الاثنين، أبريل 04، 2011

قصة امرأة عشقت الشهوة فقتلتها


لا يوجد ملك. وقلب الإنسان يميل للإباحية
قصة امراة اشتهت و زنت على زوجها
قصة شعب احب الشذوذ الجنسى
قصة شعب فضل الانتقام لشرفه
و النتيجة هى فناء سبط بنيامين
و موت اكتر من 100000 الف رجل و امرأة و طفل كل هذا من أجل إمرأة زانية و رجل ضعيف و شعب متكبر

تفسير الاصحاح رقم19
يكشف هذا الإصحاح عن حالة الفساد الخلقى البشعة التى تردى إليها شعب الله. وهذه الأحداث غالباً حدثت بعد موت يشوع بفترة لأن فينحاس كان رئيساً للكهنة (28:20) وقولهُ لم يكن ملك (19 : 1). تعنى ايضاً لم يكن هناك قاضٍ لإسرائيل.
آية (1): "وفي تلك الأيام حين لم يكن ملك في إسرائيل كان رجل لآوى متغربا في عقاب جبل افرايم فاتخذ له امرأة سرية من بيت لحم يهوذا."
سرية = كانت السرية زوجة شرعية لكنها فى درجة أقل من الزوجة العادية، إذ كانت غالباً من العبيد اللواتى يشترين بثمن، وفى بعض الأحيان من أسرى الحرب. عقاب جبل إفرايم = أى عند سفح الجبل. أو على جانب الجبل فى منطقة نائية.
آية (2): "فزنت عليه سريته وذهبت من عنده إلى بيت أبيها في بيت لحم يهوذا وكانت هناك أياما أربعة اشهر."
إرتكبت السرية جريمة زنا وخافت من زوجها اللاوى فهربت إلى بيت أبيها.
آية (3-11): "فقام رجلها وسار وراءها ليطيب قلبها ويردها ومعه غلامه وحماران فأدخلته بيت أبيها فلما رآه أبو الفتاة فرح بلقائه. وامسكه حموه أبو الفتاة فمكث معه ثلاثة أيام فأكلوا وشربوا وباتوا هناك. وكان في اليوم الرابع انهم بكروا صباحا وقام للذهاب فقال أبو الفتاة لصهره اسند قلبك بكسرة خبز وبعد تذهبون.فجلسا وأكلا كلاهما معا وشربا وقال أبو الفتاة للرجل ارتض وبت وليطب قلبك. ولما قام الرجل للذهاب ألح عليه حموه فعاد وبات هناك. ثم بكر في الغد في اليوم الخامس للذهاب فقال أبو الفتاة اسند قلبك وتوانوا حتى يميل النهار وأكلا كلاهما. ثم قام الرجل للذهاب هو وسريته وغلامه فقال له حموه أبو الفتاة أن النهار قد مال إلى الغروب بيتوا الآن هوذا أخر النهار بت هنا وليطب قلبك وغدا تبكرون في طريقكم وتذهب إلى خيمتك. فلم يرد الرجل أن يبيت بل قام وذهب وجاء إلى مقابل يبوس هي أورشليم ومعه حماران مشدودان وسريته معه. فلم يرد الرجل ان يبيت بل قام و ذهب و جاء الى مقابل يبوس هي اورشليم و معه حماران مشدودان و سريته معه."
سامح اللاوى سريته وذهب ليطيب خاطرها ويستردها، وإذ فرح أبوها بتسامح زوجها وبأن صلحها مع زوجها فيه ستر على خطيئة إبنته بالغ فى إكرام زوج إبنته وأكثر من أيام الضيافة التقليدية. وفى غروب اليوم الخامس أصّر اللاوى على السفر مع سريته. ومعه حماران = لهُ ولسريته.
الآيات (12-14): "فقال له سيده لا نميل إلى مدينة غريبة حيث ليس أحد من بني إسرائيل هنا نعبر إلى جبعة. و قال لغلامه تعال نتقدم الى احد الاماكن و نبيت في جبعة او في الرامة. فعبروا و ذهبوا و غابت لهم الشمس عند جبعة التي لبنيامين."
لم يُردْ اللاوى أن يبيت فى يبوس إذ هم وثنيون وياليته فَعَلْ فالوثنيون ما كانوا سيفعلون به أشر ممّا فعل إخوته البنيامينيون. ولنلاحظ أن شعب الله إذا فسد يصير أشر من الوثنيين " إذا فَسَدَ الملح فإنه يداس".
آية (15): "فمالوا إلى هناك لكي يدخلوا ويبيتوا في جبعة فدخل وجلس في ساحة المدينة ولم يضمهم أحد إلى بيته للمبيت."
كان الضيوف يجلسون فى ساحة المدينة إلى أن يدعوهم أحد للمبيت فلم يكن نظام الفنادق معروفاً والرب قد أمر بإضافة الغرباء. ولكن احداً لم يستضفه.
الآيات (16،17): "وإذا برجل شيخ جاء من شغله من الحقل عند المساء والرجل من جبل افرايم وهو غريب في جبعة ورجال المكان بنيامينيون. فرفع عينيه و راى الرجل المسافر في ساحة المدينة فقال الرجل الشيخ الى اين تذهب و من اين اتيت."
رجُل شيخ = من الذى إستضاف اللاوى وسريته ؟ رجل شيخ مازال فيه تقوى من عاش أيام موسى ويشوع. جاء من الحقل = إذاً هو رجل فقير غريبّ فى جبعة = جاء يعمل كأجير طوال اليوم فى الحقول، ولأنه غريب فهو يشعر بشعور الغرباء. هو رجل غريب ورجال المكان بنيامينيون = فالرجل لم يكن من سبط بنيامين. أى أن الكتاب يتهم سبط بنيامين بأنهم بلا مروءة ولا شهامة.
الآيات (18-21): "فقال له نحن عابرون من بيت لحم يهوذا إلى عقاب جبل افرايم أنا من هناك وقد ذهبت إلى بيت لحم يهوذا وأنا ذاهب إلى بيت الرب وليس أحد يضمني إلى البيت. و ايضا عندنا تبن و علف لحميرنا و ايضا خبز و خمر لي و لامتك و للغلام الذي مع عبيدك ليس احتياج الى شيء. فقال الرجل الشيخ السلام لك انما كل احتياجك علي و لكن لا تبت في الساحة. و جاء به الى بيته و علف حميرهم فغسلوا ارجلهم و اكلوا و شربوا."
إلى بيت الرب = وفى ترجمات أخرى إلى بيتى (راجع الإنجيل بالشواهد) وهكذا جاءت فى السبعينية. وربما قصد اللاوى أن يذهب لبيته ولكن يمر أولاً على بيت الرب فى شيلوه. وغالباً فكلمة بيتى والتى تنتهى بالياء تشير فى نفس الوقت إلى بيت يهوة فالياء إختصار ليهوة.
الآيات (22،23): "وفيما هم يطيبون قلوبهم إذا برجال المدينة رجال بني بليعال أحاطوا بالبيت قارعين الباب وكلموا الرجل صاحب البيت الشيخ قائلين اخرج الرجل الذي دخل بيتك فنعرفه. فخرج اليهم الرجل صاحب البيت و قال لهم لا يا اخوتي لا تفعلوا شرا بعدما دخل هذا الرجل بيتي لا تفعلوا هذه القباحة."
هذه القصة للأسف الشديد تصدر من شعب الرب وهى تكرار لما فعله شعب سدوم وعمورة (فشعب بنيامين طلب الرجل أولاً وليس المرأة). والله لهُ طرقه فى عقاب الأشرار فبينما كانت النار عقاباً لأهل سدوم وعمورة، كان هنا شعب الأسباط مجتمعة هو الأداة التى أبادت سبط بنيامين بل أحرقوا مدنهم أيضاً بنار.
آية (24): "هوذا ابنتي العذراء وسريته دعوني أخرجهما فاذلوهما وافعلوا بهما ما يحسن في أعينكم وأما هذا الرجل فلا تعملوا به هذا الأمر القبيح."
نلاحظ هنا أمراً عجيباً فى مبادئ هؤلاء الناس فالشهامة فى ضيافة الغريب لها أولوية على كرامة النساء وعفتهن، هذا يكشف عن إستهانة الرجال بالنساء فى ذلك الحين، وإستخفافهم بخطية الزنا.
آية (25): "فلم يرد الرجال أن يسمعوا له فامسك الرجل سريته وأخرجها إليهم خارجا فعرفوها وتعللوا بها الليل كله إلى الصباح وعند طلوع الفجر أطلقوها."
اخرج اللاوى سريته لهم ليفعلوا بها الشر لينقذ بنت مضيفه العذراء.
الآيات (26،27): "فجاءت المراة عند اقبال الصباح و سقطت عند باب بيت الرجل حيث سيدها هناك الى الضوء. فقام سيدها في الصباح وفتح أبواب البيت وخرج للذهاب في طريقه وإذا بالمرأة سريته ساقطة على باب البيت ويداها على العتبة."
كانت الشهوة خطية هذه المرأة فزنت من وراء رجلها فكانت الشهوة أيضاً عقوبتها، فالخطية عقوبتها فى نفسها. وكانت هذه المرأة يجب أن تموت بسبب زناها ولكن لم يقتلها أحد فزوجها إستهان بخطية الزنا وسامحها ولم يكن هناك ملك فى إسرائيل والزوج لا يهتم. ولكن هناك إله يهتم ويعاقب وينتقم.
آية (28): "فقال لها قومي نذهب فلم يكن مجيب فأخذها على الحمار وقام الرجل وذهب إلى مكانه."
عجيب حال هذا اللاوى أيضاً فها هو يدعو سريته لأن تقوم = قومى نمضى وكان لم يحدث شىء طوال الليل. لقد نام طوال الليل أو إختبأ فى جبن ملقياً بإمرأته خارجاً للشر وهى ترتمى ويداها على العتبة كانها تستغيث برجلها النائم.
الآيات (29،30): "ودخل بيته واخذ السكين وامسك سريته وقطعها مع عظامها إلى اثنتي عشرة قطعة وأرسلها إلى جميع تخوم إسرائيل. و كل من راى قال لم يكن و لم ير مثل هذا من يوم صعود بني اسرائيل من ارض مصر الى هذا اليوم تبصروا فيه و تشاوروا و تكلموا."
فعل الرجل بجسد سريته عملاً وحشياً بسبب غيظة وفعل هذا ليثير إسرائيل لينتقموا لهُ من بنيامين وفعلاً قام الكل ضد بنيامين.



تفسير الاصحاح رقم20
آية (1): "فخرج جميع بني إسرائيل واجتمعت الجماعة كرجل واحد من دان إلى بئر سبع مع ارض جلعاد إلى الرب في المصفاة."
من دان إلى بئر سبع = أى كل إسرائيل من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها. إلى الرب = بيت الرب فى شيلوه. المصفاة = 3 أميال من جبعة.
الآيات (2-4): وقف وجوه جميع الشعب جميع أسباط إسرائيل في مجمع شعب الله أربع مئة ألف راجل مخترطي السيف. فسمع بنو بنيامين ان بني اسرائيل قد صعدوا الى المصفاة و قال بنو اسرائيل تكلموا كيف كانت هذه القباحة. فاجاب الرجل اللاوي بعل المراة المقتولة و قال دخلت انا و سريتي الى جبعة التي لبنيامين لنبيت."
وجوه = وجهاء. الكل صعد للحرب ما عدا يابيش جلعاد (21 : 8).
الآيات (5-9): "فقام علي أصحاب جبعة وأحاطوا علي بالبيت ليلا وهموا بقتلي وأذلوا سريتي حتى ماتت. فامسكت سريتي و قطعتها و ارسلتها الى جميع حقول ملك اسرائيل لانهم فعلوا رذالة و قباحة في اسرائيل. هوذا كلكم بنو اسرائيل هاتوا حكمكم و رايكم ههنا. فقام جميع الشعب كرجل واحد و قالوا لا يذهب احد منا الى خيمته و لا يميل احد الى بيته. و الان هذا هو الامر الذي نعمله بجبعة عليها بالقرعة."
هموا بقتلى هو خجل أن يذكر ما طلبه أهل جبعة (أن يعرفوه هو) فقال هم أرادوا أن يفعلوا بى كما فعلوا بسريتى وإختصر الكلام بقوله "قتلى"
آية (10): فنأخذ عشرة رجال من المئة من جميع أسباط إسرائيل ومئة من الألف وألفا من الربوة لأجل اخذ زاد للشعب ليفعلوا عند دخولهم جبعة ببنيامين حسب كل القباحة التي فعلت بإسرائيل.
إختاروا 10 % من عددهم ليكون عملهم تموين الجيش فهم مقبلون على حرب.
الآيات (11-13): "فاجتمع جميع رجال اسرائيل على المدينة متحدين كرجل واحد.وأرسل أسباط إسرائيل رجالا إلى جميع أسباط بنيامين قائلين ما هذا الشر الذي صار فيكم. فالان سلموا القوم بني بليعال الذين في جبعة لكي نقتلهم و ننزع الشر من اسرائيل فلم يرد بنو بنيامين ان يسمعوا لصوت اخوتهم بني اسرائيل."
كانت الشريعة تأمر بقتل أمثال هؤلاء الرجال الخطاة وحرق مدينتهم بالنار (تث 13 : 14-17). ولكن بنو بنيامين رفضوا تسليم رجالهم الأشرار، كان يجب أن يستمع البنيامينيون لشريعة الله ويقفوا فى صف القداسة لا أن يتعصبوا لإخوتهم أكثر من الله " من أحب أباً أو أماً، أخاً أو أختاً.... أكثر منى فلا يستحقنى" فكرامة الله يجب أن تكون لها أولوية على العلاقات الأسرية. وكان البنيامينيون مهرة فى الحرب (1أى 12 : 2) فتصوروا أنهم قادرين على مقاومة كل الجماعة. وكانت حساباتهم خاطئة ولأنهم لم يهتموا بشريعة الله
كانت الخسارة كبيرة. وعجيب أن يتحدى بنيامين وحده كل أسباط إسرائيل ومعهم رئيس الكهنة وتابوت العهد. وكان رجال بنيامين 26.000 بينما رجال إسرائيل 400.000 وياليتهم كانوا يدافعون عن حق الله فكان الله ينصرهم، بل هم يدافعون عن أشرار بل غالباً كانوا كلهم كذلك على نفس مستوى شر أهل جبعة، ومثل هؤلاء الأشرار يكونون متكبرين والكبرياء تعمى عيونهم ويكون ذلك لهلالكهم.
آية (14-17): "فاجتمع بنو بنيامين من المدن الى جبعة لكي يخرجوا لمحاربة بني اسرائيل. و عد بنو بنيامين في ذلك اليوم من المدن ستة و عشرين الف رجل مخترطي السيف ما عدا سكان جبعة الذين عدوا سبع مئة رجل منتخبين. من جميع هذا الشعب سبع مئة رجل منتخبون عسر كل هؤلاء يرمون الحجر بالمقلاع على الشعرة ولا يخطئون. و عد رجال اسرائيل ما عدا بنيامين اربع مئة الف رجل مخترطي السيف كل هؤلاء رجال حرب."
تظهر مهارة البنيامينيين فى الحرب، وعلى هذا إعتمدوا فتكبروا فهلكوا.
الآيات (18-28): "فقاموا وصعدوا إلى بيت إبل وسألوا الله وقال بنو إسرائيل من يصعد منا أولا لمحاربة بني بنيامين فقال الرب يهوذا أولا. فقام بنو إسرائيل في الصباح ونزلوا على جبعة. وخرج رجال إسرائيل لمحاربة بنيامين وصف رجال إسرائيل أنفسهم للحرب عند جبعة. فخرج بنو بنيامين من جبعة واهلكوا من إسرائيل في ذلك اليوم اثنين وعشرين ألف رجل إلى الأرض. وتشدد الشعب رجال إسرائيل وعادوا فاصطفوا للحرب في المكان الذي اصطفوا فيه في اليوم الأول. ثم صعد بنو إسرائيل وبكوا أمام الرب إلى المساء وسألوا الرب قائلين هل أعود أتقدم لمحاربة بني بنيامين أخي فقال الرب اصعدوا إليه. فتقدم بنو إسرائيل إلى بني بنيامين في اليوم الثاني. فخرج بنيامين للقائهم من جبعة في اليوم الثاني واهلك من بني إسرائيل أيضا ثمانية عشر ألف رجل إلى الأرض كل هؤلاء مخترطو السيف. فصعد جميع بني إسرائيل وكل الشعب وجاءوا إلى بيت إبل وبكوا وجلسوا هناك أمام الرب. و صاموا ذلك اليوم إلى المساء واصعدوا محرقات وذبائح سلامة أمام الرب. و سال بنو إسرائيل الرب وهناك تابوت عهد الله في تلك الأيام. وفينحاس بن العازار بن هرون واقف أمامه في تلك الأيام قائلين ااعود أيضا للخروج لمحاربة بني بنيامين أخي أم اكف فقال الرب اصعدوا لاني غدا ادفعهم ليدك."
تثير هذه الآيات تساؤلاً مهاً، فأسباط إسرائيل سألوا الرب مرتين ومع ذلك إنهزموا مرتين وهلك 40.000 فلماذا ؟
1. فى (آية 26) نجد الأسباط يصلون ويبكون ويتذللون أمام الله ويصومون ويقدمون ذبائح. وفى هذه المرة يسمع إسرائيل وعد الله غداً أدفعهم ليدك هذا هو السر فى هزيمتهم مرتين ثم غلبتهم فى الثالثة.
2. فى المرة الأولى والثانية إعتمدوا على قوتهم وكان سؤالهم لله بعد أن قرروا كل شىء، لقد قرروا الحرب وكان سؤالهم من يصعد منّا أولاً ولم يكن سؤالهم أأصعد أم لا. لقد كان سؤالهم من قبيل إستكمال الشكليات.
3. هم كانوا واثقين فى قوتهم لعددهم وقلة عدد بنيامين. وهذا هو نفس خطأ سبط بنيامين الذين كانوا واثقين فى قدراتهم القتالية (آية 16) والكبرياء بداية السقوط.
4. الله يريد أن يؤدب بنيامين ولكنه فى نفس الوقت يريد أن باقى شعبه يكون كاملاً مقدساً. فالله أدّب الأسباط أولاً بأن سمح بأن ينكسروا وينهزموا فيتواضعوا ويتذللوا ويبطل كبريائهم ويبدأوا ويعتمدوا على الرب كسر قوتهم ومن خلال تواضعهم يوجد الله وسطهم (أش 57 : 15) وإذا وُجد الله معهم يكون سر إنتصارهم.
5. نلاحظ أن الأسباط تحركوا للإنتقام للاوى ولمقتل سريته ولكنهم لم يتحركوا للقضاء على الوثنية التى تفشت بينهم (ص 17،18) وكان الأولى أن يتحركوا لضرب الوثنيين ولكن كانت الوثنية قد بدأت تتفش وسط الجميع ويتبع ذلك خطايا الزنا الجسدى ولذلك لم يهتم الأسباط بإصلاح الحال المتردى فالجميع ساقطون. وهم تحركوا هنا فقط لإهتزاز مشاعرهم ممّا فعله هذا اللاوى حين قطع جسد سريته ولم يتحركوا غيرة منهم على كرامة الله وحفظ وصاياه فكان لزاماً على الله أن يؤدبهم ليطهر الأداة التى يستخدمها لتأديب سبط بنيامين أولاً. فالله سمح بهزيمتهم ليطهرهم ويعلمهم التواضع لذلك لم يسمعوا فى المرة الأولى والثانية غداً أدفعهم ليدك. فكانت نية الله متجهة فى المرتين لتطهرهم هم أولاً بواسطة سبط بنيامين ثم إستخدامهم وهم مقدسين ضد بنيامين الخاطىء.
6. كانت الغلبة فى المرة الثالثة بينما كان الموت والهزيمة فى المرتين الأولى والثانية وهكذا القيامة كانت فى اليوم الثالث وسبقها موت لمدة يومين. واليوم الثالث يشير لتمتعنا بقوة قيامة السيد المسيح، فلا نصرة ضد الخطية ولا غلبة على قوات الظلمة إلاّ بالتمتع بقوة الرب فينا.
7. وقبل أن نتمتع بالقيامة وقوة القيامة يجب المرور على الموت والصليب أى صليب أهوائنا وشهواتنا حتى نتطهر. وكما مات من إسرائيل فى المرتين 40.000 هكذا ينبغى أن نجاهد لقمع الجسد واستعباده ولقتل شهوات الجسد فينا أولاً.
الآيات (29-48): "ووضع إسرائيل كمينا على جبعة محيطا. وصعد بنو إسرائيل على بني بنيامين في اليوم الثالث واصطفوا عند جبعة كالمرة الأولى والثانية. فخرج بنو بنيامين للقاء الشعب وانجذبوا عن المدينة واخذوا يضربون من الشعب قتلى كالمرة الأولى والثانية في السكك التي إحداها تصعد إلى بيت إبل والأخرى إلى جبعة في الحقل نحو ثلاثين رجلا من إسرائيل. وقال بنو بنيامين انهم منهزمون أمامنا كما في الأول وأما بنو إسرائيل فقالوا لنهرب ونجذبهم عن المدينة إلى السكك. وقام جميع رجال إسرائيل من أماكنهم واصطفوا في بعل تامار وثار كمين إسرائيل من مكانه من عراء جبعة. وجاء من مقابل جبعة عشرة آلاف رجل منتخبون من كل إسرائيل وكانت الحرب شديدة وهم لم يعلموا أن الشر قد مسهم. فضرب الرب بنيامين أمام إسرائيل. و اهلك بنو إسرائيل من بنيامين في ذلك اليوم خمسة وعشرين ألف رجل ومئة رجل كل هؤلاء مخترطو السيف. ورأى بنو بنيامين انهم قد انكسروا وأعطى رجال إسرائيل مكانا لبنيامين لأنهم اتكلوا على الكمين الذي وضعوه على جبعة. فأسرع الكمين واقتحموا جبعة وزحف الكمين وضرب المدينة كلها بحد السيف. وكان الميعاد بين رجال إسرائيل وبين الكمين اصعادهم بكثرة علامة الدخان من المدينة. و لما انقلب رجال إسرائيل في الحرب أبتدأ بنيامين يضربون قتلى من رجال إسرائيل نحو ثلاثين رجلا لأنهم قالوا إنما هم منهزمون من أمامنا كالحرب الأولى. ولما ابتدأت العلامة تصعد من المدينة عمود دخان التفت بنيامين إلى ورائه وإذا بالمدينة كلها تصعد نحو السماء. ورجع رجال إسرائيل وهرب رجال بنيامين برعدة لأنهم رأوا أن الشر قد مسهم. ورجعوا أمام بني إسرائيل في طريق البرية ولكن القتال ادر كهم والذين من المدن أهلكوهم في وسطهم. فحاطوا بنيامين وطاردوهم بسهولة وادركوهم مقابل جبعة لجهة شروق الشمس. فسقط من بنيامين ثمانية عشر ألف رجل جميع هؤلاء ذوو باس. فداروا وهربوا إلى البرية إلى صخرة رمون فالتقطوا منهم في السكك خمسة آلاف رجل وشدوا وراءهم إلى جدعوم وقتلوا منهم ألفى رجل. وكان جميع الساقطين من بنيامين خمسة وعشرين ألف رجل مخترطي السيف في ذلك اليوم جميع هؤلاء ذوو باس. ودار وهرب إلى البرية إلى صخرة رمون ست مئة رجل وأقاموا في صخرة رمون اربعة اشهر. ورجع رجال بني إسرائيل إلى بني بنيامين وضربوهم بحد السيف من المدينة بأسرها حتى البهائم حتى كل ما وجد وأيضا جميع المدن التي وجدت احرقوها بالنار."
هذه الخطة هى نفس خطة "يشوع" ضد "عاى" فلقد دبر إسرائيل كميناً يحيط بجبعة وظهر إسرائيل أمام بنيامين ليجذبه خارج المدينة، وإذ بدأ بنيامين يضرب كاليومين السابقين إنطلق إسرائيل البعض إلى السكك أى الطرق العامة المؤدية إلى بيت إيل والأخر نحو حقل جبعة، وكان هناك كمين مختفياً فى بعل تامار وفى عراء جبعة وهؤلاء إنطلقوا وراء المدينة وإقتحموها وضربوها بحد السيف وأشعلوها بالنيران وحينئذ خرج الكمين الأخر فسقط من بنيامين 25.000 رجل 18.000 فى الحرب + 5.000 فى الطرق + 2000 عند صخرة رمون = المجموع 25.000 والعدد الدقيق للقتلى 25.100 وهرب 600 رجل إلى صخرة رمون. وكان رجال سبط بنيامين 26700 نسمة قتل منهم 25.100 وهرب 600. إذاً يتبقى 1000 رجل هؤلاء غالباً قتلوا فى معارك اليومين الأولين حين غلب بنيامين إسرائيل. راجع آية (14،15) بنيامين 26.000 + جبعة 700. وأنظر لنتيجة الخطية، فكل هؤلاء ماتوا بسببها.. كل قتلاها أقوياء ونلاحظ أن آية 36 بداية تفصيل ما قيل من قبل.
آية (34): وجاء من مقابل جبعة عشرة آلاف رجل منتخبون من كل إسرائيل وكانت الحرب شديدة وهم لم يعلموا أن الشر قد مسهم.
الشر قد مسهم = أى أن وراءهم كميناً. ولقد أثبتت الأثار أن المدينة أحرقت بالنار فى ذلك الزمان تماماً.









تفسير الاصحاح رقم21
آية (1): "ورجال إسرائيل حلفوا في المصفاة قائلين لا يسلم أحد منا ابنته لبنيامين امرأة."
هذا الحلف معناه الحكم بالقضاء على سبط بنيامين تماماً. وهو قسم خاطئ قطعاً.
آية (2): "وجاء الشعب إلى بيت إبل وأقاموا هناك إلى المساء أمام الله ورفعوا صوتهم وبكوا بكاء عظيما."
بكوا بكاءً عظيماً = صارت نفوسهم مرة فقد هلك من بنيامين 26.100 وهلك من إسرائيل 40.030. وحتى الـ 600 المتبقين من بنيامين لا يستطيعوا الزواج بسبب حلفهم ومعنى هذا إختفاء سبط من إسرائيل نهائياً.
الآيات (3-9) "و قالوا لماذا يا رب اله اسرائيل حدثت هذه في اسرائيل حتى يفقد اليوم من اسرائيل سبط. و في الغد بكر الشعب و بنوا هناك مذبحا و اصعدوا محرقات و ذبائح سلامة. و قال بنو اسرائيل من هو الذي لم يصعد في المجمع من جميع اسباط اسرائيل الى الرب لانه صار الحلف العظيم على الذي لم يصعد الى الرب الى المصفاة قائلا يمات موتا. و ندم بنو اسرائيل على بنيامين اخيهم و قالوا قد انقطع اليوم سبط واحد من اسرائيل. ماذا نعمل للباقين منهم في امر النساء و قد حلفنا نحن بالرب ان لا نعطيهم من بناتنا نساء. و قالوا اي سبط من اسباط اسرائيل لم يصعد الى الرب الى المصفاة و هوذا لم يات الى المحلة رجل من يابيش جلعاد الى المجمع. فعد الشعب فلم يكن هناك رجل من سكان يابيش جلعاد."
الآيات (10-12): "فأرسلت الجماعة إلى هناك اثني عشر ألف رجل من بني الباس وأوصوهم قائلين اذهبوا واضربوا سكان يابيش جلعاد بحد السيف مع النساء والأطفال. و هذا ما تعملونه تحرمون كل ذكر و كل امراة عرفت اضطجاع ذكر. فوجدوا من سكان يابيش جلعاد اربع مئة فتاة عذارى لم يعرفن رجلا بالاضطجاع مع ذكر و جاءوا بهن الى المحلة الى شيلوه التي في ارض كنعان."
هم حذروا كل مدينة لا تشترك فى قتال بنيامين. ولكن هذه وحشية أن يقتلوا الرجال مع النساء مع الأطفال ماعدا الفتيات العذارى.
الآيات (13،14): "وأرسلت الجماعة كلها وكلمت بني بنيامين الذين في صخرة رمون واستدعتهم إلى الصلح. فرجع بنيامين في ذلك الوقت فاعطوهم النساء اللواتي استحيوهن من نساء يابيش جلعاد و لم يكفوهم هكذا."
هم سبق وتساءلوا ماذا نعمل للـ 600 الباقين (آية 7) والأن بعد مذبحة يابيش جلعاد وجدوا الحل بتزويج الـ 600 للعذارى المتبقين من يابيش جلعاد لإحياء السبط من جديد. وهذه الصلة بين يابيش جلعاد وسبط بنيامين تشرح تعاطف أهل يابيش جلعاد مع أجساد شاول الملك وبنيه بعد ذلك، بل ودفاع شاول عن يابيش جلعاد ضد العمونيين (يابيش جلعاد من سبط جاد).
آية (15): "وندم الشعب من اجل بنيامين لان الرب جعل شقا في أسباط إسرائيل."
كأن إسرائيل كثوب كامل مزَّق منه أحدهم شقأ منه :
ونلاحظ فى هذه القصة عدة أخطاء:
1. كبرياء بنيامين إذ لم يُسلمْ أشرار جبعة وقراره بقتال كل الأسباط.
2. كبرياء إسرائيل فى قرار الحرب دون إستشارة الله.
3. كبرياء إسرائيل فى طريقة عقابهم الوحشية ليابيش جلعاد. وقبل ذلك فى إفناء سبط بنيامين بأكمله بل قسمهم فى عدم زواج بنيامينى ببناتهم. وربما لو سألوا الله لأرشدهم لطرق عديدة يعاقبون بها الأشرار ولا يفنوا سبطاً بأكمله ثم بعد ذلك يندمون.
4. إقامة مذبح غير مذبح خيمة شيلوه آية 4.
5. هذا فضلاً عن تفشى الوثنية والنجاسة فى إسرائيل.
الآيات (16-18): "فقال شيوخ الجماعة ماذا نصنع بالباقين في امر النساء لانه قد انقطعت النساء من بنيامين. وقالوا ميراث نجاة لبنيامين ولا يمحى سبط من إسرائيل. و نحن لا نقدر ان نعطيهم نساء من بناتنا لان بني اسرائيل حلفوا قائلين ملعون من اعطى امراة لبنيامين."
وقالوا ميراث نجاة لبنيامين = إذ يجب أن يكون ورثة للناجين من سبط بنيامين.
الآيات (19-24): "ثم قالوا هوذا عيد الرب في شيلوه من سنة إلى سنة شمالي بيت إبل شرقي الطريق الصاعدة من بيت إبل إلى شكيم وجنوبي لبونه. وأوصوا بني بنيامين قائلين امضوا واكمنوا في الكروم. وانظروا فإذا خرجت بنات شيلوه ليدرن في الرقص فاخرجوا انتم من الكروم واخطفوا لأنفسكم كل واحد امرأته من بنات شيلوه واذهبوا إلى ارض بنيامين. فإذا جاء آباؤهن او اخوتهن لكي يشكوا إلينا نقول لهم تراءفوا عليهم لأجلنا لأننا لم نأخذ لكل واحد امرأته في الحرب لأنكم انتم لم تعطوهم في الوقت حتى تكونوا قد أثمتم. ففعل هكذا بنو بنيامين واتخذوا نساء حسب عددهم من الراقصات اللواتي اختطفوهن وذهبوا ورجعوا إلى ملكهم وبنوا المدن وسكنوا بها. فسار من هناك بنو إسرائيل في ذلك الوقت كل واحد إلى سبطه وعشيرته وخرجوا من هناك كل واحد إلى ملكه."
لأن القسم الذى أقسموه كان خاطئاً، ها هم يتحايلون ليجدوا طريقة للخروج من المأزق، بأن يخطف الـ 200 بنيامينى الذين بلا زوجة 200 فتاة من الراقصات فى العيد. ألم يكن من الأفضل الاّ يقسموا أصلاً !! لذلك طلب السيد المسيح أن لا نقسم.
ومعنى قوله فى آية 22 فى الوقت = أى أنتم لم تعطوهم بناتكم فى الوقت الذى طلبوا فيه بل هم خطفوهم دون إرادتكم، فإذاً أنتم لم تكسروا حلفكم بل هم أخذوا البنات.... وهذا هو التحايلْ.
آية (25): "في تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل كل واحد عمل ما حسن في عينيه."
لم يكن ملك فى إسرائيل = بهذه العبارة يُختمْ السفر. وكأن غاية السفر أن يشرح أن سبب كل هذا الفساد أنه لا يوجد ملك. وقلب الإنسان يميل للإباحية وللحرية الخاطئة وليعمل حسب هواه بلا ضابط ولكن من يملك المسيح على قلبه لا يفسد بل يعطيه المسيح الملك أن يفهم معنى الحرية الحقيقية.

هذه القصة من سفر القضاة

لينك سفر القضاه و معه التفسير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق