باسم ربنا يسوع المسيح القوى و الممجد و الى دهر الدهور رحمته فهو المسبح و الممجد و الى الدهور رحمته
رحمة الله و عنايته بشعبه تتبعهم فى اى مكان يكونون فيه و هو يوصى بهم و يُسَّخِرْ كل ما فى الطبيعة لتوصيل رسالته اليهم .
و موضوع اليوم عن بلعام النبى او الساحر لانه معروف عنه استخدامه لقوة شيطانية فى اللعنات و حمارته التى تكلمت بعبارات واضحة و العجيب ان بلعام تَقَبَّل نطق الحمارة بدون أى شك
فلنتعرف اولا على بلعام الذى اعطاه الله روح النبوة مؤقتا ثم انتزعها منه عندما اهتم بجمع المال اكثر من اهتمامه بروح النبوة التى منحها الله له
النبى بلعام بن باعور وهو من ارام من نسل سام ابن نوح و كان يسكن ما بين النهرين بالعراق
ويبدو أنه كان مشهورًا بأعماله الخارقة للطبيعة. ووصلت أخباره لموآب
فإستدعوه.
يرى البعض أن بلعام كان نبيًا حقيقيًا وقد دخل فى معاملات مع الله وكان يستشيره قبل أى تصرف
ودليلهم هذه الآيات " فأتى الله إلى بلعام " عدد22 : 9 فَأَتَى اللهُ إِلَى بَلْعَامَ وَقَالَ: «مَنْ هُمْ هؤُلاَءِ الرِّجَالُ الَّذِينَ عِنْدَكَ؟»+ فقال الله لبلعام عدد22 : 12 فَقَالَ اللهُ لِبَلْعَامَ: «لاَ تَذْهَبْ مَعَهُمْ وَلاَ تَلْعَنِ الشَّعْبَ، لأَنَّهُ مُبَارَكٌ».
- هذا النبى أو الساحر صار له تلاميذ إحتفظوا بنبواته ومنها عرف المجوس عن السيد المسيح
- سفر عدد الاصحاح 24 : 16 وَحْيُ الَّذِي يَسْمَعُ أَقْوَالَ اللهِ وَيَعْرِفُ مَعْرِفَةَ الْعَلِيِّ. الَّذِي يَرَى رُؤْيَا الْقَدِيرِ سَاقِطًا وَهُوَ مَكْشُوفُ الْعَيْنَيْنِ: 17 أَرَاهُ وَلكِنْ لَيْسَ الآنَ. أُبْصِرُهُ وَلكِنْ لَيْسَ قَرِيبًا. يَبْرُزُ كَوْكَبٌ مِنْ يَعْقُوبَ، وَيَقُومُ قَضِيبٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ
و هذا ما قاله لنا القديس متى فى الاصحاح 2
1 وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2 قَائِلِينَ:«أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».
- و هذا يؤكد لنا ان بلعام معروف عنه روح العرافة التى استخدمها الله لتوصيل نبوات العهد القديم الينا مكتملة عن السيد المسيح
و لنكمل مع بلعام و حمارته العجيبة
فقد بدأت القصة باستخدام لعنات بلعام ضد شعب الله و ذلك عندما استشعر موآب قوة هذا الشعب و تحالف مع مديان
ويبدو أن بالاق ملك موآب قد أدرك أن إنتصارات الشعب هى إنتصارات غير طبيعية وأن بركة خاصة تصاحبهم فهم لم يستخدموا أسلحة ضد فرعون. بل هم ينتصروا بقوة الصلاة والتضرعات. لهذا فبالاق لم يجهز جيشًا يحارب به بل لجأ للعرافة
والسحر ليواجه بهما البركة عدد 22
2 وَلَمَّا رَأَى بَالاَقُ بْنُ صِفُّورَ جَمِيعَ مَا فَعَلَ إِسْرَائِيلُ بِالأَمُورِيِّينَ، 3 فَزِعَ مُوآبُ مِنَ الشَّعْبِ جِدًّا لأَنَّهُ كَثِيرٌ، وَضَجَِرَ مُوآبُ مِنْ قِبَلَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 4 فَقَالَ مُوآبُ لِشُيُوخِ مِدْيَانَ: «الآنَ يَلْحَسُ الْجُمْهُورُ كُلَّ مَا حَوْلَنَا كَمَا يَلْحَسُ الثَّوْرُ خُضْرَةَ الْحَقْلِ». وَكَانَ بَالاَقُ بْنُ صِفُّورَ مَلِكًا لِمُوآبَ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ. 5 فَأَرْسَلَ رُسُلاً إِلَى بَلْعَامَ بْنِ بَعُورَ، إِلَى فَتُورَ الَّتِي عَلَى النَّهْرِ فِي أَرْضِ بَنِي شَعْبِهِ لِيَدْعُوَهُ قَائِلاً: «هُوَذَا شَعْبٌ قَدْ خَرَجَ مِنْ مِصْرَ. هُوَذَا قَدْ غَشَّى وَجْهَ الأَرْضِ، وَهُوَ مُقِيمٌ مُقَابَل ِلِي. 6 فَالآنَ تَعَالَ وَالْعَنْ لِي هذَا الشَّعْبَ، لأَنَّهُ أَعْظَمُ مِنِّي، لَعَلَّهُ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكْسِرَهُ فَأَطْرُدَهُ مِنَ الأَرْضِ، لأَنِّي عَرَفْتُ أَنَّ الَّذِي تُبَارِكُهُ مُبَارَكٌ وَالَّذِي تَلْعَنُهُ مَلْعُونٌ».
