الأربعاء، مايو 23، 2012

إستشهاد القديس سمعان القانوي الغيور

مدونة غيورة القبطية
إستشهاد القديس سمعان القانوي الغيور

فى مثل هذا اليوم إستشهد القديس سمعان الغيور الرسول الشهير بسمعان القانوى ، وقد ذكره كل من متى ومرقس بأسم القانوي ( مت 10 : 4 ، مر 3 : 18 ) ، وذكره لوقا في انجيله وسفر أعمال الرسل بأسم الغيور ( لو 6 : 15 ، أع 1 : 13 ) ،

أسم سمعان معناه مستمع ، ويقال ان تسمية " الغيور " هي المرادف اليوناني للكلمة العبرية " القانوي " وهذه التسمية تدل على أنه من ضمن جماعة الغيورين الثائرين ، الذين عرفوا بتمسكهم الشديد بالطقوس الموسوية . 


القديس سمعان الغيور من سبط أفرايم ، وأسم أبيه فيلبس ، ويقال أنه كان صاحب عرس قانا الجليل الذي حول فيه السيد المسيح الماء إلى خمر ، مما جعله بعد تلك الآية ان يترك كل شئ ويتبع المخلص ، صار من التلاميذ الإثنى عشر ( مصباح الظلمة لأبن كبر ) ،

- كما كان حاضرا في معجزة الخمس أرغفة والسمكتين لذلك تصوره الأيقونات اليونانية حاملا سنارة بها سمكة ، كما يحمل سلة خبز ، ويخلط البعض بينه وبين سمعان أحد المدعوين أخو الرب ، وأخي يعقوب البار ويهوذا الرسول ، الذي صار أسقفا لأورشليم في سنة 106 خلفا ليعقوب البار ، لكن هذا خطأ . . . فسمعان الذي نحن بصدده هو أحد الرسل الإثنى عشر . 


بشر القديس في شمال أفريقيا ( قرطاجنة ) ثم أسبانيا ، فجزر بريطانيا مع القديس يوسف الرامي وأسس كنيسة هناك ثم رحل إلى سوريا وفلسطين وكان معه القديس تداوس الرسول ( يهوذا الرسول ) ثم ذهبا إلى بلاد ما بين النهرين ( العراق ) وبلاد فارس .

- فلما وصلا بلاد فارس وجدا جيوشها تستعد لمهاجمة بلاد الهند ، ولما دخلا المعسكر صمت الشياطين التي كانت تنطق بالنبوات على أيدي السحرة . ونطقت في إحدى الأصنام وقالت ان ذلك بسبب تداوس وسمعان رسولاً السيد المسيح ،
فأحضرهما القائد ليعرف السبب ، فبشراه بالسيد المسيح ، ثم قالا له " غدا سيأتيك رسل من الهند حاملين صلحا لأجل مصلحتك " وقد كان ، فعظمت منزلتهما لديه وأمن بالسيد المسيح ، كما تبعه شعب غفير ،

وجال الرسولاً ن مبشران حتى دخلا شنعار ، فثار كهنتها التي للأوثان ، فأمسكوهما وطرحوهما في السجن ، ثم أمروهما تقديم العبادة للشمس والكواكب ، فرفضوا مجاهرين بأسم الرب يسوع بكل شجاعة ، فقتلوا القديس تداوس بفأس وحربة ، ونشروا القديس سمعان القانوي . 


وقيل ان جسدهما محفوظ بكنيسة القديس بطرس بروما ، كما يوجد أجزاء منهما بكنيسة القديس ساثوربينوس بأسبانيا ، وأجزاء أخرى بدير نوريت بكولونيا في المانيا .
بركة صلواتهما تكون معنا أمين

معانى الاسماء
يهوذا :   كلمة عبرية معناها الحمد
سمعان :   سمعان إسم عبري معناه يسمع أو يطيع ، وسيمون وهو اللفظ اليوناني
يعقوب :   كلمة عبرية معناها يمسك العقب
متاؤس :   الاسم في العبرية معناه عطية من يهوه
قانا الجليل :   قانا: كلمة عبرية معناها: قصب (أي غاب - فهي قناة في العربية وهي الرمح الأجوف)، الجليل : معنى الاسم الدائرة او المنطقة
يسوع :   هوشع ، يشوع ، يسوع ، أليشع اسم عبرى معناه يهوه معين أو مخلِّص ، يخلص ، خلاص
يوسف :   يوسف ، يوساب ، جوزيف أسم عبري بمعنى يزيد
بطرس :   دعاة يسوع "صفا" وهي كلمة أرامية، يقابلها باليونانية كلمة بطرس ومعناها حجر أو صخر
تداوس :   كلمة معناها مُسبح أو محمود
سوريا :   كلمة معناها العلو أو الأرتفاع أي بلاد عالية
فيلبُّس :   فيلبُّس ، فيلبس ، فيليب ، فيليبو ، فيليبا ، فيليب ، فيلبي إسم معناه خَيال أو عاشق الخيل
لوقا :   لوقا ، لوكيانوس إسم معناه المستضىء أو منير أو المستنير أو حامل النور أومانح النور






الأحد، مايو 20، 2012

عفواً : الانبا بيشوى لم يخطئ لانه مكتوب (( بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُهُمْ.))

مدونة غيورة القبطية

عفواً : الانبا بيشوى لم يخطئ لانه مكتوب ((  بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُهُمْ.))


بداية ابدأ بسبب اختيارى لهذا العنوان تحديداً - ليس الا لانى قد فهمت مقصد الانبا بشوى من كلماته التى كانت كالسوت الذى صفع (( المسيحيات )) فى كرامتهن عندما قال انه يتمنى ان يرى المسيحيات فى حشمة المسلمات و لكنه قال ايضاً اننا عندنا صورة سيدتنا "العذراء مريم "و صور القديسات التى نراهم فيها فى منتهى الاحتشام و الذى تأثر به الاخوات المسلمات اكثر منا نحن المسيحيات - حقيقة لا يجب ان ننكرها و لكن علينا ان نعترف بها 


- لن ادخل فى جدال عقيم من حيث القول انتوا بتبصوا على المظهر متجاهلين الجوهر - بصراحة فى المسيحية يجب ان يتمازج المظهر مع الجوهر , و هذا ليس فضلاً منا كمسيحيات و لكننا نحن مأمورون بهذا - قد تتعجب البعض من هذا الكلام و لكنى ساشرح من اين لنا بالامر 


- لكن قبل ان اشرح من اين لنا الامر بالاحتشام - كان هذا الموضوع يشغلنى من فترة و تحديدا من بعد استشعارى من الاقتراب من الدولة الاسلامية فاحببت ان اجرى حواراً مع مجموعة من الشابات و الشباب فى الكنيسة لارى وجهة نظرهم فى الاحتشام و غطاء الشعر , فوجدت هجوماًعنيفاً مثلما حدث مع الانبا بشوى لما اتكلم عن التحشم , فتعالت الاصوات و قالولى انتى عايزانا نبقى زى المسلمين - فضحكت و رديت عليهم طيب لو جاء حكم اسلامى لمصر و اتفرض علينا غطاء الشعر - فوجدتهم بعد ان كن ثائرات ابتدأن يعطين ردود و بصراحة كانت صادمة لى انا شخصياً عندما قلن انهم سيرضخن للامر و سيغطين شعورهن - مش باقولكم الرد كان غريب لان طاعة الناس عندنا لها قيمة عن طاعة الله _ حقيقى شئ محزن _ وايضاً على الجانب الاخر سألت الشباب الحاضرين فى رأيهم فى الفتاة التى ترتدى الملابس المثيرة او التى تضع الكثير من المكياج فكان رد الكثيرين عليا انه فى حالة ارتباطه لن يقبلها كزوجة و لكنه سيختار المحتشمة و التى لا تكثر من المساحيق 


- سبب طرحى لهذا الموضوع هنا اليوم يرجع لعدة اسباب منها ان الفتاة او المرأة المسيحية ترى أن الحرية فى تقليد الغربيات فى ملابسهن متناسين اننا شعب شرقى يتبع للكنيسة الرسولية التى هى منارة للعالم و السبب الثانى انى بدأت اسمع هذا الكلام ليس من "الانبا بشوى " الذى اغاظ المسيحيات و لكنه استخدم اسلوب الكتاب المقدس كما جاء فى تثنية 32 : 21 ((  بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُهُمْ.)) هذا بالضبط الذى فعله الانبا بشوى * , و لكن ايضاً كان قد تناول نفس الموضوع  "الانبا باخوميوس " و لكنه صاغه بلغة مختلفة اقل حدة  و ذلك فى قداس عيد مار مرقس بالاسكندرية عندما قال ( ان المسيحية هى تعنى التقديم للسيد المسيح للعالم و تقديم المسيح يكون بالشهادة له و الشهادة له هى من خلال مظهرنا اى عندما ننظر فى المرآة = المراية , نرى المسيح و قال ان المرآة هى * الكتاب المقدس * و اشار الى رسالة معلمنا " بولس الرسول " الاولى الى تيموثاوس ((  9 وَكَذلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ، مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّل،)) و قال ايضاً ((انتم نور العالم )) كما نقلها القديس يوحنا اليناعن كلام السيد المسيح الينا


- فالحقيقة أن ابائنا مهتمون بحال المسيحيات ليس مجرد الاهتمام  فقط و لكن ايضاً مهمومون بنا ,و لكم ان تعرفوا انه قد  تكلم ايضا تلاميذ و رسل السيد المسيح فى موضوع حشمة المرأة المسيحية ليس فقط  فى الكتاب المقدس و لكنهم وضعوا لنا ضوابط لمظهر المرأة المسيحية  فى حياتها اليومية و التى دونوها كتابة بالدسقولية و التى قد تكون صادمة للكثير من المسيحيات للوهلة الاولى خاصة اللاتى هن لا يعرفن شيئا عن هذه الامور و لكنها من صميم المظهر للمسيحيات والتى حرص ابائنا الرسل ان يكتبوها لنا فى الباب الثامن 




*** الزينة للنساء هى خطية و ذلك فى الباب الثانى من الدسقولية 
ان اردتِ ان تكونى مؤمنة و مرضية لله فلا تتزينى لترضى رجال غرباء , و لا ترغبى ان تلبسى الثياب الخفيفة اللائقة بالزانيات , ليتبعك الذين يصيدون من تكون هكذا . و ان كنتِ لا تفعلين هذه الاعمال القبيحة بقصد الخطية , فإنك بتزينك وحده تدانين , لأنك تضطرين به من يراكِ أن يتبعك و يشتهيك ... لا تزوقى وجهك الذى خلقه الله , فليس فيه شئ تنقصه الزينة , لان كل ماخلقه الله هو حسن جداً, ليكن مشيك ووجهك ناظراً الى اسفل و أنتِ مطرقة , و مغطاه من كل ناحية


و يكمل معنا ابائنا الرسل تعاليمهم لنا نحن المسيحيات قائلين :
فلماذا لا تتحفظين لئلا تقعى فى الخطية و لا تدعى احد يقع فى شك ( او عثرة ) لاجلك . اذا اخطات باعتمادك هذا الفعل فانت ايضا تسقطين , لاك تكونين سببا لهلاك نفس ذلك الرجل , ثم اذا خطات على واحد بهذا الفعل دفعة واحدة فهو يكون سببا فى انك تخطئين على كثيرين  و انت فى قلة الرجاء كما يقول الكتاب المقدس فى الرسالة الى العبرانيين الاصحاح 10 ((  26 فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا، 27 بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ  )) كل واحدة تفعل هكذا تهلك بالخطية و تصيد انفس الجهال بلا وقار 


- هل لاحظ اخوتى من القُراء مدى شدة التعبيرات التى استخدمها ابائنا الرسل فاعتقد ان كلام الانبا بشوى هو لا يعتبر شيئا بالمقارنة لشدة التعبيرات التى استخدمها ابائنا الرسل للتشديد على مظهر المرأة التى تحمل اسم المسيح , فهى ايضاً مطالبة بان تكون مغطاة و ان لا تتزين فالتزين هو ((( خطية ))) لانك تغيرين من شكل وجهك الذى اعطاه الله لكِ و هذا ليس من حقك يا من تحملين اسم السيد المسيح .ليس هذا فقط و لكنك تصبحين مثار لعثرة الآخرين من الرجال لتسقطيهم بجهالة 


و اتوجه بكلمة لابائنا الكهنة ان يرجعوا بنا الى تعاليم الرسل , ان ارادوا ان ينجينا الله من ان تقع مصر بيد من لا يرحم لاننا قد اغظنا الله و اغرناه و هذا ما رأينا فى قول الله فى تثنية 32 (( 19 «فَرَأَى الرَّبُّ وَرَذَلَ مِنَ الْغَيْظِ بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ. 20 وَقَالَ: أَحْجُبُ وَجْهِي عَنْهُمْ، وَأَنْظُرُ مَاذَا تَكُونُ آخِرَتُهُمْ. إِنَّهُمْ جِيلٌ مُتَقَلِّبٌ، أَوْلاَدٌ لاَ أَمَانَةَ فِيهِمْ. 21 هُمْ أَغَارُونِي بِمَا لَيْسَ إِلهًا، أَغَاظُونِي بِأَبَاطِيلِهِمْ. فَأَنَا أُغِيرُهُمْ بِمَا لَيْسَ شَعْبًا، بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُهُمْ. 


ايضاً علينا ان نرجع الى الالتزام داخل الكنيسة بغطاء الشعر الذى تستخدمه البعض من النساء بنوع من التأفف غير ملتزمات بان يغطين شعورهن الى انتهاء القداس و هذا ما كلمنا فيه القديس بولس الرسول فى رسالته الاولى الى اهل كورنثوس االاصحاح 11 (( 5 وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغُطَّى، فَتَشِينُ رَأْسَهَا، لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. 6 إِذِ الْمَرْأَةُ، إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى، فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ، فَلْتَتَغَطَّ.))


  :-السبب وراء قول القديس بولس لهذا الامر بطريقة مباشرة هو 


1 - حتى لا يتشتت الآخرين في صلاتهم ولا تكون المرأة عثرة لأحد، وتمييزاً لها عن الرجل أمام الله والملائكة.


2 - المرإة المتزوجة لو زنت يحلقون شعرها علامة عار، فهي لا تستحق أن يكون لها زوج.


3 - الكاهنات الوثنيات كن يكشفن شعورهن المنكوشة علامة حلول الوحي عليهن حين يقدن الإجتماعات الوثنية. والرسول رأى أنه من العار أن يتشبه النساء المسيحيات بكاهنات الأوثان.


- حقيقة يجب ان اعترف بها اننا نحن اصبحنا من يسئ الى السيد المسيح أكثر من الآخرين لذلك تركنا هو ايضا لهم و هذا سبب ما نراة من اضطهادات و اختفاء للبنات اللاتى عندما يدخلن فى الاسلام اول ما يعلن عن الاسلام قائلات ( اصل الاسلام بيعلمنا الاحتشام ) !!!!


غيورة القبطية 

الثلاثاء، مايو 15، 2012

البابا أثناسيوس الرسولي ال20








نياحة البابا أثناسيوس الرسولي ال20


في مثل هذا اليوم من سنة 89 ش ( 373 ) تنيح البابا العظيم الأنبا أثناسيوس الرسولي العشرين من باباوات الكرازة المرقسية وقد ولد هذا الأب من أبوين وثنيين نحو سنتي 295 و 298 م . وحدث وهو في المكتب ان رأى بعض أولاد المسيحيين يقومون بتمثيل الطقوس المسيحية فجعلوا البعض منهم قسوسا والبعض شمامسة واحدهم أسقفا فطلب ان يشترك معهم فمنعوه قائلين : ان وثني ولا يجوز لك الأختلاط بنا فقال لهم : أنا من الآن نصراني ففرحوا به وجعلوه عليهم بطريركا وأجلسوه في مكان عال وصاروا يقدمون له الخضوع واتفق عبور البابا ألكسندروس في تلك الساعة فلما رآهم على هذه الحال قال للذين معه عن أثناسيوس لابد ان يرتقي هذا الصبي إلى درجة سامية يومًا ما . 
ولما مات والد القديس أثناسيوس أتت به أمه إلى البابا ألكسندروس فعلمهما أصول الدين المسيحي وعمدهما وفرقا كل مالهما على المساكين ومكثا عند البابا البطريرك فعلم أثناسيوس علوم الكنيسة ورسمه شماسا وجعله سكرتيرا خاصا له فتضاعفت عليه مواهب الروح وأختير للبطريركية في 8 بشنس سنة 44 ش 5 مايو 328 م بعد نياحة البابا ألكسندروس 
وكان البابا ألكسندروس قد أوصي بانتخاب أثناسيوس شماسه الذي انفرد مع القديس أنطونيوس أب الرهبان وأخذ منه النسك والذي ظهر نبوغه في فضح أريوس في المجمع المسكوني عندما قال أريوس عن السيد المسيح ( المشابه في الجوهر ) فقال أثناسيوس ( المساوي في الجوهر ) وبهذا ظهر نبوغه
ولكن أثناسيوس بعد وفاة البابا أختفي في الجبال لاعتقاده بعدم أهليته لهذا المركز الخطير فسعى الشعب وراءه إلى ان عثر عليه وأحضره إلى الأساقفة فرسموه بابا سنة 327 م . وقد شهد سقراط المؤرخ ( في ك 2ف 387 ) قائلا " ان فصاحة أثناسيوس في المجمع النيقاوي جرت عليه كل البلايا التي صادفها في حياته "
وبعد ان صار بابا رسم لأثيوبيا أول مطران لها هو الأنبا سلامة فإستقرت الأمور الدينية فيها بعد ان تبعت الكرازة المرقسية . 
وقد نفي البابا عن كرسيه خمس سنوات 
الأولى 
عندما حاول أريوس بعد حرمه ان يرجع ثانية إلى الإسكندرية وقدم للملك قسطنطين خطابا مملوءا بعبارات ملتبسة تأثر بها الملك وطلب من أثناسيوس البابا أعادته فرفض البابا قبوله لما في ذلك من مخالفة لقرار المجمع المسكوني . فقام الأريوسيون بإلصاق بعض التهم بالبابا منها : 
1 - انه يساعد البابا فيلومينس الثائر على الحكومة 
2 - انه كسر كأس القس اسكيرا وهدم مذبحه 
3 - أنه قتل الأسقف أرسانيوس واستخدم ذراعيه في السحر 
4 - أنه اغتصب أيضا راهبة
وقد برأ البابا نفسه من التهمة الأولي وانعقد مجمع في صور ضد البابا أغلبه من الأريوسين ونظر المجمع في التهم ففي الأولي حرك الرب قلب القس اسكيرا الذي اتفق معهم على شهادة الزور وبرأ البابا . وفي التهمة الثانية حضر الأسقف أرسانيوس عن اتفاقهم الذي اتهم البابا زورا بقتله فحفظه البابا في غرفة مجاورة وكان الأريوسين قد أحضروا ذراعي ميت . وادعوا أنهما لأرسانيوس ولكن أرسانيوس أظهر ذراعيه للجمع وأظهر ندامته فقال الأريوسيون ان أثناسيوس سحار استطاع ان يوجد ذراعين وهاجوا ضده فخرج أرسانيوس من وسطهم ومضى للملك 
ثم نظرت تهمة الراهبة وأتوا بفاجرة ادعت هذا الادعاء على القديس فقال القس تيموثاوس من حاشية البابا " كيف تتجاسرين وتقولين أني نزلت ببيتك وقهرت أرادتك ؟ " فظنت أنه أثناسيوس لأنها لم تكن تعرفه وقالت : " أنت هو " فافتضح أمرها . 
أما البابا فلم يستطع مقابلة الملك بسبب تدخل الأريوسين الذين اتهموه لدي الملك أنه يمنع تصدير الغلال من الإسكندرية إلى الملك فأصدر الملك أمره بنفي البابا إلى تريف في فرنسا في 5 فبراير سنة 335 م حيث قابله أسقفها بإكرام جزيل ، ولكن أريوس مات ميته شنيعة كما قال سقراط ( ك 1 ف 68 ) "إنما أمات الله اريوس في مرحاض عمومي حيث اندلقت أمعاؤه وقد اعتبر الشعب هذه الميتة انتقاما للعدل الإلهي ، فلما بلغ الملك ذلك عرف براءة البابا وأوصي سنة 337 م بإعادته وهو على فراش الموت وقسمت المملكة بعده إلى قسطنطين الصغير على فرنسا وصارت مصر تابعة لقسطنديوس وإيطاليا إلى قسطاس . وبتوسط قسطنطين رجع البابا سنة 338 م فإستقبله الشعب بفرح وصار كل بيت ككنيسة . 
النفي الثاني 
الأريوسين لم يسكتوا ، فعقدوا مجمعا حرموا فيه أثناسيوس وعينوا بدله غريغوريوس وبعثوا بالقرار إلى يوليوس أسقف روما فعقد البابا سنة 340 م مجمعا بالإسكندرية أحتج فيه على الأريوسين ثم حرر رسالة دورية لجميع الكنائس فظهرت منها براءته ، ولكن الأريوسين أثروا على فيلوغوريوس ليساعد بطريركهم للاستيلاء على كنائس الإسكندرية وأثروا على الإمبراطور قسطنديوس أيضا ، فأرتاع الشعب الأسكندري وقرر المقاومة إلا ان الأريوسين هجموا على الكنائس يوم جمعة الصلب وهتكوا العذارى وذبحوا كثيرين من المصلين . فإستغاث البابا بكل الكنائس في العالم وترك كرسيه وسافر إلى روما وانعقد مجمع في سرديكا وقرروا أولا براءة البابا أثناسيوس ، وثانيا تثبيت قانون مجمع نيقية ، وثالثا حرم الأساقفة الأريوسين ، ورابعا عزل غريغوريوس . وانتدبوا أسقفين ليقابلا الإمبراطور قسطاس حاكم إيطاليا الذي وافق على ما قرره المجمع وهدد شقيقه بالحرب ان لم يرجع أثناسيوس وفي هذه الأثناء قام الشواذ من المصريين بقتل غريغوريوس سنة 349 م فعاد البابا إلى كرسيه مرة ثانية واستقبل الشعب البابا كما قال غريغوريوس الثيئولوغي واضع القداس " كان ازدحامها أشبه بالنيل عند فيضانه " وأشار إلى سعوف النخل والابسطة وكثرة الأيدي المصفقة .

النفي الثالث :
 خروج البابا للمرة الثالثة بسبب قسطنديوس 
احتمل الأريوسيون على مضض رجوع أثناسيوس إلى ان مات قسطاس حاكم إيطاليا وأوغروا صدر قسطنديوس فحكم بمجمع أريوس بنفي البابا أثناسيوس فذهب الجند إلى كنيسة السيدة العذراء التي بناها البابا ثاونا . وكان البابا يصلي صلاة الغروب ويقول " لأن إلى الأبد رحمته فإندفع الجند بشدة إلى داخل الكنيسة للقبض على البابا لكن الله وضع غشاوة على عيونهم فلم يميزوه عن الشعب وانطفأت المصابيح وخرج البابا وذهب إلى الصحراء وبقي مدة مع الآباء الرهبان وعين الأريوسيون جورجيوس الكبادوكي أسقفا على الأرثوذكس فلم يقبلوه ، فإستولي على أوقاف الكنائس ، إلا ان الوثنيين الذين اضطهدهم قتلوه واحرقوا جسده . 
عودة البابا بسبب يوليانس ثم تركه الكرسي للمرة الرابعة . 
لم يستمر الحال هكذا فقد مات الإمبراطور قسطنديوس وقام ابن عمه يوليانس وكان يريد ان يجذب قلوب الشعب فطلب إرجاع أثناسيوس فعقد البابا مجمعا سنة 362 م ووضع شروط قبول الأريوسيين الراجعين كما اهتم بالتبشير وسط الوثنيين فلم يلق هذا قبولا لدي يوليانس الذي كان يحب الوثنيين ، فطلب القبض على أثناسيوس فخرج البابا من الإسكندرية وركب مركبا إلى الصعيد فتبعه الوالي في مركب أخرى ولما اقتربت من مركب البابا سألوا عن مركب البابا أثناسيوس فقالوا أنها كانت ذاهبة إلى طيبة وهو ليس ببعيد عنكم فأسرع الوالي بمركبه في طريقه ولما وصل إلى أقرب مدينة لم يعثر على أثناسيوس لأنه كان قد أختفي في مكان أخر ، وقد تأثر من حوله لكثرة الاضطهادات التي وقعت عليه فأظهر لهم أنه في وقت الاضطهاد يشعر بسلام داخلي وبازدياد شموله بنعمة الله أكثر من الوقت العادي ، ثم زاد في قوله " ان اضطهاد يوليانس كسحابه صيف سوف تنقشع وبينما هم في هذه الأحاديث أتاهم الخبر ان يوليانس قد قتل في حرب الفرس وقد قتله مرقوريوس أبو سيفين وقد لفظ الدم من جسده وهو يقول " لقد غلبتني يا ابن مريم " 

عودة البابا وانفراده للمرة الخامسة بعيدا عن كرسيه ، وذلك في مقبرة أبيه 
بعد ان قتل يوليانوس تولى يوبيانس ثم تولى فالنز وكان أريوسيا وفي سنة 367 م أصدر قرارا بنفي البابا فإضطر ان يهجر الإسكندرية ويختفي في مقبرة والده . قتل في أثنائها الملك ثلاثين أسقفا من الموالين لأثناسيوس . ومع هذا رأى صلابة الأقباط فقرر رفع الاضطهاد عنهم وإعادة أثناسيوس إلى كرسيه سنة 368 م 
ومع ان أثناسيوس كان قد بلغ من العمر 72 سنة إلا أنه لم يقصر في واجباته ولثبات البابا في الحق أتى المثل الإفرنجي " أثناسيوس ضد العالم " . وللبابا أثناسيوس كتب عدة عن الأريوسيين وفي التجسد وغيرها ، وقد قرظ الأنبا قزمان هذه المؤلفات في قوله : من يجد شيئا منها فليكتبه حالا على قرطاس ومن لم يجد فليدونه على ثيابه ، وهذا البابا هو أول من لبس زي الرهبنة من يد القديس أنطونيوس وجعله زيا لكل البطاركة والأساقفة وهو الذي رسم القديس أنطونيوس قسا فقمصا وتنيح بسلام بعد ان قضى على الكرسي المرقسي خمسا وأربعين سنة . 
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا . آمين