الخميس، يوليو 16، 2015

انتى ما تنفعيش فى الخدمة


 

مدونة غيورة القبطية

 

 انتى ما تنفعيش فى الخدمة





بنعمة ربنا يسوع المسيح اتكلم عن الرحمة , فالرحمة يا اخوتى هى صفة من صفات الهنا انه رحوم - روؤف - متحنن و انه صالح , و هذه الصفات التى من معانيها فهمنا مدى محبة الهنا الى كل البشرية لدرجة أنه اخلى ذاته من كل المجد السماوى و جاء الينا فى صورة جسدنا الضعيف , و كل هذا لكى يجلس فى وسطنا نحن الخطاة لانه قال لا يحتاج الاصحاء الى الطبيب بل المرضى و ما جئت ادعوا ابرارا بل خطاة الى التوبة ولذلك جعلنا نحب التوبة بكلامه معنا عن ملكوته الذى اعده لنا نحن صنعة يديه , و هو عندما جاء الى العالم جاء متخذا حياة الفقر و الكفاف - فهو لم يجئ فى عصر السيارات الفارهة و لا عصر التكنولوجى و الريموت كنترول و لكنه جاء فى عصر تواجدت فيه ام الفضائل القدسة الطاهرة العذراء مريم - تلك الفتاة التى احبته و كانت تناجيه فى وقت عملها بالهيكل و كان يحب ان يسمع صوتها الذى لم يكف عن الترنم و التضرع من اجل الخطاه و الذين جاء يوم انه هو الهنا الطيب و الرحيم قد امسك بسوت و صرخ فى وسط الهيكل الذى تربت فيه امه و هى طفلة ,ليصرخ فى وجه الخطاه قائلا بيتى بيت الصلاة يدعى و انتم جعلتموه مغارة لصوص - و قلب موائد الصيارفة و التجار المتاجرين فى بيت الله (فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ،14 وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَراً وَغَنَماً وَحَمَاماً، وَالصَّيَارِفَ جُلُوساً. 15 فَصَنَعَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ، اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ، وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ. 16وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ: «ارْفَعُوا هَذِهِ مِنْ هَهُنَا! لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ!». 17فَتَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي». يوحنا 2

تلك العذراء الطاهرة لم تستطيع ان تغيرهم بكثرة صلواتها - لانهم كانوا مملوكين فى يد الشيطان مسلمين ارادتهم له لانهم احبوا حياة الطمع و الجشع اكثر من الحياة فى مخافة الله - فكم من الكهنة اصبحوا يهتمون بالامور المالية اكثر من الامور الروحية و الاهتمام ببناء الكنائس و المبانى الخدمية اكثر من الاهتمام ببناء النفوس للاسف - و هم يباهون بالطوب و الزلط اكثر من اللحم و الدم الذى قد يهلك بعدم تقديم الرعاية الروحية بالمحبة

-  هذا ما نراه حولنا فى كل عصرنا هذا  فلقد انب السيد المسيح الفريسيين لكى نعرف كيف يغضب الله من الذين يتكلمون بكلامه و لكنهم لا يعيشونه - فهم يفرضون فرائض على البسطاء و لكنهم لا يجعلونهم يرون القدوة فى كيفية حياتهم فى مخافة ربنا يسوع المسيح - معتبرين انفسهم فوق قانون عدالة السماء و كما هو مكتوب ( 11فَلَمَّا نَظَرَ الْفَرِّيسِيُّونَ قَالُوا لِتَلاَمِيذِهِ: «لِمَاذَا يَأْكُلُ مُعَلِّمُكُمْ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟» 12فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. 13فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».) متى 9

- و للاسف توجد مواقف تحدث امام اعينا تجعلنا نبكى حزنا على ما يحدث داخل كنائسنا ممن يدعون اباء كهنة يخدمون هيكل الله - و للاسف هى بتكون مقدمة لنشر الالحاد عن طريق من يخدمون الله ( و لكن بالكذب و المراءاه ) و هذا ستعرفونه من تلك القصة

### قصة حكتها لى خادمة تعرفت عليها فى مرحلة متأخرة من العمر و هى تبكى من موقف اب كاهن يرعى ابناء السيد المسيح فى منطقة متطرفة من المناطق عشوائية و من كلامها احكموا انتم يا شعب الكنيسة الارثوذكسية
- فى احدى الايام عرض عليها احد الاخوة الخُدام ان تذهب معهم الى منطقة خدمتهم - فأطاعت و ذهبت معهم و بعد ان خدمت كذا اسرة وجدت الاب الكاهن المسئول عن المنطقة يطالبها بالذهاب الى اسرة معينة و تلك الاسرة لها تاريخ فى الخطايا لان الاب متوفى و الابنة الكبرى لم تجد من يحتضنها بطريقة سليمة فسقطت فى الخطية و لازالت تعيش فيها و الابن الاوسط سقط فى الخطية فى سن مبكرة و لكنه عاش حياة التوبة منذ 5 سنوات - فرحبت الخادمة بالخدمة مع هذه الاسرة التى عرفت قصتها - و من بعد ان ذهبت اليهم و تعرفت عليهم - وجدت الاب الكاهن يقول لها انا عايزك تقولى للاسرة دى تمشى من هنا - فكان رد الخادمة - كيف يا ابونا تطلب منى انى اقول لاسرة ان يتركوا بيتهم و يرحلوا - و لم تتكلم الخادمة فى موضوع الرحيل و تعددت زياراتها لتلك الاسرة من الخادمة الى ان حدث موقف غريب و هى شاهدة عليه

 ففى اقل من شهرين و فى احدى الزيارات وجدت الام تشكو من الابنة الكبرى فى انها تريد ان تخرج من البيت لتعيش حياة الخطية مع شخص مسلم مع العلم انها انجبت طفلين من شخص مسيحى و انها تريد ان تاخذ ابنائها - فكان رد الخادمة - لو فكرتى تعملى كدة مش ح تشوفى اولادك تانى - انتى ازاى عايزة اولادك يكونوا شهود على حياة النجاسة - لو حصل انا حاخد اولادك - و لكن فيه حل تانى - خلينى اتقابل مع هذا الشخص المسلم و اتكلم معاه و اديه رقم تليفونى - فما كان من اخيها الذى يبلغ من العمر 18 سنة يصرخ و يقول لاء تاسونى ما تتكلمش معاه - طلعوا تاسونى من اللى بيحصل و فضل يصرخ و فجأة خرج خارج الغرفة , و بعد فترة رجع و جلس و رفع قدميه على السرير و ارتعش قليلا ثم سقط مغشيا عليه و كما تصف الخادمة باكية ان عينية كانت مقلوبة و ترى بياض العين فقط و ظلت تصرخ لكى يفيق و تصلى و كل البيت يصرخ الى ان استرد وعيه و لكنه كان شخص آخر - كما تشهد الخادمة فهذا الشاب اللطيف جدا - يأمر الخادمة بعدم القراءة فى الكتاب المقدس و خرج من الحجرة - فذهبت وراءه و ابتدات تتلو مزمور فتركها و ذهب الى حجرة اخرى

- فعادت الخادمة الى الكنيسة و قصت تلك الاحداث على الاب الكاهن متوقعة منه ان يتعاطف مع هذا الشاب الذى من سن احد ابنائه و ان يعدها بمحاولة العلاج لهذا الشاب الا ان صدمتها و هى تحكى ,انه كان وجهه الفم من الخد للخد ضاحكا و كانها تحكى له فيلم هزلى مثلا - فقالت له متجاهلة سخريته انا شايفة انه محتاج للعلاج لانه اما انه عليه روح شريرة اما انه تحت ضغط عصبى لان سلوكياته بتتغير و هو بلا وعى و قد تستمر حالة التغيير فى سلوكياته عدة ايام ثم يعود الى طبيعته ناسيا كل ما بدر منه من سلوكيات قد تكون مثيرة للمتاعب له هو شخصيا - و بعد ان حكت و اعطت شهادة كاملة عن حالة هذا الشاب -  رجعت الى منزلها

### و اذ فى وسط الاسبوح يجئ تليفون من اخت الشاب الكبيرة و هى تقول انها تركت البيت و اخذت اطفالها - و عند يوم الخدمة ذهبت الخادمة الى بيت تلك الاسرة المنكوبة لتعرف كيف تركت البيت فكان رد الام انها كانت فى عملها و اخوها كان فى حارج المنزل فرحلت بلا اى كلام - فاكملت الخادمة خدمتها بان توجهت الى الابن بالنصائح الروحية عن حياة المسيحى و كيف يتشبه بالسيد المسيح و كيف يجب ان يعود لحياة القداسة و ابتدى هو يسمعها ترانيم منها ترنيمة(( صورتى عندك صورة جميلة )) و كان رد الخادمة ان ربنا بيحبك و عايزك متفكرش فى اى حاجة غير خلاص نفسك و وعدتها الاسرة بالاعتراف و التناول و الصلاة من اجل اختهم

رجعت الخادمة على الكنيسة وجدت الاب الكاهن يصرخ فى وجهها و يقول انتى السبب علشان مسمعتيش كلامى و لم تطالبيهم بان يخرجوا من البلد - فقالت له ان كانت البنت اختارت طريق الخطية فلا يصح ان يطرد باقى اسرتها - فكان رده و كانه نبى - لاء كلهم ح يروحوا وراها - اشتد الحوار بين الكاهن فى لحظة ظهور اخو الفتاة و سمع الحوار و كان الاب الكاهن يعيب عليه وعلى اسلوبه

## و اشتد الحوار بين الكاهن و بين الشاب و هو يقول له انت ازاى تخلى اختك تمشى - و انت مش راجل - انت كان لازم تمنعها ( بنبرة تحريضية!!!؟؟ - فما كان من الخادمة و هى تصرخ فى الاب الكاهن طالبة منه الكف عن الصراخ فى وجه هذا الشاب (( المريض)) و الذى عند الاب الكاهن علم مسبق بحالته المرضية ,و لكنه صرخ فى وجهها قائلا ( انتى مالكيش دعوة انت مش ساكنة معانا ) فما كان من باقى الخُدام بان جذبوها من امامه و تركوا الشاب ليأخذ باقى جرعة السخرية والتهزيء لدرجة ان الاب الكاهن عاير الشاب بخطيئته التى سقظ فيها من 5 سنوات , 

فجائت الخادمة ووقفت و قالت له كفاية و جذبت الشاب و هو فى قمة الغضب ووقفت تهدئ فيه و تقول معلش - يا ابنى فقال لها - اى محبة اللى بتكلمينا عنها هي دى المحبة - كان فين ابونا لما ابويا مات و لا اكمنه راجل غنى و عنده عربية غالية بيدوس علينا بالجزمة

فقالت له الشيطان عايز يحاربنى انا يا ابنى و يقولى مافيش فايدة فكان رده يعنى الشيطان نظق على لسان ابونا - فكان ردها - ايوة

و بعد قليل جاء صديق له و قال له ابونا عايز يكلمك - فقالت الخادمة جايز ابونا عايز يصلح الامور و تركت الشاب ليدخل اليه - الا ان ابونا فيما يبدوا لم يتوقف عن التهزيئ و التجريح فوجدت الخادمة صديقه جاء اليها و هو يقول لها - الحقيه بدأ يتخشب - فهرعت الخادمة و كل من يعترضها تزقه من وجهها الى ان وصلت الى الشاب و سندته و قالت له قوم يا ابنى و سنده صديقه من الناحية الاخرى و هو يجر قدميه و للاسف لم تجد الخادمة احد من الخُدام الذين يخدمون الله يتعاطف مع حالة هذا الشاب 


- بل اجمعوا كلهم حتى امين الخدمة بانها اى هذه الخادمة انها لا تنفع فى الخدمة لانها لم تترك الاب الكاهن يكمل ذبح هذا الشاب المسكين
و اليكم كلام ابائنا القديسين عن الرحمة يا من تخدمون خدمة العين

الرحمة و الحق التقيا البر و السلام تلاثما (مز  85 :  10)

العدل و الحق قاعدة كرسيك الرحمة و الامانة تتقدمان امام وجهك (مز  89 :  14)
لا تدع الرحمة و الحق يتركانك تقلدهما على عنقك اكتبهما على لوح قلبك (ام  3 :  3)
لرحمة و الحق يحفظان الملك و كرسيه يسند بالرحمة (ام  20 :  28)
المتوكلون عليه سيفهمون الحق و الامناء في المحبة سيلازمونه لان النعمة و الرحمة لمختاريه (الحكمة  3 :  9)
و انت فارجع الى الهك احفظ الرحمة و الحق و انتظر الهك دائما (هو  12 :  6)
قد اخبرك ايها الانسان ما هو صالح و ماذا يطلبه منك الرب الا ان تصنع الحق و تحب الرحمة و تسلك متواضعا مع الهك (مي  6 :  8)
ويل لكم ايها الكتبة و الفريسيون المراؤون لانكم تعشرون النعنع و الشبث و الكمون و تركتم اثقل الناموس الحق و الرحمة و الايمان كان ينبغي ان تعملوا هذه و لا تتركوا تلك (مت  23 :  23)
فاذهبوا و تعلموا ما هو اني اريد رحمة لا ذبيحة لاني لم ات لادعوا ابرارا بل خطاة الى التوبة (مت  9 :  13)

الله يرحم ايامك يا ابونا بيشوى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق