طريق الايمان فى المسيحية بالبصيرة الروحية

توما يتاكد من حقيقة جراح المسيح و يتحسس مكان ضرب الحربة



الرد على سؤال لماذا لا يفهموا الكتاب المقدس ؟
توجد مشكلة عند من لم يوجد بهم الروح القدس فى فهم روح الكتاب المقدس فى( كلام السيد المسيح ) و هذه المشكلة كانت توجد ايضا بين التلاميذ انفسهم لانهم كثيرا كانوا لا يفهمون كلام السيد المسيح و هذا نراه لما تكلم عن موت لعازر و قال لعازر نائم و كان يقصد انه مات فقال توما ( الشكاك ) هلم لنموت معه (يوحنا 11 : 11 - 16 ) و كأنه يتهكم على كلام السيد المسيح و يشكك فى قدرته فهذا موقف كل المتشككين فى عمل الله فهم يتناولونه بنوع من الاستخفاف و التهكم فهو لم يكن قد آمن بان السيد المسيح هو الله الظاهر فى الجسد لأن الروح القدس لم يكن قد حل عليهم بعد .
و ايضاً نجد ان معلمى الناموس هم ايضاً وقعوا فى نفس المشكلة و هذا لانهم لم يفهموا وعود الله ( الروحية ) لأن الانسان المادى لا يقبل بحواسه ( غير المادى اوالغيرملموس ) و هذا ما سنراه فى حديث السيد المسيح مع نيقوديموس ( الفريسى ) و بنعمة ربنا سنقارن بين موقف توما الشكاك و موقف نيقوديموس معلم الناموس و موقف المرأة السامرية
يو حنا 3
1 كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ، رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2 هذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ». 3 أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ». 4 قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ:«كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟» 5 أَجَابَ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ. 6 اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ. 7 لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ. 8 اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ».
9 أَجَابَ نِيقُودِيمُوسُ وَقَالَ لَهُ:«كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هذَا؟» 10 أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«أَنْتَ مُعَلِّمُ إِسْرَائِيلَ وَلَسْتَ تَعْلَمُ هذَا! 11 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نَتَكَلَّمُ بِمَا نَعْلَمُ وَنَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا، وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا. 12 إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟ 13 وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.
نلاحظ هنا ان  نيقوديموس جاء اليه ليلا - فهو يخاف أن يظهر امام الكهنة و الكتبة و باقى الفريسين انه مهتم ( بشخص المسيح ) على عكس المرأة السامرية التى بمجرد ما ان اعلن لها المسيح عن ذاته فتركت جرتها و نادت كل اهل بلدة سوخار و كانت السبب فى ايمانهم بالمسيح - يوحنا 4 : 5 - 42
و لكن على العكس من نيقوديموس و الذى بدأ بكلامه للمسيح بقوله ( يا معلم - نعلم انك أتيت من الله !! معلماً ) لانه كان يراه يعلم فى الهيكل بسلطان و هنا يقصد أن المسيح قد نال تعليمه من الله مباشرة و ليس من بشر و هنا التناقض العجيب بينه و بين المرأة السامرية فهى لا تعرف غير ان المسيا سيجئ 

 ²⁵ قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ:«أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ، يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ». ²⁶ قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ»  يوحنا 4

و هذا معلم الناموس كان يجب ان يؤمن بمجرد ان شهد المسيح عن ذاته و قال انه ( المالئ للكون )

 ¹³ وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.  يوحنا 3

 و هذا نوع من الايمان السطحى هو العقبة التى تجعل الكثيرين يعثروا و لا يكملوا الطريق لانه كانت تنقصه روح المعرفة و التمييزهذا الى جانب انه كان يخشى على مكانته الاجتماعية

و لنرى ما هو الروح القدس و ما هو عمله
 (  26 وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.يوحنا 14)
هذا الروح لايأتى بدون  الايمان بالمسيح انه هو المالئ للكون بلاهوته و السيد قال هنا ان الروح القدس سياتى باسمه من الآب و هذه اشارة للاتحاد بين الناسوت و الاهوت فى المشيئة بل و العمل متحدا فى ارسال الروح القدس ( باسمى ) اى باسم المسيح و هنا عمل الروح القدس الذى سياتى باسم يسوع المسيح هو يعلمنا كل شئ و ايضا يفهمنا روح الكتاب المقدس من نبوات اعلنت عن مجئ المسيح ( و التعليم هو ما رأيناه من شهادة من حل عليهم الروح القدس من بعد ايمانهم و ظهور هذا جليا فى اعلانهم ان المسيح هو الله الظاهر فى الجسد و هذا ما نراه مكتوبا فى مقدمات رسائلهم عن يسوع المسيح الى جانب روح الحكمة و المستوى العالى جدا من الروحانية و الاداب العالية و قمة المحبة و الشرح لكيفية اسلوب التعاملات الانسانية الراقية بين جميع فئات البشر سواء رجال او نساء عبيد او احرار ابناء او اباء و ذلك فى رسائلهم التعليمية 
و اليكم مقدمات الشهادات عن يسوع المسيح
 يعقوب 1    -
1 يَعْقُوبُ، عَبْدُ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
بطرس 1
1 بُطْرُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى الْمُتَغَرِّبِينَ
رسالة يوحنا الرسول الاولى
1 اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ.
و من هو الذى كان من البدئ ( غير الله )
و هذا غير شهادات الكثيرين منهم توما الذى كان يتهكم على كلام المسيح عن موت لعازر و هو يصرخ متهللا قائلاً ربى و الهى - يوحنا 20
26 وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ:«سَلاَمٌ لَكُمْ!». 27 ثُمَّ قَالَ لِتُومَا:«هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا». 28 أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ:«رَبِّي وَإِلهِي!». 29 قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا».

- حتى نيقوديموس الذى كان لا يفهم كلام المسيح و لكنه تبعه عند صلبه و موته و نجد ما فعله يصفه لنا القديس يوحنا 19
( 39 وَجَاءَ أَيْضًا نِيقُودِيمُوسُ، الَّذِي أَتَى أَوَّلاً إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً، وَهُوَ حَامِلٌ مَزِيجَ مُرّ وَعُودٍ نَحْوَ مِئَةِ مَنًا. 40 فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوعَ، وَلَفَّاهُ بِأَكْفَانٍ مَعَ الأَطْيَابِ، كَمَا لِلْيَهُودِ عَادَةٌ أَنْ يُكَفِّنُوا )
فالايمان بيسوع المسيح انه هو الله الذى جاء فى صورتنا البشرية كى يعلمنا كيف الطريق الى الملكوت قد يرفضه  الانسان الذى لا يعترف بغير ما تراه عينه الجسدية و يتلامس معه بطريقة مادية و لكننا نحن قد قبلناه اله و مُخلص على مستوى الروح ( البصيرة الروحية ) لان الله روح 
( . 24 اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».- يوحنا 4 )
و من هنا نجد أن من يتمسك بالحرف قد يُعثر بل و قد يفوت فرصة الايمان و الخلاص ليحكم على نفسه كما حكم الكتبة و الفرسيين على انفسهم لان عدل الله سارٍ على كل البشرية و حكمه واحد على كل من رفضه و رفض خلاصه الابدى و هذه هى نصيحة السيد المسيح و هى نصيحة موجهة الى كل البشرية
( 51 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ»- يوحنا 8 )

فلا يوجد غير حياة او موت و انت بلا عذر ايها الانسان فيما تختاره
و لالهنا يسوع المسيح و الذى تجثو له كل ركبة من فى السماء و ما على الارض و ما تحت الارض كل مجد و كرامة و عزة الى دهر الدهور آمين