الأحد، نوفمبر 27، 2011

قصة حياة القديس يوحنا ذهبى الفم و احدى عظاته الهامة لحياتنا الروحية



سنكسار اليوم 17 هاتور 1728




نياحة البابا يوحنا ذهبى الفم بطريرك القسطنطينية 407 م

في مثل هذا اليوم تنيح القديس الجليل يوحنا ذهبي الفم ، وقد ولد بمدينة أنطاكية نحو سنة 347 من أب غني اسمه ساكوندس ، وأم تقية اسمها انثوسا ، فربياه تربية صالحة ، وأدباه بالآداب المسيحية ، ومضى إلى مدينة أثينا ، فتعلم الحكمة اليونانية في إحدى مدارسها ، وفاق كثيرين في العلم والفضيلة ، ثم زهد في أباطيل العالم وترهب من صغره بأحد الأديرة ، وكان له صديق يدعي باسيليوس قد ترهب قبله في هذا الدير ، فتجانست ميولهما ، ومارسا فضائل كثيرة ، ولما توفي والده لم يحتفظ بشيء مما تركه ، بل وزع كل ما ورثه على الفقراء والمساكين ، ثم سلك في نسك وجهاد عظيمين ، وكان بالدير رجل عابد حبيس سرياني اسمه انسوسينوس ، ابصر في إحدى الليالي الرسولين بطرس و يوحنا قد دخلا على ذهبي الفم ، فدفع له يوحنا إنجيلا وقال له "لا تخف ، من ربطته يكون مربوطا ، ومن حللته يكون محلولا" ، فعلم الشيخ الحبيس انه سيصير راعيا أمينا .

وقد حلت عليه نعمة الله ، فوضع ميامر ومواعظ وفسر كتبا كثيرة وهو بعد شماس ، وكان قد رقاه إلى هذه الدرجة القديس ميلاتيوس بطريرك أنطاكية ، ثم رسمه قسا القديس فابيانوس خلفه بإرشاد ملاك الرب ، ولما تنيح نكتاريوس بطريرك القسطنطينية استحضره الملك أركاديوس وقدمه بطريركا ، فسار في البطريركية سيرا رسوليا ، وكان مداوما على التعليم والوعظ ، وتفسير كتب الكنيسة القديمة والحديثة ، وتبكيت الخطاة ، وكل ذي جاه وهو لا يخشى باسا أو جاها .

و كانت اوذكسيا الملكة زوجة أركاديوس محبة للمال ، فاغتصبت بستانا لأرملة مسكينة فشكت أمرها للقديس الذي توجه إلى الملكة ووعظها كثيرا وطلب منه إرجاع البستان إلى صاحبته ، وإذ لم تطعه منعها من دخول الكنيسة ومن تناول القربان ، فتملكها الغيظ وجمعت عليه مجمعا من الأساقفة الذي كان قد قطعهم لشرورهم وسوء تدبيرهم ، فحكموا بنفي القديس ، فنفي إلى جزيرة ثراكي ، ولكن هذا النفي لم يستمر اكثر من ليلة واحدة إذ هاج الشعب جدا وتجمهر حول القصر الملكي طالبا عودة البطريرك ، وبينما الناس في كآبتهم على راعيهم البار حدثت زلزلة عظيمة كادت تدمر المدينة ، هلعت منها القلوب وظن القوم انها علامة غضب الله على المدينة بسبب نفي القديس ، أما اوذكسيا فقد انزعجت واضطربت روحها فهرولت إلى زوجها وطلبت منه ان يعيد القديس من منفاه ، وما أشرقت شمس الراعي على رعيته حتى تبدل حزنهم فرحا وعويلهم بترانيم البهجة والسرور .

ولم يدم هذا الحال طويلا ، إذ كان بالمدينة ساحة فسيحة بجوار كنيسة أجيا صوفيا ، أقيم فيها تمثال من الفضة للملكة اوذكسيا ، وحدث يوم تنصيبه ان قام بعض العامة بالألعاب الجنونية والرقص الخليع ، ودفعهم تيار اللهو إلى الفجور والإثم ، فغار القديس يوحنا على الفضيلة التي امتهنت وانبري في عظاته يقبح هذه الأعمال بشجاعة نادرة ، فانتهز أعداؤه غيرته هذه ووشوا به لدي الملكة بأنه قال عنها " قد قامت هيروديا ورقصت وطلبت راس يوحنا المعمدان على طبق " فكانت هذه الوشاية الدنيئة سببا قويا لدي الملكة للحكم عليه بالنفي ، والتشديد على الجند الموكلين بحراسته بعدم توفير الراحة له في سفره ( كى لا يخلو للصلاة لانها كانت ترهب صلاته )، فكانوا يسرعون به من مكان إلى أخر حتى انتهي بهم السفر إلى بلدة يقال لها ( كومانا ) وهناك ساءت صحته وتنيح بسلام سنة 407 ميلادية ،

وبعد الملك أركاديوس الذي أمر بنفيه ، خلفه أبنه ثاؤدسيوس الصغير فأمر الملك ثاؤدسيوس الصغير بنقل جسد هذا القديس إلى القسطنطينية حيث وضع في كنيسة الرسل . صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين .
+++++++++++++++++


من عظاته التعليمية التى بها التوبيخ للشعب البطال فى العبادة و فى الاثمار


كم أنا مغموم، إذ أرى في أيام الأعياد الجموع المحتشدة كالبحر المتسع الأرجاء، والآن لا أجد ولا القليل من الجموع لتجتمع ههنا.


أين ذهب أولئك الذين يزحموننا بوجودهم في أيام الأعياد؟!


إنني أتطلع إليهم متحسرًا عليهم، حزينًا من أجل تلك الجموع التي تهلك بعيدًا عن طريق الخلاص[2].


يا لها من خسارة عظيمة في الإخوة! إن قليلين هم الذين يهتمون بالأمور الخاصة بالخلاص.


يا له من جزء كبير من جسد الكنيسة يشبه الميت الذي بلا حراك!!


تقولون: وماذا يخصنا نحن في هذا؟


لديكم إمكانية عظمي بخصوص إخوتكم. فإنكم مسئولون إن كنتم لا تنصحوهم، وتصدون عنهم الشر، وتجذبونهم إلى هنا بقوة، وتسحبونهم من تراخيهم الشديد. لأنه ماذا يليق بالإنسان أن يكون نافعًا لنفسه وحده، بل ولكثيرين أيضًا. ولقد أوضح السيد المسيح ذلك عندما دعانا "ملحًا" (مت 5: 13)، و"خميرة" (مت 13: 33)، و "نورًا" (مت 5: 14)، لأن هذه الأشياء مفيدة للغير ونافعة لهم.


فالمصباح لا يضيء لذاته، بل للجالسين في الظلمة. وأنت مصباح، لا لتتمتع بالنور وحدك، إنما لترد إنسانًا ضل، لأنه أي نفع لمسيحي لا يفيد غيره؟! ولا يرد أحدًا إلي الفضيلة؟!


مرة أخرى، الملح لا يُصلح نفسه، بل يصلح اللحم لئلا يفسد ويهلك... هكذا جعلنا الله ملحًا روحيًا، لتربط الأعضاء الفاسدة أي الإخوة المتكاسلين المتراخين، وتشددهم وتنقذهم من الكسل كما من الفساد، وتربطهم مع بقية جسد الكنيسة.


وهذا هو السبب الذي لأجله دعانا الرب "خميرًا"، لأن الخميرة أيضًا لا تخمر ذاتها، لكن بالرغم من صغرها فإنها تخمر العجين كله مهما بلغ حجمه.
هكذا افعلوا أنتم أيضًا. فإنكم وإن كنتم قليلين من جهة العدد، لكن كونوا كثيرين وأقوياء في الإيمان والغيرة نحو الله. وكما أن الخميرة ليست ضعيفة بالنسبة لصغرها، إذ لها قوة وإمكانية من جهة طبيعتها... هكذا يمكنكم إن أردتم أن تجتذبوا أعدادًا أكثر منكم ويكون لهم نفس المستوى من جهة الغيرة.


لكن قد يعتذرون بأن الوقت صيف، إذ أسمع أمثال هذه الكلمات بأن الحر زائد، وحرارة الشمس غير محتملة، ولا نقدر على الزحام (هذه أمثله من الحجج التي نسمعها من بعض المسيحيين).


صدقوني أني أخجل منهم. فإن مثل هذه الاعتبارات مملوءة تدليلاً
التي لا يليق أن يحتج بها حتى أصحاب الأجساد الرقيقة وذوي الطبيعة الضعيفة، فأنها لا تبررهم.


فإنهم إن قدموا مثل هذه الأعذار بغير خزي، فيلزمنا ألا نخجل من إجابتهم.


وماذا أقول للمتقدمين بمثل هذه الأعذار؟ إنني أريد أن أذكرهم بالثلاث فتية في أتون النار، الذين إذ أحاطتهم النيران من كل جانب، تغمر أفواههم وعيونهم وتنفسهم لم يكفوا عن التغني بالتسبحة السرية المقدسة لله.


وأظن أنه يليق بنا أن نضيف إليهم الأسود التي كانت في بابل ودانيال في الجب (دا 4: 24).


وليس هذا وحده، بل وفي الجب آخر كان النبي أرميا حيث كان الوحل قرابة رقبته (أر 38: 5).


أليس من المدهش حقًا أن هؤلاء القديسين الذين كانوا في أتون النار أو في جب أو بين الوحوش، وفي الوحل، وفي السجن، وتحت الضربات والجلدات والآلام غير المحتملة،
لا يتذمرون بل يتغنون بالتسابيح المقدسة في حيوية وبغيرة متقدة بينما نحن الذين لم نقع تحتها - لا في كثير ولا في قليل - نهمل خلاصنا محتجين بسخونة الشمس وحرارة الجو قليلاً وبعض التعب، هاجرين اجتماعنا، مفسدين أنفسنا بذهابنا إلى اجتماعات مهلكة تمامًا؟!


فمن الواضح أذن أن هذه الأعذار غير المعقولة هي وليدة الكسل والتراخي، مفتقرة لنيران الروح القدس.


منقول


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق