الأربعاء، أكتوبر 03، 2012

لماذا اكتئب و ارتعب السيد المسيح لدرجة الموت !!

مدونة غيورة القبطية






لماذا اكتئب و ارتعب السيد المسيح لدرجة الموت !! 


اخوتى الاحباء هذا الموضوع من الموضوعات التى قد لا يفهمها الكثيرين من الناس العاديين و لكن نحن الممتلئين من الروح القدس كان لنا الحق فى المعرفة و لذلك اشكر ربنا يسوع المسيح الذى منه كل الكنوز و الزخائر التى يجود بها على عبيده ليكون لهم شركة معه فى ملكوته السمائى و ايضا لتنفتح اعين البصيرة للجهلاء الذين لا يفهمون سر الفداء العظيم


*** اسمحول لى يا اخوتى ان اتكلم عن حالات عذاب الموت عند مختلف الناس كى نفهم سر مشاعر الحزن المميت الذى تملك على السيد المسيح قبل الدخول فى الهاوية من بعد موته على الصليب 
من الحالات التى تمر بمراحل ما قبل الموت خاصة من الخطاة من الناس نجدهم فى حالة من الرعب و يحاولون التشبث بالحياة على الارض و اوقات يُفقد الله هؤلاء الناس النطق فنجدهم يحاولون الصراخ مع بروز للعينين محاولين ان يعلنوا مدى رعبهم و لكنهم لا يستطيعون - بل نجدهم كثيرى البكاء - و هذا سببه ان الله يكشف لهم المكان المُعد للاشرار الذى هو الهاوية و لمحبة الله فهو لا ينقلهم اليها مرة واحدة و لكن بتدريج كى يعرفوا و يفهموا لعلهم يندمون على اساءتهم الى الله سواء بالتجديف عليه او بنكرانه او لشرورهم تجاه اشخاص ناصبوهم العداء و ظلموهم و كثرة خطاياهم امام الله القدوس - فيكون عدل الله هو القصاص باسقاطهم الى الهاوية , و لكن ان ندموا و بكوا على خطاياهم قد ينجيهم الله من الموت

و قد سمح الله لاشخاص سواء من القديسين او من اشخاص من العالم بزيارة الهاوية و كان الاجماع على ان الهاوية هى مكان مرعب و كئيب لدرجة لا توصف بداية من الروائح النتنة لهؤلاء الخطاة , و التى لا يوجد مثيل لها فى البشاعة على الارض و انينهم الذي لا ينقطع و وجود الشياطين المرعبة و  بها ايضاً الخطاة و الاشرار الذين يجدفون على الله و على شخص السيد المسيح 

*** و الهاوية ليست متساوية فى العقوبة و لكنها درجات كثيرة جداً بداية من الذين استحقوا ان يُنزل الله عليهم نارا من السماء ( اهل سدوم و عمورة ) و ايضا الذين غرقوا فى الطوفان و ايضا الانبياء الذين بشروا بالسيد المسيح و لكنهم كانوا وارثين للعنة الموت التى كانت على آدم و لكن رحمة الله كانت تحوطهم 

*** و قد يكون السؤال لماذا الهاوية درجات و للاجابة - يجب ان نعرف أن قبل قيامة السيد المسيح من الاموات ,كان الفردوس مغلقا لان الخلاص بالفداء لم يكن قد تم , و لذلك كانت الهاوية هى المكان الوحيد لكل من ماتوا قبل الفداء و لذلك كانت بها درجات لمن آمنوا بالخلاص من انبياء و شعوب تابت عن الخطايا مثل شعب نينوى و ايضا مثل من لم يصدقوا بالطوفان و لكن عند حدوثه و ابتدؤا يروا ان الماء تغمر كل شئ حولهم فبدؤا يندموا ندما شديداً و لذلك كان لهم النجاة من اشد اعماق الهاوية 

*** فالهاوية ليست كالفردوس الذى اعده الله للابرارو لكنها كما ذكرت انها مكان كئيب به اصوات النواح لا تنقطع و انين و عويل لبشرلا يجدون راحة و هم قد أساؤا و اخطؤا الى الله القدوس هؤلاء الذين احبهم الله - فهم بشر ليس لهم رجاء و لهم عذاب ابدى - هل تتخيل يا اخى العزيز ما تأثير هذا المشهد على القدوس و البار الذى ليس بغيره الخلاص و هو يسوع المسيح ,الذى قبل على ذاته ان يوضع فى معركة مع ابليس رئيس الشياطين لكى يُخلص المأسورين الذين هم أبراراً , و ايضاً انه سيرى  المعذبون من البشر الذين ليس لهم نجاة - كل من له قلب مُحب و عطوف كم سيبكى على هؤلاء المُعذبون كم سيكتئب لأجلهم و لكن العدل السمائى قد اتخذ كلمته و لا فرار من المجازاة للاشرار و لكنهم هم صنعة يديه و هو يحبهم و هذا الشعور يعرفه الاباء عندما يضل ابنائهم عن الطريق و يلقون فى السجون و لا يوجد منجى لهم لانهم استحقوا العقاب و هم يكتئبون من اجل عذاب ابنائهم و لكن لا يوجد نجاة لهم لانهم استحقوا العقاب , و لذلك اكتئب ربنا يسوع المسيح و كان حزنه لدرجة الموت لانه رأى حال هؤلاء المعذبون - هذا هو سبب حزنه من اجلهم و ليس كما يشيع الجهلاء من الناس بقولهم انه كان يخشى الصليب
- لانه اخذ على عاتقه أن يقود المعركة ضد الشيطان و لا يوجد بار غيره يصلح لهذه المواجهة " كما يقول ابونا القديس متى المسكين "

*** و اسمحوا لى فالموضوع ليس هو سرد من الخيال و لكن هذا ما قاله لنا الانبياء لكى نعرف أن كل ما يحدث من بداية الخليقة هو بترتيب الهى عجيب 

فى انجيل معلمنا القديس مرقس يصف لنا كيف بدأ السيد المسيح الطريق الى الهاوية لان السيد المسيح لم يبكى بسبب الصليب كما ذكرت و لم يكتئب لانه كان يعلم ان ليس بغيره الفداء و لكن ما جعله يكتئب هو نزوله الى الهاوية و ستعرفون لماذا سيطر عليه هذا الشعور بالكآبة لدرجة الموت 
14و33 «وَجَاءُوا إِلَى ضَيْعَةٍ اسْمُهَا جَثْسَيْمانِي، فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: اجْلِسُوا ههُنَا حَتَّى أُصَلِّيَ. ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا، وَابْتَدَأَ يَدْهَشُ وَيَكْتَئِبُ».

## يدهش : هو نوع من الكشف - فالدهش الروحى هو رؤية الامور المخفية مقصورة على الروحيين فى عبادتهم و التى لا يراها البشر الطبيعيين سواء كانت تسر و تُفرح النفس او تكئبها لدرجة الموت كما حدث مع ربنا يسوع المسيح من شدة بشاعتها ,و لذلك نجد القديس بولس يقول فى رسالته الى العبرانيين بالاصحاح العاشر (( 7 «أَوْ: مَنْ يَهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ؟» أَيْ لِيُصْعِدَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ )) و لذلك يصرخ ابونا فى القداس قائلاً (( نزل الى الجحيم من قبل الصليب و يرد الشعب قائلا - حقاً نؤمن - و يكمل الاب الكاهن قائلاً وقام من الاموات ))  لذلك لا يوجد غيره كلى البر و القداسة يستطيع ان يُخلص الذين فى الجحيم من قبضة الشيطان و قبل على نفسه ان تذوق الموت ليشارك ابنائه فى كل شئ لدرجة الدخول الى الهاوية و التى هى مقر ابليس و اتباعه.

- ايضا نجد زكريا الكاهن ابو يوحنا المعمدان يقول بالروح عن عمل السيد المسيح الخلاصى , فى بشارة القديس لوقا الاصحاح الاول ((  79 لِيُضِيءَ عَلَى الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ السَّلاَمِ». )) و طريق السلام هو الفردوس و هو مكان الانتظار للابرار الذين آمنوا بالسيد المسيح رباً و فاديا ً, لذلك قال بولس الرسول فى رسالته الى افسس ((9 وَأَمَّا أَنَّهُ «صَعِدَ»، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى ))  (اف  4 :  9)


- فلم يقتصر الكلام عن هبوط السيد المسيح الى هاوية الجحيم على العهد الجديد فقط و لكن سبقه العهد القديم بمئات السنين و لذلك قال هوشع النبى فى الاصحاح 13  (( 14 «مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ أَفْدِيهِمْ. مِنَ الْمَوْتِ أُخَلِّصُهُمْ. أَيْنَ أَوْبَاؤُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ شَوْكَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ تَخْتَفِي النَّدَامَةُ عَنْ عَيْنَيَّ».))

- لذلك نجد السيد المسيح وصف حالة حزنه لدرجة الموت اى الى درجة المشاركة فى الاحساس بعذاب الموتى فى هاوية الجحيم ((  9 فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ، وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ. )) اشعياء 63 و هذا فى بشارة القديس مارمرقس الرسول الاصحاح 14
34:14 «فَقَالَ لَهُمْ: نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى الْمَوْتِ! اُمْكُثُوا هُنَا وَاسْهَرُوا».
35:14و36 «ثُمَّ تَقَدَّم قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ، وَكَانَ يُصَلِّي لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ السَّاعَةُ إِنْ أَمْكَنَ. وَقَالَ: يَا أَبَا الآبُ، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ، فَأَجِزْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ».

هذه كانت معاناة شديدة القسوة لهذا القدوس و البار و الذى لم يخطئ خطية واحدة فى حياته على الارض فى ايام تجسده فلماذا يهبط الى مكان الاشرار الذين تمردوا عليه - لانه لم يتركهم لانه سمح لهم بالتوبة فى آخر لحظة فى آخر نسمة حياة لهم على الارض كما سمح بالتوبة للص اليمين و قال له (( 43 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ».)) لوقا 23 

لذلك ايضا تغنى داود النبى فى المزمور 107 قائلاً (( 14أَخْرَجَهُمْ مِنَ ٱلظُّلْمَةِ وَظِلالِ ٱلْمَوْتِ وَقَطَّعَ قُيُودَهُمْ. 15فَلْيَحْمَدُوا ٱلرَّبَّ عَلَى رَحْمَتِهِ وَعَجَائِبِهِ لِبَنِي آدَمَ. 16لأَنَّهُ كَسَّرَ مَصَارِيعَ نُحَاسٍ وَقَطَّعَ عَوَارِضَ حَدِيدٍ.
17وَٱلْجُهَّالُ مِنْ طَرِيقِ مَعْصِيَتِهِمْ وَمِنْ آثَامِهِمْ يُذَلُّونَ. 18كَرِهَتْ أَنْفُسُهُمْ كُلَّ طَعَامٍ، وَٱقْتَرَبُوا إِلَى أَبْوَابِ ٱلْمَوْتِ. 19فَصَرَخُوا إِلَى ٱلرَّبِّ فِي ضِيقِهِمْ فَخَلَّصَهُمْ مِنْ شَدَائِدِهِمْ. 20أَرْسَلَ كَلِمَتَهُ فَشَفَاهُمْ وَنَجَّاهُمْ مِنْ تَهْلُكَاتِهِمْ. 21فَلْيَحْمَدُوا ٱلرَّبَّ عَلَى رَحْمَتِهِ وَعَجَائِبِهِ لِبَنِي آدَمَ، 22وَلْيَذْبَحُوا لَهُ ذَبَائِحَ ٱلْحَمْدِ، وَلْيَعُدُّوا أَعْمَالَهُ بِتَرَنُّمٍ.

و ايضا تغنت حنة أم صموئيل النبى قائلة (( 6 الرَّبُّ يُمِيتُ وَيُحْيِي. يُهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ وَيُصْعِدُ.)) صموئيل الاول الاصحاح2 

***** لذلك قال هذا الاله المنتصر على الموت و الذى هبط الى الهاوية ليصعد الى السماء فى سفر الرؤيا الاصحاح 1 

((   أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، 18 وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ. 19 فَاكْتُبْ مَا رَأَيْتَ)) 
انت هو الذى لك القوة و القدرة و المجد الى دهر الدهور يا ربى يا يسوع المسيح مُخلصنا الصالح 
آمين 


تم اضافة فيديو للتأكيد على ان الاحياء يرون الجحيم و لكن الله يخرسهم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق