك.

ختم عليه : تعبير تصويرى يفيد عدم القدرة على الخروج وعدم السماح لأحد بالفتح له.

لكى لا يضل الأمم : أى الغرض من تقييد الشيطان هو إعطاء راحة نسبية للعالم بعد كثرة شروره.

حتى تتم الألف سنة : ترتبط نهاية الألف سنة ببداية علامات مجئ السيد المسيح الثانى وقد سبق الإشارة أن هذه الألف سنة ليست زمنًا أرضيًا.

والمعنى المراد من الآية كلها أن القبض على الشيطان قد تمَّ بتجسد وفداء المسيح للبشر وتم أيضًا تحديد إقامته فى الهاوية ولم يعد للشيطان سلطان على الإنسان كما كان، ولكن وجوده الحالى فى الهاوية لا يمنعه، حتى بعد تقييده، من استمراره فى حروبه وبث أفكاره وتشويشه وإغوائه، فهو كمن ينبح خلف الأسوار ولكن لازال لنباحه تأثير على كثيرين، فيخيفهم ويزعجهم ويسقطهم فى خطايا متنوعة ولكن لم يعد له سلطان أن يأخذ المؤمنين إلى الجحيم مكان مملكته، بل يدخلون إلى فردوس النعيم مكان انتظار الأبرار وأصبح من السهل التغلب على حروبه بقوة المسيح والصليب.

يحل زمانًا يسيرًا : أى قبل مجئ المسيح الأخير يُسمَح له أيضًا أن يقوم بحربه الأخيرة قبل دينونته النهائية.


ع4: رأيت عروشًا : أى كراسى عظيمة سمائية.

جلسوا عليها : وعد السيد المسيح الإثنى عشر بالجلوس على الكراسى حوله فى ملكوته" (مت19: 28).

أعطوا حكمًا : مرتبطة بنفس الوعد السابق إذ أعطى السيد المسيح الآباء الرسل حق إصدار الأحكام ودينونة الأمم (مت19: 28، 29).

يروى القديس يوحنا لنا عن مشهدين فى صورة واحدة، فالمشهد الأول هو جلوس الرسل والقديسين على عروش حول عرشه فى مجلس حكمه، أما المشهد الثانى فهو خاص بجميع المؤمنين المتمتعين بالوجود مع المسيح ومصاحبته فى مجده. وقد حدد لنا القديس يوحنا أن هؤلاء الناس هم من لم يسجدوا للوحش ولا صورته ولم يقبلوا سمته وقد سبق الكلام عن هذا كله وشرحه فى (ص13: 15-18)، والمعنى المراد أنه لن يملك مع المسيح إلاّ من قاوم الشيطان ورفض وانتصر عليه.


ع5: أما بقية الأموات : أى الناس الذين لن يشاركوا المسيح فى ملكه ومجده لأنهم تبعوا الشيطان وسمة الوحش ولم يتوبوا، ولهذا وصفوا بالأموات أى أموات فى نظر الله روحيًا وإن كانوا يحيون على الأرض بأجسادهم.

لم تعش حتى تتم الألف سنة : لم تتب ولم تتمتع بالحياة مع المسيح فى كنيسته على الأرض خلال الزمن الأرضى، أى الألف سنة التى يملك فيها المسيح على قلوب أولاده فى الكنيسة ومن انتقلوا منهم فى فردوس النعيم. والمعنى أن هؤلاء الأشرار أى الأموات روحيًا ليس لهم مكان فى الكنيسة ولا الفردوس ويظل هذا الأمر طوال الألف سنة أى الفترة التى نحياها الآن، والروح القدس يدعو الكل للقيامة من موتهم بالإيمان بالمسيح والإرتباط بالكنيسة.

هذه هى القيامة الأولى : ما معنى القيامة الأولى، وما هى إذًا القيامة الثانية وهل هناك قيامتان للأجساد أم ماذا ؟!..

لأهمية هذا الموضوع ولتعلقه بإيمان الكنيسة نوضح الآتى :

1- أنه لا توجد سوى قيامة واحدة للأجساد وذلك فى مجئ المسيح الثانى ونهاية الحياة على الأرض وبدء الدينونة العامة (يو5: 28، 29، 2تس1: 8-10، 2بط3: 9).

2- معنى القيامة الأولى هو القيامة الروحية التى هى القيامة بالتوبة والمعمودية من موت الخطية كما أكد على ذلك الكتاب المقدس نفسه.

"أنتم إذ كنتم أمواتًا بالذنوب والخطايا التى سلكتم فيها قبلاً... أقامنا معه فى المسيح يسوع" (أف2: 1-6).

"مدفونين معه فى المعمودية التى فيها أقمتم أيضًا معه بإيمان عمل الله" (كو2: 12)

"كل من كان حيًا وآمن بى فلن يموت (قائم) إلى الأبد". (يو11: 26)

"نحن نعلم أننا انتقلنا من الموت إلى الحياة (القيامة)" (1يو3: 14)

مما سبق يمكن التأكيد على معنى القيامة الأولى.. فهى الإيمان بالسيد المسيح ورفض الشيطان ومقاومته وقبول المعمودية من الكنيسة المقدسة والثبات والجهاد حتى النفس الأخير. أما القيامة الثانية كما ذكرنا فهى قيامة الأجساد فى يوم الدينونة والدخول إلى الملكوت الأبدى.


ع6: لهذا استحق التطويب والمدح من كان له نصيب فى القيامة الأولى "أى المؤمنين الحقيقيين الثابتين" الذين ماتوا عن شهوات العالم فقاموا وعاشوا فى العالم بفكر القيامة والإنتصار.

الموت الثانى : يمكن فهم تعبير الموت الثانى بأكثر من طريقة.

الأولى : إذا أعتُبِرَ أن الموت الزمنى للجسد هو الموت الأول بالتالى صار الموت الثانى تعبير يرمز لهلاك الإنسان الأبدى.

الثانية : إذا أعتُبِرَ أن الموت الأول هو حياة الخطية قبل التوبة، فيصير الموت الثانى هو موت الجسد الزمنى.

والمعنى على أى الأحوال هو أن من كان له القيامة الأولى فى المسيح بالإيمان والمعمودية والتوبة لن يؤذه فى شئ موت جسده زمنيًا كما قال السيد المسيح "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد" إذ ليس لهم سلطان على الروح. فالروح تنتقل إلى الفردوس وتتهلل هناك ولا تتأثر بموت الجسد على الأرض ثم تخلد بعد ذلك فى الملكوت الأبدى بعد مجئ المسيح الثانى.

ليس للموت الثانى سلطان عليهم: جملة اعتراضية تؤكد أنهم سيقومون فى اليوم الأخير ويملكون إلى الأبد مع المسيح. فهو يقصد أن المؤمنين الذين سيعيشون بالإيمان والتوبة على الأرض سيكونون كهنة لله على الأرض بذبيحة نفوسهم.

سيكونون كهنة لله والمسيح : سبب آخر لتطويبهم ومدحهم أنهم كانوا كهنة أثناء حياتهم على الأرض بتقديم ذواتهم وإرادتهم ذبيحة حية يومية أمام الله فى عبادتهم وخدمتهم له، وسيملكون أيضًا بوداعتهم وسلوكهم المسيحى على قلوب من يحيوا معهم (مت5: 5) حتى مجئ المسيح الثانى، وكلمة ألف سنة هنا رمزية كما سبق وأوضحنا أنها تشمل الزمن من تجسد وفداء المسيح حتى قرب مجيئه الثانى.


? أيها الحبيب تشدد وتشجع واثبت فى قيامتك الأولى وتذكر وعد السيد المسيح إن ثبت فلن يؤذيك الموت الثانى ولن تهلك نفسك، ولكن لكى تثبت فى هذه القيامة عليك أن تتجنب كل أسباب الموت الروحى... فاهرب من مغريات العالم وشهواته وتمسك بتوبتك اليومية، فالتوبة هى قيامتك التى إن تركتها لن يتركك الموت الثانى.

مراجعة لعقيدتنا فى الألف سنة وحكم المسيح الألفى :

بينما ذهب البعض (من الطوائف الأخرى) فى تفسير أن الألف سنة هى ألف سنة زمنية وسيملك فيها المسيح على الأرض ويدير شئونه مع قديسيه من أورشليم؛ ترفض كنيستنا هذا التعليم بجملته لأكثر من سبب :

1- إعلان المسيح ذاته أكثر من مرة أن مملكته ليست من هذا العالم.

2- إعلان المسيح عن مجيئه مرة ثانية وأخيرة وهذه المرة تشهد انحلال الطبيعة وسقوط الكواكب ونهاية الحياة على الأرض (مت24).

3- كل الأزمنة والأحداث فى سفر الرؤية أحداث رمزية ذات مدلولات روحية.. فلماذا هذا الزمن بالذات نفهمه حرفيًا ؟!.


(2) حل الشيطان زمنًا قليلاً (ع 7-10):

7ثُمَّ مَتَى تَمَّتِ الأَلْفُ السَّنَةِ، يُحَلُّ الشَّيْطَانُ مِنْ سِجْنِهِ، 8وَيَخْرُجُ لِيضِلَّ الأُمَمَ الَّذِينَ فِى أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ: جُوجَ وَمَاجُوجَ، لِيجْمَعَهُمْ لِلْحَرْبِ، الَّذِينَ عَدَدُهُمْ مِثْلُ رَمْلِ الْبَحْرِ. 9فَصَعِدُوا عَلَى عَرْضِ الأَرْضِ، وَأَحَاطُوا بِمُعَسْكَرِ الْقِدِّيسِينَ، وَبِالْمَدِينَةِ الْمَحْبُوبَةِ، فَنَزَلَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُمْ. 10وَإِبْلِيسُ الَّذِى كَانَ يُضِلُّهُمْ طُرِحَ فِى بُحَيْرَةِ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ، حَيْثُ الْوَحْشُ وَالنَّبِىُّ الْكَذَّابُ. وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَارًا وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.


ع7: متى تمت الألف سنة : أى قرب نهاية زمن الحياة الأرضى وقبل مجئ السيد المسيح الثانى بفترة وجيزة ولفترة قصيرة.

يحل من سجنه : أى يسمح الله له بفترة قصيرة أن يستخدم فيها كل قوته وعنفه، وستكون فترة صعبة يحاول أن يضلَ فيها المختارين ولكن قوة الله تسندهم فلا يعثرون.


ع8، 9: هذان العددان يوضحان لنا المعركة الأخيرة، وقد ذكرت بلا إسهاب ولا تفصيل.. ويمكن وصفها فى الآتى :

1- خروج الشيطان ليجمع أنصاره للحرب من كل أركان العالم "أربع زوايا الأرض".

2- كان عددهم لا يحصى وأحاطوا بالكنيسة فى حرب شرسة إذ أتوا من عرض الأرض بشرهم لإهلاك الكنيسة "معسكر القديسين والمدينة المحبوبة".

3- كانت النهاية سريعة ومروعة إذ أنزل الله نارًا إلهية من السماء(جام غضبه: ص16) فالتهمتهم جميعًا.

جوج وماجوج : كناية عن الشيطان وأعوانه، أما فى الأصل فهما ملكان للممالك الشمالية التى حاربت وعادت إسرائيل قديما وتنبأ عنها حزقيال (حز38: 2) وعن خرابها الشديد (حز38: 7-13).


ع10: أما قائدهم الأعلى ومدبر مملكة الشر كلها الذى خدع وأضلَّ الكثيرين وراءه فكان مصيره الهلاك الأبدى فى بحيرة النار والكبريت وصاحباه أيضًا أكبر أعوانه فى مملكة الشر وهما الوحش والنبى الكذاب.

أما مصيرهم فهو العذاب النهائى والأبدى وبلا توقف أو رحمة "نهارًا وليلاً". وهذا إعلان لنا جميعًا عن أن عدل الله ونقمته من الأشرار آتية.. آتية مهما أطال أناته عليهم. ويلاحظ أيها القارئ العزيز أنه بنهاية هذا المشهد لا يُذكَر الشيطان ولا أعوانه ثانيةً.

بحيرة النار والكبريت : هى المكان الأبدى المعد لعذاب الأشرار وهو ليس الجحيم وليس أيضًا الهاوية.. فلن يدخل هذا المكان أحد من الأشرار قبل مجئ المسيح ودينونته.

? إذا عارضك الكثيرون فى سلوكك بالبر فلا تنزعج، وإن ضغطوا عليك سواء المقربين منك أو المسئولين عنك لتخطئ إلى الله فلا توافقهم بل لتطع وصايا الله قبل كل إنسان. ثابر فى جهادك عالمًا أن كل الشر سيزول وسيكافئك الله فى النهاية على أمانتك وأيضًا يسندك فى مواجهتك للعالم حتى تكمل أيام غربتك بسلام فيه.


(3) الدينونة العامة (ع 11-15):

11ثُمَّ رَأَيْتُ عَرْشًا عَظِيمًا أَبْيَضَ، وَالْجَالِسَ عَلَيْهِ الَّذِى مِنْ وَجْهِهِ هَرَبَتِ الأَرْضُ وَالسَّمَاءُ، وَلَمْ يُوجَدْ لَهُمَا مَوْضِعٌ. 12وَرَأَيْتُ الأَمْوَاتَ صِغَارًا وَكِبَارًا وَاقِفِينَ أَمَامَ اللهِ، وَانْفَتَحَتْ أَسْفَارٌ، وَانْفَتَحَ سِفْرٌ آخَرُ هُوَ سِفْرُ الْحَيَاةِ، وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِى الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ. 13وَسَلَّمَ الْبَحْرُ الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِ، وَسَلَّمَ الْمَوْتُ وَالْهَاوِيَةُ الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِمَا. وَدِينُوا كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. 14وَطُرِحَ الْمَوْتُ وَالْهَاوِيَةُ فِى بُحَيْرَةِ النَّارِ. هَذَا هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِى. 15وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوبًا فِى سِفْرِ الْحَيَاةِ، طُرِحَ فِى بُحَيْرَةِ النَّارِ.


ع11: ثم رأيت : ينقلنا القديس يوحنا بهذا التعبير إلى مشهد الدينونة العامة والأخيرة..

عرشًا عظيمًا أبيض : أى عرش المسيح ذاته وقال عنه عظيمًا ليميزه عن أى عرش آخر كعروش التلاميذ أو القديسين (ع4). والبياض يرمز للطهارة والنقاء المطلق الذى يتميز به الله وحده.

هربت الأرض والسماء : زالتا ولم يكن لهما موضع أو حياة، والسماء هنا مقصود بها سماء النجوم والكواكب.

المشهد هنا مخيف ومهيب إذ جلس المسيح نفسه على عرش دينونته النقى والطاهر والعادل بعد أن زالت كل علامات العالم المادى المعروف لدينا، وصرنا فى زمن الأبدية اللانهائية.


ع12: ظهر أمام العرش كل الأموات قائمين بأجسادهم الجديدة من كبيرهم إلى صغيرهم فالقيامة للكل حتى للأطفال.

انفتحت الأسفار : أى فتحت الكتب التى احتوت ورصدت أعمال كل واحد منهم.

سفر الحياة : فتح كتاب آخر كتبت فيه أسماء وارثى الحياة الأبدية.

دين الأموات : تمت محاسبة كل واحد على كل الأعمال التى أتى بها فى حياته والمكتوبة فى الأسفار، إذ كان كل شئ مدونًا.

بحسب أعمالهم : أى ليس بحسب مراكزهم أو مهامهم العظيمة على الأرض بل بحسب أعمالهم الموافقة أو المنافية لوصايا المسيح.

يصف القديس يوحنا كيفية إتمام الدينونة، إذ واجه كل إنسان فى يوم الدينونة كل أعماله التى عملها بإدراك ووعى سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، فكل ما لم يتب عنه الإنسان هو مسجل عليه ومحفوظ ولا يستطيع أن ينكره أو يبرره.


ع13: سلّم البحر الأموات : المعنى المباشر هو أن من كان ميتًا بالغرق فى البحر وليس مدفونًا قام أيضًا.

الموت والهاوية : أى من كان ميتًا ومقبوضًا عليه فى الجحيم قام أيضًا من الموت للدينونة.

المعنى العام لهذه الآية هو، حيث أن الله هو وحده صاحب السلطان على الخليقة كلها وأمر ببدء الدينونة، قامت الأجساد كلها بصرف النظر عن مكان وجودها أو دفنها واتحدت بالأرواح حتى تتم الدينونة بحسب قضاء الله العادل ويعطى كل واحد بحسب عمله. وجاءت هذه الآية تصوِّر البحر والهاوية كأشخاص الحراس الذين أؤتمنوا على الأرواح والأجساد وجاء الآن زمان تسليمهم للدينونة.


ع14: لأن الموت والهاوية إرتبطا بالخطية صارا عدوين لله، كقول القديس بولس "أن آخر عدو يبطل هو الموت" (1كو15: 26) ولأنه بعد القيامة لن يكون هناك موت آخر ولا احتياج للهاوية (مكان انتظار الأشرار أو الشيطان)، فقد ألقى الله بهما إلى البحيرة أيضًا وهى بحيرة العذاب الأبدى التى ذكرت فى (ع10).

هذا هو الموت الثانى : أى هذا هو الموت والهلاك الأبدى الذى ليس بعده حياة أو قيامة، وهو العذاب الدائم فى بحيرة النار والكبريت وهو فى غاية الشناعة.


ع15: أى من لم يكن له حياة صالحة أو توبة دائمة ورفض بأعماله الشريرة أن يكون اسمه مكتوب فى سفر الميراث الأبدى (سفر الحياة) صار مرفوضًا، وتم طرحه فى البحيرة مثلما طُرِحَ التنين والوحش والنبى الكذاب وكل أتباع الشر والموت والهاوية، فالمصير واحد لكل الأشرار.

? إلهى الحبيب إن مشهد الدينونة لمشهد مرعب جدًا، تهتز له النفس وتهابه، فاجعله ماثلاً أمامى دائمًا يا إلهى حتى لا أتهاون ولا أنصرف إلى حياة الشر واجعلنى أصلى دائمًا مع كنيستك فى صلاة الستار (من الأجبية) قائلا "إن دينونتك لمرهوبة، إذ تحشر الناس وتقف الملائكة. وتفتح الأسفار وتكشف الأعمال وتفحص الأفكار. أية إدانة تكون إدانتى أنا المضبوط بالخطايا، من يطفئ ظلمتى إن لم ترحمنى أنت يا رب ؟ لأنك متعطف على البشر.

كل عام و الجميع بخير
اليوم هو عشية اعلان ظهور جسد العذراء من بعد نياحتها لتلاميذ السيد المسيح
بركة شفاعتها تبارك حياة الجميع