الاثنين، أغسطس 15، 2011

هل انت عبد لله ام انت عبد لجسدك و متطلباته

بنعمة ربنا يسوع المسيح اتكلم اليوم عن السالكين بالروح و ايضا السالكين بالجسد


السلوك بالروح هو لمن يسكن المسيح اجسادهم ليسلكوا طبقا لما لروح المسيح - و كلنا نعرف أن السيد المسيح لم تحسب له خطية واحدة طوال سنين تخللها طفولة ثم مراهقة ثم شباب , لان عدد سنين عمر السيد المسيح على الارض لم تتعدى الثلاث و الثلاثون سنة , و لم تحسب له خطية واحدة , حتى اليهود لما ارادوا أن يمسكوا عليه خطية فلم يجدوا - حتى انهم استعانوا بشهود زور و لكنهم وجدوا خطيته انه قال انه مساوى لله و انه ابنه , حينئذ فقط شق رئس الكهنة ملابسه و قال : قد جدف الى آخر ما قاله .
و الذى اريد الوصول اليه هو كيف لم يخطئ المسيح خطية واحدة و ما السر وراء هذه القوة المقاومة للشر و النجاسة و من اين تأتى هذه القوة ( قوة البِرِّ )


نجد الرد فى رسالة القديس بولس الرسول فى رسالته الى أهل رومية ( الاصحاح 8 )





 8فَالَّذِينَ هُمْ فِي الْجَسَدِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اللهَ.
و قوله الذين فى الجسد أى يحيون حسب مطالب الجسد و مطالب الجسد تسمى مطالب النفس جسدية بمعنى انسياق النفس الى ما يطلبه الجسد و تسمى عند الاخوة المسلمين ( الفترة ) و قد بحثت عندنا فى الكتاب المقدس عن هذه الكلمة فلم اجدها و السبب ان الفترة هى عكس السمو فوق متطلبات الجسد فمن يسعون لارضاء الشهوات بالملذات الحسية سواء من طعام و شراب و جنس هم عبيد لشهواتهم الجسدية و العبيد للشهوات الجسدية لا يستطيعون أن يرضوا الله حتى ان صيامهم ايضا هو نوع من التجويع لما لذ و طاب من بعد فترة صوم ليأكل و هو فى قمة الشهوة للطعام _ فهل هذا صيام !!!
و قد كان لى حديث مع اخت تتبع الكنيسة البروتستانتية و سالتها عن الصيام و لماذا لا يصومون فكان ردها انهم يصومون ( مثل المسلمين ) بمعنى انهم يصومون عدد من الساعات ثم يأكلون ما لذ و طاب ايضا !!!! و قد فُجعت من هذه الاجابة لان داود النبى قال لنا عن الصوم
ركبتاي ارتعشتا من الصوم و لحمي هزل عن سمن (مز 109 : 24)





و هذا ما اخذته الكنيسة الاورثوذكسية و هو الصوم لاذلال الجسد لانه بالصوم و الصلاة تهرب الشياطين

و لنكمل مع بولس الرسول
وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَذلِكَ لَيْسَ لَهُ.
و نلاحظ ان بولس الرسول يوجهنا الى ان نعرف دواخلنا و هو كيف ان لنا سلطان على الخطية فى ان نرفضها و ان نرفض ما يطلبه الجسد ان كان مخالفا لما لله و بروح الله الساكن فينا يكون ليس لنا فضل فى رفض الخطية و لكن الفضل فى روح الله ( الذى هو المسيح بروحه القدوس ) الذى هو داخلنا - فهو يبكتنا لو ذلت اقدامنا كى نعود باكين عند قدمية مثلما فعلت المرأة الخاطئة لتغسل اقدام المسيح بدموعها و هذا ما تفعله كل نفس ضالة عند رجوعها الى السيد المسيح - فالبكاء تتطهر ارواحنا لتستحق ان تنسكب امام الله طالبة الصفح و الغفران لننول نقلة روحية ترفعنا عن الجسديات لتسموا الروح  و هذا هو الموت عن النفس جسدية
 10 وَإِنْ كَانَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ، فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ الْخَطِيَّةِ، وَأَمَّا الرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ الْبِرِّ. 11 وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِنًا فِيكُمْ، فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضًا بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ.12 فَإِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ نَحْنُ مَدْيُونُونَ لَيْسَ لِلْجَسَدِ لِنَعِيشَ حَسَبَ الْجَسَدِ. 13 لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ، وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ.
هنا يتوجه القديس بولس الرسول برسالة تحذيرية لكل من يعيشون من اجل الجسد و فى الجسد فالحكم على مثل هؤلاء هو الموت ( أعتقد ان الاخوة المسلمون و بعض الطوائف التى تسمى نفسها بالمسيحية تكره هذه الرسالة من بولس الرسول !!!)
- و لكن هذا ليس قول القديس بولس و لكنه قول الله فى يوحنا 3 ( 5 أَجَابَ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ. 6 اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ. 7 لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ. )

 14 لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ. 15 إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ:«يَا أَبَا الآبُ». 16 اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ. 17 فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ.
فبالمسيح فقط و ليس بآخر يكون لنا الشهادة لنا فى السماء اننا كنا ابناءه على الارض ايضا و ذلك بما كان لنا من السلطان على ارواحنا و لم  نكون كالعبيد المستعبدين لاجسادهم و شهواتهم - فالعبد غير الحُر , فالعبد ليس له سلطان على ارادته و ليس له سلطان على مواقفه و ليس له سلطان على جسده و مثل هذا الانسان العبد ( المستعبد لجسده ) يكون ضعيف و له نقاط ضعف تجرده من قوته التى قد تبدوا لكثيرين او لكنها قوة بدون سلطان الله ( باختيار الانسان بضعف ارادته ) و لنا مثال مثل شمشون الذى وهبه الله قوة جسمانية لا تُقهر و لكنه ضعف امام امرأة فجردته من سر قوته التى وهبه الله بها فى شعر راسه و الامثلة كثيرة  جدا عن العبيد و لكن بقوة الله يتحول العبد الى حر
- فالانسان الحُر له قوة ارادة و أيضا له قوة السيطرة و له قوة القرار و له قوة الموقف و له قوة المواجهة و له قوة التفكير السليم و السر قى هذه  القوة يكمن فى الثقة فى ( المسيح يسوع ) الذى هو مثال للقوة
فالسيد المسيح لم يستعبد من بشر
فالسيد المسيح لم يهاب بشر و لذلك لم يستخدم السلاح او يحمله فى حياته كلها على الارض
فالسيد المسيح يعرف من اين جاء و يعرف الى اين يذهب و لا يحركه بشر او نزوة او امرأة او شهوة طعام
فالسيد المسيح عرفنا سر القوة فى محاربة الشياطين و عرفنا سر المحبة لكل الخليقة على الارض
و لذلك فنحن لنا اب سماوى دعانا بالابناء و الذى نحن نصرخ اليه يا ابا الآب يا من جعلت لنا ميراث بابنك الذى تجسد من اجلنا نحن البشر ليعطينا الروح التى بها يكون لنا شركة فى السماء من بعد  ان كان لنا آلام فى العالم و ضيقات و اضطهادات و أحزان و هذا ما أراه لنا السيد المسيح فى ايام جسده على الارض لكى يشاركنا طريق الآلام كى نشاركه طريق المجد السماوى
و لالهنا يسوع المسيح الذى تجثوا لاسمه القدوس كل ركبة فى السماء و على الارض و ماتحت الارض , كل المجد و الكرامة و التقديس الى دهر الدهور - آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق