الأربعاء، يوليو 31، 2013

لماذا الإكتئاب يُحاصرنا و نحن أبناء الله ؟ !!

مدونة غيورة القبطية






لماذا الإكتئاب يُحاصرنا و نحن أبناء الله ؟ !!

اوقات كثيرة نمر بحالات من الحزن و الكآبة و الشعور بعدم الرضا و هذا اوقات كثيرة يكون بسماح من الله أى أن ندخل فى هذه الحالة و ذلك لمرورنا بحالات من الشعور بالضغط العصبى علينا من اشخاص قد يترأسون علينا فى أماكن أعمالنا  أو يكون من الزوج على الزوجة أو قد يكون من الأبناء عندما يشعرون بفتوتهم على إمهاتهم و أبائهم و هذا يدخلنا فى حالة من الانهزامية و التى تؤدى فى أوقات كثيرة الى الانعزال عن "" الله ""و أحيانا الناس و الذى فيه للاسف قد نقع فريسة للشيطان فنفقد " السلام الداخلى " والذى هو منحة سماوية لكل أبناء الله ( ملك السلام ) و ذلك قد يؤدى بنا الى الامتناع عن الوقوف للصلاة و هذا لشعورنا بان الله بعيد عنا ( يقول الرسول: "لِذَلِكَ قَّوِمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ" . ويعلق القديس يوحنا الذهبي الفم قائلاً: [ليس شيء يجعل البشر ينهزمون سريعًا في التجارب وينهارون مثل العزلة. اخبرني،< بعثر فرقة في حرب، فإن العدو لا يقلق في سبيهم وأسرهم كفرادى
فالآخرون بالنسبة لك كما يشبههم الرسول هم الأيدي والركب، فإنك لا تستطيع أن تقاوم العدو الشرير إبليس إن كان الأيدي مسترخية والركب مخلعة، فكل مساندة من جانبك لأخيك إنما هي مساندة لك أنت شخصيًا لأنه يمثل يديك وركبك! لهذا لا عجب إن ضعف الرسول بولس مع كل ضعيف، والتهب قلبه محترقًا مع عثرة كل إنسان، ويفرح ويتهلل مع توبة الغير!
تقويم الأيادي المسترخية والركب المخلعة لا يكون بمساندة الآخرين بالكلمات النظرية وإنما بالحياة العملية الداخلية والسلوك الروحي الحيّ، إذ يكمل الرسول قائلاً: "اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ. 
القديس يوحنا ذهبى الفم 

- أوقات الشعور بحالات الانهزامية الناتجة عن الاكتئاب بتكون شديدة و بتكون ناتجة عن فرط الحساسية تجاه من نحبهم - فالزوجة عندما تحزن و تكتئب فهى تحزن لان زوجها الذى تحبه لا يكلمها و الأب يحزن و يكتئب عندما يجد أبناؤه متشاغلون عنه و أوقات نسمع تعبير اصبح مُشاع جداً و هو < ده ابنى أو بنتى -  مستخصرين  فيا دقيقة حيكلمونى فيها > 

- فالتواصل يا اخوتى بين الأهل و الأحباب هو دليل الاهتمام و المحبة بل فمجرد ان ينظر الأب أو الأم الى الرقم المتصل به فيجده ابنه أو ابنته فكم يكون فرحه لينتقل من حالة الهم و الحزن الى الفرح و البشاشة 

- أوقات نسمع كلمة < ايوة - م انا مش على البال فحتسأل عليا ليه> و هذا يكون حقيقى لأن من يسأل فهو يهتم و يريد أن يُعرِف من يسأل عليه أنه يحبه و هنا الطرف الآخر يشعر بأنه يهتم به و هنا تزداد المحبة و الترابط سواء على المستوى الأسرى او الاجتماعى 

- و على نفس هذا المستوى أى كما أن الأباء يريدون من أبنائهم أن يكلموهم لتتواصل العلاقات الأسرية و لا تنقطع - هكذا يريد ألله منا أن نكلمه و لو أمكن سبع مرات فى اليوم أن لم يكن اليوم كله و هذا سيكون ربح لنا و ليس خسارة كما يعتقد البعض حيث أن مشغوليات الحياة سواء من الفُرجة على المسلسلات الهابطة أو المتابعة لأخبار البلد أو اى شئ من هذه الاشياء تكون على حساب الوقت المُخصص للاتصال بالله - ثم بعد ذلك نجلس يملأنا الهم و الكآبة و الحُزن , فى حين أن مصدر الفرح و السلام الداخلى أمامنا كل حين و كما يقول داود النبى فى مزمور 34 ( 8 ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ.

- شوفوا يا إخوتى من عبارت قداسة البابا شنودة اللى لا يمكن ننساها هى ( ربنا موجود - كله للخير - مسيرها تنتهى ) و هذا عن الشعور بالاكتئاب 
-  الله أوقات يسمح لنا بتجارب متنوعة فى الحياة تجعلنا فى اوقات الضعف الروحى , نفقد السلام لدرجة أن نقول أن خلاص مافيش فايدة و هذا طبعا قد يُفرح الشيطان جداً , فهو يريدنا أن نحفر قبورنا بانفسنا و نذهب اليها بأرجلنا - فاوقات كثيرة نسمع عن حالات الانتحار الناتج عن الاكتئاب الشديد - و هذا دليل على أن هذا الشخص الذى قتل نفسه قد أعطى الحبل للشيطان ليجذبه من عنقه كما تشد البهيمة من عنقها الى مكان ذبحها 

تدريب للخروج من الحروب الشيطانية التى قد تؤدى لقتل النفس 
التوحد - الخلوة الروحية ( أى أن تجلس أنت و الله فقط لتتكلم معه) و التى أعتبرها كنز عظيم و الذى به نتحرر من القيود و الطلبات اليومية و التى تهدر الوقت المخصص لله ,لانشغالنا عنه  و لم نُكلمه لأننا كنا نلهث وراء إثبات الذات و جمع الأموال أو حتى تربية الأبناء ,منشغلين عن الكلام مع أبينا السماوى ( حقيقى - كم احزنا الله بانشغالنا عنه ) 

- فالكلام مع الله هو كلام الإبن مع أبيه الذى يحبه - فيالها من محبة أن دعانا له ابناء - فكيف إن لم نتواصل مع أبينا السماوى نكون له أبناء و كيف سنحصل على نعمه التى لا يحصل عليها غير " المُخصصين " لان الهبات التى يهبها الله لأبنائه لا يتحصلون عليها أن لم يطلبوها  و إن ارادوها فعليهم أولاً أن يتكلمون مع الله و هذا لا يكون غير بالصلاة و كما يقول لنا رب المجد فى ايام تجسده (  9 وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا، اُطْلُبُوا تَجِدُوا، اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. 10 لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ ) لوقا 11 - و أوقات ننظر الى المُضايقات أو الضغوط العصبية ,على انها شئ عابر و سينتهى و لا يحتاج الى الصلاة و هذا خطأ لانه أن إنتهى وقتيا فإستعد للحرب الاشرس لأن كما يدربنا الله فى طرقه كذلك الشيطان يأخذنا الى طريقه طالما نحن مبتعدون عن قوة حصن الله الذى   يقول فى المزمور 118 ( 17 لاَ أَمُوتُ بَلْ أَحْيَا وَأُحَدِّثُ بِأَعْمَالِ الرَّبِّ. 18 تَأْدِيبًا أَدَّبَنِي الرَّبُّ، وَإِلَى الْمَوْتِ لَمْ يُسْلِمْنِي.)

- فكل من يُسلم حياته لربنا يسوع المسيح و يشكره فى كل حين حتى فى الضيقات فكل ما يسأل بإسم رب المجد يسوع المسيح سيأخذ نعمة جديدة تُبارك حياته و لن يخرج من الصلاة فارغاً - فكل من إختبروا حياة الصلاة بجدية قد عاينوا الله فى مجده و توجد اختبارات عن حياة الصلاة قد حكاها لنا الاباء ,و هى أن كانت صلاتهم قد تظل يومين متواصلين لا يأكل و لا يشرب و لا ينام و بعد مرور اليومين يقول أنه لم يكن على الأرض 

- فالصلاة تُعطى قوة روحية ترفع الجسد الى حالة من حالات الروحية الملائكية فنجد أن هذا القديس الذى ظل يومين واقفا للصلاة لم تخور قواه و لم يكن جسده فى حاجة من الاحتياجات البشرية سواء طعام او شراب او حتى النوم - فنحن قد لا نصل الى مرتبة هؤلاء الاباء و لكن عيب علينا أن نسمح للكآبة أن تتملك علينا أيضاً و نحن لنا كنز اسمه الايمان بإسم يسوع المسيح , فنحن كلما نطقناه تهرب منا الشياطين التى تعمل على أن تُفقدنا الرجاء فى الهنا القدوس - صدقونى إن قلت لكم أنى أقول لنفسى هذا الكلام قبلكم 

يا الهنا الصالح و القدوس و المهوب جداً 
أعطنا أن نكلمك كل حين و نسأل منك و بك أن تكون لنا الشركة مع السمائيين 
الذين يسبحونك على الدوام و لتسجد ارواحنا لك لانك انت روح قدوس و علينا أن نسجد لك بالروح و الحق 
لأن لك كل المجد و الكرامة و التقديس 
الى أبد الآبدين 
آمين 

كتاب حياة الصلاة الارثوذكسية لابونا متى المسكين للقراءة اون لاين او للتحميل 
http://copticlibrary.blogspot.com/2010/03/blog-post_15.html



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق