ماذا كانت تنتظر الملائكة من يسوع المسيح و لماذا كانت تتهلل بتجسده و تذهب هذه الملائكة لتبشر الرعاة و لكنها سبقت و بشرت زكريا الكاهن بان منه و من زوجته سيجئ الذى هو سيعد الطريق امام الرب و لتبشر من يريدون الخلاص وايضا ذهبت لتبشر الفتاة الوديعة و المتواضعة و التى احبها الله و هى " مريم "انها هى التى اختارها الله لتكون ام لكلمة الله الذي سيأخذ منها الجسد ليعيش فى وسطنا كانسان على صفات امه ايضا فى الوداعة و التواضع
و تعالوا نشوف كيف تمت هذه الامور بتسلسل عجيب و هذا ما اهتم بان يصفه القديس لوقا البشير و هو طبيب و رسام و ايضا هو من السبعين رسول الذين اختارهم يسوع ليكرزوا فى ارجاء المسكونة ببشارة الخلاص - و نظراً لمحبته للمسيح اهتم بان يتتبع الامور بتدقيق بداية من كلام الملاك لزكريا فى الهيكل و ايضا كلام الملاك للعذراء و ايضا كلام الملاك مع الرعاة و اراد من رسالته التى وجهها الى " ثاؤفيلس " و هو قد كان والى للاسكندرية فى ذلك الوقت - ان يطلعه على معالم هذا الحدث الخطير بكل التدقيق الذى هو نوع من الأمانة فى توصيل الحقيقة مجردة من فم الذين عاينوها بلا اى نوازع شخصية و لذلك رأينا كم كانت هذه البشارة و التى كتبها القديس لوقا كيف تحكى لنا تفاصيل دقيقة جدا لم يحكيها لنا باقى المبشرين سواء عن بشارة الملاك او عن شعور العذراء عندما أبلغها الملاك جبرائيل بالبشارة كما وصف لنا القديس لوقا و هو انها قد شعرت بالاضطراب من تحية الملاك و ا يضا عن الحوار الذى دار بين العذراء مريم و نسيبتها اليصابات عندما تقابلا و وصف تحرك يوحنا بفرحة داخل رحم امه عندما امتلأ من الروح القدس و كل الفضل فى توصيل هذه المواقف العميقة المعنى و الاحاسيس فى هذه البشارة لنا بهذه الصورة هى والدة الاله " العذراء مريم " شخصيا و التى هى من اعلمت لوقا بكل خفاياها لان العذراء كانت تتكتم الامور فى قلبها و لا تعلنها لانها و لذلك قال انه تتبع كل شئ (( بتدقيق )) من المعاينين لها اى الذين عايشوها فى وقتها
- و لنبدأ مع ما وصفه لنا القديس لوقا عن الحوار الذى دار بين زكريا والد يوحنا الذى هو المعمدان و الذى معنى اسمه ( يهوة حنون )
- 8 فَبَيْنَمَا هُوَ يَكْهَنُ فِي نَوْبَةِ فِرْقَتِهِ أَمَامَ اللهِ، 9 حَسَبَ عَادَةِ الْكَهَنُوتِ، أَصَابَتْهُ الْقُرْعَةُ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى هَيْكَلِ الرَّبِّ وَيُبَخِّرَ.
10 وَكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ الشَّعْبِ يُصَلُّونَ خَارِجًا وَقْتَ الْبَخُورِ.
11 فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفًا عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ. 12 فَلَمَّا رَآهُ زَكَرِيَّا اضْطَرَبَ وَوَقَعَ عَلَيْهِ خَوْفٌ.
13 فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ:«لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا، لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ، وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا.
14 وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ، وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ،
15 لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ، وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
نلاحظ العبارة التى تصف كيف سيمتلئ من الروح القدس و هنا دقة الوصف و هو فى بطن امه - و هذا ما حدث بالضبط عندما تقابلتا ( مريم و اليصابات ) و هذا كله فى الاصحاح (1)من بشارة القديس لوقا و تعالوا نشوف هذا الحوار الذى عرفنا منه قوة عمل الروح القدس و كيف ان اليصابات عندما امتلأت من الروح القدس لحظة مقابلتها للعذراء التى هى ايضا حامل بالروح القدس و كيف كان المسيح يمنح الروح القدس منذ لحظة حلوله فى الحشى البتولى للعذراء
39 فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا، 40 وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ.
41 فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا، وَامْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ،
نلاحظ هنا ان كلام الملاك كان صحيح عندما قال لزكريا ان ابنه سيمتلئ من الروح القدس و هو فى بطن امه و تعالو نشوف ماذا فعل الروح القدس و الذى كشف لاليصابات حبل العذراء و ايضا ان هذا الحبل هو الرب القدوس الذى صار متجسدا من عذراء ( كلمة متجسد هنا انه اخذ منها الصفات البشرية حيث انه فى الاصل هو روح و لم يره احد الا فى حالات معدودة من العهد القديم و كانت عبارة عن ظهورات و ليس تجسدا )
و لنتابع لهذا الحوار الذى قالته العذراء بنفسها للقديس لوقا البشير
42 وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ:«مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ!
43 فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟
هنا نلاحظ ان اليصابات قد كُشف لها سر التجسد الالهى و لذلك اعلنت ان العذراء هى والدة الاله بقولها (( أم ربى ))
44 فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي.
45 فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ».
و هنا طوبت اليصابات العذراء لانها آمنت بما قاله لها ملاك الرب
- و لنكمل مع قول الملاك جبرائيل و الذى وصف لزكريا ماذا سيكون عمل ابنه (( يوحنا ))
16 وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِمْ.
17 وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ، لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ، وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ، لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْبًا مُسْتَعِدًّا».
و نلاحظ انه قال عنه انه سيجئ ليهئ شعبا للرب و انه جاء ليعد الطريق امامه و نلاحظ ن الفارق فى السن بين القديس يوحنا المعمدان و السيد يسوع المسيح هو 6 اشهر
و لذلك كان عمل يوحنا المعمدان ان يعمد الناس بالماء استعدادا للامتلاء من الروح القدس الذى كان من المسيح
و نكمل مع الحوار الذى اثبت ان الذى يتكلم هو ملاك الله
18 فَقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاَكِ:«كَيْفَ أَعْلَمُ هذَا، لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ وَامْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامِهَا؟»
19 فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَهُ:«أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللهِ، وَأُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِهذَا.
20 وَهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتًا وَلاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ هذَا، لأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلاَمِي الَّذِي سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ».
و هنا نلاحظ السلطان الذى يعطيه الله لملائكته الذين يعاقبون من يشككون فى وعود الله و لذلك اخرص الملاك جبرائيل زكريا الكاهن البار و لم يراعى انه خادم لله و هذه هى غيرة الملائكة و حرصهم على ان ترضخ البشرية لكل كلام الله و اوامره
21 وَكَانَ الشَّعْبُ مُنْتَظِرِينَ زَكَرِيَّا وَمُتَعّجِّبِينَ مِنْ إِبْطَائِهِ فِي الْهَيْكَلِ.
22 فَلَمَّا خَرَجَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُكَلِّمَهُمْ، فَفَهِمُوا أَنَّهُ قَدْ رَأَى رُؤْيَا فِي الْهَيْكَلِ. فَكَانَ يُومِئُ إِلَيْهِمْ وَبَقِيَ صَامِتًا.
و ساكمل بنعمة ربنا يسوع المسيح عن ما الذى حدث مع الرعاة و المجوس فى المقالة القادمة ان شاء الرب و عشنا
و لالهنا كل الحب و التقديس فى عيد تجسده من العذراء البتول الكلية الطهر (( والدة الاله ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق