حدثت فى الفترة الأخيرة مناقشات حول كَتبِة البشارات بالكتاب المقدس و كان دائما تنتهى المناقشات بصدام لمن يريد الفهم و لكن لا يوجد دليل مادى يؤكد أن كاتب بشارة القديس لوقا أنه هو و ليس آخر و هنا كان السائل ينهى حواره بانه طالما لا يوجد دليل على ان كاتب بشارة لوقا هو لوقا فالخلاصة أن هذا الانجيل غير صحيح .
- و لكن هذا التفكير العقيم الرد عليه بسيط جداً و له كل المصداقية و لكن فلنفترض جدلاً أن كاتب بشارة لوقا ليس هو لوقا فهل هذا سيوءثر فى مصداقية البشارة بالمقارنة لبشارة القديس متى ( أحد الاثنى عشر تلميذا ) او بشارة القديس يوحنا و هو ايضاً ( أحد الاثنى عشر تلميذاً ) .الاجابة بالطبع ( لا )
- ذلك ان الله يعرف أفكار البشر فقد كان مقرراً بأن كتبة البشارات يجب أن يكونوا 4 يتكلمون عن ابن الانسان و عن الملك و عن الذبيح و عن النسر ( المُحلق) فى السماء و هذا ما كلمنا عنه حزقيال النبى فى نبوته المذكورة فى أول اصحاح له من نبوة حزقيال
- و لكن هل الله يحتاج الى اربعة شهود يكتبون عن تجسده - الاجابة هى ( نعم ) و يجئ السؤال ( لماذا) و الاجابة هى :- أننا عندما درسنا للبشارات الاربعة وجدناهم مكملين لبعضهم البعض و السؤال ( كيف ) و الاجابة هى :- أن الله جعلهم يتكلمون عنه بالروح القدس و ايضاً مع وضع الأراء الخاصة و الوصف لكل حدث بوجهة نظر مختلفة - فوجدنا أن لوقا الطبيب اهتم بان يتكلم عن الرجل المريض يعانى من (مرض الاستسقاء ) و هذا المرض له اعرض هى ( مرض يصاب فيه الجسم بارتشاح الماء في الأنسجة وفي تجويف البطن ويتورَّم الجسد، وغالباً ما يكون ذلك من اختلال وظائف الكبد والكليتين وغيرها )و لذلك هو اعطى التسمة الصحيحة للحالة المرضية التى امامه و راى كيف أن يسوع شفاه و هذا كما هو مذكور فى الاصحاح 14 من بشارة القديس لوقا
- أيضا اهتم القديس لوقا بان يكلمنا عن السبعين رسولا ,الذين ليسو من الاثنى عشر تلميذا الذين ارسلهم المسيح , إثنين , إثنين أمامه الى كل مدينة و موضع سيذهب اليه لاحقاً و ذلك كما هو مذكور فى بشارته الاصحاح 10 . و هذا يؤكد لنا أن القديس لوقا ليس من الاثنى عشر تلميذا و لكنه من السبعين رسولاً و الذين اختارهم المسيح ليعدوا الطريق امامه فى المدن التى سيذهب اليها .
- أيضاً وجدنا القديس لوقا يتابع المسيح و يصف لنا كيف كانت المحاكمة بمنتهى الدقة امام الكهنة و الفريسين , و لكن أهم ما فى البشارة هى " مقدمتها " لانها هى المفتاح لسر هذه البشارة و هو يتكلم عن تتبعه الموضوع من فم الذين عايشوه و منهم " العذراء مريم " لأنه كما يقول فى رسالته البشارية (( عن امور متيقنة تسلمها من المعاينين أى الذين عايشوها - ليعرف ثاؤفيلس القصة الحقيقية من فم أصحابها )) فلذلك نجد أن لوقا البشير قد اهتم بالمصداقية فى الوصف لكيفية الحبل من الروح القدس لعذراء لم تعرف " رجلا "و ذلك ما وصفه لنا نقلاعن معاينيه و هو يقصد (( السيدة العذراء )) نفسها , فهى من قصت عليه كيف حبلت بالسيد المسيح كما جاء فى وصفه الدقيق نقلا عنها ( مباشرة ) و ذلك ما قرأناه فى الاصحاح الاول من بشارته من العدد 26 الى العدد 35 .و أيضاً كان هو أول من رسم لنا صورتها لنتعرف على ملامحها و ملابسها نظراً لأن الله قد منحه موهبة الرسم أيضاً .
- وجدناه يصف بمرارة فى آخر بشارته كيف آحزنوا المسيح لأنهم لم يصدقوا كلاما قد سبق أن قاله لهم عن موته و قيامته و هو كما جاء فى بشارته بالاصحاح 24 , و هو يتكلم عن اثنين ليسوا من الاحدى عشر تلميذا لانه فى بداية الاصحاح الى العدد 12 يتكلم عن تواجد الاحدى عشر مع بعضهم و ذلك فى قول النساء للاحدى عشر ان المسيح لم يكن بالقبر , و لكنه فى العدد 13 يقول ( و اذا اثنان منهم منطلقين الى قرية عمواس و قال لنا ان اسم احدهما هو " كليوباس " و كليوباس ليس من الاثنى عشر تلميذا و ذلك فى العدد 18 من الاصحاح 24 ) و هذا فى قوله فاجاب أحدهما و هنا يقصد أنه ليس هو المتكلم و لكن " كليوباس " و قد شرح لنا كيف أن المسيح كان يكلمهم فى الطريق عن النبوات التى تكلمت عنه ولكنه قد وصفهما أيضاً بالغبيان و البطيئا القلوب فى الايمان !!! نلاحظ أن لوقا هو فى الأصل طبيب و لكنه فى نظر الله هو " انسان غبى " لانه لم يميز الله و لم يكن مؤمنا بما جاء فى الكُتب أى التوراه و الانبياء , و تكلمت عن زمن تجسد السيد المسيح وآلامه و موته و قيامته .
و قد ذكر القديس بولس لاسم القديس لوقا فى رسالته الى كولوسى و ذكر مهنته ايضا
يسلم عليكم لوقا الطبيب الحبيب و ديماس (كو 4 : 14)و لكن يبقى سؤال وهو لماذا اختار الله أن يكون بين رسله طبيبا و ليس بين تلاميذه و على الرغم من ذلك قد وصفه بالغباء !!
الاجابة - لأن الله أراد أن يعرفنا أن الايمان به لا يحتاج الى درجات علمية و لكنه يحتاج الى بساطة القلب كما رأينا هذا من القديس " بطرس " هذا الصياد البسيط و الذى بقوة ايمانه بعظة واحدة جذب 3000 نفس !!
- و هذا ياخذنى لما قاله بولس الرسول فى رسالته الاولى الى أهل كورنثوس
(( 27 بَلِ اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ. 28 وَاخْتَارَ اللهُ أَدْنِيَاءَ الْعَالَمِ وَالْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ لِيُبْطِلَ الْمَوْجُودَ، 29 لِكَيْ لاَ يَفْتَخِرَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَمَامَهُ. 30 وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً. 31 حَتَّى كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ»
له القوة و القدرة و المجد الى دهر الدهور - آمين
http://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Science-and-the-Holy-Bible/Bible-n-Science-41-Christian-Scientists-2-Luke.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق