مدونة غيورة القبطية
عندما تلألأ الهنا على جبل طابور
كل عام و كل اخوتى بخير و بنور المسيح مبتهجين بمناسبة عيد التجلى - ففى مثل هذا اليوم منذ ما يقرب من 1950 -عاما - تجلى السيد المسيح فى ابهى التجليات النورانية معلنا لاهوته امام تلاميذه و هم بطرس و يوحنا و يعقوب و ذلك كان على جبل طابور و هذا ما وصفه لنا القديس متى فى الاصحاح 17 قائلا(( 1 وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ. 2 وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. 3 وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ.)) و لكن نحن نعرف ان الشهادة تؤخذ على فم شاهدين او ثلاثة و لذلك حكى لنا ايضا القديس مرقس هذا الذى حدث من التجلى للسيد المسيح قائلا فى الاصحاح 9(( 2 وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا، وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ وَحْدَهُمْ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، 3 وَصَارَتْ ثِيَابُهُ تَلْمَعُ بَيْضَاءَ جِدًّا كَالثَّلْجِ، لاَ يَقْدِرُ قَصَّارٌ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يُبَيِّضَ مِثْلَ ذلِكَ. 4 وَظَهَرَ لَهُمْ إِيلِيَّا مَعَ مُوسَى، وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ مَعَ يَسُوعَ.
و مع شدة النورو ضياه المتوهج و الذى لم يفهم بطرس الرسول مصدره قال للسيد المسيح (( 4 فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَارَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ»()) فهذا دليل على شدة النور - ليس هذا فقط و لكن ما تبعه من صوت سمعوه آتيا من السماء قائلا (( 5 وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً:«هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا». 6 - فقبل ان يؤمن التلاميذ بالوهية السيد المسيح كان الامر من اللاهوت لهم بان يسمعوا للسيد المسيح اى ان يتبعوا تعاليمه
- ايضا تكلم كتابنا عن حالة الرعب الذى شعر به التلاميذ عندما سمعوا لصوت الآب آتيا من السحاب و قد وصف القديس متى هذا الموقف قائلاً (( 6 وَلَمَّا سَمِعَ التَّلاَمِيذُ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا جِدًّا.)) - و السؤال لماذا خاف التلاميذ من صوت اللاهوت - هل لانه كان قويا ام لانهم لم يفهموا مصدره ام لامهم رأوا السحابة متجهة نحوهم و صوت صادر منها ام ان اللحظة كلها مهابة عظيمة - فهم رأوا باعينهم موسى النبى واقفا مع السيد المسيح يتكلم معه و هم يعرفون ان موسى النبى قد مات - فكيف هو حى امامهم و ايضا هم رأوا ايليا النبى هذا النبى الذى اخذته مركبة نارية الى السماء فكيف هو الآن واقف على الارض - بل و الاكثر عجبا هو رؤيتهم لمعلمهم هذا الانسان البسيط واقف بمجد عجيب و وجهه يضئ كالشمس حتى ان ملابسه ايضا صارت منيرة جدا - ما هذا العجب ما هذا المجد ما مصدر هذه العظمة و القدرة - و كما هو مكتوب فى سفر الحكمة (( و يتجلى للذين لا يكفرون به (الحكمة 1 : 2 ))
- ففى هذا المشهد العظيم و الذى اهتم السيد المسيح بان يكون على مرئى و سمع اكثر من تلميذ هذا يعطى المصداقية لمواقف الكتاب المقدس لان الله قال ان تكون الشهادة عن فم شاهدين او ثلاثة
لذلك كانت قوة الشهادة لقوة مجد السيد المسيح الذى يعرف قدرات الانسان و يعرف ان الانسان محدود المعرفة و ايضا محدود فى التحمل للمواقف التى تتوافق مع مستوى عقله البشرى و ايضا هو غير مؤهل للتحمل لما يفوق العقل البشرى و ان الانسان له حدود لرؤية الامور و اما الرؤيا لامور خارقة فهذا قد يدفع العقل البشرى الى الجنون لان قدرة استيعابه للامور التى تفوق الطبيعة هو لم يؤهل لها - فعقل الانسان هو على الرغم من قدرة استيعابه للامور الحياتية او البشرية فهو ضعيف جدا و لا يتحمل الخوض فيما وراء العلوم الروحية
و لذلك اختار الله خاصته من الاقوياء فى الروح ليريهم قوته لانهم مؤمنون به بل و عقولهم ايضا مؤهلة لما يريهم السيد المسيح من مجد و لكنهم لا يقولون لنا ما رأوه - لانهم اوقات لا يجدون مفردات فى اللغة ليصفوا لنا ما البهاء و الروعة التى وعد بها المسيح عبيده الذين هم خاصته و لذلك اكتفى القديس بولس الرسول فى رسالته الى اهل كورنثوس الاولى الاصحاح 2 قائلا (( 9 بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ».))
و لذلك علينا ان نستعد لهذه المُتع الروحية و التى هى مشروطة لألا نُحرم منها و ذلك ما قاله لنا بولس الرسول فى الاصحاح 12 من رسالته الى العبرانيين قائلا (( 14 اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ،))
- فنحن يا اخوتى مُطالبين بان نعيش حياة القداسة على الارض لكى نغلب الشيطان و نستحق ان نُدعى ابناء الله و ايضا نستحق ان نسمع صوته الحنون و الملئ بالحب قائلا لنا (( تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ.))
آمين
عندما تلألأ الهنا على جبل طابور
كل عام و كل اخوتى بخير و بنور المسيح مبتهجين بمناسبة عيد التجلى - ففى مثل هذا اليوم منذ ما يقرب من 1950 -عاما - تجلى السيد المسيح فى ابهى التجليات النورانية معلنا لاهوته امام تلاميذه و هم بطرس و يوحنا و يعقوب و ذلك كان على جبل طابور و هذا ما وصفه لنا القديس متى فى الاصحاح 17 قائلا(( 1 وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ. 2 وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. 3 وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ.)) و لكن نحن نعرف ان الشهادة تؤخذ على فم شاهدين او ثلاثة و لذلك حكى لنا ايضا القديس مرقس هذا الذى حدث من التجلى للسيد المسيح قائلا فى الاصحاح 9(( 2 وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا، وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ وَحْدَهُمْ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، 3 وَصَارَتْ ثِيَابُهُ تَلْمَعُ بَيْضَاءَ جِدًّا كَالثَّلْجِ، لاَ يَقْدِرُ قَصَّارٌ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يُبَيِّضَ مِثْلَ ذلِكَ. 4 وَظَهَرَ لَهُمْ إِيلِيَّا مَعَ مُوسَى، وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ مَعَ يَسُوعَ.
و مع شدة النورو ضياه المتوهج و الذى لم يفهم بطرس الرسول مصدره قال للسيد المسيح (( 4 فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَارَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ»()) فهذا دليل على شدة النور - ليس هذا فقط و لكن ما تبعه من صوت سمعوه آتيا من السماء قائلا (( 5 وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً:«هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا». 6 - فقبل ان يؤمن التلاميذ بالوهية السيد المسيح كان الامر من اللاهوت لهم بان يسمعوا للسيد المسيح اى ان يتبعوا تعاليمه
- ايضا تكلم كتابنا عن حالة الرعب الذى شعر به التلاميذ عندما سمعوا لصوت الآب آتيا من السحاب و قد وصف القديس متى هذا الموقف قائلاً (( 6 وَلَمَّا سَمِعَ التَّلاَمِيذُ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا جِدًّا.)) - و السؤال لماذا خاف التلاميذ من صوت اللاهوت - هل لانه كان قويا ام لانهم لم يفهموا مصدره ام لامهم رأوا السحابة متجهة نحوهم و صوت صادر منها ام ان اللحظة كلها مهابة عظيمة - فهم رأوا باعينهم موسى النبى واقفا مع السيد المسيح يتكلم معه و هم يعرفون ان موسى النبى قد مات - فكيف هو حى امامهم و ايضا هم رأوا ايليا النبى هذا النبى الذى اخذته مركبة نارية الى السماء فكيف هو الآن واقف على الارض - بل و الاكثر عجبا هو رؤيتهم لمعلمهم هذا الانسان البسيط واقف بمجد عجيب و وجهه يضئ كالشمس حتى ان ملابسه ايضا صارت منيرة جدا - ما هذا العجب ما هذا المجد ما مصدر هذه العظمة و القدرة - و كما هو مكتوب فى سفر الحكمة (( و يتجلى للذين لا يكفرون به (الحكمة 1 : 2 ))
- ففى هذا المشهد العظيم و الذى اهتم السيد المسيح بان يكون على مرئى و سمع اكثر من تلميذ هذا يعطى المصداقية لمواقف الكتاب المقدس لان الله قال ان تكون الشهادة عن فم شاهدين او ثلاثة
لذلك كانت قوة الشهادة لقوة مجد السيد المسيح الذى يعرف قدرات الانسان و يعرف ان الانسان محدود المعرفة و ايضا محدود فى التحمل للمواقف التى تتوافق مع مستوى عقله البشرى و ايضا هو غير مؤهل للتحمل لما يفوق العقل البشرى و ان الانسان له حدود لرؤية الامور و اما الرؤيا لامور خارقة فهذا قد يدفع العقل البشرى الى الجنون لان قدرة استيعابه للامور التى تفوق الطبيعة هو لم يؤهل لها - فعقل الانسان هو على الرغم من قدرة استيعابه للامور الحياتية او البشرية فهو ضعيف جدا و لا يتحمل الخوض فيما وراء العلوم الروحية
و لذلك اختار الله خاصته من الاقوياء فى الروح ليريهم قوته لانهم مؤمنون به بل و عقولهم ايضا مؤهلة لما يريهم السيد المسيح من مجد و لكنهم لا يقولون لنا ما رأوه - لانهم اوقات لا يجدون مفردات فى اللغة ليصفوا لنا ما البهاء و الروعة التى وعد بها المسيح عبيده الذين هم خاصته و لذلك اكتفى القديس بولس الرسول فى رسالته الى اهل كورنثوس الاولى الاصحاح 2 قائلا (( 9 بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ».))
و لذلك علينا ان نستعد لهذه المُتع الروحية و التى هى مشروطة لألا نُحرم منها و ذلك ما قاله لنا بولس الرسول فى الاصحاح 12 من رسالته الى العبرانيين قائلا (( 14 اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ،))
- فنحن يا اخوتى مُطالبين بان نعيش حياة القداسة على الارض لكى نغلب الشيطان و نستحق ان نُدعى ابناء الله و ايضا نستحق ان نسمع صوته الحنون و الملئ بالحب قائلا لنا (( تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ.))
آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق