الجمعة، أكتوبر 16، 2015

سر قوة الافخارستيا ( التناول ) فى حياة المؤمنين

مدونة غيورة القبطية


سر قوة الافخارستيا ( التناول ) فى حياة المؤمنين 

 قيامة المسيح و قيامتنا 

ذهبى الفم

هناك احتفالات عالمية تُقام خارج الكنيسة مليئة بمظاهر الأبهة والموائد الغنية بالأطعمة، وهى تُعثر الفقير الذي لا يستطيع أن يصنع مثل هذه الأمور. ومن الطبيعي أن يتضايق ويحزن. فلماذا يرتدى الغنى ملابس زاهية ويقيم موائد مليئة بصنوف الطعام المختلفة، بينما لا يستطيع الفقير أن يصنع هذا بسبب فقره؟

هذا ما يحدث بالخارج، بينما هنا داخل الكنيسة لا يحدث شيء من هذا كله، ولا يوجد هذا التمييز، بل توجد مائدة واحدة للغنى والفقير، للعبد والحر.
هل أنت غنى؟ حتى وإن كنت؛ فليس لك أفضلية على الفقير. هل أنت فقير؟ إنك لست أدنى من الغنى. فالفقر لن ينتقص من أفراح المائدة الروحية. لأن النعمة هي من الله وهى لا تميز بين الأشخاص. هذه هي العطايا الروحية، التي لا تقسم المجتمع بحسب المناصب، بل بحسب المستوى الروحي وبحسب استقامة أفكار كل أحد. ولهذا فإن الملك والفقير يتقدمان معًا نحو الأسرار الإلهية بنفس الثقة وبنفس الكرامة، لكى يتمتعا بالتناول منها. لأن لباس الخلاص هنا هو واحد للجميع أغنياء وفقراء، والرسول بولس يقول " لأن كلكم الذين اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح " (غل27: 3).

الليتورجيا

يوحنا الذهبي الفم
قديماً عندما كان الكاهن يُعلن في القداس "الأبواب الأبواب...." كان الشمامسة يسرعون الى إغلاق أبواب الكنيسة الخارجية بعد التأكد من خروج الموعوظين، اي الذين لم يعتمدوا بعد، ولا يحق لهم اذ ذاك الاشتراك في المناولة. في نفس الوقت كانت تنزل ستائر المائدة وتخفي الكهنة وراءها، وهم منحنون، أثناء الكلام الجوهري. هكذا يُفهم كلام القديس يوحنا الذهبي الفم: "عندما تنزل الستائر تفتح السماء "

في القداس الإلهي: "افتكر من تشّكل معهم جوقاً واحداً، وهذا وحده يكفي ليقودك إلى الزهد، عندما تتذكر أنه بينما أنت ترتدي جسماً وبشرة فقد جعلت أهلاً لتسبح رب الجميع الواحد، مع القوات السماوية".


إن المسيح تمّم الأحداث الخلاصية كلها يوم الأحد

هل هناك مُسَحاء كثيرون, لأن الإفخارستيا تُقام في أماكن كثيرة؟ كلا... فكما أن الذي يُقَدَّم في أماكن عديدة هو جسد واحد, وليس أجساداً متعددة, كذلك ليس إلا الذبيحة واحدة

معجزة الإفخارستيا

يوحنا ذهبى الفم
منتهى عطاء اللة للانسان اخذ جسدنا وتجسد.واعطانا جسدة ودمة لنأكلة ونشربة لنتحد به
(من اهم الامور ان تتعرف على المعجزة الحادثة فى اسرارنا ونعرف ما يتم فيها. ولماذا منحت لنا؟ وما الربح الروحى الذى نستمدة منها؟)

اننا نصير بها جسدا واحدا مع الرب "واعضاء جسمه " من لحمة ومن عظامة.(اف5: 30) فلينصت جيدا كل من يتقدم الى الاسرار الى ما اقول: 


** لقد قصد الرب ان يجعلنا واحدا معة ليس فقط بمشاعر المحبة بل وبالفعل الواقعى ايضا حتى نصير ممتزجين به فى جسد واحد وقد حقق ذلك بالماكل الحق الذى وهبة لنا مجانآ معبرا بذلك عن مدى محبتة لنا 

ان الامهات كثيرآ ما دفعن اطفالهن الى مرضعات واما انا يقول الرب: 
فانى اغذيكم بجسدى الخاص لكى اجعلكم جنسآ كريمآ من اجلكم اشتركت معكم فى اللحم والدم
هذا هو يا احبائى الدم الالهى الذى يعطى نفوسنا بهاء لايزول ويمنحها اعظم قوة 
حينما نتناولة باستحقاق فهو يجعل الشياطين تهرب منا ان الشياطين تهرب اول ما ترى فينا الدم الالهى واما الملائكة فتقترب وتسجد هذا هو الدم المسفوك هو الذى يغسل نفوسنا ويشعلها كالنار -انة يعطينا فهما مستنير اكثر من لهيب النار ونفسا لامعة اكثر من الدهب - ما ارهب اسرار الكنيسة وما ارهب مذبحها المقدس 

ان الذين يتناولون من هذا الدم يصيرون ملازمين الملائكة ورؤساء الملائكة والقوات السمائية بل يكونون لابسين ثوب المسيح نفسة وحاملين اسلحة الروح 

بأى طهارة وشوق ينبغى ان نتقدم الى هذا السر
ان ربنا يسوع المسيح لم يكتفى بان يصير انسان وان يُضرب ويُصلب ولكنه اراد ان يمزج نفسه بنا ليس فقط بالايمان بل وبالفعل الواقعى ايضا فقد جعلنا جسدا له

الا ينبغى ان تكون تلك اليد التى تُقسم مثل هذا الجسد اكثر نقاوة من اشعة الشمس؟

وذلك الفم الذى يمتلئ بالنار الالهية؟
وذلك اللسان الذى يصطبغ بهذا الدم الرهيب؟
فانظر الى مقدار الكرامة التى دعيت اليها 
والى سمو المائدة التى ستشترك فيها فالشئ الذى ترتجف الملائكة من مجرد رؤيتة 
ولا تجسر ان تنظر اليه بدون رعدة بسبب شدة الضوء المبعث منه هذا هو الشئ بعينة الذى نأكله 
اى راعى عال راعيته بأعضاءة الخاصة؟
ان الاسرار ليست من عمل انسان فالذى اقامها فى ذلك العشاء الاول هو الذى يقيمها الان واما نحن الاكليروس فلسنا سوى خُدام له ولكن السيد المسيح هو بنفسه الذى يقدسها

قدسية الأسرار و العقوبة لكل من لا يستحقها 

القديس يوحنا ذهبي الفم
أريد أن أذكركم أيها الأخوة بما قلته لكم مرات عديدة: وقت تناولنا من الأسرار المقدسة التي للمسيح, إذا رأيتكم في انحلال عظيم و عدم مخافة تستوجب النوح فأبكي علي نفسي و أقول في فكري: تري هل هؤلاء عارفون لمن هم قائمون؟ و ما هي قوة هذا السر؟ و عند ذلك أغضب بغير أرادتي, حتى لو استطعت الخروج لخرجت من بينكم من ضيقة نفسي. و إذا وبخت أحداً منكم فلا يكترث لقولي, بل يتذمر علي كأني ظلمته.

يا لهذا العجب العظيم: إن الذين يظلمونكم و يسلبون أمتعتكم لم تغضبوا عليهم كغضبكم علي الآن, أنا الذي أغار علي خلاصكم, الخائف بوجل من أن يحل بكم عقاب الله بسبب تهاونكم بهذا السر العظيم. أتري تعلمون من هو هذا الذي تريدون أن تتناولوا منه؟ أنه الجسد المقدس الذي لله الكلمة, و دمه الذي بذله عن خلاصنا. هذا الذي إذا تناول منه أحد بغير استحقاق, تكون له عقوبة و هلاك كما صار ليهوذا الذي أسلم الرب, عندما تناول منه بغير استحقاق.


التعليم الافخارستى 

القديس كيرلس السكندرى 
جسد الكلمة الذاتى (الخاص به) 

يكرر القديس كيرلس كثيرًا تلقيب جسد المسيح بأنه " خاصة الكلمة " أو " خاص بالكلمة ذاته" أو "جسد الكلمة الذاتى". وفى رسالته الثالثة إلى نسطوريوس يكتب: "ونحن نكرز بموت ابن الله الوحيد، يسوع المسيح، ونعترف بقيامته من بين الأموات وصعوده إلى السموات، فإننا نقدم الذبيحة غير الدموية فى الكنائس، وهكذا نتقبل البركات السرية ونتقدس، ونصير مشتركين فى الجسد المقدس والدم الكريم للمسيح مخلصنا جميعًا، ونحن نفعل هذا لا كأناس يتناولون جسدًا عاديًا (حاشا) أو جسد رجل متقدس ومتصل بالكلمة حسب اتحاد الكرامة، ولا كواحد قد حصل على حلول إلهى، بل هو "الخاص للكلمة نفسه" اى جسد الرب و المعطى الحياة حقًا. وهو كإله، فهو بالطبيعة واهب الحياة أو بسبب أنه صار واحدًا مع جسده الخاص، أعلن أن جسده الذى نتناوله هو المُعطى الحياة 


الأسرار: جسد المسيح ودمه

القديس كيرلس الأورشليمى
"لأني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضًا أن الرب يسوع في الليلة التي أسلم فيها أخذ خبزًا" (1 كو 11: 23).
جسد حقيقي ودم حقيقي
1. تعليم المطوّب بولس الرسول كافٍ ليعطيكم حتى من نفسه تأكيدًا كاملاً بخصوص "الأسرار الإلهية" التي صرتم مستحقين لها، وصرتم من نفس الجسد والدم مع المسيح. لأنكم سمعتموه الآن فقط يقول بوضوح: "إن الرب يسوع في الليلة التي أُسلم " قٌبض عليه "فيها أخذ خبزًا وشكر وكسر وقال: خذوا كلوا هذا جسدي. كذلك أخذ الكأس وشكر وقال: خذوا اشربوا هذا هو دمي" (1 كو 11: 23-26). وحيث أنه بنفسه أوضح وقال عن الخبز: "هذا هو جسدي"، فمن يتجاسر ويشك بعد ذلك؟ وإذ هو بنفسه أكد وقال: "هذا هو دمي" فمن الذي يتردد ويقول إنه ليس دمه؟
2. في قانا الجليل حوّل الماء مرة إلى خمر قريب من الدم. فهل لا يمكن تصديق أنه يقدر أن يحوّل الخمر دمًا؟

صنع هذا العمل المدهش بمعجزة عندما دُعي إلى عرس دنيوي، وعندما يهب "بني العُرس" (مت 9: 15) أن يتمتعوا بجسده ودمه، أفلا نعترف به بالأكثر؟


أصبحنا شركاء الطبيعة الإلهية

3. لنشترك إذا بكل ثقة في جسد المسيح ودمه. لأنه في شكل الخبز يعطي جسده لك، وفي شكل الخمر دمه، حتى بمشاركتك جسد المسيح ودمه تتحد في نفس الجسد ونفس الدم معه، لأنه هكذا نحمل المسيح في داخلنا. الآن جسده ودمه وُزِّعا في أعضائنا. وهكذا حسب قول المطوّب بطرس "أصبحنا شركاء الطبيعة الإلهية" (2 بط1: 4).

غضب اليهود

4. وعظ سيدنا المسيح اليهود في مناسبة معينة، وقال: "إن لم تأكلوا جسدي وتشربوا دمي فليست لكم حياة فيكم" (يو 6: 53). وغضبوا ولم يسمعوه بطريقة روحية، ورجعوا ظانين أنه يدعوهم ليأكلوا لحمًا (ماديًا).

بين خبز التقدمة والإفخارستيا

5. في العهد القديم أيضًا كان خبز التقدمة، لكن انتهى ما يخص العهد القديم. أما في العهد الجديد فيوجد خبز السماء وكأس الخلاص، مطهرين النفس والجسد، لأنه كما يمتزج الخبز بالجسد كذلك الكلمة توافق أنفسنا.
كن واثقًا دون شك أن الجسد والدم تنازلا لك
6. تأمل الخبز والخمر لا في ماديتهما، لأنهما كما أوضح الرب هما جسد المسيح ودمه. لأنه حتى لو أوحت إليك الحواس بهذا، فدع الإيمان يؤسِّسك. لا تحكم على الأمر من الذوق بل من الإيمان، كن واثقًا دون شك أن الجسد والدم تنازلا لك.

رتبت قدامي مائدة

7. وينصحك المطوّب داود بهذا قائلاً: "تُرتب قُدّامي مائدة تجاه مضايقيَّ" (مز 23: 5). وما يقوله يعنى هذا قبل مجيئك. رتبت الشياطين مائدة للناس، نجسة ومدنسة ومملوءة من النفوذ الشيطاني، لكن منذ مجيئك يا رب "رتبت قدامي مائدة". وعندما يقول الإنسان "رتبت قدامي مائدة"، فعلى ماذا يدل إلاّ على هذه المائدة السرّية الروحية التي رتبها الله لنا؟ رتبها ضد الأرواح الشريرة. وحقًا. لأن ذلك اختلاط بالشياطين، أما هذا فشركة مع الله.

"مَسحت بالدهن رأسي" (مز 23: 5) بالزيت مسح رأسك على الجبهة، لأن الختم الذي أخذته هو من الله، حفر الختم قداسة لله. 


"وكأسك أسكرتني" لأنها قوية.( سر عمل الروح القدس و الذى يعطى نشوة الفرح العجيب )  لذلك نرى أن الكأس التي يتكلم عنها هنا هي التي أخذها المسيح في يديه وشكر وقال "هذا هو دمي الذي يسفك عن كثيرين لمغفرة الخطايا" (مت 26: 28).


يجب أن تكون مكسوًا بالثياب البيضاء اللامعة الروحية

8. لذلك يقول سليمان مشيرًا إلى هذه النعمة: "تعالوا كلوا خبزكم بفرح" (أي الخبز الروحي) تعالوا هنا (ينادي للحكمة والخلاص) اشربوا كأسكم بقلب فرح (أي الخمر الروحي) ودعوا الزيت يُسكب على رأسكم (نرى أنه يشير حتى إلى الزيت السري)، واجعلوا أثوابكم بيضاء دائمًا، لأن الرب سُر بأفعالكم. لأنه قبل مجيئكم للعماد كانت أعمالكم باطل الأباطيل، لكن الآن إذ خلعتم أثوابكم العتيقة ولبستم هذه البيضاء روحيًا، يجب أن تكون مكسوًا بثياب. بالطبع لا تعني هذا إنك يجب أن تلبس ثيابًا بيضاء، لكن يجب أن تكون مكسوًا بالثياب البيضاء اللامعة الروحية، حتى تقول مع المطوّب اشعياء "فرحًا أفرح بالرب، لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص، كساني رداء البرّ" (إش 6: 10).

9. إذ قد تعلمنا هذه الأشياء، وتأكدنا تمامًا أن ما يبدو خبزًا ليس خبزًا، ولو أنه مساغ في الطعام لكنه جسد المسيح. وأن ما يبدو خمرًا ليس خمرًا ولو أن مذاقه كذلك لكنه دم المسيح. وعن هذا ترنم داود البار قديمًا "لإخراج خبز تفرح قلب الإنسان لإلماع وجه أكثر من الزيت" (مز 104: 15).


"قوِّ قلبك باشتراكك روحيًا، واجعل وجه نفسك يلمع"، ومع جعل وجهك مكشوفًا بضميرٍ طاهرٍ تعكس كمرآة مجد الرب، وتنتقل من مجدٍ إلى مجدٍ في المسيح يسوع ربنا، الذي له المجد والكرامة والقوة من الآن وإلى دهر الدهور. آمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق