مدونة غيورة القبطية
الله اللاهوت هو المصدر للقوة الكونية الغير مرئية الغير منظورة الغير محدودة ليس له بداية او نهاية و لكن به أى " الله " بداية كل الخليقة و لكن ايضاً به كل نهاياتها ,منه تكون كل شئ غير منظور و أيضا كل شئ منظور
- هو قوة و ايضاً طاقة مليئة بالحب و عرفنا ذلك من خلال الخصال البدائية التى وُضعت فى الخليقة و التى نراها واضحة فى خصال الاطفال الذين لا يحملون الضغائن
- فلقد وجدنا الحياة الاسرية المكونة من الزوج و الزوجة و الابناء فى البشر , وفى الطيور و الحيوانات بل و ايضاً فى النباتات , كأن يتسلق نبات ضعيف على غصن قوى بجانبه , فنجد الغصن لا يلفظه بل على العكس فقد يسمح لهذا النبات الذى ليس من جنسه أن يستفيد من عصارته ليمتصها لتنمو له جذور لتزيد من الالتصاق بالغصن فى شكل من اشكال التعاون و الحب البيئى و الطبيعى
-ايضاً لا يجب أن نغفل عن النظام الكونى الذى وضعه للكواكب و النجوم فى مداراتها , فعلى الرغم من امتلاء الكون بها فهى لا ترتطم بعضها ببعض , بل فكل نجم له مسافته التى لا يخرج منها على الرغم من الحركة المستمرة للكواكب حولها و كما قال سليمان الحكيم فى سفر الحكمة منذ ثلاثة آلاف عام ( 2 فظَنُّوا أنَّ النَّارَ أوِ الهواءَ أوِ الرِّيحَ العاصِفَةَ أو مَدارَ النُّجومِ أوِ السُّيولَ المُتَدَفِّقَةَ أوِ الكَواكِبَ النَّيِّرَةَ في السَّماءِ ظَنُّوا هذِهِ آلِهَةً تُسَيطِرُ على العالَمِ. (الحكمة 13 : 2) و لكن هذا شئ يجب أن نعيه كخليقة عاقلة و تفكر
- اليس هذا دليل على أن هذا النظام و مدارات النجوم هو لقوة كونية ما هى الا لخالق عظيم كما قال عنه نحميا النبى فى الاصحاح 9 ( 6أَنْتَ هُوَ الرَّبُّ وَحْدَكَ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءَ السَّمَاوَاتِ وَكُلَّ جُنْدِهَا وَالأَرْضَ وَكُلَّ مَا عَلَيْهَا وَالْبِحَارَ وَكُلَّ مَا فِيهَا وَأَنْتَ تُحْيِيهَا كُلَّهَا. وَجُنْدُ السَّمَاءِ لَكَ يَسْجُدُ.) و هوعرفنا على ذاته باسم ( لاهوت الابن يسوع المسيح )
- الله الابن هو تجسد اللاهوت كما جاء فى الرسالة الى كولوسى الاصحاح 2 ( 9فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً ) أى كل القوة و القدرة و الواضع لكل القوانين لكل الخليقة بما فيهم بداية من المجرات و الكواكب وصولا الى البشر, و هو وحده الذى به أيضاَ كل قوة الحب للخليقة ,( 20 لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ، ) يوحنا 5 ,لانه خرج من عند اللاهوت و لكنه لم يتركه فهو كخروج النور من النور و كخروج الفكرة من العقل , فهو الذى جاء ليُعلم الاسرار السماوية لخاصته من البشر متخذاً نفس الجسد الذى خلقهم عليه لأنهم سيكونوا متحدين في جسده الغير مرئى فى آخر الأيام , و هو قدم الفداء ,دون تداخل ما بين عمله كابن لله و كفادى عن الخطاة لسبب انه هو وحده طالما صار منظوراً و هو الذى جاء من هذه القوة المقتدرة الفعل فى الكون ( اللاهوتية - الروحية )التى فى جوهرها تشترك فى جوهر" المسيح " الفادى صار هو القاضى الذى بيده القصاص من كل من رفض او استنكر ما قدمه للخليقة
- يقول القديس أغسطينوس:
[أنت يا رباه الإله الحق الواحد القدير الأزلى، الذى لا يدرك ولا يُقاس، ولا تدركه الحواس..
ها أنى قد وجدتك وأدركتك، فيا لسعدى ما أعظمه، ويا لحظى ما أسعده.. كنت أفتش عليك فى أشياء خارجية، ولكن هذا التفتيش لم يجدنى نفعاً.. إذ وجدتك فى نفسى، وفى قلبى وها أنا أمسكك وهنا أراك وكفى..]
وقال عالم الطبيعة اسحق نيوتن مكتشف قانون الجاذبية:
[إنى رأيت الله فى أعمال الطبيعة وفى قوانينها..]
وقال تشارلس دارون الملحد صاحب نظرية أن أصل الإنسان قرد
[إنى متيقن أن للكون رباً وأن إثبات وجوده والمناداة به، من أعظم الفروض.. إنى أؤمن أن ذلك الرب خلق العالم..]
وقد زارته إحدى شريفات إنجلترا فى أواخر أيامه، فرأته يقرأ الكتاب المقدس، وقال لها بصوت حزين
[لما كنت صغيراً لم يكن لى فكر محدد، فنبذت عنى كل المباحث والظنون]، ثم قدم منزله لتعقد به اجتماعات دينية، وكان يحضر الاجتماعات ويشترك فى التراتيل..
لذا فشعار قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث هو ربنا موجود ( لأنه هو المالئ للسماوات و الارض) تثنية 23
- ايضاً ليس من العقل ان نقول أن من له يوم الدينونة و الحساب هو"اله " غير مرئى و لذلك كان التجسد من الروح القدس هو البداية للاعلان عن شخصية الديان الذى احى الموتى ,و لذلك كن ايها القارئ حريصاً و موقراً لشخص السيد المسيح , لأنه قد تواضع و اخلى ذاته من المجد السمائى ,و اتخذ جسداً مثلنا ليقودنا اليه لنصير صورة منه ليس الصورة المنظورة - كملامح جسدية و لكن الصورة الروحية التى ستؤهلنا للدخول فى ملكوته و لذلك نجد فى الرسالة الى فيلبى الاصحاح 2 ( 7لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ.8وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.9لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ 10لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، 11وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ )
- لذلك و نظراً لأنه هو وحده الذى يملك سر الحياة فى الدهر الآتى و هو وحده الذى يمنحها لكل المؤمنين به, فهو اعطانا و يعطينا جسداً غير محدود و دماً غير محدود فى سر الافخارستيا و الذى به تكون قوة القيامة من الخطية التى تتسيد على البشرية و لنتحد به ,و له أيضاً ان يُهلك بقوة الموت لمن استهزءوا بالتجسد الالهى للاهوت قوة الحياة فى السيد المسيح يسوع كما قال القديس يوحنا فى الاصحاح 6 ( ،33لأَنَّ خُبْزَ اللَّهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ». 34فَقَالُوا لَهُ: « يَا سَيِّدُ، أَعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هَذَا الْخُبْزَ». 35فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: « أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَداً
- لذلك: فعلينا أن نهابه و نخشاه و نطيع تعاليمه لتكون لنا قوة فى التوبة و الاستمرارية فيها ,يأتى بالايمان مع المداومة على الصلاة و الصوم و التناول من هذا السر العجيب الذى به وحده الخلود ,الذى جعله الله خاصا للمؤمنين به, لتكون لهم به أى جسده و دمه القوة فى القيامة و الدخول الى الحياة الابدية
لذا يقول الآب الكاهن فى مقدمة الأواشى فى القداس الإلهى، وقبل التناول من جسد الرب ودمه:
[اجعلنا كلنا مستحقين يا سيدنا أن نتناول من قدساتك.. طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا، لكى نكون جسداً واحداً وروحاً واحداً، ونجد نصيباً وميراثاً مع جميع القديسين الذين أرضوك منذ البدء..]
-أيضاً فى التجسد كان يجب أن نفهم ان العلاقة بين الأب و الابن هى علاقة وحدانية فى العمل و أيضاً فى الحب الهدف منه توصيل هذا المعنى للحب للمؤمنين الذين صاروا أبناء متحدين بالجسد و أيضاً بالدم فى الواحد القدوس ( اللا متناهى ) اى غير محدود - لسبب اننا ستكون لنا أيضاً حياة ليس لها نهاية - لأنه هو فى طبيعته الاصل فى الوجود لكل الخلائق و به الحياة ( .4فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، ) يوحنا 1 2 ( فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ،)"اى تجسدت "- رسالة يوحنا الاولى 1 - لكن علينا أن نعرف أن من محبة الله لنا و سماحه بوجودنا كأبناء له لكى يمجدنا معه ,فهذا ينير لنا معرفة أن الله خلقنا و جبلنا من ,العدم اى من اللاوجود و نقلنا الى الخلود
و لكن علينا أن نعرف بعض الثغرات التى قد يدخل منها الشيطان ليشكك الإنسان فى حقيقة وجود الله و حقيقة التجسد كالجهل، والخطية والكبرياء، ومحبة المال وعبادته دون الله، و أيضاً محاولة تطبيق المقاييس العقلية فى إدراك وجود الله
- أيضاً لا يجب أن نغفل عن القوة الخفية التى أنبتها الله فى داخلنا ,و التى تتقوى و تتغذى بالصلاة و قوة (الروح القدس )الذى انسكب به حبنا للاهوت الآب بنعمة جسد و دم ابنه الذى نأخذه فى التناول و هوجسد حقيقى للإبن الذى خرج من الآب, كخروج النور من النور لذلك فنحن نحب الله ونؤمن أنه هو الله الديان و الفادى و الذى مات على الصليب , لكنه قام معلنا لنا ان لا سلطان للموت على الديان و أيضاً لا يمكن أن يملك الموت على من تبعوه - لانه لا يمكن أن تتم الادانة و صدور الحكم من قاضى و ديان للخليقة و لا تراه ( 31«وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ،فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ. 32وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ،فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ، ) متى 25
- أما الروح القدس فهو الذى يقود ارادتنا لكل شئ فيه خير و رافضين للشرور و محبين لكل الخليقة بلا استثناء
فبالروح القدس نستطيع أن نكون متسامحين , محبين لبعضنا البعض , باذلين للعطاء أكثر من الأخذ , بل أيضاً أن نفهم اسرار سماوية لا يستطيع انسان لم يؤمن بربنا يسوع المسيح أن يفهمها أو يدركها و لذلك تكون الرؤية لللاهوت ليست رؤية بصرية و لكن رؤية روحية
- فنحن قد نتعجب فى اوقات كثيرة من تصرفات بعض الاشخاص الذين لم يولدوا بنعمة البصر و لكن قد نفاجأ بأن هؤلاء قد وصلوا الى درجات علمية فاقت من يتمتعون بالبصر
- و هذا مثال سمح به الله أن نراه فى الحياة لكى نعرف أن الرؤية لا تحتاج لعين بشرية و لكن تحتاج لمستوى عالى من قوة الرؤية الروحية و لذلك عندما تكلم ربنا يسوع المسيح عن رؤية الآب كان يقصد أن لا يستطيع انسان أن يصل الى المستوى من الرؤية الروحية بدون جسد الابن و دمه و الذى يتحرك معه عمل روحه القدوس داخلنا,و كما جاء فى بشارة القديس متى الاصحاح 5 ( 8طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ ) . لهذا القديس أغسطينوس يلجأ إلى الله، مناجيًا إياه قائلاً :إلهي... لقد جعلت نفسي قادرة على أن تسع جلالك غير المحدود، لئلا يكون لها شيء يقدر أن يملأها سواك! ( يقصد أن من يمتلئ بجلال و نعمة الله لا يهتم او ينظر لأى مغريات فى العالم سواء مال أو سلطان أو ما شابه هذه الامور الشيطانية ,و هذا ما قاله ايضاً معلمنا بولس الرسول فى الرسالة الى فيلبى الاصحاح 3 ( 8بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضاً خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ9وَأُوجَدَ فِيهِ، ) أى متحداً وواحداً معه فى ملكوته الابدى
و هنا بعض اقوال للاباء تعرفنا نعمة المسيحية
يصف القديس إيريناؤس الإفخارستيا التى هى جسد و دم المسيح أنها خبز الخلود، كما يدعوها القديس أغناطيوس الأنطاكي دواء الخلود.
في الأيام الأخيرة لخص كل شيء في نفسه؛ فقد جاء ربنا إلينا ليس حسب إمكانياته هو، وإنما حسبما نستطيع نحن أن نراه. حقًا كان يمكنه أن يأتي إلينا في مجده الذي لا يُعبّر عنه، لكننا لم نكن قادرين أن نحتمل عظمة مجده. ولهذا السبب قدم خبز الآب الكامل نفسه لنا في شكل لبنٍ بكوننا أطفالاً صغار. هكذا كان مجيئه كإنسان لكي نتقوّت، أقول، من جسده، وبمثل هذا اللكتات (فرز اللبن) نعتاد أن نأكل كلمة اللَّه ونشربه، فنحمل في داخلنا خبز الخلود، الذي هو روح الآب].
القديس إيريناؤس
لقد وفر علينا اليهود السؤال عندما قالوا
كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل؟" ) يوحنا 6
يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم علي هذه العبارة أنه ما كان يليق باليهود أن يتساءلوا هكذا بعد أن رأوا معجزة الخبزات. كما جاء في تعليقه أيضًا:
يلزمنا أن نفهم الأسرار، ما هي،و لماذا أعطيت، وما النفع منها لنصير جسدًا واحدًا، و(30لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ. (أف 5: . ليت المتناولون يتتبعون ما أقوله. لكي ما نصير هكذا ليس بالحب وحده، بل وبالفعل ذاته، لنتحد بهذا الجسد. هذا يتحقق بالطعام الذي قدمه لنا مجانًا، مشتاقًا أن يظهر حبه لنا. لهذا مزج نفسه بنا، وعجن جسده بأجسادنا، لكي نصير واحدًا، كجسد يتحد بالرأس...
لقد احبنا قبل ان نعرفه
لذلك يقودنا المسيح إلي صداقة حميمة ليظهر حبه لنا. إنه يهب الذين يرغبونه ليس فقط أن يروه بل يلمسوه ويأكلوه، ويقبلون ويشبعون بكل حبهم له.
قصة:
قيل أن ملحداً تمادى فى تشكيك الناس فى وجود الله معتمداً على المقاييس العقلية، فأرسل له الرب ملاكاً فى هيئة طفل يلعب على شاطئ بحرٍ كبيرٍ، فاقترب منه الرجل وسأله عما يفعل، فأجاب الطفل قائلاً: أنا أحفر هذه الحفرة، وأريد أن أضع هذا البحر فيها.. فتعجب منه الرجل الملحد جداً وقال: يا لك من طفل مسكين، أتريد أن تضع هذا البحر الكبير فى هذه الحفرة الصغيرة، يا للعجب.. هنا قال له الملاك: وأنت هل تريد أن تضع الله غير المحدود فى عقلك المحدود؟
فالله أسمى وأعظم من أن نقيسه بمقاييسنا العقلية..
*** هام لكل مسلم و لكل يهودى و لكل ملحد
الوقت قريب
سفر الحكمة
الإصحَاحُ
الأَوَّلُ
إجتناب
الخطيئة
1 أحِبُّوا
التَّقوى يا حُكَّامَ الأرضِ، تأمَّلوا في الرّبٌ واَطْلُبوهُ بِطيبِ قلبٍ. 2
فالذينَ يَسعونَ إليهِ يَجِدونَهُ، والذينَ لا يَشُكُّونَ فيهِ، يَرَونَهُ. 3 سُوءُ
الظَنٌ يُبعِدُ الإنسانَ عَنِ الله والشَكُّ في قُدرَتِهِ يَفضَحُ الجهلَ. 4
فالحِكمَةُ لا تدخُلُ نفْسًا ماكِرةً ولا تَحِلُّ في جسَدٍ تَستَعبِدُهُ الخطيئةُ.
5 هيَ روحٌ طَهَّرَها التَّأديبُ، تَهرُبُ مِنَ الخِداعِ، وتَبتَعِدُ عَنِ
الظُّنونِ الباطِلةِ، وتخجَلُ مِنَ الظُّلمِ. 6 وهيَ رُوحٌ مُحِبَّةٌ لكِنَّها لا
تَغفِرُ لِمَنْ يكفُرُ بِكلامِ الله. فالله يُدرِكُ مَشاعِرَ الإنسانِ ويرَى ما في
قلبِهِ ويسمَعُ ما يَنطِقُ بهِ لِسانُهُ. 7 روحُ الرّبٌ يملأُ الكَونَ وبِالأشياءِ
كُلِّها يُحيطُ. لِهذا هوَ عليمٌ بِكُلٌ ما يقولُهُ الإنسانُ، 8 لا يَخفَى علَيهِ
ناطِقٌ بِسوءٍ وبِإنسانٍ كهذا يُنزِلُ العِقابَ العادِلَ. 9 أمامَ الله تنكَشِفُ
أخفَى نيَّاتِهِ، وأقوالُهُ تَصِلُ عرشَ الرّبٌ وتحكُمُ على شَرٌ أفعالِهِ. 10
فآذانُ الرّبٌ تسمَعُ كُلَ شيءٍ حتى الهَمْسَ، 11 فتَجَنَّبوا الهَمْسَ الذي لا
خَيرَ فيهِ، وصونوا ألسِنَتَكُم مِنَ النَّميمةِ فما يُقالُ في الخِفيةِ لا يَمُرُّ
دونَ عِقابٍ، واللِّسانُ يُودي بِصاحِبِهِ إلى الهَلاكِ. 12 لا تَسعَوا وراءَ
الموتِ بِما تَرْتكِبونَ مِنْ أخطاءٍ في حَياتِكُم ولا تَجلِبوا على أنفُسِكُمُ
الهَلاكَ بِأعمالِ أيديكُم. 13 فالله لم يصنَعِ الموتَ، لأَنَّ هَلاكَ الأحياءِ لا
يَسُرُّهُ. 14 خَلَقَ كُلَ شيءٍ لِلبقاءِ وَجَعَلَهُ في هذا العالَمِ سليمًا
خالِيًا مِنَ السَّمٌ القاتِلِ، فلا تكونُ الأرضُ مَملكَةً لِلموتِ، 15 لأَنَّ
التَّقوى لا تموت.
الحياة في نظر
الأشرار
16 لكِنَّ
الأشرارَ جَلَبوا على أنفُسِهِمِ الموتَ بِأعمالِهِم وأقوالِهِم، حَسِبوا الموتَ
حليفًا لهُم وعاهَدوهُ فصاروا إلى الفَناءِ، فكانَ هوَ النَّصيبَ الذي
يَستَحِقُّونَ.
يقول القديس أغسطينوس يقول البابا شنودة يقول بولس الرسول يصف القديس إيريناؤس يقول الأب الكاهن أين يقول السيد المسيح كل ما قيل لم يذكر المسيح منه شيء المسيح قال أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله وقال انما أرسلت لخراف بني اسرائيل الضالة وقال المسيح يابني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا اله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ما المسيح إبن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقه كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون .
ردحذفلقد نشرت تعليقك لاثبت انكم امة لا تقرأ و ان قرأت فلا تفهم و هذا دليل على الظلام الذى فى داخلكم
حذف