مدونة غيورة القبطية
الدهش الروحى : سر صبر شهداء المسيحية
نشكر الله بربنا يسوع المسيح الساكن فينا و الحال فى وسطنا و الذى اعطانا نعمة البنوة للآب السماوى
كم كانت فجيعتنا للوهلة الاولى عندما شاهدنا ابناء الكنيسة يذبحون بطريقة لم نكن نتخيلها او نستطيع التفكير و كم كان اندهاشنا عندما وجدناهم صامدين ناظرين الى ما لا يُرى , و ملامحهم مليئة بالارتياح و السلام العجيب
- كم كان هؤلاء الرجال اشداء فى الايمان خاصة من بعد تعرضهم للتعذيب لاكثر من شهر لكى يتركوا ربنا يسوع المسيح و لكنهم رفضوا كل ما عرضوه عليهم شياطين جهنم ,لأنهم رؤا كم هم كريهين و كم هم دنيئين - فمن يتبعهم سيصير دنيئ مثلهم و أما شعب السماء الناظر الى وجه الله يعرف مكانه أنه ليس من هذا العالم لذلك فضلوا الاستشهاد - و لمن يتعجب و يتسائل من حالة الصمود التى كان عليها رجال الكنيسة الاقوياء فى الايمان
- فالجواب هو ما قد فعله معهم فى السيد المسيح فى اثناء التعذيب و هو ما يعرف ب (( الدهش الروحى )) و هو ارتفاع للروح الى الفردوس مع يسوع المسيح ليرى الشهيد الذى لازال على قيد الحياة ما أعده له المسيح فى الفردوس لسُكنى الابرار و الشهداء - و هذا قد يحدث فى أثناء التعذيب للمسيحى - ففى الوقت الذى يتعذب فيه الجسد تكون الروح فى الفردوس مع المسيح يسوع ,و هذا قد حدث مع بولس الرسول كما وصفه عندما كانوا يرجمونه اليهود حتى ظنوا انه قد مات كما جاء فى اعمال الرسل الاصحاح 14 .( 19ثُمَّ أَتَى يَهُودٌ مِنْ أَنْطَاكِيَةَ وَإِيقُونِيَةَ وَأَقْنَعُوا الْجُمُوعَ فَرَجَمُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ ظَانِّينَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ. 20وَلَكِنْ إِذْ أَحَاطَ بِهِ التَّلاَمِيذُ قَامَ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ وَفِي الْغَدِ خَرَجَ مَعَ بَرْنَابَا إِلَى دَرْبَةَ. 21فَبَشَّرَا فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَتَلْمَذَا كَثِيرِينَ.) و لمن يقرأ هذا قد يتعجب كيف من بعد الرجم لدرجة الموت نجده فى اليوم الثانى يخرج ليكمل التبشير و تلمذ كثيرين للمسيح ,و هذا السر نجد الرد نجده فى رسالته الى كورنثوس الثانية 12 : 2( 4أَنَّهُ اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلاَ يَسُوغُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا.) و هذا هو نفسه ما حدث مع الشهيد استفانوس و الذى رأى السماء مفتوحة كما جاء فى اعمال الرسل الاصحاح 7 ( رجم استفانوس واستشهاده
54فَلَمَّا سَمِعُوا هَذَا حَنِقُوا بِقُلُوبِهِمْ وَصَرُّوا بِأَسْنَانِهِمْ عَلَيْهِ. 55وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ فَرَأَى مَجْدَ اللهِ وَيَسُوعَ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ. 56فَقَالَ: «هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ». 57فَصَاحُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَسَدُّوا آذَانَهُمْ وَهَجَمُوا عَلَيْهِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ 58وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَرَجَمُوهُ. ) و لإن الله يعلم ما ينتظر استفانوس من شر سيقع عليه من نفوس يملك عليها الشيطان فأراد تعزيته بمناظر السماوات المفتوحة و المجد الذى ينتظره - و لهذا تاريخ كنيستنا القبطية ملئ بسيرة الشهداء الذين تحملوا الآلام من اجل محبتهم للملك السماوى ربنا يسوع المسيح
- و هذا رداً على الموتورين الذين حاولوا أن يدعوا بأن هؤلاء المسيحيين كانوا تحت تأثير المُخدر , فبدلاً من الإعتراف برجولة المسيحيين المواجهين للموت , نجدهم يمجدون القتلة بأنهم كانوا رحماء لأنهم استخدموا المُخدر - و لهؤلاء أقول : من هو تحت تأثير المُخدر لا يُصلى - و لكن نشكر الله انه عندما تقبل أرواحهم كانوا ساجدين له ينادون باسمه
- نشكر ربنا يسوع المسيح أنه بارك السودان بإبن لم نعرف اسمه و لكنه مسيحى و هو الذى أكمل العدد 21 لإننا بجمعنا للعدد نجد ان 1+2= 3 على اسم الثالوث القدوس و أيضاً هو ناتج 7 رقم الكمال فى رقم الثالوث 3 = 21
و لهذا الشهيد السودانى أقول أن نشيد الأنشاد كان يشير اليك بقول الحكيم فيه فى الاصحاح 1 ( 5أَنَا سَوْدَاءُ وَجَمِيلَةٌ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ كَخِيَامِ قِيدَارَ كَشُقَقِ سُلَيْمَانَ )
نعماً لكم ايها الأبرار اذكرونا أمام العرش السماوى