- و هنا نرى ان بلعام معروف عنه انه انسان لعان و لعناته شريرة و لكن الله يتدخل فى الوقت المناسب و لنرى ماذا قال له الرب
9 فَأَتَى اللهُ إِلَى بَلْعَامَ وَقَالَ: «مَنْ هُمْ هؤُلاَءِ الرِّجَالُ الَّذِينَ عِنْدَكَ؟» 10 فَقَالَ بَلْعَامُ ِللهِ: «بَالاَقُ بْنُ صِفُّورَ مَلِكُ مُوآبَ قَدْ أَرْسَلَ إِلَيَّ يَقُولُ: 11 هُوَذَا الشَّعْبُ الْخَارِجُ مِنْ مِصْرَ قَدْ غَشَّى وَجْهَ الأَرْضِ. تَعَالَ الآنَ الْعَنْ لِي إِيَّاهُ، لَعَلِّي أَقْدِرُ أَنْ أُحَارِبَهُ وَأَطْرُدَهُ». 12 فَقَالَ اللهُ لِبَلْعَامَ: «لاَ تَذْهَبْ مَعَهُمْ وَلاَ تَلْعَنِ الشَّعْبَ، لأَنَّهُ مُبَارَكٌ».
فنلاحظ ان الله امر بلعام بأمران
الأمر الاول ان لا يذهب معهم
الأمر الثانى ان لا يلعن الشعب لانه مبارك
فهل الله يغيِّر كلامه و هل الله ينسخ أوامره للبشر و هل الله يسير على هوى البشر فهذا ما سنعرفه فى باقى الحوار التالى
13 فَقَامَ بَلْعَامُ صَبَاحًا وَقَالَ لِرُؤَسَاءِ بَالاَقَ: «انْطَلِقُوا إِلَى أَرْضِكُمْ لأَنَّ الرَّبَّ أَبَى أَنْ يَسْمَحَ لِي بِالذَّهَابِ مَعَكُمْ». 14 فَقَامَ رُؤَسَاءُ مُوآبَ وَأَتَوْا إِلَى بَالاَقَ وَقَالُوا: «أَبَى بَلْعَامُ أَنْ يَأْتِيَ مَعَنَا». 15 فَعَادَ بَالاَقُ وَأَرْسَلَ أَيْضًا رُؤَسَاءَ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْ أُولئِكَ. 16 فَأَتَوْا إِلَى بَلْعَامَ وَقَالُوا لَهُ: «هكَذَا قَالَ بَالاَقُ بْنُ صِفُّورَ: لاَ تَمْتَنِعْ مِنَ الإِتْيَانِ إِلَيَّ، 17 لأَنِّي أُكْرِمُكَ إِكْرَامًا عَظِيمًا، وَكُلَّ مَا تَقُولُ لِي أَفْعَلُهُ. فَتَعَالَ الآنَ الْعَنْ لِي هذَا الشَّعْبَ». 18 فَأَجَابَ بَلْعَامُ وَقَالَ لِعَبِيدِ بَالاَقَ: «وَلَوْ أَعْطَانِي بَالاَقُ مِلْءَ بَيْتِهِ فِضَّةً وَذَهَبًا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَتَجَاوَزَ قَوْلَ الرَّبِّ إِلهِي لأَعْمَلَ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا. 19 فَالآنَ امْكُثُوا هُنَا أَنْتُمْ أَيْضًا هذِهِ اللَّيْلَةَ لأَعْلَمَ مَاذَا يَعُودُ الرَّبُّ يُكَلِّمُنِي بِهِ».
نلاحظ ان بلعام قال انه لن ينفذ غير ما قاله الرب و لكن نفسه زائغة و تريد ان تنفذ شهوة قلبه لينال من الامول ما يشبعها ( اى نفسه ) و لذلك وجدناه يمهلهم كى يبيتوا و كانه يمهل الله كى يسير على هوى نفسه و حاشا لله ان يسير على هوى نفس انسان
20 فَأَتَى اللهُ إِلَى بَلْعَامَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «إِنْ أَتَى الرِّجَالُ لِيَدْعُوكَ فَقُمِ اذْهَبْ مَعَهُمْ، إِنَّمَا تَعْمَلُ الأَمْرَ الَّذِي أُكَلِّمُكَ بِهِ فَقَطْ».فنلاحظ الله انه يؤكد على أن يلتزم بما أمره به و نلاحظ ان الله اولا نبهه و قال له لا تذهب معهم و قال له لا تلعن الشعب - و مع اصرار بلعام يجئ له الرب و يامره بان يفعل ما يكلمه به الرب فقط و ترك له حرية الذهاب
21 فَقَامَ بَلْعَامُ صَبَاحًا وَشَدَّ عَلَى أَتَانِهِ وَانْطَلَقَ مَعَ رُؤَسَاءِ مُوآبَ.
22 فَحَمِيَ غَضَبُ اللهِ لأَنَّهُ مُنْطَلِقٌ، وَوَقَفَ مَلاَكُ الرَّبِّ فِي الطَّرِيقِ لِيُقَاوِمَهُ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى أَتَانِهِ وَغُلاَمَاهُ مَعَهُ. 23 فَأَبْصَرَتِ الأَتَانُ مَلاَكَ الرَّبِّ وَاقِفًا فِي الطَّرِيقِ وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ فِي يَدِهِ، فَمَالَتِ الأَتَانُ عَنِ الطَّرِيقِ وَمَشَتْ فِي الْحَقْلِ. فَضَرَبَ بَلْعَامُ الأَتَانَ لِيَرُدَّهَا إِلَى الطَّرِيقِ. 24 ثُمَّ وَقَفَ مَلاَكُ الرَّبِّ فِي خَنْدَق لِلْكُرُومِ، لَهُ حَائِطٌ مِنْ هُنَا وَحَائِطٌ مِنْ هُنَاكَ. 25 فَلَمَّا أَبْصَرَتِ الأَتَانُ مَلاَكَ الرَّبِّ زَحَمَتِ الْحَائِطَ، وَضَغَطَتْ رِجْلَ بَلْعَامَ بِالْحَائِطِ، فَضَرَبَهَا أَيْضًا. 26 ثُمَّ اجْتَازَ مَلاَكُ الرَّبِّ أَيْضًا وَوَقَفَ فِي مَكَانٍ ضَيِّق حَيْثُ لَيْسَ سَبِيلٌ لِلنُّكُوبِ يَمِينًا أَوْ شِمَالاً. 27 فَلَمَّا أَبْصَرَتِ الأَتَانُ مَلاَكَ الرَّبِّ، رَبَضَتْ تَحْتَ بَلْعَامَ. فَحَمِيَ غَضَبُ بَلْعَامَ وَضَرَبَ الأَتَانَ بِالْقَضِيبِ.
هنا الرب يعلن غضبه على هذا الانسان فرغم تحذيرات الله و منعه الا انه بغبائه قرر الذهاب و ها هو الاتان تحاول ان تبتعد عن طريق الملاك و لكن الله فتح فم الاتان لتتكلم بكلام مستقيم به توبيخ و عتاب لهذا الذى يسوقها و يتسلط عليها و هنا الحيوان بغريزته يميز الله و يخشاه و اما الانسان فلاه و لا يعرفه لانه يرفضه لانه قدوس
و لنرى كيف تكلمت الاتان مع بلعام 28 فَفَتَحَ الرَّبُّ فَمَ الأَتَانِ، فَقَالَتْ لِبَلْعَامَ: «مَاذَا صَنَعْتُ بِكَ حَتَّى ضَرَبْتَنِي الآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ؟». 29 فَقَالَ بَلْعَامُ لِلأَتَانِ: «لأَنَّكِ ازْدَرَيْتِ بِي. لَوْ كَانَ فِي يَدِي سَيْفٌ لَكُنْتُ الآنَ قَدْ قَتَلْتُكِ». 30 فَقَالَتِ الأَتَانُ لِبَلْعَامَ: «أَلَسْتُ أَنَا أَتَانَكَ الَّتِي رَكِبْتَ عَلَيْهَا مُنْذُ وُجُودِكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ؟ هَلْ تَعَوَّدْتُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ هكَذَا؟» فَقَالَ: «لاَ»
و لكن الله يمهد لقوته و جبروته و تسلطه ليكشف للانسان غضبه 31 ثُمَّ كَشَفَ الرَّبُّ عَنْ عَيْنَيْ بَلْعَامَ، فَأَبْصَرَ مَلاَكَ الرَّبِّ وَاقِفًا فِي الطَّرِيقِ وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ فِي يَدِهِ، فَخَرَّ سَاجِدًا عَلَى وَجْهِهِ. 32 فَقَالَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ: «لِمَاذَا ضَرَبْتَ أَتَانَكَ الآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ؟ هأَنَذَا قَدْ خَرَجْتُ لِلْمُقَاوَمَةِ لأَنَّ الطَّرِيقَ وَرْطَةٌ أَمَامِي، 33 فَأَبْصَرَتْنِي الأَتَانُ وَمَالَتْ مِنْ قُدَّامِي الآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ. وَلَوْ لَمْ تَمِلْ مِنْ قُدَّامِي لَكُنْتُ الآنَ قَدْ قَتَلْتُكَ وَاسْتَبْقَيْتُهَا»
هل رأيتم كيف الله يريد للانسان الخلاص
كم مرة يدخله فى تجربة الموت و لكنه على آخر لحظة قد ينجيه كي يعرفه و يمجده لان الله يريد الجميع يخلصون و الى معرفة الحق يقبلون لانه هو القدوس و الممجد و الى الآبد رحمته
و لالهنا كل المجد و الكرامة الى دهر الدهور
آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق